روناهي/ قامشلو
ارتقت ثلاث حرائر في #باشور#، و#روج آفا#، و#روجهلات كردستان#، إلى مرتبة الشهادة، تفصل بين استشهادهنّ أيام معدودة؛ ما يعني عن غاية القصد في الاغتيال الممارس، وبشهادة زينا، وزينب، وناكهان؛ تعلن المرأة الثائرة في عموم المناطق، أن زمن السكوت والدفاع قد ولّى، لتصعّد المرأة هجومها ضد الذهنية المستبدة العفنة بالثورة النسائية الشاملة.
استشهدت الناشطة والأكاديمية ناكهان أكارسال، والتي كانت عضوة في مركز أبحاث جنيولوجيا، بعد تعرضها لهجوم مسلح أمام منزلها يوم الثلاثاء #04-09-2022# بين الساعة 10-11 صباحاً في مدينة السليمانية بباشور كردستان.
مؤسسة أكاديمية الجنولوجيا
عملت الناشطة ناكهان من مدينة قونيا في #باكور كردستان#، صحفية، ومؤلفة صحف، ومجلات المرأة، ولديها العديد من الأعمال، والأبحاث حول المرأة في كردستان وخارجها، عملت لعدة سنوات في السليمانية لتأسيس أكاديمية جينولوجيا في باشور كردستان.
لم تتوانَ الشهيدة ناكهان عن العمل بجسارة، ولفترة طويلة في النضال من أجل حرية المرأة، فخلال أصعب سنوات ثورة المرأة في روج آفا، وخاصةً في عفرين، عملت بشجاعة، وتصميم كبيرين من خلال علم المرأة، فهي عملت بجد، وبذلت جهودًا كبيرة من أجل ثورة لون المرأة وحيويتها، كما لامست قلوب نساء شنكال، اللواتي تعرضن لعنف شديد من قبل داعش، وقامت ببحوث ميدانية، لإلقاء الضوء على علم اجتماعهن، وتاريخهن في هذا المجال.
قادت عضوة أكاديمية علم المرأة ناكهان أكارسال، أنشطة مكتبة أعمال المرأة الكردية، ومركز الأبحاث مع نساء باشور كردستان في السليمانية، وقد عاشت مع نساء باشور كردستان، اللواتي تعرضن لأخطر العواقب السياسية، والفاشية، وبينما كانت تمارس عملها في قيادة النساء، ونشر عملها لهنّ، وتدريبهنّ عليه من خلال علم المرأة، تعرضت للقتل على يد المحتلين بكل بشاعة.
وكان علم المرأة قد أعطى ناكهان طريقة الحرية في النضال، وتعلم نظريات الفكر، والمعرفة في الحياة.
لذا كانت المناضلة ناكهان هدفاً للعدو، الذي يرى أن فكرها، وإرادتها الحرة تشكل خطراً على سياساته الدنيئة، فكان إقليم كردستان المرتع المريح للعدو؛ نتيجة سياسة الديمقراطي، التي فتحت لهم أحضانها؛ ليصولوا ويجولوا بحرية تامة، ويرتكبوا أفظع الجرائم، بحق كل من ينادي بالحرية على أرض كردستان، التي رويت بدماء الشهداء الطاهرة.
باشور مرتع الاغتيالات
ففي الآونة الأخيرة نفذت دولة الاحتلال التركي، وبتعاون مع حزب الديمقراطي الكردستاني سلسلة عمليات ضد وطنيين، ومناضلين كرد في باشور كردستان، وأمام سلسلة هذه الاغتيالات ما تزال حكومتا بغداد وهولير، يلتزمان الصمت، رغم وجود المئات من الحواجز، وكاميرات المراقبة في شوارع مدن ومناطق الإقليم، إلا أنّ هذه الجرائم تنفذ بكل سهولة.
حيث اغتيل سابقاً شكري سرحد، عضو لجنة عوائل شهداء حزب العمال الكردستاني، في 17 أيلول/ سبتمبر 2021 في حي جارجيرا في السليمانية، من قبل الاستخبارات التركية، ولم تكشف القوات الأمنية في إقليم كردستان حتى الآن، عن قاتلي الشهيد شكري.
كما تعرض المواطن من شمال كردستان، محمد زكي جلبي، صاحب مطعم دنيز في السليمانية إلى محاولة اغتيال أمام مطعمه، في حي بختيار وسط مدينة السليمانية؛ ما أدى لإصابته بجروح، وبعد نقله إلى المشفى توفي متأثراً بجراحه.
