يكتنف محمد، القلق وهو يراقب صهريج مياه يقوم بتعبئة خزانه، من أن تتسبب هذه المياه بإصابة أفراد عائلته بمرض #الكوليرا# وخاصة أنه لا يعلم إن كانت معقمة أم لا.
محمد العلي (30 عاماً) كغيره من ريف مدينة الشدادي، جنوبي #الحسكة#، يعتمد على شراء مياه الشرب من الصهاريج التي تقوم غالبيتها بالتعبئة من الآبار في الحسكة دون خضوع معظمها للمراقبة والتعقيم.
يقول “العلي” إنه يلاحظ في بعض الأحيان أن مياه الصهاريج تكون ذات لون أصفر وغير صالحة للشرب وهو ما يزيد مخاوفه، وسط تسجيل مناطق في شمال شرقي سوريا إصابات بالكوليرا خلال الفترة الماضية.
ومنذ سنوات، يعتمد السكان في الشدادي وريفها، على شراء المياه من صهاريج تابعة لبلدية المدينة وأخرى خاصة متعاقدة معها في ظل عدم تأهيل شبكة خطوط المياه المتضررة.
وقبل اندلاع الحرب السورية بعامين، تم إنجاز شبكة مياه في المدينة عن طريق إيصال خطوط استجرار مياه نهر الفرات من ريف دير الزور إلى محطة مياه الشدادي ومحطة مياه منطقة ال 47 بريف المدينة.
ولكن تلك الخطوط تعرضت للدمار وخرجت عن الخدمة وطالتها سرقات أثناء المعارك التي دارت بين الأطراف العسكرية التي تناوبت في السيطرة على المدينة، لا سيما فصائل المعارضة المسلحة 2013 وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) 2014.
ويقول خضر الخيري، مسؤول قسم المياه في بلدية الشدادي، إن هناك خمسة صهاريج تابعة للبلدية، تقوم بتعبئة المياه من محطات التحلية في المدينة ليتم توزيعها على سكان الشدادي وفقط، “وهذه المياه مصدرها آمن ومعقم”.
بينما هناك عقود مدنية مع 26 صهريجاً تقوم بتعبئة المياه من المناهل والآبار الصالحة للشرب في الحسكة وتوزيعها على الأرياف.
وتبيع الصهاريج التابعة للبلدية خمسة براميل من المياه ب 7000 ليرة، بينما تقوم الصهاريج الخاصة ببيع ذات الكمية ب 15 ألف ليرة.
وفي ظل تأكيدات “الخيري” على أنهم يقومون بوضع مواد معقمة للمياه في كل صهريج منعاً لتفشي الأمراض بالتنسيق مع منظمة مدينة، يستقبل المستوصف الطبي في الشدادي يومياً، ما بين 15 إلى 20 حالات تسمم وجفاف، وغالبيتهم من الأطفال والكبار في السن، بحسب إدارته.
ويشير محمد جمعة، إداري في المستوصف، إلى أن هناك حالات مؤكدة بالكوليرا وأخرى مشتبه بها تم تحويلها إلى مشافي الحسكة.
ويؤكد “جمعة” أن حالات التسمم والجفاف التي راجعتهم، ناتجة عن تناول الخضار الملوثة ومياه غير صالحة للشرب.
وفي الواحد والعشرين من هذا الشهر، قالت نجاة رشدي نائبة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، إن مجموعة العمل المعنية بالشؤون الإنسانية التابعة للمجموعة الدولية لدعم سوريا، حذرت من أن وضع الكوليرا في البلاد يمكن أن يصبح “كارثيا”.
ومؤخراً، أصيب أطفال رامي الحسين (47 عاماً)، من سكان الشدادي بالجفاف والتسمم، وأخبره الطبيب أن السبب يعود إلى تناول طعام وشرب مياه ملوثة.
ويشدد الرجل الأربعيني على ضرورة مراقبة مصادر المياه التي تقوم الصهاريج بتعبئتها.
إعداد: باسم شويخ[1]