تكللت الجهود التي بذلها #مجلس سوريا الديمقراطية#، عقب مؤتمره الثالث، بتشكيل لجنة الإعداد لمؤتمر الشخصيات والقوى الديمقراطية، وكشف رياض درار أن النتائج المرجوة من المؤتمر هي تشكيل منصة جامعة للديمقراطيين، وأخذ مكانها في كل الاستحقاقات القادمة، ووضع الحلول الإيجابية للمشكلة السورية المتأزمة بعيداً عن التدخلات الخارجية.
منذ تأسيسه عام 2015، وإلى اليوم، يسعى مجلس سوريا الديمقراطية إلى توحيد صفوف المعارضة الديمقراطية في سوريا، بإطلاق عدة مبادرات من أجل حل الأزمة السورية العالقة التي تتفاقم يوماً بعد يوم؛ نتيجة التدخلات الخارجية وفي مقدمتها دولة #الاحتلال التركي# التي احتلت أجزاء كبيرة من الأراضي السورية، نتيجة تخاذل حكومة دمشق وما يسمى بالائتلاف السوري المرهون للاحتلال التركي.
وتمخض المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية، الذي عقد في تموز 2018، عن ضرورة عقد حوار بين الأطراف السورية التي تُؤمن بالحل الديمقراطي والسلمي وإنهاء الأزمة السورية، بعد فشل المؤتمرات والاجتماعات التي عقدت برعاية قوى خارجية؛ لذلك باشر المجلس تنظيم سلسلة اجتماعات مع أطياف واسعة من قوى وأحزاب سياسية وشخصيات أكاديمية ومستقلين ونشطاء المجتمع المدني في الداخل والخارج.
ونظم مجلس سوريا الديمقراطية تحت شعار الحوار السوري - السوري لقاء وبناء، ثلاث مؤتمرات في الداخل السوري، اثنان في عين عيسى وآخر في كوباني أواخر عام 2018، وأعقبه ورشات عمل في الخارج اعتباراً من 30 حزيران 2019 في العاصمة الفرنسية باريس، ومن ثم في فيينا وألمانيا، شاركت فيها قوى وشخصيات وطنية وديمقراطية، وتباحث المجتمعون قضايا خريطة الطريق لحل الأزمة السورية، وتجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وكيفية عقد المؤتمر الوطني للشخصيات والقوى المعارضة الديمقراطية.
وتطرق الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، في تصريح لوكالتنا، إلى ورشات العمل والمؤتمرات التي عقدها مجلس سوريا الديمقراطية في الخارج، وقال بعد المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية والمؤتمرات الثلاث التي عُقدت في الداخل السوري، توجهنا إلى عقد سلسلة مؤتمرات في الخارج، وكانت نسبة الحضور فيها قليلة نسبياً، حيث كان هناك غياب مبرر وآخر غير مبرر، كعدم وجود فيزا ووجود بعض قوى المعارضة في تركيا.
المؤتمرات أسست لرؤية سورية مشتركة
أكد رياض درار أن المؤتمرات أُسست لرؤية سورية مشتركة بتوجهاتها في مسألة الدستور والهوية الوطنية، ومسائل العلاقة بين القوى الديمقراطية المعارضة، وقال إغلاق الباب أمام مشاركة قوى المعارضة في الداخل جعلنا ننتقل إلى الخارج لعقد ورشات عمل في العواصم الأوروبية، وتم تنظيم 6 ورشات عمل، انضم إليها طيف كبير من المعارضين.
وبعد سلسلة ورشات عمل في الخارج، جاءت فكرة استكمال العمل بهدف مشاركة طيف كبير من المعارضين السوريين خارج مجلس سوريا الديمقراطية للمشاركة في رسم سياسة الحل في سوريا، وقال درار: تمخضت ورشات العمل التي عقدت في أوروبا عن تشكيل لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر الشخصيات والقوى المعارضة الديمقراطية السورية.
وأشار درار إلى أن ظهور جائحة كورونا أثّر على ورشات العمل في الخارج، وأوضح إلا أن اللجنة التنظيمية واصلت عملها في التشاور مع القوى السياسية ووضع بعض الأوراق المهمة من أجل عقد المؤتمر خلال عام، إلا أن المؤتمر تأجل لعدّة أسباب، وتأجيله كان مفيد لنا، لأننا بدأنا بتحديد القوى الديمقراطية الفاعلة والعاملة والراغبة في التعاون.
