أكد الباحث الكردي، أحمد شيخو، أنه رغم المؤامرة الدولية على القائد #أوجلان# و#حزب العمال الكردستاني# إلا أن زخم النضال لم يتوقف، مشيراً إلى أن هذه المؤامرة وما تبعها من ممارسات تخالف كل المعايير والقوانين الدولية وتفضح نفاق المجتمع الدولي وازدواجية معاييره.
قبل أكثر من 24 سنة اتفقت أجهزة استخبارات دولية وإقليمية كثيرة رغم وجود خلافات سياسية بين دولهم، لإتمام واحدة من أكبر عملية الاختطاف السياسي ربما فى تاريخ الناتو واستهدفت القائد عبد الله أوجلان إرضاءً لتركيا.
استهدف المتآمرون اختطاف أوجلان ظناً منهم أنهم بهذه الطريقة يمنعون انتشار أفكاره، ولكن بعد كل هذه السنوات أثبتت الوقائع والأحداث فشل هذه المؤامرة وسقوط مخططها القذر رغم بقاء القائد أوجلان فى الأسر لدى دولة الاحتلال التركي.
رغم المؤامرة.. النضال زاد زخمه
ويرى الباحث الكردي، أحمد شيخو، أن المؤامرة على القائد أوجلان نفذها نظام الهيمنة العالمية بتواطؤ العديد من الدول القومية بعد اختيار القائد أوجلان التخندق مع شعوب المنطقة، وتبنيه الحل الديمقراطي للقضية الكردية في سياق عملية التحول الديمقراطي وبناء الديمقراطية كطريق للمنطقة وشعوبها ودولها.
وقال لوكالتنا إنه رغم المؤامرة الدولية وفصولها التي بدأت في 9 تشرين الأول أكتوبر عام 1998 والحضور الدولي والإقليمي وبعض القوى الكردية المتواطئة فيها ورغم سجن القائد أوجلان ومحاولة إضعاف الحركة الكردية الديمقراطية ووضع حزب العمال على قوائم الإرهاب إلا أن زخم النضال الكردي زاد وأفكار القائد أوجلان انتشرت بشكل كبير وقوة حزب العمال الكردستاني ازدادت بفضل المقاومة العظيمة والقراءة والمقاربة الموفقة للقائد وكذلك نتيجة إصرار الشعب الكردي على حريته ونضاله ومقاومته وتمسكه بقائده وحقوقه.
وأضاف، أن القائد أوجلان وأفكاره ومقترحاته كالكونفدرالية الديمقراطية والأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية والمعتمدة على المجتمع الديمقراطي وحرية المرأة والثورة البيئية وأخوة الشعوب أصبحت أحد أهم سبل وطرق ومقترحات الحل في المنطقة والعالم ولكافة القضايا.
ويرى شيخو أن القائد أوجلان ومن خلفه الشعب الكردي نجحوا فى هزيمة المؤامرة إلى حد كبير وأصبح اليوم المجتمع الديمقراطي والمرأة الحرة من أهم إنجازات ليس للكرد بل لشعوب المنطقة والعالم.
مخالفة لكل القوانين والمعايير الدولية
ووصف الباحث عملية اختطاف القائد أوجلان التي وقعت في 15 شباط عام 1999 وشارك فيها حوالي 40 دولة بأنها عملية قرصنة ومؤامرة دولية خارج كل القوانين والمعايير الدولية، لافتاً إلى أنه تم تسليم القائد لتركيا ووضعه في جزيرة إمرالي وحيداً في حالة متجاوزة للقوانين الإنسانية وحتى لحقوق ودستور تركيا نفسها.
وأشار إلى أن الحكومات والمنظمات والمؤسسات الدولية المختلفة، لا تتعامل مع موضوع حقوق الإنسان والقانون والعدالة بوصفه ثابتاً وحاكماً في كل الأوقات وينبغي الدفاع عنه في كل مكان، وإنما هي مسألة نسبية متباينة قابلة للنظر والرؤية والسلوك المختلف والتوظيف السياسي حسب مصالح كل بلد وسلطة.
