في تقرير لها حول الضربات الإيرانية التي استخدمت فيها الصواريخ والمسيرات، أواخر الشهر الماضي، قالت منظمة مراقبة حقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش، إن الضربات استهدفت بلدات وقرى لا تمارس فيها أحزاب المعارضة الإيرانية أي نشاط عسكري.
ونقل تقرير مراقبة حقوق الإنسان الذي نشر اليوم الأربعاء (19 تشرين الأول 2022) عن سكان المناطق المستهدفة القول إن بعض هجمات #الحرس الثوري الإيراني# على مكاتب أحزاب من المعارضة الإيرانية في #إقليم كوردستان# العراق أواخر أيلول استهدفت بلدات وقرى لم يكن لهذه الأحزاب فيها أي نشاط عسكري.
مراقبة حقوق الإنسان، هي منظمة دولية غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والدعوة لها، مقرها مدينة نيويورك. تأسست في سنة 1978 للتحقق من أن الاتحاد السوفياتي يحترم اتفاقات هلسنكي، وكانت منظمات أخرى قد أنشئت لمراقبة حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم. دمج هذه المنظمات نتج عنه تأسيس هذه المنظمة.
قال آدم كوغل، نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: هجمات قوات الحرس الثوري الإيراني على المناطق السكنية في إقليم كوردستان العراق جزء من تاريخ طويل من الهجمات القاتلة على المدنيين، بما في ذلك أثناء الحرب في سوريا. ينبغي للدول الساعية إلى محاسبة إيران على قمعها القاسي في الأيام الأخيرة أن تضمن أيضاً محاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين عشوائياً في الخارج.
تزامنت الهجمات على جماعات المعارضة في إقليم كوردستان العراق مع احتجاجات واسعة في إيران بدأت في 16 سبتمبر/أيلول، عقب وفاة مهسا (جينا) أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الآداب الإيرانية بعد اعتقالها بسبب ارتداء الحجاب بشكل غير لائق. ردت السلطات الإيرانية على أسابيع من الاحتجاجات بعنف قاسٍ، فقتلت وأصابت مئات المحتجين.
ونقلاً عن يونيسف، أصابت الهجمات في كويسنجق مدرسة في مخيم للاجئين، فجرحت طفلين وقتلت امرأة حامل، وحددت هيومن رايتس ووتش هوية السيدة وهي ريحانة (شيما) كنعاني.
وقال زانيار رحماني، زوج كنعاني، لهيومن رايتس ووتش إن زوجته كانت حاملا في الأسبوع 36 بابنهما الذي أسموه وانيار، وعقب الهجوم، أجرى الأطباء ولادة الطفل ثم أجروا عملية جراحية لكنعاني، التي أصيبت بجروح في مؤخرة رأسها ونزيف داخلي، لكنها توفيت متأثرة بجراحها. عانى وانيار من تلف في الدماغ وتوفي أيضاً.
في (28 أيلول 2022)، شن الحرس الثوري الإيراني هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على مخيمات اللاجئين ومقرات أحزاب كوردستان إيران المعارضة في كل من كويسنجق وزركوير وشيراوا، وأسفرت الضربات تلك عن مقتل 18 شخصاً وإصابة أكثر من 50 بجراح.
وأشار تقرير مراقبة حقوق الإنسان إلى أن الحرس الثوري الإيراني أعلن مسؤوليته عن الهجمات التي استهدفت مكاتب أحزاب كوردستان إيران المعارضة، وأنه قال إن المواقع المستهدفة قواعد إرهابية، لكن السكان والشهود قالوا لهيومن رايتس ووتش إن بعض الهجمات استهدفت بلدات وقرى لا تمارس فيها أحزاب المعارضة أي نشاط عسكري، ونوه التقرير بأن هيومن رايتس ووتش لم تتمكن من التحقق من أنشطة تدريب عسكرية في المواقع المقصوفة في المناطق الجبلية، كما زعمت السلطات الإيرانية.
وقال فؤاد خاكي بايجي، عضو الحزب الديمقراطي الكوردستاني - إيران، لهيومن رايتس ووتش: نحن حزب سياسي، ولسنا جماعة عسكرية. تحاول السلطات الإيرانية صرف الانتباه عن الاحتجاجات في إيران، لذلك لجأت إلى القصف العشوائي على المناطق المأهولة بالمدنيين في إقليم كوردستان العراق.
وتزامنت الضربات الإيرانية مع موجة التظاهرات والاحتجاجات التي عمت العديد من المدن الإيرانية، من بينها العاصمة طهران، والتي تشير تقارير منظات حقوق الإنسان إلى أن 200 شخص على الأقل قتلوا خلالها وأصيب مئات آخرون إضافة إلى اعتقالات شملت أعداداً أخرى من المحتجين وغيرهم.
هاجمت إيران سابقاً المكاتب السياسية لأحزاب المعارضة الإيرانية المتمركزة في العراق. ففي أيلول 2018، قصفت صواريخ إيرانية مقرات اثنين من أحزاب كوردستان إيران المعارضة في كويسنجق، فقتلت 14 شخصاً على الأقل.[1]