وفي 17 حزيران الماضي، استهدفت طائرة مسيّرة تابعة لدولة الاحتلال التركي سيارة في قضاء كلار في السليمانية، أدى لاستشهاد أربعة أشخاص، وإصابة آخر، ومن بين الشهداء كان نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فرهاد شبلي، الذي كان في زيارة لمدينة السليمانية؛ لإجراء بعض الفحوصات الطبية.
كما تعرض عضو مجلس حركة المجتمع الكردستاني (حركة الحرية) والكتاب سهيل عزيز خورشيد المعروف باسم ماموستا “شمال” في 28 آب الماضي إلى محاولة اغتيال في قضاء كفري، التابعة لإدارة كرميان أمام منزله؛ ما أدى إلى استشهاده على الفور.
وفي 29 آب / أغسطس 2022 قصفت طائرة مسيّرة تابعة للدولة التركية المحتلة منزلاً في مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور)، وأسفر الهجوم عن استشهاد المواطن، أبو زيد عبد الله عبيد، وهو أب لستة أطفال.
تكرار سيناريو اغتيال المحتل التركي للمواطنين في باشور كردستان، وتواطؤ حزب الديمقراطي الكردستاني، يوضح الصورة أكثر، بأن مزيداً من الاغتيالات ستحصل بحق الوطنين، والأحرار؛ لصمت حكومتي الإقليم وبغداد حيال ما تفعله تركيا ضمن أراضيها، في حين لايزال القتلة طلقاء إلى الآن، ولم يتم القبض عليهم.
التآمر البيّن
وفي الوقت، الذي كانت المنظمات النسائية، والأحزاب الكردستانية، تندد بجريمة قتل الناشطة والأكاديمية ناكهان أكارسال على يد الاستخبارات التركية (MIT)، نشر رئيس الجبهة التركمانية صورا لرئيس الاستخبارات التركي، هاكان فيدان في هولير، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الكردستانية والعراقية، حول الزيارات المتكررة لفيدان إلى هولير وبغداد.
“المرأة – الحياة – الحرية”
وبهذا الصدد، وتحت شعار “المرأة – الحياة – الحرية”، أصدرت أكاديمية علم المرأة مؤخراً بياناً مشدداً بشأن مقتل عضوتها ناكهان أكارسال: “سننتقم للرفيقة ناكهان من الفكر الفاشي والسلطوي الذكوري، وندعو النساء الثوريات، والديمقراطيات، والأكاديميات، والعلماء إلى إدانة هذا الاغتيال السياسي”
وجاء في مجمل البيان: “استشهدت ناكهان أكارسال عضوة أكاديمية علم المرأة، وعضوة هيئة تحرير مجلة جنيولوجي صباح اليوم في الساعة 9:30 في السليمانية؛ نتيجة هجوم مسلح.
نحن ندين بشدة هذه الجريمة السياسية للقوى الفاشية، والمهيمنة ضد النساء، اللاتي قاومن في العالم كله، وندعو حكومة باشور كردستان إلى الإسراع في ملاحقة جريمة القتل هذه، التي تعد استمرارا لجرائم القتل الوحشية السابقة، ضد ياسين بولوت، ومحمد زكي جلبي، وسهيل خورشيد، إذا لم يتم توضيح هذه الجرائم، فإن تعاون وخيانة حكومة باشور كردستان يستهدفان المرأة دائما، ويقفان بوجه موجة الثورة النسائية المتصاعدة”.
سبب الفرار إلى هولير
كشفت الملابسات الأولى لحادثة اغتيال الشهيدة ناكهان خيوط المؤامرة، والاستهدافات، التي تحصل في إقليم كردستان، حيث أعلنت أسايش مدينة السليمانية، يوم الثلاثاء 4/9/2022، القبض على قاتل الناشطة، والأكاديمية ناكهان أكارسال، في قضاء كويا أثناء محاولته الهروب إلى هولير.
اختيار منطقة هولير مركز حزب الديمقراطي الكردستاني، والاستخبارات التركية، يكشف أن لهما اليد في اغتيال الشهيدة ناكهان، ويذكر أنه أثناء اغتيال عضو لجنة عوائل الشهداء في PKK شكري سرحد، واللاجئ السياسي زكي جلبي، وأيضاً عضو مجلس حركة المجتمع الكردستاني (حركة الحرية)، سهيل عزيز خورشيد المعروف باسم “ماموستا شمال” في أوقات سابقة في السليمانية وكلارا، تداولت معلومات، أن القتلة فروا إلى هولير، بعد تنفيذ جرائمهم.[1]