أوضح عضو اللجنة التنفيذية ل#حزب العمال ال#كردستان#ي# (PKK) دوران كالكان، أن الدول المشاركة في مؤامرة 9 تشرين الأول ضد القائد أوجلان، أرادت ترك حزب العمال الكردستاني بلا قائد وكسر نفوذه، إلا أنها لم تنجح في ذلك.
جاء حديث عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) دوران كالكان، خلال حوار أجرته معه وكالة فرات للأنباء (ANF) في ذكرى مؤامرة 9 تشرين الأول 1998 التي نفذت ضد القائد #عبد الله أوجلان#.
الجزء الأول المفصل للحوار:
كيف كان المشهد السياسي العسكري في العالم والمنطقة وفي كردستان في فترة المؤامرة الدولية في 9 تشرين الأول 1998...؟
قبل كل شيء، أحيي مقاومة القائد عبد الله أوجلان ضد المؤامرة الدولية المستمرة منذ 23 عاماً، كما أحيي مقاومة لن تستطيعوا حجب شمسنا التي شكلت حلقة من النضال حول القائد أوجلان، في شخص الرفيقين خالد أورال وآينور آرتان بكل تقدير واحترام.
أبارك نضال الشعب الكردي الذي لم يتوقف أبداً، واتحد حول القائد أوجلان، وواصلوا نضالهم في ظل كافة الظروف الصعبة، هذه المقاومة ضد المؤامرة ستتوج بكل تأكيد بالنصر، أنا أؤمن بهذا الموقف من القلب والروح، بأن الشعب الكردي والمرأة الكردية سيحققون الحرية الجسدية للقائد أوجلان وسيبنون حياة حرة.
بدون شك، أن الحدث الأهم الذي نفذ في القرن العشرين كان المؤامرة الدولية في 9 تشرين الأول عام 1998، بالطبع العديد من الأطراف التي شاركت في هذه المؤامرة، وصفت القائد أوجلان بأنه ثائر القرن العشرين، بالطبع فقد ظهر في كل عصر، قادة وثوار مقاتلون وأبطال عظماء ولا مثيل لهم وتوجوا المقاومة بنصر قضايا الشعوب ودافعوا وحموا القيم الإنسانية، ولهذا السبب، أصبح القرن العشرين بالفعل قرن الثوار.
ضد هذه الحركة الثورية العظيمة، حتى في ربع القرن العشرين، ظهرت ثورة مضادة وتم تعريفها على هذا النحو، تم قمع التطورات الثورية في ربع القرن ونصفه، في نهاية القرن، الثوار الذين كتبوا التاريخ، أرادوا محوهم من التاريخ هذه المرة، من انتفض ضد هذه الشيء ودفع بنضال الحرية في كردستان إلى الأمام، هو القائد عبد الله أوجلان، وبسبب ذلك، أرادت هذه القوة الناهبة، القضاء القائد عبد الله أوجلان وهزيمة هذه الثورة العظيمة قبل نهاية هذا القرن، لذلك يجب أخذ حقيقة المؤامرة الدولية بعين الاعتبار وتقييمها ضمن هذا الإطار.
نحو استراتيجية العالم الحديث
كما نعلم أنه منذ بداية القرن العشرين، هناك إجراء استثمار كبير من أجل الاسلحة، وقامت الحرب العالمية الأولى، بلا شك أن الحدث الأكثر اهمية في الحرب العالمية الأولى، هي قيام الثورة البلشفية في روسيا في 1917، وضعت الثورة التي قامت بقيادة لينين بصمتها في بدايات القرن العشرين، وفشل هذا التطور الثوري في نهايات القرن العشرين، تطورت هذه المرحلة وتحولت إلى حرب عالمية ثالثة، لذا يمكن القول بكل أريحية أن الحدث الأكبر الذي قام في نهايات القرن العشرين في الحرب العالمية الثالثة، هو المؤامرة الدولية ضد القائد أوجلان.
* في بداية عام1990 تفكك الاتحاد السوفيتي ودخل العالم في مرحلة الحرب العالمية الثالثة، وقعت في هذه المرحلة ظاهرة عجيبة في الشرق الأوسط، ما هي تلك الظاهرة؟
دخلت القوات العراقية بقيادة صدام حسين في 2 من آب عام 1990 إلى الكويت واحتلتها، ما أدى إلى اندلاع ازمة الخليج وحربها، بدأت هذه المرحلة في الشرق الاوسط، وجلبت معها مرحلة جديدة في العالم.
