ترجمة: حزني كدو
غدا تحل الذكرى الحادي والثلاثون على مأساة #حلبجة# والتي راحت ضحيتها أكثر من 5000 شهيد واكثر من 2000مشوه و مصاب ولا يزال الكثير من ابناء حلبجة يعانون من نتائجها الكارثية . ولكي لا تتكرر مأسي اخرى لا بد من التكاتف و الاتفاق وعدم الانجرار خلف الاجندات الاقليمية التي لا تريد المصلحة الكردية .
بهذه المناسبة أهدي قصة مواطن من حلبجة الى كل سياسي كردي وكردية وكل انسان شريف يتألم لمأسي الأخرين .
قصة من حلبجة
أحمد صوفي رمز الشجاعة و الولاء، البطل الذي أبى الهرب.
لقد استجاب أحمد صوفي لحلم زوجته واستمع إليها جيدا كغير عادة الكرد من اعماره ، وهذا ادى إلى إنقاذ اولاده وأخرين من الموت المحتم بالغاز السام من قبل الطاغية صدام حسين قبل احدى و ثلاثين عاما في مدينة حلبجة في كردستان العراق.
لقد سافر أحمد وزوجته في زيارة الى بغداد وتركوا اولادهم في حلبجة ، و في بغداد وقبل كارثة حلبجة باربعة أيام حلمت الزوجة بأطفالها وهم يبكون ويهرعون في الخلاا، نهضت الأم مرعوبة.. تهلوس.....أحمد ....أحمد.. قلبي يحدثني بان أطفالي في خطر ..!
هلم بنا نعود الى الديار إلى حلبجة ....حاول أحمد أن يهدأها ، انه حلم يا أم أحمد هدئي من روعك ! إنه حلم ، مجرد حلم ، لا ...لا بد أن أعود إلى حلبجة ، اليوم، بل الأن ،وسأعود لوحدي ان لم تأتي معي . عندها لم يتردد أحمد و قرر على وجه السرعة ، وعاد إلى حلبجة...
وفي الطريق إلى حلبجة ، وفي الجبال صادفوا قوة من البشمركة وحذرتهم والسكان بأن قوات صدام على وشك مهاجمة البلدة وعليهم المغادرة وإخلاء المدينة ، تحرك أحمد على الفور، وفي الفجر غادر أحمد حلبجة مع زوجته وأولاده الى مكان أكثر أمانا ، وبعد ساعات عاد أحمد الى بيته ليجلب بعض الحاجيات والطعام ، لكنه تفاجىء، بأن المدينة خلاف التي تركها منذ برهة ، سكون عجيب، الموتى في كل الأزقة والأماكن، لقد فعلها اللعين صدام .
رجع الى حلم زوجته، بل اإلى الكابوس ،الشوارع مليئة بجثث الأطفال والنساء والشيوخ و الحيوانات ، حتى الحشرات لم تسلم ، على عتبة باب بيته ترك جاره جثث طفليه في كيس كبير وترك رسالة يرجوا منه دفنهم لأنه ذهب يبحث عن أطفاله الأخرين.
ماذا سافعل يارباه ! تذكر بأنه لابد من دفن الموتى ، دفن أفراد عائلته الكبيرة ،سار في الأزقة والشوارع بحثا عن الناجين ، لكنه صدم عندما شاهد الناس يركضون مذعورين خائفين وهم يدوسون من غير وعي جثث الموتى من اقاربهم و ينفذون بأرواحهم ، هل أركض مثلهم وانفذ بجلدي ؟ لا ! سأبحث عن الاحياء والموتى ، من شارع إلى شارع، من زقاق إلى زقاق.
لقد دفن أحمد 31 شخصا من عائلته ، لم يترك اية زاوية أو زقاق أو شارع بحثا عن الأحياء و الأموات، وبمساعدة بناته والأخرين تمكن من دفن 1430 جثة ، وتجميع الجثث وتكديسها لحين دفنها ، حتى ان بناته حفروا القبور، حتى بايديهم .
ان الشجاعة و البطولة واضحتان من خلال الحروق والجروح على يديه جراء لمسه للغاز السام والخردل عند ملامسته للجثث ، وهذا شعار الفخر ووسام على صدره كما يقول سكان حلبجة الذين يدينون له بالعرفان و الجميل .
لا يوجد نصب تذكاري يخلد ما قام به أحمد ، لكنه رمز للشجاعة والوطنية و الولاء ، كما انه لا تخلو مقبرة من مقابر حلبجة الكثيرة إلا ودفن فيها أحمد بعض من الجثث ، لذلك أصبح محطة انظار واحترام الجميع وبانه ربما قد دفن أحدا من أقاربهم.
عندما دخل الجيش الأيراني حلبجة لإخلاء السكان والمصابين ، رفض أحمد أن يتزعزع من مكانه قائلا بانه نذر نفسه خدمة لحلبجة وأهلها , وسيبقى ليرى كيف يستطيع مساعدتها وخدمة ما تبقى منها ، إلا ان الجيش الأيراني لم يرى بدا إلا ان يأخذوه سجينا.
وبالرغم من مأساة حلبجة وكابوسها ، فأن أحمد يشعر بشيء من السعادة ، ليس بسبب ما قام به فحسب ،بل لأنه أستطاع أن ينقذ 12 طفلا من الأختناق وهم الأن موزعون بين اوربا ويعيشون بسعادة ، وهو سعيد لذلك و بفخر.
[1]