*غاندي إسكندر
اقترن تاريخ تركيا الحديث وقبلها السلطنة #العثمانية# بإراقة دماء الشعوب، وما ديمومة الحفاظ على إيقاد شُعَل الحروب بقصد إبادة المختلف معها عرقياً وثقافياً إلا ديدن تصارع تركيا في سبيل الحفاظ عليه، وأسلوب حياة لابد من غرسه في نفوس جميع الناطقين بالتركية.
ففوبيا الشعوب والحياة الديمقراطية والخوف من المختلف كان هاجساً تركياً عاماً ولاسيما ما يتعلق بشعوب ميزوبوتاميا ذات التاريخ العريق في المنطقة، فمن لا تاريخ له ولا حضارة يشار إليها بالبنان يسعى إلى بناء حضارة على مقاسه، ولكنها لا تخرج عن دائرة حضارة القوة، فهناك فرق جلي بين قوة الحضارة وحضارة القوة والغطرسة، وعندما نتصفح متون كتب التاريخ القريب نتلمس عن قرب مآسي الشعوب وأحزانها، ونتعرّف على قصص التنكيل والذبح على الهوية بآلة القتل التركية.
فعندما غزا العثمانيون أوروبا وأخضعوا عدة دول لسلطتهم وحين قرر الصرب مواجهتهم وعدم الاستكانة لهم تعرض الشعب الصربي للإبادة الجماعية المنهجية سواء من خلال المذابح أو عمليات الطرد، وكان على الناس أن يغادروا بيوتهم التي تعود إلى قرون ويهربوا إلى مناطق نائية من أراضيهم، وتم استعباد النساء بشكلٍ جماعي وإرسالهن إلى العاصمة العثمانية لاستخدامهن محظيات.
وبعيد الحرب العالمية الأولى وتحديداً في عام 1915 أعلنت تركيا العثمانية الجهاد بنزعة دينية عرقية عنصرية ضد المسيحيين (#الآشوريين# و#الأرمن# واليونانيين) حيث سفك العثمانيون دون رحمة دماء الملايين من الأبرياء والعزّل مستعملين أبشع أساليب القتل، فاستباحوا أعراض النساء وشقوا بطون الحوامل وقتلوا الصغير قبل الكبير في مجازر لم يعرف التاريخ مثيلاً لها، وبغرض إبادة الشعوب المذكورة تم تهجير وتشريد مئات الألوف، ومن ثم الاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم بعد أن عاثوا في الأرض فساداً ونشروا الخراب والدمار في كل مكان.
فالقوميون الأتراك رأوا أن التطهير العرقي والإبادة الممنهجة هي من أفضل الطرق للوصول إلى كيان تركي صافٍ خالٍ من التعددية الشعبية، وبعد تلك المجازر وخلال عشرينيات القرن الماضي انحاز الشعب الكردي إلى المسيحيين ولأن السياسة الرسمية التركية الحديثة تعتمد على تفكيك المجتمعات وفرض سياسة التتريك ففي عام 1925 نفذت الحكومة التركية مجزرة في آمد، حيث أعدمت فيها مدنيين وسوت القرى بالأرض وقتلت ما يقارب 15000 شخصاً.
وفي أعقاب ثورة #ديرسم# تم ترحيل غالبية شعب ديرسيم إلى غرب تركيا وأوروبا بعد ذبحهم لعشرات الآلاف من سكانها، وفي تسعينيات القرن الماضي حرقت تركيا أكثر من أربعة آلاف قرية كردية في آمد وماردين وشرناخ وهكاري، وبغية إتباع نهج الإبادة وتغيير ديمغرافية كردستان تسعى تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية إلى توطين أكثر من مليون لاجئ سوري من القومية العربية في عفرين وسري كانيه وكري سبي ومعظم مناطق روج آفا في مسعى منها إلى إبادة الشعب الكردي الذي اختار نهج المقاومة لمشاريع الإبادة وارتضى لنفسه وللشعوب الأصيلة في أرض ميزوبوتاميا العيش بحرية وممارسة الحياة الديمقراطية بعيداً عن الطربوش التركي الملطخ بدماء الشعوب.[1]