إن تفكيك الاتحاد السوفيتي السابق، وجّه إدارة صدام حسين نحو احتلال الكويت، أو إن احتلال صدام حسين للكويت أسرعت من تفكيك الاتحاد السوفيتي؟ بالتأكيد يمكن النقاش حول هذا السؤال؟ ولكن تطورها في الوقت ذاته ليست صدفة.
في هذا الإطار عندما نركز، إلى أي مدى ساندت الولايات المتحدة الأمريكية صدام حسين من أجل احتلال الكويت، وإن لم تكن تسانده بشكل قوي، يمكننا القول انها لم تصده أيضاً، وأعطته الضوء الأخضر وراء الكواليس.
من ناحية الاحتلال، إن أكثر قوة قيمت هذه المرحلة من الناحية العسكرية والسياسية هي الولايات المتحدة الأمريكية، كمبدأ عام، أي جهة استفادت أكثر من هذا الحدث، ولها تأثير في حدوثه، لذلك يمكننا القول إن الولايات المتحدة الأمريكية استفادت أكثر من أي جهة أخرى من عملية حرب وأزمة الخليج.
ولكن إلى متى ستستمر عملية الاستفادة هذه؟ هل لوقت طويل، أم قصير؟ هل وصلت الولايات المتحدة الأمريكية إلى هذا المستوى من التأثير، أم أنها فشلت في النهاية؟
هذا موضوع نقاش آخر، ولكن في أوائل التسعينات فتحت الساحة لولايات المتحدة الأمريكية من الناحية العسكرية والسياسية، قامت الولايات المتحدة الأمريكية، في عملية تفكيك الاتحاد السوفيتي بتقييم هذا الوضع وبدأت باسم تصحيح العالم الحديث استراتيجية حديثة من الناحية العسكرية والسياسية، وطبقتها من الناحية العملية، لذلك قبل أي شيء يجب السيطرة على القيادة السياسية والعسكرية، كيف يمكنها الاستفادة من أزمة وحرب الخليج، طورت في الساحة الإقليمية والعالمية اتفاقيات سياسية ضد إدارة صدام حسين، وحاولت التقدم في كل المجالات.
عندما ننظر إلى النتائج النهائية التي خرجت إلى الساحة، ونظرنا إلى القاعدة الاستراتيجية لتصحيح العالم الحديث التي خرجت في التسعينيات بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط والعديد من الجهات العالمية، يتم رؤية سياسة نشطة بشكل واضح، خاصة مع حرب الخليج، هزمت قوة حكومة صدام حسين وقسمت العراق إلى ثلاثة اقسام، وحاصرت إدارة صدام حسين حول بغداد، ولم تسمح بتقدم هذه الإدارة باتجاه الجنوب وشمال العراق، تم إغلاق المعادلة 36 و32 من قبل إدارة صدام حسين بشكل كامل، وبذلك اسست سلطة عسكرية وسياسية في العراق، بهذه الطريقة كسرت الحلقة الوسطى من السلسلة إيران-العراق وسوريا والتي مركزها العراق، هذا التطور هزم إدارة صدام حسين بشكل كامل، وقلصت من تأثير قوة إيران وسوريا.
أرادوا حصر حزب العمال الكردستاني في #شمال كردستان#
من ناحية أخرى ، واستناداً إلى عملية قوة المطرقة، التي تتخذ من هولير مقراً لها، تم إنشاء إدارة جنوب كردستان، وتم إغلاق جنوب كردستان أمام حركة الحرية لحزب العمال الكردستاني، في محاولة لحصر وجود حزب العمال الكردستاني فقط في شمال كردستان، إدارة جنوب كردستان التي تأسست على أساس عملية قوة المطرقة، ودخلت في تعاون عميق للغاية مع الولايات المتحدة والجمهورية التركية وعملت كقوة إقليمية ضد حزب العمال الكردستاني، أرادوا حصر حركة الحرية في شمال كردستان بهذه الطريقة، ولإبقاء الشعب الكردي وحركة الحرية تحت سيطرتهم بهذه التكتيكات، فإذا ما حدث كل ذلك، فهذا يعني أن الولايات المتحدة كانت ستمتلك كل شيء في الشرق الأوسط من الناحية العسكرية والسياسية.
