تتعرض النساء في #كردستان# لمختلف أشكال هجمات الإبادة، وترى عضوة منسقية مؤتمر ستار، ريحان لوقو، أن هذه الهجمات تنفذ بمخطط واحد من قبل الذهنية ذاتها التي تسعى لبناء مجتمع متعصب بعيد عن الديمقراطية والحرية، وأكدت أن النساء في كردستان سيحولن شعار المرأة، الحياة، الحرية إلى شعار لبداية انطلاق ثورة نسائية في العالم.
يواجه شعب كردستان الهجمات الاحتلالية والذهنية الذكورية للنظام السلطوي القائم حالياً والذي يفرض نفسه على المجتمع في شخص #المرأة الكردية# التي لطالما عُرفت بنضالها ومقاومتها على مر التاريخ.
ففي كل جزء من أجزاء كردستان الأربعة، يتم ممارسة شكل من أشكال هجمات الإبادة بحق المرأة والتي تستهدف بالدرجة الأولى حريتها وإرادتها؛ سواء عبر الهجمات العسكرية أو حتى فرض الذهنية الذكورية وسلطتها القمعية عليها.
في روج آفا وشمال وشرق سوريا يتم استهداف النساء الرائدات والمناضلات اللواتي لطالما قدن ثورة 19 تموز وحمين مكتسباتها، وفي باكور (شمال كردستان) يتم فرض سياسة شوفينية عليهن وشن هجمات الإبادة على وجودهن وهويتهن، أما في روجهلات وباشور كردستان فسُلِبَ من المرأة كامل حقوقها وحريتها في فرض الذهنية الرجعية عليها.
مواجهة المرأة للتعصب الجنسي
وفي وقت تزايدت فيه هجمات الإبادة ضد المرأة وبالأخص بحق الريادية والطليعية، لفتت عضوة منسقية مؤتمر ستار، ريحان لوقو، إلى السياسات الذكورية والسلطوية التي فرضت على المرأة منذ ما يقارب ال 5000 عاماً، وقالت في مستهل حديثها: تعرضت المرأة في الشرق الأوسط والعالم لسياسات الذهنية الذكورية والأبوية والنظام السلطوي والتعصب الجنسوي على مدار عصور بهدف خلق امرأة تتوافق مع أفكارهم الرجعية.
ريحان نوهت إلى الطبيعة الخلاقة للمرأة في بناء مجتمع حر وديمقراطي، وقالت: المرأة هي حقيقة وعلم، تمكنت من أن تكون رائدة لمجتمعها لبنائه وتطويره من مرحلة المجتمع الطبيعي ولغاية اليوم الراهن، ولعبت أدوراً مهمة ضمن المجتمع، فيما يخص الحماية وصولاً إلى التدريب، لذلك سعت الذهنية الذكورية إلى إبعاد المرأة عن هذه الطبيعة وخلق امرأة تتوافق مع أفكارهم عبر فرض سياسات الذكورية والسلطوية عليها.
مؤكدة أن جميع الحروب التي دارت ما بين الجنسين من التاريخ وصولاً لليوم الراهن كانت على أساس محاولة الذهنية الذكورية فرض نفسها على المرأة، ومواصلة الأخيرة لنضالها ضد النظام السلطوي الدولتي والتعصب الجنسوي وحماية طبيعتها وحقيقتها الخلاقة وتاريخها العميق.
جسارة المرأة الكردية
الشعب الكردي الذي تعرض لهجمات إبادة على مر التاريخ، عرف وتميز بجسارة المرأة الكردية التي تمكنت من الدفاع عن شعبها في كل المراحل، إذ أوضحت ريحان لوقو، أن النساء الكرديات من أكثر النساء اللواتي تمكنَّ من الرد على الهجمات التي استهدفت شعبها، وقالت: في نظام الشرق الأوسط، عرفت النساء الكرديات بجسارتهن ومقاومتهن؛ في وقت سعى فيه النظام الدولتي فرض ذهنيته، كانت المرأة الكردية أولى من رفضت وقاومت هذا النظام.
ريحان لوقو، أعادت أسباب اختيار المرأة الكردية النضال والمقاومة على الخنوع والاستبعاد، في قولها: بمعرفة القائد أوجلان فتحت أعين النساء على الحياة مرة أخرى، وتمكنَّ من إعادة تدوين تاريخهن وحقيقتهن النضالية مرة أخرى، في حماية أنفسهن ولعب دورهن الفعّال ضمن المجتمع.
وأضافت: أكد القائد أوجلان على ضرورة حماية المرأة لهويتها بالدرجة الأولى لتتمكن من حماية وجودها في كل المجتمعات، وعلى أساس ذلك بدأت النساء نضالهن في الشرق الأوسط، وبالأخص المرأة الكردية التي تدربت وفق مبادئ وفكر القائد أوجلان، ومن هذا الأساس أثبتت نفسها في معظم الساحات والميادين.
وأشارت ريحان إلى الهجمات التي تتعرض لها المرأة في الشرق الأوسط وكردستان بالأخص على يد الذهنية الذكورية والاحتلالية، السياسات التي يتم فرضها على المرأة في الشرق الأوسط تستمد مبادئها من الذهنية السلطوية والاحتلالية التي تسعى لكسر إرادة وعزيمة المرأة الحرة، فالأحداث التي جرت في الفترة الأخيرة في شمال وشرق سوريا وروجهلات وباكور وباشور كردستان بحق المرأة ليست من قبيل المصادفة.
موضحة أن ذلك يتم بمخطط واحد ضمن مؤامرة دولية لتحقيقه على أرض الواقع بأسرع وقت، وذلك في مسعى من الذهنية الذكورية إلى بناء نظام رجل سلطوي أمام امرأة ضعيفة، وخلق مجتمع بعيد عن العدالة والديمقراطية والمساواة في شخص المرأة التي تحمل في خصالها ميزات الحرية والديمقراطية والسلام.
