*دَرسيم بيشَوا
عندما كان رئيس اركان الجيش العراقي في فترة #حملات الانفال# (الفريق الركن نزار عبدالكريم فيصل الخزرجي) تحت الاقامة الجبرية في منزله بالدنمارك، اشار خلال مقابلة مع تلفزيون (ام بي سي) ضمن برنامج (حوار الاسبوع) الاسبوعي الذي بث في يوم 10-11-2001 واملك نسخة من المقابلة، اشار باختصار الى قصف مدينة حلبجة بالقول: إن قائد الفيلق الاول حينها اللواء الركن “كامل ساجت” (كامل ساجت عزيز الجنابي، وقتله قصي صدام حسين في ال 16-12-1988 بتهمة التخطيط لانقلاب عسكري) اخبرني عبر مكالمة تلفونية ان الايرانيين شنوا هجوما الليلة الماضية وصبيحة اليوم على المرتفعات الواقعة شرقي وشمالي حلبجة.
كما اخبرني ان مقر القوة المسؤولة عن حماية المنطقة ومقرها حلبجة قام باداء واجبه وهم مسيطرون على الوضع.
ثم عاد اللواء ليتصل بي عند حدود الساعة الرابعة من نفس اليوم ويخبرني ويعلمني مجددا ان (سِربا من الطائرات جاءت وقصفت حلبجة بالسلاح الكيمياوي).
فسألته: هل كانت طائرات عراقية؟ قال: (نعم لقد كانت طائراتِنا والاتصالُ انقطع مع قائد قوات حلبجة).
وفي الحقيقة اني تعجبتُ واتصلتُ مباشرة بوزير الدفاع الفريق عدنان خيرالله واطلعتُه على ما يحدث. وقال الرجل: (ليست لدي اي معلومات عن الامر، امهلني ساعة او اكثر كي اتصل بك). فاتصل بي بعد اقل من ساعتين، اي مايقرب من ساعة ونصف الساعة وقال: (نعم لقد كانت طائراتِنا من قصفت حلبجة باوامر من القائد العام للقوات المسلحة صدام حسين بناء على معلومات غير صحيحة من علي حسن المجيد) حينها كان الاخير مسؤول تنظيمات الحزب في الشمال ومقرها كركوك.
ومن المرجح ان المجيد وصلته معلومات من محسوبين على المؤسسة الحزبية بان حلبجة وقعت بيد الايرانيين. فاتصل مباشرة بصدام حسين ليتقرر قصف حلبجة. ولتتضح فيما بعد ان الضربة كانت كيمياوية.
وضع “غسان شربل” صورة ل#نزار الخزرجي# في الصفحات ال (173-244) من كتاب (العراق من حرب إلى حرب صدام مرّ من هنا) التقطتْ وقتها في مدينة (سوغو) الدنماركية. ويقول نزار الخزرجي في جواب سؤال لغسان شربل حيال قصف مدينة حلبجة من قبل الحكومة العراقية والمسؤولين عن الجريمة، واقتبستُ من الصفحات ال (179-182) مقاطع اذ يقول فيها الخزرجي: ان (حلبجة قصفت بالطائرات بناء على اوامر من القائد العام. في الحقيقة ان ماحصل امر عجيب. حيث كان “علي حسن المجيد” مسؤول الشمال وبصلاحيات تامة.
وكانت هناك هجمات على المنطقة. رجال الامن والحزب افادوا لعلي حسن المجيد ان حلبجة وقعتْ بيد الايرانيين، وهو بدوره اعلم صدام بذلك. وصدام قرر توجيه ضربة خاصة لحلبجة (اي هجوم كيمياوي – درسيم) وكان يظن ان العملية ستحلق اضرارا جسيمة بالايرانيين. ان المسؤولين الحزبيين في التوجيه السياسي والعسكري والمدني الذين كانوا على اتصال مباشر بعلي حسن المجيد المسؤول الحزبي ومقره كركوك، اعلموه ان حلبجة سقطت بيد الايرانين، وهو اتصل بدوره بصدام حسين واقترح عليه توجيه ضربة خاصة، الامر الذي حدا بصدام اصدار اوامر للقوات الجوية بتنفيذ الضربة.
