على الرغم من الدمار الذي لحق بصالات المسرح في بعض مناطق شمال وشرق سوريا بعد احتلالها من قبل المرتزقة، إلا أن أبناء تلك المناطق تمكنوا من النهوض بالحركة #المسرحية#، بعد دحر المرتزقة على يد قوات سوريا الديمقراطية.
يوماً بعد يوم، ينفض المسرح عنه ظلام الأنظمة الاستبدادية، معلناً ولادته بطموح أبناء شمال وشرق سوريا، ليثبتوا مرة أخرى أنه مهما طال الظلام ستشرق الشمس من جديد، وتعود الخفافيش إلى حجراتها المظلمة، تاركة خلفها رماد الحرب.
الحرب حوّلت مراكزنا الثقافية إلى رماد
كانت الحركة المسرحية في شمال وشرق سوريا مقيدة من قبل النظام الحاكم الذي كان يطارد الممثلين المسرحيين ويزج بهم في السجون، ناهيك عن الدمار الذي لحق بالمسارح بعد هجوم مرتزقة داعش على بعض المدن وإلحاق الضرر بالمراكز الثقافية وتحويلها لمعتقلات يتم فيها تدريس أيديولوجية داعش الإرهابية، لكن إرادة أبناء المنطقة كانت أقوى، فدحروا الإرهاب وأعلنوا ولادتهم من جديد.
الرئيس المشترك لحركة ميزوبوتاميا للثقافة والفن في إقليم الفرات أوصمان علي، قال في هذا الصدد نحن شعب ذو إرادة، فالحرب حوّلت مراكزنا إلى رماد، لكن بسواعد أبناء المنطقة تمكنا من إعادتها أفضل مما كانت، فعندما يبدأ أعداؤنا بالهجوم علينا يبدؤون من الأماكن الثقافية ويستهدفونها لإبادتنا ثقافياً، فالشعب الذي يدمّر ثقافياً تُدمّر جذوره.
وأضاف عندما نتحدث عن المسرح، فإننا نتحدث عن فن يضم بين ثناياه كل أشكال الثقافة، فالمسرح هو مرآة المجتمع، ومن خلاله يرد أبناء المنطقة على كل من يحاول التعدي على ثقافتهم وإبادتهم ثقافياً، ولهذا كنا محاصرين دائماً ثقافياً، ولكن بعد قيام ثورة روج آفا أصبحت لثقافتنا طابعها الخاص، فالحركة المسرحية تنفض عنها رماد الإرهاب وتصعد نحو النور.
وعن الجهود المبذولة للنهوض بالحركة المسرحية قال أوصمان علي نحاول تطوير قدرات جيلنا الشاب في النهوض بالحركة المسرحية، وأقل ما يمكننا فعله هو إقامة المهرجانات التي تعود بالفائدة على الشباب في تطوير أنفسهم من خلال كسب الخبرة، والتعرف على الفرق القادمة من خارج إقليم الفرات، وهدفنا من إقامة مهرجان آرين للمسرح هو تعريف الأهالي في مناطقنا على المسرح وأهدافه.
بفضل المهرجانات زادت الحركة المسرحية رونقاً
بدورها، تحاول الجهات الثقافية في مناطق الإدارة إعادة تأسيس الحركة المسرحية وخاصة في المناطق التي احلتها مرتزقة داعش، كمدينة الرقة التي عانت سنوات من الظلام؛ جراء ممارسات المرتزقة وقضائهم على الحركة المسرحية، ولكن اليوم وبعد تحريرها على يد قوات سوريا الديمقراطية أصبحت للمدينة فرقها المسرحية التي تشارك في المهرجانات في عموم شمال وشرق سوريا.
المخرج المسرحي والرئيس المشترك للجنة الثقافة والآثار في مدينة الرقة فراس رمضان الذي شارك في مهرجان آرين جدائل السلام بدورته الثانية من خلال عمله المسرحي حوار في كومة نفايات، قال قفزت الحركة المسرحية بعد الحروب التي مرت بها بشكل كبير نحو النور، خاصة في العامين الأخيرين، وذلك بفضل المهرجانات التي تقام في مناطق شمال وشرق سوريا كمهرجان اليخت المسرحي ومهرجان آرين جدائل السلام، ففي البداية كان هناك ضعف في الحركة المسرحية والآن بفضل هذه المهرجانات استعادت رونقها.
وأضاف في الأعوام الأخيرة، بدأت كل منطقة تؤسس فرقها المسرحية الخاصة بها كمدينة الرقة التي تمتلك اليوم أكثر من فرقة مسرحية وثلاث منها شاركت في مهرجان آرين جدائل السلام، فتعدد المهرجانات هو الذي يعيد للمسرح الحياة.
وحول الضعف الذي يعاني منه قطاع المسرح في شمال وشرق سوريا أوضح فراس رمضان عدد الممثلين والمخرجين الأكاديميين قليل، فكل من يعمل في مجال المسرح يعمل بإمكاناته البسيطة ويطور نفسه بنفسه، ومع الوقت سنتخطى مرحلة الضعف هذه، وكذلك هناك عدد الكتّاب المسرحيين، فالحرب التي تشن على المنطقة من قبل دولة الاحتلال التركي أجبرت أصحاب الخبرات إلى الهجرة من المنطقة وآثار هذه الهجرة لا زالت ليومنا هذا.
(ن ك/ك)
ANHA
[1]