أكد الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي #غريب حسو# أن القوى المتآمرة لم تحقق أهدافها من المؤامرة الدولية على القائد #عبد الله أوجلان#، وعبّر عن ثقته في أن القوى التي انتهجت الخط الثالث وارتكزت على تنظيم المجتمع ستنتصر في النهاية.
بدأت المؤامرة الدولية التي نسجت خيوطها بعد خروج القائد عبد الله أوجلان من سوريا في 9 تشرين الأول 1998، واختطافه فيما بعد في مطار نيروبي بكينيا ليتم تسليمه إلى الاستخبارات التركية.
وحيكت خيوط هذه المؤامرة، أمريكا وانكلترا وإسرائيل وشاركت فيها روسيا والقارة العجوزة (أوروبا) وتركيا إلى جانب دور لمصر وسوريا، وهذه الدول لعبت أدواراً مختلفة من استخبارتية وسياسية.
ويقضي القائد أوجلان أكثر من 24 عاماً في سجن إمرالي، وسط عزلة مشددة يمنع فيها من رؤية ذويه والالتقاء بمحاميه، وفي هذا الصدد أجرت وكالتنا حواراً مع الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM، غريب حسو قيم فيها أهداف المؤامرة الدولية.
* تمر 24 عاماً على انطلاقة المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد أوجلان، كيف تقيمون هذه المؤامرة التي شاركت فيها قوى دولية وإقليمية أدت إلى اختطاف القائد وأسره فيما بعد؟
بداية ندين هذه المؤامرة الدولية التي حيكت ضد شخصية القائد عبدا لله أوجلان. حجم المؤامرة كبير وخيوطها متشعبة، لماذا حبكت المؤامرة؟ لماذا كل هذه الدول شاركت فيها؟ قد يكون طرح هذه الأسئلة مستغرباً للبعض، لكن الأنظمة السلطوية ترى منطقة الشرق الأوسط تابعة لها ويجب أن تكون تحت سيطرتها دوماً من كافة النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية.
في السابق، كان هناك معسكران، معسكر اشتراكي يعرف بحلف وارسو، ومعسكر أميركي يعرف بحلف الناتو، مع انهيار حلف وارسو سيطر حلف الناتو بقيادة أميركا على المنطقة، ومن أجل تمكين هذه القوى وفرضها على إرادة الشعوب في منطقة الشرق الأوسط، لاقت صعوبات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
الصعوبات أصبحت حاجزاً أمام التدخلات الأجنبية على المنطقة، مثل وجود ثورة بشخصية القائد عبد الله أوجلان ترسخت بفكره وفلسفته؛ الإرادة الجديدة تقوم على أساس جمع الثقافات في المنطقة من خلال ثورة تبنى بمبادئ القيم والمعايير الثورية المجتمعية الخلاقة.
تحركت الدول الرأسمالية، كما أن القوى الرأسمالية المهيمنة على المنطقة تحركت باسم الفاشية التركية للقضاء على هذه الثورة والمعايير والثقافات وكل المجتمعات التي تناضل من أجل إرادتها.
اجتمعت هذه القوى أكثر من مرة، ودعمت ووقفت إلى جانب الفاشية التركية منذ أولى أيام ثورة التحرر الوطنية الكردستانية، منذ أول خطوة قام بها القائد أوجلان بتشكيل مجموعة أيديولوجية فكرية لبناء مجتمع ديمقراطي يجمع كل الثقافات مع بعضها البعض وتعيش بكرامة وإرادة حرة، كل هذه الدول وقفت مع تركيا ولكونها في حلف الناتو، تركيا دائماً تشكو من العرب والكرد واليونانيين والأرمن.
الذهنية الفاشية الموجودة في تركيا ذهنية عثمانية، ذهنية المذابح والمجازر والحقد والكراهية ضد الشعوب، يبدو أن دول الناتو تستغل هذه المفاهيم والذهنية من أجل مصالحها، فدعموا الفاشية التركية والحكومات المتعاقبة في تركيا لكيلا تنتصر إرادة الشعوب من خلال تنظيم هذه المؤامرة الدولية.