تعزيز الولايات المتحدة لوجودها في العديد من مناطق العالم
وفي التسعينيات ومن خلال هذا الأسلوب، عززت الولايات المتحدة من وجودها في العديد من مناطق العالم، وطوّرت قوتها على الصعيدين العسكري والسياسي، ففي البلقان، حققت بعض النتائج من خلال اللجوء إلى الحرب، وفي القوقاز أيضاً حققت بعض النتائج من خلال الحرب، وبعد هذه التطورات والوضع الحالي ، ليس من الممكن ومع الحرب العالمية الثالثة أن يكون لها تأثير مثل السابق، فمن أجل ذلك، تريد تعميق الأزمة في العراق وتفرض كل سيادتها على المنطقة، وتريد أن تبني على أساس هذا التحكم، وبشكل أساسي في كردستان والعديد من المناطق الأخرى، ولهذا السبب، تريد بشكل خاص بسط سيادتها على حركة الحرية وتعميق الحصار عليها، لماذا ؟ فإذا لم تفرض سيادتها بالكامل على العراق، بعد القضاء التام على إدارة صدام حسين، ولم تضيق المجال لحزب العمال الكردستاني، فقد يزداد تأثير حزب العمال الكردستاني على جنوب كردستان، كما أن هذا الأمر يمكن أن يعرقل في المستقبل أي خطوة للولايات المتحدة في المنطقة، وهذا بحد ذاته بالنسبة لهم يصبح مصدر خوف وقلق.
لذلك، أصبحت مؤامرة 9 تشرين الأول 1998 على جدول أعمال الولايات المتحدة وبدأت الهجوم على القائد أوجلان، لقد أرادت من خلال المؤامرة، ترك حزب العمال الكردستاني بلا قائد وكسر نفوذه، ومن ثم بذريعة هجمات 11 أيلول 2001، هاجمت تنظيم القاعدة واحتلت أفغانستان، وفي عام 2003، أطلقت هجوماً ضد إدارة صدام حسين، وفي خضم هذه المراحل، تم تفعيل المؤامرة الدولية ضد القائد أوجلان خطوة بخطوة.
بدون شك، لا ينبغي أن يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها دولة تعمل بمفردها، فيجب النظر إليها كقائد منظومة، فهي تعمل بنشاط مع إسرائيل والمملكة المتحدة، ولا تزال تستخدم الناتو بكافة الطرق، فعندما ننظر إلى كل هذه القوى في شخص الولايات المتحدة، فإن التدخل ضد الشرق الأوسط أخطر بكثير من الهجوم الذي حصل خلال الحرب العالمية الأولى.
ففي سياق هذه التقييمات، إذا ذكرنا بإيجاز الوضع السياسي والعسكري في كردستان، فكما هو معروف، لقد هُزم الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد توقيع اتفاقية الجزائر عام 1975، وبذلك انتهت مرحلة مقاومة الكرد وانتهت مدتها، لكن بعد فترة، ظهرت مطالب جديدة من أجل الحرية والاستقلال، ففي الجزء الأكبر من شمال كردستان، لم يكن الخط الإقطاعي في شخص الحزب الديمقراطي الكردستاني موجوداً، وظهر خط الحرية الوطنية بقيادة القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني.
وفي سبعينيات القرن الماضي، أصبحت حركات الشبيبة بشمال كردستان على نحو متزايد حركات اجتماعية وحركات شعبية، لقد كان هذا بحد ذاته بحثاً جديداً لحرية الشعوب، وكانت لا تزال في المرحلة الأولية، لقد أرادوا هزيمة هذه الحركات، فالدولة التركية التي سلمت قوتها للحداثة الرأسمالية، قامت بالانقلاب العسكري الفاشي في 12 أيلول، فمع هذا الانقلاب، أرادوا القضاء على حركة الحرية في شمال كردستان، فكما هو معروف، لقد قاوم حزب العمال الكردستاني كل هذه الهجمات وأفشل جميع هذه الهجمات، وعلى الرغم من أن الدولة التركية أرادت تطوير استراتيجية معادية للثورة في تشرين الأول 1992 مع القوات المتعاونة معها في جنوب كردستان، إلا أنها لم تحقق هدفها.
