عدت الأممية جيان بنكي، قتل النساء استراتيجية أولى لنظام الدولة ومحوره الذهنية السلطوية، ولتغيير هذا النظام والقضاء عليه، شددت على وجوب معرفة النساء الجوهر الأساسي لهذه الأنظمة وفهم جذور المشكلة، وبالتالي توحيد نضالهن وجعل القرن 21 قرناً لثورة حرية المرأة.
تشهد منطقة الشرق الأوسط حرب عالمية ثالثة سببه المشاكل الأساسية الذي يشوب النظام الأبوي الرأسمالي ويعد قمع وسلب ونهب المجتمعات من أولوياته ومصادرة قيّم وحقيقة المرأة، والتوجه تدريجياً نحو بناء مجتمعات جاهلة لحقيقتها وحريتها.
بخلاف ذلك، يشهد عموم #كردستان# نضال نسائي تاريخي يسعى إلى إعادة الجوهر الحقيقي والخلاق للمرأة الحرة، وخاصة في روج آفا وشمال وشرق سوريا الذي يحتضن ثورة عرفت بثورة المرأة وتحولت إلى ميراث لكافة النساء في العالم.
بينما تسعى الأنظمة السلطوية وفي مقدمتها دولة الاحتلال التركي، إلى ضرب هذه الثورة والنضال الذي بدأته النساء في كردستان، من خلال استهداف رائدات نضال حرية كردستان، وطليعيات ثورة المرأة.
حقيقة ثورة المرأة تختلف عن الثورات الأخرى
بنضال ومقاومة النساء سُمع أصداء ثورة 19 تموز 2012 في العالم، وفتح باب الانضمام أمام النساء في كردستان والخارج، في هذا السياق أوضحت الأممية جيان بنكي، والتي التحقت بصفوف الثورة عام 2015، أنه تسعى القوى الرأسمالية بالنظر إلى الحروب المستعرة في العالم إلى تحقيق أهدافها السلطوية، ومن المهم معرفة الأساس الذي تستمد منها هذه القوى انطلاقتها واستمراريتها.
ولفتت جيان بنكي الانتباه إلى روح المقاومة التي تميزت بها ثورة المرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا، قائلة: عند هجوم داعش على قضاء شنكال، وشنها لهجمات على مدينة كوباني عام 2014، سمع صدى مقاومة وحدات حماية المرأة (YPJ) في أرجاء العالم، ورأينا حينها أن هذه المقاومة والنضال ليستا أحادية الطرف، فالوحدات لا تحارب من أجل شعب فقط إنما تحارب من أجل كافة النساء والمجتمعات والشعوب، وتستمد قوتها من نضال المرأة؛ وهذا الذي ميَّز ثورة 19 تموز عن باقي الثورات الأخرى.
وأشارت إلى أسباب انضمامها إلى ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا، بالقول: النظام السائد في العالم يستهدف المرأة بالدرجة الأولى لأنه يتخذ من الذهنية الأبوية والسلطوية أساساً لهجماته وممارساته القمعية، لذلك فإن نضال ومقاومة ثورة روج آفا لفتت انتباه النساء في العالم، ومن أجل الغوص في عمق هذه الثورة والتعرف على أفكارها التحررية عن قرب، انضممت إليها.
مواجهة النظام الذكوري بحاجة إلى أساليب فكرية عميقة
المقاومة التي تميزت بها هذه الثورة أصبحت مثالاً لكل المجتمعات في العالم وبالأخص للمرأة، اليوم تستهدف الأنظمة الأبوية والسلطوية التي تسعى إلى فرض فكرها المتطرف والراديكالي عليها، وبالتالي التأثير على المجتمع بشكل عام، حيث ترى الأممية جيان أنه لوقف هذه الهجمات يتطلب من كل امرأة معرفة جوهر هذه الأنظمة.
وعن استهداف الأنظمة السلطوية والذكورية للنساء في ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا، أكدت جيان: هؤلاء النساء كن رائدات لمجتمعهن في خلق حياة جديدة لهن ولشعبهن؛ فنحن يومياً في مواجهة القرارات التي نصت عليها هذه الأنظمة السلطوية، وبلا شك لتغيير ذلك يستوجب علينا فهم فكر هذه الأنظمة كمرحلة أولى.