اعتقد انه كان ال 16-3-1988. ان مسؤولية ماحصل في حلبجة تقع على عاتق ثلاثة اشخاص وهو صدام حسين مقرر استخدام السلاح الكيمياوي وعلي حسن المجيد المسؤول عن نقل معلومات خاطئة عن الوضع ومقترح الضربة الخاصة، وحسين كامل المسؤول عن انتاج هذا السلاح. كما ان علي حسن المجيد استخدم هذا السلاح في حملات الانفال ايضا).
ان نزار الخزرجي وبعد هروبه من الدنمارك في ال 15-3-2003 الى السويد ومن هناك الى سوريا ومن ثم الى جنوب كردستان ( في سَري رَش بالبداية وبعد ذلك الى مدينة كويسنجق) ليستقر فيما بعد في مدينة “راس العين” الاماراتية بين الخزرجيين هناك، القبيلة التي قدمت من الامارات الى العراق للاستقرار في مدينة الموصل الكردستانية بقصد تعريب جنوبي كردستان، فالخزرجي بعد هروبه من المحاكم الدنماركية عاد الى طبيعته المتمثلة في (الوحشية وعدم الانسانية ومحاربة الكرد وتدمير كردستان والعودة الى حضن البعث)، فهو قد صاغ الاشكال من الكذب والافتراء في كتاب يومياته لتبرئة الدكتاتور صدام حسن وعلي حسن المجيد وذكر اسمه كرئيس اركان جيش النظام وحزب البعث العروبي ومسؤولي العراق العنصريين.
لقد كشف الخزرجي بعد 13 عاما في الصفحات ال (382-384) من كتاب يومياته الذي يحمل عنوان (الحرب العراقية – الإيرانية 1980 – 1988 مذكرات مقاتل) عن وجهه العنصري والعروبي والبعثي واللاانساني الحقيقي، فقد انكر وبكل وقاحة وبعيدا عن الانسانية افاداته السابقة التي طرحها على مديرية اللجوء الدنماركية للحصول على حق اللجوء في هذا البلد، فلقد رجح ان يكون عدد ضحايا الانفال 250 الفا من القرويين، كما انه اعترف خلال حديثه مع قناة ال ام بي سي العربية وكذلك للسلطات الدنماركية بمسؤولية حكومة صدام والقوة الجوية العراقية عن قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي، لكنه كتب في مذكراته ان (ضابط استخبارت تابع للاركان العامة دخل علينا ونحن في الاجتماع المسائي مع نائب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع عدنان خيرالله في مقرنا المؤقت بالسليمانية بعد يومين من سقوط حلبجة، دخل ليعلمنا ان الاجهزة اللاسلكية التقطت نشاطات للعدو الايراني والمسلحين الكرد عما يدور في حلبجة والهجوم الذي حصل فيها اليوم، وهي معلومات تستحق المتابعة والالتفات. فاتصل وزير الدفاع عدنان خيرالله بالقائد العام للقوات المسلحة ليستفسر عن الامر. فجاء الرد ان اجهزة التنصت خاصتهم استقبلت معلومات مختلفة عن الموضوع وعن الحادث. لم تتضح الامور لهم بعد فيما يخص الامر. ادعى الايرانيون والمسلحون الكرد بعد ايام ان الطائرات العراقية اقدمت على ضرب حلبجة والحقت بالمدينة اضرارا جسيمة. ثم التقيت بعدد من قادة القوة الجوية الذي كانوا مسؤولين عن القاعدات الخاصة بالقوة الجوية، جمعيهم اكدوا انه لم تنطلق اي طائرات من قاعداتهم لتنفيذ هذه المهمة، وبعد توقف الحرب بين العراق وايران، تشكلت لجان دولية خاصة بالفحص وتحليل بقايا القصف الكيمياوي، وتوصلت الى حقيقة ان الايرانيين هم من كانوا يمتلكون تلك المادة الكيميائية التي قصفت بها حلبجة وان العراق لم يكن يملك حتى ذلك الوقت سلاحا كيمياويا.
انا واثق من انه سياتي يوم تعلن فيه الحقائق وهي ان الجانب الايراني قصف حلبجة بغازات سيانيد الهيدروجين وكلوريد سيانوجين وآرسين، التي لم يكن العراق ينتجها.
