أكد الزعيم المشترك السابق ل#حزب الشعوب الديمقراطي#، #صلاح الدين دميرتاش#، أن حزب الشعوب الديمقراطي سيتقدم بمرشح مستقبل في الانتخابات الرئاسية في حزيران/ يونيو 2023 إذا تم استبعاد حزبه عن اتفاق “المرشح المشترك” للمعارضة، فحسب تقديرات دميرتاش ومعلوماته حول خيارات قيادة الحزب تجاه تعرضهم للتهميش من قبل المعارضة، فإن لا أحد (من الحكومة والمعارضة) يستطيع إجبار ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي على الاختيار بين شرّين.
جاءت تصريحات دميرتاش في مقابلة أجراها الصحفي “مراد صابونجو” لموقع “T24” باللغة التركية عن طريق أسئلة أجاب عنها دميرتاش كتابياً من سجن أدرنة عبر محاميه.
ملفات عديدة
تحدث دميرتاش عن ملفات عديدة حول الوضع في تركيا، من الجدل حول الانتخابات، والسياسة الداخلية لحزب الشعوب الديمقراطي، ومعضلة استمرار السلاح سيد الموقف في حل القضية الكردية.
في الشأن الانتخابي، سأل الصحفي مراد صابونجو عن تقييم دميرتاش لتحليلات تقول إن هناك تحليلات تقول بأن “المعارضة لا تبدو راغبة في التعامل مع القضية الكردية أو إعطاء رسائل واضحة عنها إلى حين الانتخابات، على أساس أن الناخبين الكرد سيتوجّهون إلى الصناديق من أجل ذهاب أردوغان على أي حال، وبالتالي سيعطون أصواتهم لمرشّح المعارضة”.
الاختيار بين شرين
دميرتاش عبر عن أمله في أن لا تتبنى المعارضة التركية مثل هذه “الحسابات الساذجة لأنهم بالتأكيد مخطئون”. وأضاف: “لا أحد يستطيع إجبار ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي على الاختيار بين شرّين. لذلك، سيكون من الأفضل محاولة إنشاء خيار جيد. أعتقد أن المعارضة ستولي اهتماماً لهذا الأمر أيضاً”.
يذكر أن المعارضة التركية لم تحسم حتى الآن موقفها في الاتفاق على مرشح مشترك للانتخابات الرئاسية في حزيران/ يونيو 2023، لمواجهة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وما زالت مداولات المعارضة تستبعد حزب الشعوب الديمقراطي من أي برنامج انتخابي مشترك.
حول هذه النقطة تحدث صابونجو عن استطلاعات الرأي التي تقول إنه إذا أعلن حزب الشعوب الديمقراطي عن مرشّحه للانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى، فإن الانتخابات قد تمتد إلى الجولة الثانية، وهذا يعني مخاطرة بالنسبة للمعارضة.
فكرة المرشح المشترك
حول هذه النقطة، أجاب دميرتاش: “لقد وجه رؤساؤنا مراراً وتكراراً رسالة مفادها: نحن منفتحون على فكرة المرشح المشترك. هذه هي السياسة الرسمية للحزب، وسيبقى الحزب مصراً على مرشح مشترك حتى اللحظة الأخيرة. إذا لم يتحقق ذلك، فإن حزب الشعوب الديمقراطي سيدخل الانتخابات بمرشّحه. ماذا يمكن أن نفعل غير ذلك؟“.
ورداً على سؤال عن إمكانية ترشح دميرتاش في الانتخابات الرئاسية، أجاب: ” أنا مستعد لأكون مرشحاً ضمن الإطار الذي ذكرته أعلاه. أنا لست محظوراً من ممارسة السياسة بالنسبة للشعب، وهذا هو المهم. بشروط اليوم، إذا كان بإمكان أردوغان أن يكون مرشّحاً، من الناحية القانونية، فيمكنني أن أكون مرشّحاً بكل سهولة. ومع ذلك، فإن حزبنا سيتّخذ القرار بما يتماشى مع آراء شعبنا”.
ويتم تداول عدة أسماء كمرشح محتمل للمعارضة، أبرز هذه الأسماء زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو، و رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو، ومنصور يافاش رئيس بلدية أنقرة والقيادي السابق في حزب الحركة القومية. ويرفض حزب الشعوب الديمقراطي، بشكل مسبق، فكرة دعم ترشيح يافاش في حال التوافق مع المعارضة، بسبب تاريخه في خطاب الكراهية ضد الكرد والقوميات الأخرى غير التركية.
يضم ائتلاف المعارضة الحالي حول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ستة أحزاب، هي: حزب الشعب الجمهوري، حزب “الديمقراطية والبناء” الذي يقوده الوزير السابق علي باباجان، والحزب “الجيد” الذي يُعرف أيضاً بحزب “الخير”، وحزب “السعادة” الإسلامي و”الحزب الديمقراطي” وحزب “المستقبل” الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو.