وأضافت: عند فهمنا لهذا النظام، نرى بأنه ليس نظام مشكل من نمط معين كما نتوقعه في خيالنا، بل هو نظام يؤثر على عقولنا وقلوبنا بشكل غير مباشر، ولتغيير ذلك هناك ضرورة للاعتماد على أساليب مختلفة بعيدة عن الأساليب العسكرية، وهذا الأسلوب يكمن في فهم حقيقة جنولوجيا (علم المرأة).
حان وقت النضال
أوضحت جيان بنكي أن المرأة هي المستهدف الأول في النظام الأبوي والسلطوي، لذلك على المرأة أن تنتفض لتغيير الحقيقة التي فرضت عليها، من خلال فهم حقيقتها وأساليب الحياة الخاصة بها، وقالت: علينا أن نعلم جيداً حقيقة الأسلوب الذي نتبعه في مسيرة حياتنا، هل هو عائد للنظام السلطوي الذي فرض العيش بعبودية، أم هو أسلوب تابع لميراث جوهر المرأة، فكما هو معروف جزء من تاريخ المرأة مخبأ في صفحات التاريخ، والجزء الآخر ضائع نتيجة السياسات التي مورست عليها.
مؤكدة أن المرأة هي الرائدة الأولى التي ستتمكن من تغيير ذهنية هذا النظام، ويكمن ذلك من خلال توحيد صوت النساء في كردستان والعالم ضد النظام الأبوي، قائلة: ننادي دائماً بأن قرن 21هو قرن ثورة المرأة، لكن لتحقيق ذلك يتطلب نضال موسع، فقد تجاوزنا مرحلة الدعم الآخر، والآن نمر بمرحلة مهمة للغاية لتوسيع دائرة نضالنا، ولنضمن حريتنا وحرية مجتمعنا، أي يعني حان وقت النضال.
استراتيجية الدول مبينة على قتل المرأة
جيان نوهت إلى أهداف الدول السلطوية من استهداف النساء الرياديات، بالقول: الدول ترى في حقيقة نضال المرأة وحقيقة علم المرأة (جنولوجيا) وبراديغما القائد عبد الله أوجلان خطراً على نظامها، فاستهداف ناكهان أكارسال وإبقاء القائد في إمرالي لسنوات يؤكد مدى خوف النظام السلطوي من هذه الحقيقة، فكلما ازدادت المرأة قوة كلما اقترب نظام الدولة من الانتهاء، لأن حقيقة الدول السلطوية تأسست ضد المرأة، لذا فإن انتفاضة الرجل إلى جانب المرأة سيقضي على هذا النظام.
وأردفت: الاستراتيجية الأولى للدولة هو قتل المرأة، لذا علينا تحليل المرحلة الراهنة بعمق، أما أن ننتصر أو نفشل، وإذا فهمنا هذه الحقيقة سنتمكن من تغيير النظام السلطوي من أساسه، مؤكدة معرفة حقيقة علم المرأة يعني التعرف حقيقة حرية المرأة ومعرفة حقيقتها وحقيقة مجتمعها.
قرن ال 21 سيكون قرناً لثورة حرية المرأة
في ختام حديثها، نوهت الأممية جيان بنكي، المطلوب من المرأة لمواجهة الهجمات والسياسات التي تتعرض لها من قبل النظام السلطوي، قائلةً: الخطوة الأولى تكمن في معرفة علم المرأة وتطبيقه على أرض الواقع، فتطبيق ما يقال في الواقع هو منطلق يخلق حقيقة النضال والانتفاضة ضد النظام السلطوي، مؤكدة أصبح ينظر إلى واقع المرأة بأنه حقيقة مفروغة منها وطبيعي للغاية وذلك حسب رأي الرجل السلطوي، لذا علينا تقييم الحرية بما يناسبها أي أما أن نصبح جزءاً من هذا النظام السلطوي أو نتحرر من الحالة التي فُرضت علينا، وبكل تأكيد هذا القرار يتطلب جسارة قوية، فهناك العديد من النساء في كردستان وخارجها سرن نحو الحرية، ومواصلة ذلك مهم للغاية لنجعل قرن ال21 قرناً لثورة وحرية المرأة.
(ي م)
ANHA
[1]