جل آغا/ أمل محمد-
في رحلتها مع الموسيقا تألقت خناف محمد، أربعة وعشرون عاماً، الفتاة الحالمة من قرية “شبك” التابعة لناحية جل آغا، احترفت العزف على آلة #البزق الكردي# منذ أن كان عمرها اثني عشر عاما، لتسطر بأناملها حكايتها في عالم العزف والغناء، وتغدو من المواهب الفريدة في المنطقة، ولها بصمتها الخاصة.
رفيق الدرب والحياة
البزق المركون في زاوية غرفتها، لا يفرقها أبداً، قصة صداقة خناف مع هذه الآلة تجاوزت الأفق، حيث لا تعدّه جماداً ووسيلة للعزف، بل وصفته بأنه الصديق، الذي تشكو له أحزانها في الأتراح، وتتقاسم معه سعادتها في الأفراح، أينما حلت وارتحلت، البزق، الذي أطلقت عليه اسم “هفال”، يكون معها، فقد تحتاجه في أي لحظة، لتعبر عن شعورها إما السعادة أو الحزن، وعلى أنغام هذا الشعور تعزف معزوفة تعبر من خلالها عن مكنونات داخلها.
بداية المشوار
العازفة العشرينية، والتي تعزف بإحساسها قبل أناملها استهوتها الموسيقا بعمر الطفولة، وشدها أكثر لعالم النغمات والأصوات هو تعلق أخاها “جكر” به، والذي يعد معلمها الأول؛ ما دفعها إلى حمل آلة البزق والبدء بدوزنة الألحان بكل عفوية، مع الكثير من الحماس حدثتنا خناف عن موهبتها بقولها:
“أنتمي لعائلة تعشق الموسيقا، فلست الأبنة الوحيدة التي تعزف، ومن هذه النقطة تسللت شيئاً فشيئاً لعالم الموسيقا والنوتات، أتذكر اللمسة الأولى للبزق واللحن الأول، الذي عزفته، والذي لم يكن له أي علاقة بالموسيقا، لكنه كان بداية الخطوة الأولى لهذا العالم الفني”.
تجيد خناف العزف من خلال النوتة الموسيقية، والغناء أيضاً، كما تبرع في عزف الأغاني التراثية القديمة، وعن هذا حدثتنا قائلةً: “غالباً ما أعزف ألحان محمد شيخو، وسعيد يوسف، والموسيقا الكردية التراثية، ويعود ذلك لسلاسة هذا النوع من الموسيقا، التي أعدها من أصفى الألحان، والتي اكتسحت العالم وأصبح لها هوية خاصة بها”.
ذكريات لا تُنسى
شاركت خناف في مهرجانات ومناسبات واحتفالات عديدة، ولكن أول مشاركة لها أمام الجمهور في الثامن من آذار يوم المرأة عام 2016، لها نكهة خاصة، كون هذه المناسبة كانت أول حدث تقف فيه خناف مباشرةً أمام الجمهور وتضيف: “خطواتي الأولى على المسرح في 2016، وأنا بعمر السادسة عشر، لا أنساها، كانت خطوات حذر وخوف، على الرغم من ثقتي التامة بموهبتي واستعدادي، إلا أن هذا الشعور لم يفارقني طوال الحفل”.
اليوم تقف خناف محمد بثقة وبعنفوان تامين؛ أمام آلاف من الأشخاص، وهي إلى حين اللحظة إدارية في فرقة ألينيا للموسيقا، تدرب وتُعطي من قاموسها الموسيقي للفتيات والشبان الراغبين في تعلم الموسيقا، وأولى كلماتها لكل عازف حالم وتواق للموسيقى” ثق بنفسك”.
لا حدود للموهبة
شغف خناف لم يقتصر على تعلم العزف على البزق، بل في كل لحظة تختلي فيها بنفسها في غرفة الآلات الموسيقية في المركز الثقافي في رميلان، تنتقل بين آلة وأخرى، وتحاول التدرب على آلات جديدة كالعود، والدف، والأورج، وزادت: “من يحلق في الفضاء الموسيقي يفهم ماهية هذا العالم الواسع، موهبتي تدفعني لتعلم العزف على آلات جديدة، من الخطأ القول: بأننا وصلنا للنهاية، لا حدود للإبداع، وخاصةً في مجال الفن”.[1]