وانا واثق ان نزار الخزرجي كاذب وعنصري وعدو للكرد وكردستان وليس بانسان، ولم يكن مطلقا صديقا او مقربا من القادة الكرد (لقد كذبوا حين قالوا: ان نزار الخزرجي صديق الكرد وتربطنا به علاقة، في حين كان الخزرجي يذكر قادة الكرد البيشمركه في كتابه “مذكرات مقاتل” بالعدو وقطاع الطرق والمخربين، وحتى انه يذكر مدينة كركوك الكردستانية في احد كتبه بمدينة التركمان وكان يتطرق اليها بقلب ملئه الحقد والضغينة وبشكل وكأن لاوجود للكرد في هذه المدينة، خذ على سبيل المثال، انه كتب في الصفحة رقم (29) بكتاب مذكرات مقاتل: (ان ابي صار قائدا لاحد الافواج التابعة للفرقة الثانية في عام 1944، وهناك درستُ الابتدائية في مدرسة الملك غازي، حينها كانت كركوك مدينة يعيش فيها التركمان وعدد قليل من العرب والمسيحيين) ان الخزرجي بعثي وداعشي وقاتل وعديم الضمير، لان في الدنمارك كشف الحقائق بينما لجأ بعد ذلك الى الكذب ونسج قصص مليئة بالافتراء والكذب نتيجة فكره (العروبي والعنصري البعثي) لاخفاء الحقائق وجرائم (صدام والبعث وعروبة جيش صدام) ان نزار الخزرجي الذي كان قادة الكرد يدافعون عنه ويرسلون رسائل الغفران الى محاكم الدنمارك، يظهرون فيها براءته من جرائم الانفال وقصف حلبجة بالاسلحة الكيمياوية، ولكن بعد سقوط نظام صدام واتاحة وكشف الوثائق، تبين ان للخزرجي دور كبير في حملات الانفال وقصف جنوب كردستان ومدينة حلبجة وذلك من خلال العديد الوثائق ومقاطع الفيديو.
ولتكذيب نزار الخزرجي والبعثيين العنصريين اعداء الكرد وكردستان، سأشير الى زيارة الدكتور برهم صالح الرئيس الحالي للعراق، والذي نشرتْها في حينها صحيفة “آسو”.
عندما زار نائب رئيس الوزراء العراقي الدكتور برهم صالح في عام 2004 المعتقل الذي كان يقبع فيه صدام وعلي كيمياوي ورجال صدام الجبناء، عرّف بنفسه ومنصبه لعلي كيماوي المسؤول عن قصف حلبجة، فارتبك خوفا وقال: ان (نزار الخزرجي مسؤول عن قصف مدينة حلبجة وليس انا، المصدر: (صحيفة آسو، العدد 25، الثلاثاء، 28-9-2004 الصفحة 1).
لقد حمّل علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي عند الدكتور برهم صالح، حمّل رئيس اركان الجيش العراقي نزار الخزرجي مسؤولية قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي، وفي الحقيقة ان ل (صدام حسين وعلي كيمياوي ونزار الخرزجي وصابر عبدالعزيز الدوري وسلطان هاشم احمد) الدور الرئيس في جريمة قصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيماوي يوم ال ( 16-3-1988).
مازلت احتفظ بلقاء قناة (ام بي سي) مع نزار الخزرجي، على شريطي فيديو. كما ان رائد الامن “صباح يحيى الحمداني” رفع على اليوتيوب في 21-3-2021 فيديو الذكرى (33) لقصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي، وبحسب معلوماته الصحيحة والدقيقة، فان المدعو شاهد عيان على الحادث ويثبت بالدليل القاطع ان الجيش العراقي قصف حلبجة بالكيمياوي عبر (القوة الجوية والطائرات والمروحيات والراجمات والمدافع طويلة المدى وسلاح ال ار بي جي) كما يشير الى ان قوات الجيش العراقي قصفت من خلال طائرات ال (ميك 23 ) مدينة حلبجة ب (250) كيلوغرام من غازات ال (خردل وسارين وغازات كيمياوية خاصة) وسانزل الفيديو اسفل المنشور.
ويشير “صباح الحمداني” في البرنامج الى رسالة من نزار الخزرجي ارسلها الى صحفي عربي معروف ويدعى “ابراهيم الزبيدي” والمكنى ب (ابو لقاء)، يتحدث الخزرجي في الرسالة عن ان الطائرات العراقية قصفت يوم ال (16.3.1988) مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي. ان فحوى الرسالة هي نفس ما افاد به الخزرجي في يوم (10.11.2001) خلال اللقاء التلفزيوني مع قناة ال (ام بي سي) وقبلها امام السلطات الدنماركية.
*المسرى.[1]