أوضح الكتّاب المشاركون في #معرض الشهيد هركول للكتاب# بدورته السادسة أن للمعرض دوراً فعالاً في دعم الكتّاب لتقديم عناوينهم وتشجيع الأهالي على القراءة والكتابة بلغتهم الأم والتعرف على ثقافتهم وتاريخهم، بينما رأوا أن هذا العام شهد ضعفاً في ارتياد الأهالي للمعرض نتيجة الأسعار الباهظة للكتب المعروضة.
وانطلقت الدورة السادسة لمعرض الشهيد هركول للكتاب في ال 22 من تشرين الأول/ أكتوبر في صالة زانا بمدينة قامشلو تحت شعار الكتب ثروة العالم، وذلك بمشاركة أكثر من 50 دار نشر ومكتبة ومؤسسة ثقافية ومراكز أبحاث من شمال وشرق سوريا ودمشق وحلب واللاذقية، والعراق، ومن باشور وباكور كردستان ومصر وتركيا وبلجيكا وأوروبا.
حماية التاريخ و#الثقافة الكردية#
وعن أهمية هذا المعرض، أشار الكاتب والباحث الكردي، #صالح حيدو#، المشارك في المعرض ب 60 عنواناً عن تاريخ الكردياتية والعادات والتقاليد الكردية التي تتضمن تاريخ الفلكلور والثقافة الكردية، وأيضاً قصص من مسيرة حياته وديوان خاص بتدريب الأطفال، إلى أهداف مشاركته في المعرض، قائلاً: أردت أن أقدم كتبي لشعب المنطقة من خلال هذا المعرض، فأنا من المشاركين الأوائل فيه منذ العام الأول لانطلاقه.
حيدو بيّن أنه يشارك في المعرض كل عام بجناح خاص بكتبه، وتابع: وصل عدد العناوين الخاصة بي إلى 76 عنواناً معظمها عن الكردياتية شاركت منها ب 60 عنواناً في المعرض، لذلك فإن اللجنة التحضيرية خصصت لي جناحاً لعرض عناويني فيه.
ويضم المعرض 130 ألف كتاب و13 ألف عنوان لكتب ثقافية وتاريخية وأدبية وسياسية واجتماعية، وفيه أقسام لكتب الأطفال والمرأة، وهي باللغات العربية والكردية (الكرمانجية والصورانية، والزازاكية) والإنكليزية والفرنسية.
ولفت حيدو الانتباه إلى أهمية عقد هذا المعرض في كل عام بالنسبة للغة الكردية خاصة، قائلاً: المعرض فعالية أدبية جميلة جداً؛ تعرضت لغتنا وثقافتنا للصهر على مدار سنوات عدة، وتم حرماننا من التعامل بلغتنا الأم آنذاك، واليوم عندما يتم عرض الآلاف من العناوين الكردية في هذا المعرض بحرية فإن ذلك خطوة إيجابية للغاية من أجل الحفاظ على التاريخ الكردي والتعرف على الثقافة واللغة والفلكلور الكردي.
تطوير ثقافة القراءة
وأضاف: تطور المجتمعات يكمن دائماً في القراءة والكتابة، لذلك فإن هذا المعرض ظاهرة حضارية مهمة للغاية؛ وأيضاً لتعرف شباننا وشاباتنا على ثقافتهم ولغتهم من خلال اقتنائهم للكتب الكردية بحرية .
وانطلقت الدورة الأولى لمعرض الشهيد هركول للكتاب عام 2017 في مدينة قامشلو، تخليداً لذكرى الكاتب والمناضل #حسين شاويش# (هركول) الذي استشهد عام 2016.
حيدو أشاد بدور ثورة 19 تموز في حماية الثقافة والفلكلور واللغة الخاصة بكل شعب، قائلاً: لو لم تندلع هذه الثورة لما تمكنا من رؤية هذه الأيام، بلا شك يعود الفضل إلى الإدارة الذاتية والمناضلين والشهداء.
وعن تقييمه للمعرض هذا العام، أوضح صالح حيدو: هناك ضعف في زيارة الأهالي له هذا العام، ويعود سبب ذلك إلى الغلاء الحاصل في المنطقة وتطور التكنولوجيا، مما يؤدي إلى ابتعادهم عن القراءة، ولكن على الرغم من ذلك سعينا جاهدين لتقليل أسعار الكتب كي تناسب جميع الفئات، فهدفنا ليس الحصول على المال الزائد، بل تطوير ثقافة القراءة في مجتمعنا.
ثورة اللغة الكردية
أما الكاتبة أناهيتا سينو، فنوهت إلى ما يميز معرض هذا العام عن الأعوام السابقة، قائلةً: يشهد المعرض هذا العام مشاركة غنية لعناوين مختلفة بكل اللغات، مضيفةً: للمعرض دور كبير في دعم الكاتب وتشجيع الطلبة على القراءة والكتابة بشكل أكبر، ففي الأعوام الأخيرة ونتيجة استخدام التكنولوجيا بشكل مكثف ابتعداو عن القراءة.
مؤكدة أن للمعرض دوراً كبيراً في إحياء ثقافة القراءة والكتابة ضمن المجتمع مرة أخرى، بينما انتقدت الكاتبة أناهيتا ضعف ارتياد الأهالي للمعرض هذا العام وأيضاً الأسعار الباهظة للكتب المعروضة في المعرض، وأضافت: بلا شك ستكون هناك نواقص إلى جانب النتائج الإيجابية له، فقبل اندلاع ثورة 19 تموز كنا نقوم بالقراءة والكتابة باللغة الكردية سراً، والآن ممارستنا للغتنا بحرية تعد ثورة كبيرة بالنسبة لنا.
ويضم المعرض ندوات حوارية وحفلات توقيع للكتب وفقرات فنية وموسيقية ومسابقات ثقافية وتوزيع الكتب مجاناً كهدايا على الزوار، بينما من المقرر أن تنتهي فعاليات المعرض في ال 29 من تشرين الأول الجاري، بتكريم الكتّاب والأدباء ودور النشر المشاركة فيه.
ضعف مشاركة الأهالي في المعرض
بينما رأى الكاتب #قادر عكيد# أن معرض الشهيد هركول للكتاب تميز في دورته السادسة بالمشاركة الكبيرة لدور النشر من مناطق مختلفة وأيضاً بتنوع الكتب المعروضة فيه.
ويتفق عكيد مع الكاتبة أناهيتا سينو في الأسعار الباهظة للكتب المعروضة في المعرض مما يؤدي إلى ضعف اقتناء الأهالي لها خلال هذا العام، وقال: هدف المعرض هو تطوير ثقافة القراءة، ولكن مع الأسف نرى ضعفاً ملحوظاً في ارتياد الأهالي له.
الكاتب قادر عكيد أكد أنه لتلافي هذه المشكلة يجب على اللجنة التحضيرية للمعرض إجراء حسومات على أسعار الكتب المعروضة ودعم دور النشر لتخفيض أسعار بعض الكتب لمرتادي المعرض.[1]
(آ)
ANHA