وتطرق درار إلى وضع بعض مجموعات المعارضة السورية، وأشار إلى أن بعض المجموعات لديها وجهات نظر تستفرد بها ولا تود مشاركتها مع الآخرين، على الرغم من ادعاءاتها بالمشاركة والمواقف الديمقراطية، وهناك من يريد أن يستأثر بالقرار من جهته وعقد مؤتمرات لأسباب عدة منها فردية ومنها للدعم الخارجي، وقال نحن مستمرون في توجهنا، هذا التوجه لجمع القوى المعارضة وتشكيل منصة قابلة وقادرة على مواجهة الاستحقاقات السورية في ظل الهيمنة الإسلامية من جهة، والأحزاب القومية من جهة أخرى، وكلاهما لا يريد حلاً ديمقراطياً في سوريا، وكذلك النظام يصعب أن يتوجه إلى اتجاه حل ديمقراطي، لذلك على الديمقراطيين حمل معولهم بيدهم والبدء بحرث الأرض وجمع الديمقراطيين من خلال تجربتهم الفاعلة والمشاركة في كل الحلول.
استكمال العمل
واستكمالاً للقاءات التشاورية التي عقدها مجلس سوريا الديمقراطية في السابق، نظم المجلس بداية عام 2022، سلسلة مؤتمرات في الداخل السوري وورشات عمل في الخارج، حيث عقد 3 ورشات تشاورية في العاصمة السويدية ستوكهولم، استكمالاً لتحضيرات مؤتمر الشخصيات والقوى الديمقراطية.
وحضر الورشات التي عقدت في الخارج شخصيات وطنية وديمقراطية سورية بارزة، منها الدكتور سمير التقي والدكتور نمرود سليمان، اللذان يعملان في أميركا وهما قامتان معروفتان في العمل السياسي والمعارِض؛ والدكتور محمد حبش المعروف بإطلالاته الإصلاحية والديمقراطية المستكملة لروح الإسلام الديمقراطي؛ والمفكر السياسي راتب شعبو.
ونوقش خلال الورشات الخارجية موضوع الدولة السورية والمشاكل العالقة فيها، واللا مركزية وضرورتها، ورؤية ما آلت إليه أوضاع سوريا بعد آذار2011، وضرورة البدء بتفتيت القضايا الشائكة ونقاش مفهوم النظام اللا مركزي كمدخل لإطار وطني ديمقراطي لحكم قائم على المواطنة المتساوية وضمان حقوق كافة المكونات المجتمعية.
لقاءات ستوكهولم ونتائجها
وأوضح درار مع بداية عام 2022، تم التحضير لعقد لقاء ستوكهولم 1، وبعدها عقدت 3 لقاءات متتالية، اثنان في ستوكهولم، وآخر في بروكسل نتيجة بعض الظروف الدولية، وأكد أن جميع اللقاءات وصلت إلى النتيجة المرجوة، ألا وهي البدء بتشكيل لجنة الإعداد لمؤتمر الشخصيات والقوى المعارضة الديمقراطية، وهي لجنة منبثقة للجنتين مشاركتين في الإعدادات السابقة، وهما اللجنة الاستشارية واللجنة التحضيرية، ومهام لجنة الإعداد للمؤتمر هو تشكيل لجان فرعية تقوم بالتحضيرات الإعلامية والتواصل مع القوى المعارضة، والشباب والمرأة ورجال الأعمال.
وتطرق درار إلى نتائج لقاءات ستوكهولم، وأكد أنهم تمكنوا من تقديم أوراق مهمة حول الهوية السورية، وأن سوريا في نهاية المطاف لجميع المكونات السورية، واسمها الاسم الجامع، وأن عملهم هو وحدة سوريا والسوريين والوصول بهم إلى هوية سياسية مشتركة تجمعهم، بالإضافة إلى وضع مقتطفات لرؤية دستورية مهمة يمكن أن تُسجل لعمل ما فوق دستوري أو عقد اجتماعي وطني يستطيع أن يلتزم به الجميع، ودراسة رؤية ومفاهيم حول اللا مركزية بتمعن وإدارة المناطق لأنفسها عبر إدارات ديمقراطية، ويبقى للمركز وزارته السيادية المتمثلة بالدفاع والخارجية والمالية، وقال وهذا أسلوب الدول المتحضرة والناجحة اليوم، في كل أنحاء العالم والتي تتبع النظام اللا مركزي الفيدرالي، والذي يمكن أن يجمع البلد على مسائل حياتية مشتركة.