المؤامرة لم تبدأ من 9تشرين الأول/ أكتوبر 1998، بل في 1996 حاولوا استهداف القائد أوجلان من خلال تفجير سيارة مفخخة، في لبنان بسبب الضغوطات على الحركة وعلى شخصية القائد، اتجه نحو الشرق الأوسط، لم يتجه نحو الغرب منذ البداية، اتجاهه نحو الشرق؛ يعني بناء مجتمع وجمع الثقافات لإنهاء والتخلص من سياسة الإنكار.
إذاً فأساس بناء أي ثورة تنبع من منطقة الشرق الأوسط وعندما اتجه القائد أوجلان إلى المنطقة أعطى أملاً لكل المجتمعات وأصبح ذا تأثير كبير في كل المنطقة، لذا هذه الدول رأت نفسها عاجزة عن اقتحام المنطقة وسوف تفشل في سياساتها إن لم تقوم بإزالة الحواجز (أفكار القائد أوجلان)، وإفشال الثورة.
فلسفة القائد أوجلان ومواقفه الأخلاقية تعتبر درعاً قوياً لحماية الثقافات والمجتمعات في المنطقة لذلك الدول (المؤامرة) قامت بالترتيب لهذه المؤامرة، وأعدوا لزيارات مكوكية ودبلوماسية، نتيجة هذه الحركات والجولات الدبلوماسية كانت هناك عملية تجهيز لمخطط للقيام بمؤامرة لكن ضد من، لم يكن يعلم أحد.
اكتشفت هذه المؤامرة بعدما أعلن الأتراك أنهم سوف يقضون على حركة التحرر الكردستانية، وطالبوا القائد أوجلان حياً من دول المنطقة، سواء أكان من سوريا أو لبنان، هذه التصريحات والتهديدات من قبل الحكام الفاشيين في تركيا للدول المجاورة أثارت ضجة كبيرة، وانكشف القناع عن عدة دول التي لعبت دوراً سياسياً في عملية القرصنة الدولية سميت كذلك لأنها كانت خارج الإطار القانوني والحقوقي.
عندما خرج القائد أوجلان في 9 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1998 من سوريا، خرج بإرادته ومعاييره وقيمه الإنسانية متجهاً نحو الغرب لإيجاد قنوات للسلام والديمقراطية وبحثاً عن الحلول الجذرية للقضايا المتعلقة في المنطقة وفي مقدمتها القضية الكردية.
* هل حققت الدول المتآمرة أهدافها بعد مرور 24 عاماً على اختطاف القائد أوجلان؟
هذه الدول المتآمرة لم تصل إلى أهدافها المرجوة، الكرد يعيشون وبراديغما القائد أوجلان أصبح لها تأثير على مستوى العالم، جميع المكونات والثقافات التفت حول فلسفته، بما في ذلك المنظمات الحقوقية والديمقراطية والحركات اليسارية ومنظمات المجتمع المدني والأحرار والثوريون في العالم والمجتمعات ذات القيم الأخلاقية، هذا دليل أن المؤامرة لم تصل إلى نتائجها.
القائد أوجلان حول سجنه إلى مركز للعلم والثقافة والأخلاق لحرية المجتمعات والمرأة والشبيبة، هو معتقل منذ 24 عاماً لكن مقاومته هذه تعتبر من أكبر وأقوى المقاومات في العالم، هو الوحيد في العالم الذي يقاوم في السجن، لا يملك شيئاً سوى الإرادة والجرأة والجسارة ويملك إرادة المجتمعات من أجل الحرية، يناضل ويقاوم ويضحي بكل ما لديه من أجل حرية الشعوب و المنطقة ولدحر الإرهاب والأنظمة السلطوية المهيمنة التي تحاول إعادة هيمنتها على المنطقة، وهذه المقاومة التي يبديها القائد في السجن بحد ذاتها إنجاز حققه تجاه هذه المؤامرة.
