الأستاذ : نور الدين أبو حسين
▪︎تعقيبًا على منشوري السابق عن الكاشيين “الكيشيين” و أوّل وثيقة مُلكية رسمية في التاريخ و التي تسمّى “كودورو” جاءت بعض التعليقات من الأصدقاء يطالبون فيها بالمزيد من المعلومات عن الكاشيين و هل هم فعلًا من أسلاف الكُرد.و سأجيب على هذه الاستفسارات من خلال بعض المقتطفات من المصادر الغربية المحايدة بهذا الخصوص. ▪︎شكّل الشعب الكُردي في العالم القديم ثلاث ممالك هي: مملكة جوتيوم، و مملكة لولو، و مملكة أورارتو. و أيضًا إمبراطوريتان: إمبراطورية الكاشيين و الإمبراطورية الهورو- ميتانية. في واقع الأمر، خلال فترة الألفية الثانية ق.م، كانت الإمبراطورية الكاشية “الكيشية” و الإمبراطورية الهورو-ميتانية “الخورية-الميتانية” تسيطران على العالم القديم. كان الكُرد القدماء من السكان الأصليين لمرتفعات زاغروس في العصور القديمة. كان يسكن مناطق زاغروس مجموعات من الناس أو القبائل المتجانسة لغويًّا و عرقيًّا و من بين مجموعات زاغروس، كان العيلاميون يعيشون في الجزء الجنوبي من زاغروس في إقليم مملكة عيلام “إيلام” القديمة و عاصمتها سوسة و جغرافية الكُرد القدماء غطّت معظم أجزاء مرتفعات زاغروس و طوروس. (المصدر: 1).▪︎تشير دراسات الأنثروبولوجيا إلى أنّ أجداد الكُرد كانوا من نسل السكان الأصليين للهلال الخصيب الشمالي من العصر الحجري الحديث و الذين اكتشفوا تقنيات إنتاج الغذاء بشكل رئيسي في الشرق الأدنى و أوراسيا مع توسّع المزارعين الأوائل نحو أوروبا. في موقع Jarmo الأثري في كُردستان حيث تمّ العثور على بقايا نباتية و حيوانية للزراعة و التدجين يعود تاريخها إلى 8000 – 10000 سنة ق.م بالإضافة إلى ذلك، فإنّ وجود الكتابة المسمارية السومرية من حوالي 3000 ق.م و التي تذكر أرض الكُرد “أرض كارداس” يعتبر أقدم دليل تاريخي على وجودهم في المنطقة. في هذا الصدد، تقع كُردستان على جانبي جبال زاغروس في إيران و تمتد إلى جبال طوروس في تركيا و إلى الجنوب عبر سهول بلاد ما بين النهرين. و الجدير بالذكر أنّ الكُرد ظلّوا معزولين جغرافيًّا و متميّزين عرقيًّا على الرغم من الغزوات المختلفة و الهجمات العديدة التي تعرضوا لها.(المصدر: 2).▪︎عاش الكاشيون “الكيشيون” في كرماشان بشرق كُردستان على الجانب الشرقي من زاغروس في أوائل القرن الثامن عشر ق.م. جاؤوا إلى المنطقة البابلية في بلاد ما بين النهرين لبيع ما لديهم من الخيول و العمل كجنود و عمال مهرة في ترميم المعابد و الأماكن المقدّسة، بالإضافة إلى ذلك، كان ملوك الكاشيين رائدين في جمع و نسخ العديد من النصوص الدينية و الأدبية و حفظها في مكتبات المعابد في مدن مثل أور، أوروك، نيبور، بابل، و سيبار و كانت لغتهم قريبة جدًّا من اللهجة الهورامانية الكردية. (المصدر: 3).▪︎اتفق العديد من العلماء على أنّ الكاشيين هم أسلاف الكُرد و هم يؤسسون لهذا الإدعاء على الهجرات التاريخية. فبعد غزو بلاد ما بين النهرين، أعادوا تسمية امبراطوريتهم بِ كاردونياش “أرض كاردا، كردا”..كان الكاشيون من شعوب الشرق الأدنى القديم الذين سيطروا على بابل بعد سقوط الإمبراطورية البابلية القديمة سنة 1531 ق.م و استمر حكمهم حتى سنة 1155 ق.م.و كانت عاصمتهم بالقرب من مدينة بغداد الحالية. (المصدر: 4).▪︎يقول المؤرخ و المستشرق الفرنسي، الخبير بالدراسات الكرديّة “توماس بوا” بأن الكاشيين كانوا قبيلة ميدية أدخلت معها الحصان إلى المنطقة و يعتقد بأنّ الميديين هم أوّل من أدخلوا ركوب الحصان إلى بلاد ما بين النهرين و هم الأجداد الأقدم للشعب الكُردي. ▪︎تشير نتائج دراسة الحمض النووي إلى أنّ الكُرد هم السكان الأصليون للهلال الخصيب الشمالي و أحفاد الحضارات الجبلية القديمة متعددة الأعراق و الثقافات و الذين نشؤوا من السكان الأصليين و المزارعين الأوائل و الرعاة القدامى في شمال و شمال شرق بلاد ما بين النهرين. (المصدر: 5).
المصادر:
1- A Manual of Ancient Geography by: Heinrich Keipert (page:51) , 1881.2- Ferdinand Hennerbichler, Gallego -Liorente et AL.Mitochondrial DNA Haplogroup Study: Residents of Sulaymaniah City in the Iraqi Kurdistan. 3- Kassites, Karduniash 18th Century BC .saradistribution.com.4- Samuel Johnson. 5- Kassites, History of Kurdistan.[1]