ثورة المرأة في روج آفا
وفي إشارة إلى الثورة التي اندلعت في روج آفا وشمال وشرق سوريا ونظمت على أساس فكر القائد أوجلان بريادة وطليعة المرأة الكردية، بيّنت ريحان لوقو قادت المرأة، ثورة 19 تموز التي اندلعت شرارتها في كوباني وتوسعت في كامل شمال وشرق سوريا؛ لذلك فإن سر استمرارية هذه الثورة هو أن المرأة أعلنت ثورة ضمن ثورة.
وتابعت: ثورة روج آفا لم تكن بمعزل عن المرأة مثل باقي الثورات، بل اتخذت النساء في روج آفا الثورات الأخرى تجربة لها للبدء بثورتها وتوسيعها في عموم شمال وشرق سوريا، بطليعة المرأة الكردية تتم حماية الإنسانية جمعاء.
المرأة ضمن الثورة في مواجهة هجمات الإبادة
وفي إشارة إلى الهجمات التي تتعرض لها مكتسبات ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا، أردفت ريحان: اجتمع رجس العالم كله على أرض شمال وشرق سوريا بأسماء مختلفة من مرتزقة جبهة النصرة حتى أحرار الشام وصولاً إلى مرتزقة داعش، ودولة الاحتلال التركي التي تستهدف بشكل مباشر مكتسبات المرأة وثورة روج آفا.
مبيَنة أنه كلما تقدمت شمال وشرق سوريا وتمكنت من أن تصبح مثالاً لكل العالم بثورتها ومقاومتها ونظامها كلما تكثفت الهجمات على مكتسباتها ضمن الثورة، وخاصة في الآونة الأخيرة حيث يتم استهداف رواد هذه الثورة وكل من لعب دوراً ضمنها.
وتطرقت ريحان لوقو إلى أهداف استهداف النساء الرياديات في ثورة 19 تموز، قائلة: النساء في شمال وشرق سوريا هن من قدن المجتمع والثورة، وتمكنَّ من توحيد موقف الشعب ضد جميع السياسات التي مورست ضدهن، لذلك فالأنظمة المعادية لتحرر المرأة تسعى لكسر إرادة النساء في شخص المرأة الريادية، وذلك لخلق مخاوف ضمن شعبنا بكل فئاته.
استهداف رائدات السلام والحرية
ونوهت ريحان إلى النساء اللواتي استهدفن في شمال وشرق سوريا من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقته، بالقول: السياسية هفرين خلف التي مثلت السلام وجمعت بخصالها كل شعب شمال وشرق سوريا استهدفت بشكل مباشر، وزهرة بركل التي كانت ناطقة باسم حركة المرأة (مؤتمر ستار) في إقليم الفرات، والأم عقيدة التي توجهت إلى سري كانيه لدعم المرابطين على جبهات القتال ضد الدولة التركية لحماية مكتسبات ثورة روج آفا.
مضيفة يتم استهداف النساء اللواتي يقدن نضال الحرية بكل مراحلها، بريادة وحدات حماية المرأة التي أصبحت مثالاً لجميع النساء في العالم، ويتم استهداف قياداتها بشكل مباشر، أمثال الشهيدات جيان تولهلدان، وروج خابور، وغيرهن العشرات من القياديات، جميعهن استشهدن إثر مؤامرة ومخطط واحد يحمل نفس الذهنية الذكورية.
واقع المرأة في كردستان
ولفتت عضوة منسقية مؤتمر ستار الانتباه إلى الهجمات التي تتعرض لها المرأة في عموم كردستان، وقالت: مؤخراً تم استهداف المناضلة زينب محمد التي لعبت دوراً فعّالاً في الثورة، وفي باكور كردستان تتعرض النساء اللواتي يدافعن عن لغتهن وهويتهن وثقافتهن للاعتقال بشكل شبه يومي أمام أنظار العالم أجمع، وفي روجهلات كردستان تقتل المرأة باسم الإسلام، كجينا أميني التي قتلت بزعم عدم ارتدائها للحجاب بشكلٍ صحيح وكشف شعرها، الذي يعد حق طبيعي لها، ورأينا كيف بخصلة من شعر امرأة كردية اندلعت انتفاضة في روجهلات كردستان وإيران، وفي باشور تتعرض المرأة لهجمات إبادة وسياسة إنكار بشكل متواصل.
مؤكدة أن الهدف من ذلك هو فرض الأنظمة الحاكمة سياساتها وذهنيتها على جميع أجزاء كردستان والشرق الأوسط عامة في شخص إرادة المرأة الحرة، وقالت: سياسات جميع الدول مشتركة بحق النساء في كل العالم.
تحقيق كردستان حرة ديمقراطية
عضوة منسقية مؤتمر ستار في روج آفا، ريحان لوقو، أكدت أن النساء من جميع المكونات سيحولن القرن الحادي والعشرين قرناً للمرأة الحرة ضد جميع السياسات والهجمات التي تتعرض لها، وسيحولن من شعار المرأة، الحياة، الحرية إلى شعار لبداية انطلاق ثورة النساء في العالم أجمع.
مشددة في ختام حديثها بتكاتف ووحدة النساء سنحقق كردستان حرة ديمقراطية، وستتكاتف كل الحركات والتنظيمات النسائية للوقوف ضد الاحتلال والعنف والذهنية التي تفرض نفسها على المرأة الحرة، فقد حان وقت الحرية بالنسبة لنا، وسنحقق ذلك لكل مجتمعنا عبر بناء رجل حر إلى جانب امرأة حرة لخلق مجتمع ديمقراطي.
(ي م)
ANHA
[1]