اللقاءات الداخلية
أعقب ورشات العمل الخارجية لقاءات تشاورية في الداخل السوري؛ في 5 و6 آب في مدينة حلب بمشاركة 35 شخصية من مختلف المحافظات السورية، تحت عنوان سوريا إلى أين!!. وتمحورت النقاشات حول مفهوم الهوية الوطنية السورية الجامعة ومفهوم اللا مركزية، وأكد المجتمعون على ضرورة التركيز على خطاب سياسي وإعلامي جديد يتبنى مفهوم الهوية الوطنية الجامعة المعاصرة كسقف يجمع التنوع الإثني والثقافي والديني والمذهبي والقومي والطبقي في سوريا تحت مظلته على أسس المواطنة الحرة والطواعية، وأكدوا على بلورة وتشكيل مظلة سياسية وطنية جامعة للمعارضة الديمقراطية في سوريا مؤمنة بأن الحل السياسي السلمي هو الحل الوحيد.
وفي 2 و3 أيلول، نظم مجلس سوريا الديمقراطية لقاء تشاورياً في مدينة الرقة بمشاركة 50 مندوباً من شخصيات وطنية وأحزاب سياسية وحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني، وتمحور حول ضرورة وأهمية الحل السياسي في سوريا، وأهمية تشكل الهوية الوطنية السورية الجامعة ومفهوم اللا مركزية، وأكد المجتمعون على أهمية وضرورة الحل السياسي وفق القرارات الأممية، وضرورة تجميع القوى السورية والوطنية الديمقراطية والخروج برؤية واضحة ومتوافق عليها؛ كي يكون لها وزنها الفاعل في أي حل سياسي قادم لسوريا؛ واتفقوا أيضاً على دراسة حالة نموذج الإدارة الذاتية بإيجابياتها وسلبياتها وتطويرها لتكون مقدمة لسوريا المستقبلية بشكل يتوافق عليه السوريون.
كما نظم المجلس مؤتمراً تشاورياً في مدينة قامشلو يومي 16 و17 أيلول، بحضور 80 مندوباً من مختلف المناطق السورية، وتطرق المجتمعون بإسهاب إلى الحل السياسي، مؤكدين فشل العملية السياسية وفق مسارها الخارجي منذ بيان جنيف وحتى اللجنة الدستورية، نتيجة ضعف تمثيل السوريين فيها عبر إقصاء أهم قوى المعارضة الديمقراطية، وغياب الإرادة السياسية لطرفي التفاوض النظام والمعارضة وكذلك ارتباط بعض أطراف المعارضة بأجندات خارجية غير وطنية، وأكدوا على ضرورة تشكيل جسم سياسي يشارك في العملية السياسية، وقادر على تحقيق أهداف السوريين في الانتقال والتغيير الديمقراطي، والإجماع على أن القضية الكردية في سوريا قضية وطنية بامتياز يعتبر حلها مهمة ملحة من مهام المرحلة الوطنية الديمقراطية
الأهداف المرجوة من مؤتمر الشخصيات والقوى الديمقراطية
وأكد رياض درار: وصلنا لبداية الطريق العمليّ لتنفيذ المؤتمر، كان لمجلس سوريا الديمقراطية الدور في فتح الطريق، واليوم وبوجود القوى المشاركة المنتمية لقوى متعددة وشخصيات فاعلة من الضروري أن تقوم بأعمالها في العمل السياسي السوري والاجتماعي.
وحول النتائج المرجوة من المؤتمر، أوضح رياض درار أن الهدف هو تشكيل منصة جامعة للديمقراطيين، وإمكانية استقطاب الدعم الدولي لها، وأخذ مكانها في كل الاستحقاقات القادمة، وأن تضع الحلول الإيجابية للمشكلة السورية المتأزمة بعيداً عن التدخلات الخارجية.
والقوى المدعوة لحضور المؤتمر هي القوى الديمقراطية التي ترفع الشعارات والأهداف الديمقراطية، والتي تؤمن بالحل الديمقراطي السلمي والتداول الديمقراطي للسلطة، والتي تتبنى المشاريع العادلة لكل السوريين عبر التنافس بين القوى والأحزاب بشكلٍ ديمقراطي. أوضح رياض درار: هناك قوى تم تجريبها والاطلاع على إمكاناتها وقدراتها ومشاركتها في الحل السياسي السوري والازمة السورية، ولسنا بصدد التواصل مع هذه القوى التي نعتقد أنها فشلت حتى الآن.
وحول مكان وزمان عقد مؤتمر الشخصيات والقوى الديمقراطية كشف رياض درار لوكالتنا: لدينا ورشة عمل رابعة قريبة، أي نهاية تشرين الثاني، وهي التي ستحدد الموعد الأقرب لعقد المؤتمر، وحول مكان عقده فلم يحدد بعد.
(ل م)
ANHA
[1]