* ما هو مستوى الصراع والعلاقة بين الحداثة الرأسمالية التي تعد نظام دولي، وبين حزب العمال الكردستاني (PKK)؟ لماذا استهدفت المؤامرة الدولية القائد أوجلان؟
ظهرت القضية الكردية خلال الحرب العالمية الأولى وفي نهايتها داخل نظام الحداثة الرأسمالية، وفي هذا السياق، هذا النظام قسم كردستان، كما أنه اعتبر الشعب الكردي وكامل كردستان غير موجودة، وفي هذا الإطار، واجه الشعب الكردي الإبادة الجماعية والمجازر في ظل سلطة الدول القومية، ولهذا السبب، لقد اعتبرت هذه الدول القومية إن كل قوة تهدف إلى حرية الشعب الكردي، معادية لها سياسياً وعسكرياً، كما أنهم عملوا وبدعم القوى الرأسمالية العالمية القضاء على أية شرارة للحرية أينما وجدت وتدميرها بالكامل.
ظهر وضع الإبادة هذا أيضاً في الانتفاضات التي قامت في شمال كردستان في الأعوام 1925-1940، حيث أنه أظهر بالفعل في انتفاضة سمكو شكاكي في شرق كردستان، وأظهرت نفسها في جمهورية مهاباد الكردية وأيضاً في انتفاضات جنوب كردستان بكل وضوح، كما أن هزيمة انتفاضة بارزاني في عام 1975 أيضاً، قد حدثت من قبل هذه القوات.
مهما كانوا قد قسموا كردستان إلى أجزاء، ووضعوا كل جزء منها تحت سيادة دولة قومية، فقد تم في النهاية إدارتها من قبل نظام الحداثة الرأسمالية، واستمرت هذه المعايير مع معاهدة سعد آباد، وحلف بغداد في القرن العشرين.
يعني، أينما حدثت انتفاضات لأجل الحرية في أي جزء من كردستان، ونظمت، تم الهجوم عليها من قبل هذه القوى المهيمنة، ظهر هذا الموقف أيضاً في شخص القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني، مهما كان حزب العمال الكردستاني قد تأسس كحركة الحرية في شمال كردستان من أجل الحرية واستقلال الشعب الكردي، وطور نفسه كحركة تحررية من حيث الفكر والعملية، ومهما كان هدفه الرئيسي هو الحرب ضد الجمهورية التركية، فقد رأى نظام الحداثة الرأسمالية ضده في كل خطوة من مسيرته لأجل الحرية، حتى أن هذا الوضع قد قوّت سعي الجمهورية التركية الفاشية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي الناتو وأنها لا تزال تكتسب المزيد من الفوائد في المجالين السياسي والعسكري.
في الواقع، فإن الدعم الذي يقدمه نظام الحداثة الرأسمالية للدولة التركية ضد الكرد لا يعود فقط لسبب انضمامها لحلف الناتو فحسب، هذا الوضع يعود لوجود القضية الكردية من قبل، فإن الدول مثل إيران، العراق وسوريا التي لم تصبح عضو في الناتو، لكنها تتلقى الدعم في حربها ضد الشعب الكردي، من قبل نظام الحداثة الرأسمالية، وتدير الشعب الكردي وفق هذا النظام الرأسمالي، ولقد نفذت عمليات سياسة وعسكرية ساحقة ضد النضال الكردي، لماذا؟ لأن القوة التي خلقت المشكلة الكردية هي نظام الحداثة الرأسمالية، الذي يريد تجاهل الشعب الكردي والقضاء عليه، لذلك، فإنها تستهدف كل فكر ونشاط من أجل الحرية اللذان يصبحان مضادتين لنظام الحداثة الرأسمالية في وقت قصير، فأن هذا الوضع يطبق أيضاً ضد حزب العمال الكردستاني، الذي يقود النضال من أجل وجود، وحرية الشعب الكردي بالطريقة الأكثر راديكالية.[1]