يسعى فريق عمل فيلم دودة الشجرة Kurmê dare إلى تسليط الضوء على العمالة لصالح الأعداء وخيانة الأرض، وبحث الأسباب التي تجعل الفرد جاسوساً وخائناً لأبناء مجتمعه. بينما يقول الممثل جمعة محمد إن الهدف من الفيلم هو إيقاظ المتعاونين مع المحتل التركي، فعدو الأجداد والآباء لا يمكن أن يصبح صديق الأبناء.
في خضم الحرب والدمار والأزمات التي تشهدها المنطقة، يعتبر الفن صلة التواصل وأهم وسيلة تعبير بين مختلف الشعوب والحضارات، إذ تحاول الأوساط الفنية في شمال وشرق سوريا على اختلاف ألوانها، إفشال المخططات التي تحاك ضد أبنائها.
حيث يسعى المحتلون وفي مقدمتهم #الاحتلال التركي# من خلال الحرب الخاصة التي يمارسها إلى احتلال شعوب المنطقة وجرهم إلى الهلاك والدمار والانحلال وصهر لغاتهم وثقافاتهم الأصيلة.
وقد استدرج الاحتلال التركي بعض الكرد للعمل معه كخونة وجواسيس لضرب الإنجازات والمكتسبات التي حققتها الإدارة الذاتية في الداخل، مستغلاً الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها العالم والمنطقة خصوصاً.
إلا أن الأوساط الفنية تعمل جاهدة على توعية المجتمع، ليدرك ما يصبو إليه أعداؤه. وذلك من خلال إعداد أعمال فنية تكشف مخططات الأعداء وتفضحها، ويعد فيلم Kurmê dare واحداً من هذه الأعمال.
وتستعد فرقة الشهيد أوصمان (بافي طيار سابقاً) لعرض فيلم باسم (Kurmê darê) الذي يعني بالعربية (دودة الشجرة)، في مركز سردم للثقافة والفن التابع لقوات الحماية الذاتية بإقليم الجزيرة.
ويشارك في الفيلم مجموعة من الفنانين والممثلين وهم كل من: جمعة محمد (بافي طيار)، عيسى أوسو، هجار رمو، بيريفان أوسو، زينب خير الدين، عاصم سينو، والأطفال جودي لوند، نوبل لوند.
كتب سيناريو العمل بهجت لوند، وأخرجه مهدي عيسى، فيما استمر العمل عليه قرابة شهر.
تدور أحداث الفيلم حول كيفية استغلال الاحتلال التركي لبعض الأطراف الكردية التي تسعى إلى كسب المال والاختباء خلف القضية الكردية، ومدى تعاون هذه الأطراف مع المحتل التركي وإغراء الشبان من خلال عرض المال عليهم مقابل استهداف شخصيات اعتبارية لها بصمة في ثورة شمال وشرق سوريا. وكيفية خلق الخونة والعملاء أجل النيل من قضية شعوب عانت من الاضطهاد.
وللحديث أكثر عن الفيلم وتفاصيله، أجرت وكالتنا لقاء مع الممثل جمعة محمد، وهو أحد الشخصيات الرئيسة في العمل، وقال: نحن نصنع الأفلام بشكل مستمر عن الأحداث التي تجري في المنطقة، ونعمل على إعداد أفلام ذات معنى، انطلاقاً من أن فرقتنا تُتابع من قبل الشعب ولها صدى ومحبة في قلوبهم، ونرى أن إعداد مثل هذا الفيلم في مثل هذا الوقت ضرورة ملحة، نظراً لانتشار الخونة والعملاء والجواسيس كثيراً ضمن المجتمع.
تابع محمد أبرز ما كنا نود تسليط الضوء عليه هو؛ بعض الأحزاب السياسية التي تدّعي سعيها من أجل القضية الكردية وعملها من أجل مصلحة الشعب، ومن جهة ثانية أردنا فضح الخونة والجواسيس الذين تسببوا باستشهاد الكثير من القادة العسكريين والمواطنين دون أن يرف لهم جفن، ولكي يتعرف الشعب على حقيقة هؤلاء الخونة وفضح أعمالهم والجهات التي يتلقون منها التعليمات، كذلك فضح ما يجري بحق الشعب الكردي بأيديهم (أيدي الخونة).
ونوه محمد إلى أن الهدف من الفيلم هو إيقاظ المتعاونين مع المحتل التركي. فعدو الأجداد والآباء لا يمكن أن يصبح صديق الأبناء. فلا صديق لك سوى شعبك وأبناء جلدتك. العدو هدفه الأول والأخير التنكيل والقضاء على الشعب الكردي، وقد رأينا كيف تعاونت بعض الأحزاب مع المحتل التركي في احتلال سري كانيه، كري سبي، عفرين، واليوم نرى المحتل التركي يقول لهم لا يوجد لكم مكان بيننا، لذلك سلطنا الضوء من خلال فلمنا على أولئك الأشخاص الذين يدّعون أنهم يطالبون بحقوق الشعب، ولكن في النهاية يتخلى العدو التركي عنهم.
ووجه جمعة محمد رسالة للمتعاونين مع المحتل التركي والذين يخونون وطنهم وأبناء جلدتهم من دون حياء من أجل حفنة من المال، أن يعودوا إلى صوابهم ويتراجعوا عن الطريق الذي يمضون فيه؛ لأنه طريق الذل والمهانة ونهايتهم وخيمة.
مطالباً الشعب بالتعاون مع المؤسسات المدنية والعسكرية لوضع حد للخونة والعملاء، وبالالتفاف حول الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي تأسست بفضل دماء الشهداء، والحفاظ على مكتسباتها، وأضاف قائلاً: يجب على كل شخص أن يكون العين الساهرة على حماية وطنه وشعبه.
أوضح محمد بأن نهاية الفيلم تبين تخلي المحتل التركي عن المتعاونين معه في قتل أبناء جلدتهم بعد وصوله إلى مآربه.
وفي ختام حديثه قال جمعة محمد: منذ زمن طويل اعتاد الشعب على نخر عظامه من داخله والتجارب المريرة التي مر بها الكرد يجب أن تصبح عبرة. والمحتل التركي لن يستطيع إضعافنا فمع كل شهيد نقدمه يتصاعد لدينا حس المقاومة والإصرار على النصر والنضال ضد كافة أشكال الهجمات التي نتعرض لها.
(ك)
ANHA
[1]