مرشّح توافقي
وتجنب دميرتاش خلال المقابلة الصحفية تفضيل مرشح على آخر، وقال: “في الوقت الذي لم نجرِ مناقشات حول مرشّحنا، لن يكون من الصواب مناقشة أسماء مرشحي الأحزاب الأخرى. لكن، إذا كانت الرغبة باتجاه مرشّح توافقي، فسيكون تحديد هذا المرشح من خلال أخذ آراء ومقترحات حزب الشعوب الديمقراطي بعين الاعتبار”. وتابع: “يجب أخذ أفكار ومقترحات ليس فقط حزب الشعوب الديمقراطي بعين الاعتبار، بل أيضاً الأحزاب اليسارية الموجودة خارج البرلمان والغرف المهنية والنقابات العمالية والمنظمات النسائية ونقابات المحامين والجمعيات المعنية بالبيئية حتى يصبح المرشح التوافقي مرشّحاً مشتركاً للمجتمع عن حق”.
رغم ذلك، يرى دميرتاش أن التوافق مع المعارضة حول مشرح توافقي ليس مستحيلاً، فبحسب قوله: “سنعمل معاً حتى اللحظة الأخيرة، وسنكون منفتحين على المرشّح المشترك”.
القضية الكردية ومقترحات حلها
وبخصوص مقترح دميرتاش في “الانفتاح على تركيا”، أوضح أنه “في الوقت الذي تقوم الحكومة بدعاية قذرة ضد حزب الشعوب الديمقراطي، يجب أن نلتفت إلى الناس بشكل مباشر ونوضّح نوايانا وأفكارنا الصادقة دون تعب أو ملل”. أضاف دميرتاش: “كما أكد مدحت سنجار في مقابلته الأخيرة؛ حزب الشعوب الديمقراطي ليس امتداداً لحزب العمال الكردستاني (..)علينا أن نكون قادرين على شرح ذلك للرأي العام التركي”.
من ناحية أخرى ، قال دميرتاش: “تختلف مقاربة حزب الشعوب الديمقراطي للقضية الكردية ومقترحات حلّها عن العديد من الأطراف، وهي الأكثر واقعية. اقتراحنا للحل ليس عبر عملية عسكرية، بل عن طريق الحوار والمفاوضات. علينا أن نكون قادرين على أن نشرح للمجتمع أن الحوار والتفاوض هما الحلّان الوحيدان”.
فيما يتعلّق ب “بالسلام الذي تم ويتم البحث عنه” بين الحكومة وأوجلان يقول دميرتاش: من الخطأ أخلاقياً وسياسياً معارضة السلام على أساس أن ايقاف إراقة الدماء يمكن أن يكسب أصواتاً لحزب العدالة والتنمية. لا أعرف ما إذا كان السلام سيفيد حزب العدالة والتنمية، لكنّه سيفيد المجتمع التركي. إذا كنا نتساءل عما إذا كان ناخبو حزب الشعوب الديمقراطي سيمنحون أصواتهم لحزب العدالة والتنمية في مثل هذه الحالة (استئناف السلام)، فالإجابة تتضح من خلال صناديق الاقتراع فقط”.
عائقان أمام دعوات تخلي الكردستاني عن الكفاح المسلح
وتحدث دميرتاش عن عائقين أمام دعوات تخلي حزب العمال الكردستاني عن الكفاح المسلح، وقال في هذا الإطار: “إذا أمكن، أود أن يقوم حزب العمال الكردستاني بالتخلي عن السلاح. ومع ذلك، وللأسف، هناك عائقان رئيسيان يجب على الجميع معرفتهما. أولاً، في حين نجادل بضرورة إقناع حزب العمال الكردستاني بذلك، فإن الحكومة لا تناقش ولا تدخل حيز التنفيذ أي حل آخر باستثناء العمليات العسكرية، وهي تصرّ على الاحتكام إلى السلاح. وهنا أيضاً تبرز العقبة الثانية، وهي العزلة المفروضة في إمرالي. لأن الشخص الذي يستطيع إقناع حزب العمال الكردستاني هو أوجلان، وهو لا يزال في العزلة منذ سنوات”.
وحول سؤال عن مشكلة تركيا الملحّة اليوم .. هل هي هزيمة أردوغان في الانتخابات؟ أجاب دميرتاش: “لا ليست هزيمة أردوغان؛ المشكلة الأولى في تركيا هي الافتقار إلى الديمقراطية. رحيل أردوغان لن يجلب الديمقراطية تلقائياً”.
*الترجمة: المركز الكردي للدراسات.[1]