ترجمة : #جلال زنكابادي#
الحلم الأخضر
في حلمكِ
إذا ما جاءك شاعر
وهمّ باحتضانك
وحاول أن يقبّلك عنوةً.
إذا جاءك شاعر
في حلمكِ
وحاول أن يخطفك
ويأخذك…
ذالكم هو أنا
فأنا من ييجيئك في الأحلام ليس إلاّ !
الحلم الضائع
حلمت
إستحالت أناملي عصافيراً
عصافير موسم الحبّ
تتطاير في رياض شعركِ!
حلمت
كنت طفلاً
وأنت العسل
كنت ظامئاً
وأنت النّهر
كنت شريداً
وأنت المدينة!
حلمت كنت طفلاً
أتجمهر في روضة ليل القرى
حلمت كان الطقس زمهريراً
وأنا أضطجع مابين نهديك.
وإذا بالحلم يتلاشى
كسنونوة باغتها المطر،
فصفّقت بجناحيها
وحلّقت في السّماء ؛
فوجدتني
في ديجور غرفتي
مبعثراً..مرميّاً وحدي !
أغنية
لم أكن أعرف الغناء ؛
إنّما علّمني الفقراء
لم أكن أعرف الغضب
إنّما علّمني الظّالمون
لم أكن أعرف الحبّ؛
إنّما علّمتني الأنهار
ولم أكن أعرف الشعر بتاتاً؛
لكنّما علّمني العشّاق
وزنود الفلاّحين وأكفّهم المتشقّقة
وأقدامهم الحافية
وإذا كان لابدّ من الموت ؛
سأموت من أجل الفقراء
شيء ما عن الشعر
طوال لياليّ صحارى الحياة
يقبّلني الشعر كصبيّة حلوة
يمنحني القبل أحياناً
قبل النّار، قبل السّكّر وقبل المطر…
طوال لياليّ صحارى الحياة
يحاورني الشعر كفتاة جميلة
وظلّ يحدّثني
ثمّ يحطّم التمثال الذي أنحته !
أمّي
أمي بؤبؤ عيني
قوّة قلبي وكياني
تغطّينني حين أنام
وتحدب عليّ لمّا أتمرّض
تغسل يديّ ووجهي
وتغيّر ملبسي.
تنصحني أن أكون طيّباً
وفيّاً و مهذباً
وأن أطالع دروسي ،
أن أكلّم الناس بلطف
ولا أتشاجر مع الأطفال
في البيت والمدرسة.
وأن أكون صادقاً ونزيها مخلصاً لوطني
حنانيك ياأمّي
يا حبّة عيني
يابأس قلبي وكياني
(………………..)
كل النجوم المهاجرة
عادت ،
حطّت على زجاجات الشّبابيك
وعشّشت سوى نجمتي ؛
فأين أفتّش عنها
في أيّ غابة
أيّ ضيعة،أيّ ربوة
وأيّ الدّروب؟
كلّ ما أخشاه
أن تضيع نجمتي كأمّي !
الحمامة والطّفل
أيّتها الحمامة
يا ذات القوادم البيض
تطيرين الهوينى
بحرّيّة وأمان
تتوغّلين
في الزرقة الصّافية على مهل
وتحيلين السّماء عشّاً
إن هبّت عاصفة
أو انهمر مطر
إنّك تعشقين الحرّية
يطرب سمعك للحنها
وأنا رغم صغري
دونما زغب أو ريش أو أجنحة
ورغم البَرَد والزّوابع الرّعدية
أحبّ القمم الشّامخة !
الجمرات الذّهبيّة
1
أفتح كل نوافذ بستاني
من الصّباح حتّى المساء
لحمامة في أقصى الأقاصي
تتراءى ولاتتراءى
هي المعشوقة وليست هي !
2
ثمّة نافذة في زنزانة
لا بل ثغيرة ، ثغيرة
تختلس آلاف النّجوم
وسماءً رحيبة رحيبة…
هكذا إذنْ تشيّد قصيدة واحدة
آلاف الجسور بينك وبيني!
3
ياترى
ألا توجد ثلاّجة
تحفظ لما بعد الموت
بضع جمرات من الحياة
وزهور عسل الأحلام؟!
4
ينضح الماء من الكوز
وعسل الحبّ من قلبي
وتسيل وريقات من الغابة
وأشعار الجراح من يديّ !
5
يسّاقط الثّلج على الجبال
وأنت تنهمرين على قلبي
يستحيل الثّلج
غابات ، ينابيع وزهوراً زاهية
وأنت تصبحين في قلبي
أحلى الشموس!
6
مائة نجمة
تدخل مرآة صغيرة
أمّا هذه الأرض الكبيرة
فلا تسعني كخرم الإبرة !
7
أهذا هو الشعر يعدو
كراع سُرقَ خروفٌ له
في شعاب ومسالك ووديان
كل عروقي- السحائب ؟
أو أن يد الريح تسرق
ورد لهيب قلبي
وتمنحه لقمّة نائية
ذات ناصية حمراء ؟!
لطيف هلمت شاعر وأديب كردي . ولد عام 1947 في كفري ديالى العراق . له كتابات في مجال النقد الادبي، وكتب العديد من القصائد و القصص الموجهة للاطفال.
من اعماله : الله و مدينتنا الصغيرة 1970 ، التأهب لولادة جديدة 1973 ، ضفائر تلك الفتاة خيمة مشتاي و مصيفي 1976 ، الرسائل التي لا تقرأها امي 1979 ، الرسالة التي تنتهي و لا تنتهي 1979 ، الكلمات الحلوة ورد ورد 1979 .[1]