واعتبر الباحث أن نظام الهيمنة العالمي الحالي بزعامة الولايات المتحدة الأميركية والناتو هو النموذج الأكثر وضوحاً في ازدواجية المعايير والمبادئ والمواقف المتعلقة بالحقوق، فنجدها تعلن وقوفها إلى جانب أنظمة مستبدة وقمعية وفاسدة وتدعمها بكافة السبل، كالنظام التركي وغيره والذي يمارس الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الكرد وشعوب المنطقة وينتهك الحقوق والحريات، وتتشارك معها في السياسية والأمن والاقتصاد؛ لأن تلك الأنظمة الفاشية والأحادية تسير في فلكها وتمثل أدواتها الوظيفية في المنطقة، بينما تشهر العداء وشعارات الديمقراطية والحقوق والانتهاكات مع مجتمعات وشعوب وبلدان تعارض سياساتها، وكذلك تفعل معظم بلدان الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وبريطانيا وغيرهم.
الهيئات والمنظمات الدولية تخضع للمصالح الدولية والأجندات السلطوية
كما يرى شيخو أن الأمم المتحدة والهيئات الحقوقية المنبثقة عنها، ومنظمات حقوق الإنسان المنتشرة بكثافة في أنحاء العالم هي تجسيد آخر لسياسات البلدان ولنظام الهيمنة العالمي الرأسمالي، ولا تخرج كثيراً عن توجهاتها، ويمكن وصفها بالقوى الناعمة لنظام الهيمنة العالمي وتوابعهم الإقليمية في تنفيذ سياساتهم وأجنداتهم.
وأشار إلى أنه على الرغم من الطلب المتكرر لمحامي القائد أوجلان، من ما يسمى وزارة العدل التركية والمحاكم التركية والإدارات المعنية وكذلك من المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية كمنظمة معاهدة التعذيب(CPT) والمحكمة الأوربية لحقوق الإنسان ومع الفعاليات والنشاطات المتنوعة والكثيرة من الجماهير الكردستانية وأصدقائهم وطالبي الحرية من الأحرار حول العالم وخاصة مع حملة حان وقت الحرية للقائد أوجلان، إلا أن المقاربة الدولية الحقوقية وكذلك مقاربة المنظمات والمؤسسات المعنية لم تتغير والتي في مجملها تعكس حالة ازدواجية المعايير والنفاق في التفاعل مع قضية القائد أوجلان والشعب الكردي.
مؤكداً أن هذا التعامل السلبي إنما يأتي من تبعية ومرجعية هذه المنظمات والمؤسسات التي تحكمها السياسية والمصالح الدولية والأجندات السلطوية-الدولتية ومنافعها وهذه المؤسسات والمنظمات لا تحكمها فقط المقاربة والأبعاد القانونية والحقوقية، والصمت الموجود في الساحة الإقليمية والدولية حول قضية القائد عبدالله أوجلان والشعب الكردي إنما تشير إلى تلك المنفعية والانتهازية والمصالح السياسية والاقتصادية مع دولة الاحتلال التركي والمحافظة على وضع التوتر والقلق وإمكانية استخدام #القضية الكردية# كورقة لدى الحاجة واللزوم لمصالح الهيمنة العالمية على تركيا ومنطقة الشرق الأوسط.
الحل مرتبط بالقائد أوجلان
ويرى شيخو أن حل القضية الكردية وتحقيق الاستقرار في كردستان والمنطقة يتوقف على وضع القائد أوجلان وحريته لما يشكله من تمثيل المُخاطب الأساسي في الحل السياسي والديمقراطي للقضية الكردية وتأثيره وحساسيته لدى الأمة الكردية وشعوب المنطقة علاوة على أفكاره وحضور أفكاره وفلسفته وقدرته في رفد وبناء إمكانيات التحول الديمقراطية وبناء الديمقراطية.
وختم الباحث حديثه بالتأكيد على أن الحق في الأمل للقائد الذي تحاول تركيا منعه هو منع لآخر فرصة في تحقيق السلام والحل الديمقراطي في قضية الشعب الكردي وعلى العالم الحر وكافة الشعوب ودول العالم أن تعرف ذلك، ومن حق أوجلان والشعب الكردي أن يكون حراً ومساهماً في بناء الحياة الحرة المنطقة لهم وللآخرين وما أبداه المحامون في الأسبوع الأخير في البلدان العربية وحول العالم هو جزء من الجهد المجتمعي والشعبي للأحرار حول العالم في العمل على تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان ونصرة القضية الكردية وعدالتها.
(ي ح)
ANHA
[1]