اتفق العديد من رؤساء العالم على هذه المؤامرة مع شبكاتهم الاستخباراتية ضد القائد أوجلان الممثل لإرادة الشعوب، لو ألقينا نظرة على الدول التي حبكت للمؤامرة؛ أصبحت أنظمة ديكتاتورية تحولوا إلى حكومات حرب، اليوم يديرون حرب شاملة على مستوى العالم، ويعيشون في أزمة خانقة من الداخل، وعداوات بين بعضهم البعض.
مصالح هذه الدول المشتركة إلى أين قادتهم؟ لو أمعنا النظر إلى شعوب المنطقة وفلسفة القائد عبد الله أوجلان بعد 24 عاماً من الأسر، هناك العديد من الجهات تطالب بحرية القائد أوجلان نظراً لمشروعه الناجح ويحمل في جوهره السلام والأخوة والديمقراطية من أجل حلحلة كافة المشاكل والعوائق في المنطقة، السلام والديمقراطية والسلام معدومة ومغلقة في هذه الدول.
السلام موجود في إمرالي، الإفراج عن القائد عبد الله أوجلان يعني فتح قنوات جديدة للسلام والديمقراطية متجسدة في شخصية القائد وليستفيد منها جميع الشعوب، الحوار من خلال السلام، العلاقات والاتفاقات تبدأ من السلام والأمن والاستقرار، لكن للأسف هذه الدول ما زالت ترى نفسها بأنها قادرة على كل شيء.
لو قيمنا وضع المنطقة قليلاً، إيران فقدت السيطرة على البلاد نتيجة لقمعها المرأة والشعوب، المرأة تقود هذه الثورة من خلال فلسفة القائد أوجلان وتؤدي الدور القيادي والطليعي في ثورات الشرق الأوسط، وهذه ميزة جديدة، فالمؤامرة هنا تتلاشى وتتفتت وتنتهي.
في المقابل هناك حروب طاحنة، الفلسفة التي انتهجت الخط الثالث من خلال تنظيم المجتمعات والثقافات ضمن معايير حرب الشعب الثورية ودور المرأة الطليعي هي الضمان الحقيقي للوصول إلى الانتصار.
* كيف تقيمون السياسة المتبعة ضد القائد أوجلان في إمرالي والمبنية على تشديد العزلة ومنع ذويه وموكليه من اللقاء به؟
المؤامرة غير قانونية وخارجة عن الحقوق، عندما اعتقل القائد أوجلان استقبلته امرأة عجوزة أجنبية كانت تتبع لمنظمة CPT، وأبلغته أنه (القائد) سيكون تحت إشرافهم، لكن اليوم وبعد 24 عاماً على اعتقال القائد يشددون العزلة ليست هناك زيارات، أين هذه المرأة؟ أين اخلاقيات منظمة CPT قانونياً وأخلاقياً؟ أي معتقل في السجن يفتح له باب الزيارات وللقاء بمحاميه، لكن للأسف قانونياً تركيا تتحكم، وأخلاقياً المجتمع الدولي وبما فيها منظمات حقوقية التي لا تقوم بمسؤولياتها الأخلاقية.
تركيا تفرض العزلة على القائد أوجلان وهو في السجن ومنعه من حقوقه المدنية داخل السجن، ومعزول، الغاية من هذه الممارسات قطع صلات وصوت القائد عن المجتمعات والثقافات، بهذه السياسة القذرة يريدون فصل الرأس عن الجسد، لا تقوم تركيا لوحدها بل هناك دول تدعم هذه السياسة التي تساند الفاشية والإرهاب داخل تركيا.
في الأيام الأخيرة فرضوا عقوبات انضباطية، لماذا يفرضون هذه العقوبة؟ تطالب كل المجتمعات بحرية القائد والإفراج عنه، بعد 25 عاماً من الاعتقال يتوجب الإفراج عنه بحسب قانون الحق في الأمل، لكن نرى أن تركيا تفرض عليه عقوبات انضباطية بحجة أن هذا القانون لا يشمله.
