أكد المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، أن قضية كوردستان تجسد إحدى مشاكل العالم الإسلامي، آملاً بأن يتم إيجاد حلّ لهذه القضية.
وأشار مجاهد إلى طبيعة العلاقات بين حركة طالبان مع العراق و#إقليم كوردستان#، بقوله: نريد إنشاء علاقات جيدة وعميقة مع جميع المسلمين، ونحن نحاول ذلك حتى الآن.
في لقاء خاص مع شبكة رووداو الإعلامية، قال المتحدث باسم حركة طالبان على هامش مشاركته في اجتماع جمعية علماء الدين، السبت (15 تشرين الاول 2022): نحن نعرف كوردستان، لأن لدينا أصدقاء كورد وتربطنا معهم علاقات.
وفيما يتعلق بوضع الكورد في شمال وشمال شرق سوريا (روجآفا)، قال مجاهد: نحن ندعو إلى اتحاد المسلمين ونرفض الصراعات بينهم لأنها تضرهم، داعياً جميع الدول إلى الاتحاد: نحن رأينا أضرار الحرب، ومن الجيد أن يتحد المسلمون فيما بينهم، ويجب حل المشاكل الداخلية لأي بلد، بغض النظر عن قوميته، من خلال الحوار.
فيما يلي نص مقابلة مراسل شبكة رووداو مع المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد:
مجاهد: شكراً لكم، يسرني أيضاً أنني معكم وأني هنا في دياربكر.
رووداو: كيف تجدون في برنامجكم الخاص بالإسلام الوضع السياسي للكورد في العالم؟
مجاهد: نحن هنا لوجود اجتماع ديني لجمعية اتحاد علماء الدين حول توحيد علماء الدين وتوحيد المدارس الدينية وبحث المشاكل المشتركة للمسلمين، وقضية كوردستان واحدة من قضايا الدول الإسلامية وواحدة من المشاكل وإن شاء الله سيُعثر على حل لها. لكن الذي يهم كثيراً، هو اتحاد المسلمين ويشهد ذلك تقدماً جيداً بجهود علماء الدين. تأثير علماء الدين وعلومهم يستطيع وبصورة جيدة حل مشاكلنا ومشاكلكم.
رووداو: هل تعرفون مكاناً يعرف بكوردستان؟
مجاهد: أجل، نحن نعرف كوردستان، لأن عندنا أصدقاء كورد وتربطنا علاقات معهم. لكننا أيضاً نريد خلال زيارتنا هذه أن ننأى بالأمور عن السياسة ونركز بدرجة أكبر على موضوع العلم والتعليم والعلماء. أما الباقي فهو مسألة سياسية يمكن التطرق إليها فيما بعد.
رووداو: هناك دائماً مشاكل حول المناطق التي يعيش فيها الكورد، كيف يجب أن تتعامل تركيا مع هذا الموضوع برأيكم؟
مجاهد: موضوع كوردستان ليس مقتصراً على الكورد. فبعد أن تآمر البريطانيون على الإسلام، بدأوا أولاً باختلاق مشاكل وصراعات للأقوام المهمة في الإسلام، وأقصد العرب أيضاً. الكورد كانوا من الأقوام المهمة في المجتمع الإسلامي، وكذلك الأتراك والبلوج والبشتون. حاول البريطانيون زرع الفتنة بينهم جميعاً. ما نرجوه هو أن نسد الطريق على الخلافات ونمضي باتجاه اتحاد المسلمين وتوحيدهم. فرغم أن لنا دولاً مختلفة، علينا أن نهتم بالقيم الإسلامية والأخلاق الإسلامية ونسعى من أجل توحيد المسلمين.
رووداو: كيف هي علاقاتكم مع إقليم كوردستان والعراق، وكيف تقيمون هذه العلاقات؟
مجاهد: نحن نريد أن تكون لنا علاقات جيدة وعميقة مع جميع المسلمين. كانت مساعينا حتى الآن من أجل هذا، وأشدد على ما أسلفت وأقول: نحن جئنا إلى هنا لاجتماع ديني مع جمعية العلماء ولا نريد الخوض في المسائل السياسية.
رووداو: في خضم الحرب الأهلية السورية يطالب كورد غرب كوردستان بحقوقهم، كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟
مجاهد: على أي حال، نحن ندعو إلى توحيد المسلمين ولا نريد حرباً بين المسلمين، لأنها تضر بهم، وندعو كل الدول ونقول لها: لقد شهدنا خسائر الحرب، ومن الأفضل أن يتحد المسلمون فيما بينهم، ويجب حل المشاكل الداخلية لأي بلد وأي قومية من خلال الحوار.
رووداو: انطلقت تظاهرات واحتجاجات في إيران بعد وفاة ژینا أميني، ما رأيكم في ذلك؟
مجاهد: هذا شأن داخلي إيراني، ومن الأفضل أن ندع شعب إيران يحل الأمر بنفسه. تضخيم هذا الموضوع وتسييسه ليس بصواب. يموت كثير من الناس وليس معلوماً إن كانت مهسا قد توفيت أو قتلت. من المستحسن ترك هذه المسألة الداخلية الإيرانية لحومة وشعب إيران.
رووداو: كيف هي أحوال الناس في أفغانستان اقتصادياً وسياسياً ومن حيث تعليم البنات؟
مجاهد: علي أن أقول أولاً، أن الأمن مستتب في أفغانستان ولله الحمد، وقد تحررت أفغانستان من الاحتلال الأميركي، وهناك ثقة بأن حكومة قوية تشكلت وهي في يد العلماء. أما مسألة التعليم فعلي أن أقول إنها مستمرة، لكنها متوقفة في المراحل (6-12) للبنات على مواضيع الدين والتراث والحجاب ومواضيع أخرى، ونعمل على استئنافها. نحن لا نعترض سبيل التعليم والتربية بل ندعمه. أما عن الاقتصاد، فعلي أن أقول إنه رغم ضعف الاقتصاد الأفغاني نتيجة الحرب وإدارة العالم ظهره لنا، فإن اقتصادنا يتعافى يوماً بعد يوم، وننفذ مشاريع اقتصادية كبيرة. استطعنا حتى الآن الاتفاق في الرأي مع 30 دولة ودعوة تجارهم ومستثمريهم للاستثمار في أفغانستان.
رووداو: كيف هي علاقاتكم مع أوروبا وأميركا؟
مجاهد: نحن ندعو إلى طي صفحة الحرب، فقد جاء الأميركيون وخاضوا في أفغانستان حرباً مدة 20 سنة ولم ينتصروا، لأن الحرب لم تكن الحل. لكننا تفاوضنا 18 شهراً في الدوحة وتوصلنا إلى حل. مشاكلنا الحالية مع أميركا وأوروبا لدينا ملاحظات عليها، ولكننا نريد التباحث والتفاهم معهم وحل كل المشاكل من خلال الحوار والعلاقات الدبلوماسية.
رووداو: هل زرتم إقليم كوردستان؟ وهل تخططون لزيارته؟
مجاهد: للأسف، لم نزر كوردستان حتى الآن، فقد كنا منشغلين بالحرب ولم يكن لدينا الوقت الكافي. لكننا نسعى لزيارة كل الدول الإسلامية، والاطلاع على المواقع التاريخية ولقاء الأقوام المختلفة.[1]