معد فياض
فقدت الحركة التشكيلية العراقية واالعالمية واحدا من ابرز واهم الفنانين التشكيليين ظهر اليوم، وذلك برحيل الرسام الكوردي اسماعيل خياط الذي توفي ظهر اليوم الخميس، 20 تشرين الاول 2022، في منزله بمدينة السليمانية . وبرحيله يترك هذا الفنان فراغا كبيرا ليس في الحركة التشكيلية العراقية فحسب، بل عالميا.
خياط، المولود في #خانقين# عام 1944، والمتزوج من الفنانة المسرحية والتلفزيونية الكوردية المعروفة #گەزیزە عمر#، كان غائبا بوعيه لعامين بسبب حادث مؤسف، لكنه بقي، وسيبقى حاضرا بانجازاته الابداعية التشكيلية ومؤثرا في الانجاز التشكيلي العراقي والعالمي لاجيال قادمة ، فقد عرفته صالات العرض التشكيلي في بغداد منذ السبعينيات، اضافة االى السليمانية واربيل، محليا، وغالبية الدول العربية واوربا والولايات المتحدة.
كان الشاغل الفني لخياط، ابداعيا، هو الفكر، وان تتحول اعماله التشكيلية الى خطابات فكرية جمالية تستهدف وعي المتلقي من خلال الموضوع والاسلوب المتفرد واللون، فذهب بعيدا باللوحة لتكون متاحة للجميع عندما رسم صخور الجبل في مدخل السليمانية من جهة مصيف دوكان، وايضا عندا رسم لاول مرة المصغرات وعرضها في الثمانينات في صالة الرواق ببغداد.، قبل ان يشتغل برسم ااقنعة (الماسك) كونها هي من تخفي حقيقة الانسان وتظهره بصورة مغايرة لما في داخله.
في عام 2000 عندما عرض اعماله على غاليري الكوفة وسط لندن، توقف الكثير من متابعي ونقاد الحركة التشكيلية العراقية، الكوردية، والعالمية، عند اسلوبية وافكار اسماعيل خياط الذي كان يؤكد بان اللوحة او العمل التشكيلي التشكيلي هومنجز يهم الانسانية جمعاء ولا يمكن ان نصنف بين منجز محلي وعالمي، فمن المحلية الكوردية والوانها وتضاريس جبالها يمكن الانطلاق الى العالمية، وهذا ما حققه بالفعل، خاصة في تكريس الاسلوب وحركة الخطوط على سطح اللوحة كتضاريس صخرية، والالوان الكوردية الشعبية الشائعة.
في عام 1991، كنت ببغداد وفوجئت بوصول رسالة متقشفة مكتوبة بخط يد خياط على ورقة صغيرة مع احد الاصدقاء، يقول لي فيها قد لا نلتقي قريبا بسبب احداث الانتفاضة، فبغداد صارت بعيدة، في ردي له وبرسالة مستعجلة، كتبت الكورد لا يمكن ان يكونوا بعيدين عن بغداد، فانتم شمسها وهوائها وجمالها.
لقد حظي التشكيلي الراحل، اسماعيل خياط، باكثر من تكريم في حياته، حيث اقيمت له اكثر من 60 معرض شخصي، في العراق وخارجه، وكان اهمها المعرض الشخصي الذي اقيم في ذكرى مرور 50 عاما على عمره الفني، في مركز (سه را) الثقافي بمدينة السليمانية بالإضافة إلى ذلك ، حصل على جائزة حكومة إقليم كردستان للابتكار الفني.
كما اطلقت تطلق هيئة الشارقة للمتاحف النسخة الثانية عشر من سلسلة علامات فارقة خلال الفترة من 5 تشرين الأول وحتى 27 نوفمبر المقبل في متحف الشارقة للفنون، مسلطة من خلالها الضوء على أعمال الفنان إسماعيل خياط التي تُعتبر إضافة ودفعة قوية للقيم الإنسانية السامية الداعمة لنهج الخير والسلام.
واعدت الهيئة خيّاط والمُلقب ب بيكاسو العراق، الرجل الحجري وجد الفنون الكردية، أحد أبرز مؤسسي المشهد الفني الكردي الذين تناولت أعمالهم المواضيع الانسانية بصورة جسدت معاناة الناس في كردستان العراق، مما يجعل من أعماله الفنية وثائق تؤكد أهمية السلام.
وتأتي استضافة أكثر من 100 عمل فني من إبداعات خياط انسجاماً مع رؤية الهيئة وأهدافها لإبراز إبداعات الفنانين من مختلف دول المنطقة العربية وانطلاقاً من أهمية دور الفنان خياط في إثراء المشهد الفني الكردي بمجموعة كبيرة من الأعمال الفنية وتأسيس مدرسة فنية متميزة للفنون الكردية.
ووجه رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني اليوم الخميس، برقية تعزية بوفاة الفنان الكوردي إسماعيل خياط، عبر فيها عن تعازيه الحارة لعائلة المرحوم وأصدقائه ومحبيه، وخصوصا زوجة الفقيد كزيزة عمر.
وقال مسرور بارزاني تلقينا خبر وفاة الفنان اتشكيلي إسماعيل خياط بحزن وأسى بالغ، أتقدم بالعزاء لعائلته وأصدقائه ومحبيه.
وتابع الفنان إسماعيل خياط كان فنان ذو تجربة كبيرة وكان فنانا مهما، وقد خدم الثقافة الكوردية خلال سنوات طويلة، وخلف وراءه أرشيفا مهما من اللوحات، لقد فقدنا اليوم فنانا كبيرا.
وأضاف أسأل المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهمكم الصبر والسلوان.
وكان مدير عام دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والاعلام الاتحادية، الفنان التشكيلي فاخر محمد، قد نعى الفنان الكوردي اسماعيل خياط، قائلا:خساره جديده ورحيل موجع لواحد من الأسماء المهمه في التشكيل العراقي.. الأخ والصديق اسماعيل خياط... اكثر من 50 عاما من الإنتاج المستمر... روح الأجداد التي تلبست صخور وكهوف وبحيرات وطيور جبال كردستان...كانت حاضره دائما في رسومه منذ ستينات القرن الماضي.. عناصر الطبيعه وزهور براريه كانت ملاذه..وقدره الجمالي. للتعبير عن موقفه الإنساني... مات اسماعيل خياط..شاعر الأشكال المرسومه لونا وخطأ وتكوينا... لترقد روحك بسلام.... لم يمت احد تماما.... تلك أرواح تبدل شكلها ومفامها.... كما يقول محمود درويش.[1]