القائد أوجلان يقضي كل هذه السنوات في السجن نتيجة تهرب منظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه حقوق الإنسان، وتجاه قائد يمثل طليعة وإرادة ثورة الشعوب، هذه المؤامرة أثبتت أن الدول المشاركة في المؤامرة غير مرتبطين بالقانون، إنما خرقوا قوانين بلادهم لتقديم خدمة للفاشية التركية، هذا بحد ذاته جريمة تاريخية ويجب محاسبة مرتكبيها، فالكل سيدفع الثمن.
خلال 24 عاماً حاولوا حبك المؤامرات في إمرالي واغتياله عدة مرات، يمنعون ذويه من اللقاء به، حاولوا تسميم القائد، هذه سياسات ازدواجية من المجتمع الدولي والفاشية التركية.
من أجل حماية القائد أوجلان وحماية الفلسفة والقيم الأخلاقية أضرم العشرات بل المئات من الشبان والشابات النيران في أجسادهم أثناء اعتقال القائد أوجلان، المظاهرات والاحتجاجات عمت الشوارع والبلدان الأوروبية، حتى انجبرت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت وقالت إنهم لا يعلمون أن كل هذا العالم وراء عبدالله أوجلان.
* رغم العزلة والظروف القاسية في جزيرة إمرالي، كيف حول القائد أوجلان سجنه إلى منبر مؤثر يجتمع حوله جميع دعاة الحرية في العالم؟
القائد أوجلان صبور ولديه أبعاد استراتيجية قوية ومتمكن من تحليل كل ما يحيط به، لا يتأثر بالمؤامرات.
لم تفلح الدول المؤامرة في سياساتها ولم تصل إلى أهدافها، الوحيد الذي وصل إلى أهدافه رغم تشديد العزلة ومنع الزيارات هو القائد أوجلان الذي يعتبر إنجازاً تاريخياً ومكسباً اجتماعياً لكل المجتمعات.
* تركيا اليوم تعيش أوضاعاً مأساوية على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ما الحل لخروج تركيا من المأزق الذي وضعها أردوغان فيها، وما دور القائد أوجلان في إحلال السلام؟
تركيا تتجه نحو الانهيار والفشل، إذا كانت سوريا بالأمس، واليوم إيران، فغداً سيكون دور تركيا سوف تعيش ذات الوضع، لذلك الديمقراطية والحرية تبدأ من القائد أوجلان وتركيا وكل الدول تعلم لو أن تركيا استغلت الظروف وقامت بالتغييرات الديمقراطية وحاورت القائد، لكان أول المستفيدين من حرية القائد هي المكونات في تركيا وتتجه نحو الحرية والديمقراطية وتنقذ نفسها من الكابوس التي تعيشه.
في تركيا، الشوفينية تحكم الوطن لصالحها وليست لكافة المكونات في تركيا، هذا يشكل عبء على المجتمع التركي، الدولة الفاشية متعنتة ومتمسكة بحلف الناتو، ومتمسكة بالقوي، فتركيا شجعت الإرهاب ودعمته بهدف القضاء على الكرد ومقاومتهم.
أكثر من 40 عاماً والحروب والنزاعات وإراقة الدماء مستمرة في تركيا، لكن ليس هناك قائد شجاع جريء يملك الفهم العميق لتأمين الأمن والاستقرار فيها، الشخص الذي يصل إلى السلطة يصبح فاشياً قبل الفاشي.
في السنوات ال 10 الماضية تركيا دمرت نفسها من وراء هذه الحرب بالنهاية مصيرهم الفشل وسيسقطون، سيتحرر القائد أوجلان كما مانديلا لأن هناك من يناضل ويكافح، الحرب التركية في مواجهة الكريلا وقوات سوريا الديمقراطية ووحدات مقاومة شنكال لم تعد بمنفعة على تركيا على العكس، تركيا متورطة في الحرب وعاجزة عن حماية وإنقاذ نفسها من الحرب، وفشلت سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً من خلال أردوغان الذي يخدع المجتمع الدولي ويتبع سياسة النفاق والحقد والكراهية، فأفضل طريقة للحل في تركيا هو الإفراج عن القائد أوجلان، لأنه مفتاح السلام والأخوة والديمقراطية.
(س)
ANHA
[1]