كد الكاتب والصحافي المختص في قضايا البيئة خالد سليمان، ان #جرائم الانفال# حولت منطقة كرميان الى مناطق محرمة، مشددا على ان تصريحات المجرم #نزار الخزرجي# كلها كذب ويجب محاكمته على ارتكابه لجرائم الانفال.
وقال الكاتب خالد سليمان خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية، والذي يبث على شاشة المسرى، انه “كان يفترض ان نتحدث اليوم عن ازمات مناخية وبيئية تواجه العراق لكن بسبب مجرم مثل نزار الخزرجي نتحدث عن الانفال، انا لدي قصص وذاكرة مرة مع الانفال وشاهد على جرائم جرت في قريتي التي ولدت وترعرعت فيها وتعرضت المنطقة لإبادة كاملة”.
وأضاف خالد سليمان “أول ما تبادر الى ذهني حين سمعت حديث نزار الخزرجي هي فشل الدولة العراقية بعد 2003، لأنه إن كان هناك فعلا دولة عراقية كان يفترض ان يكون هذا الشخص امام المحاكم وتتم محاكمته على الجرائم التي ارتكبها ضد المدنيين والاطفال والقرى والمناطق الواسعة في كردستان”، لافتا الى انه “اليوم يأتي الخزرجي ويتحدث عن ان العمليات التي كان يقودها موجهة لقوات #البيشمركة# وهذا الكلام باطل وانا اقول له انه يكذب ويكذب ويكذب، ففي عائلتي اصغر الضحايا كان عمره سنة ونصف السنة فهل هذا بيشمركة؟، قريتي تم تدميرها بكاملها ولم اعد لها الا في 1991 بعد الانتفاضة وكانت دور المواطنين تم تسويتها بالارض، كما انه في بيت والدي كان هناك شجرة توت كبرت معنا وفي الانفال قام الجيش الذي يتفاخر به الخزرجي بإقتلاع الشجرة”.
ويرى خالد سليمان ان “كلام الخزرجي دليل على فشل الدولة العراقية في محاكمة مجرمين تاريخيين”، مشددا على ان “نزار الخزرجي يجب ان يحاكم كما تمت محاكمة القادة النازيين بعد الحرب العالمية الثانية حيث انهم دمروا اوروبا والعالم”.
وتحدث خالد سليمان عن قريته حيث قال بأنها “تسمى (قلا جلما) وتقع في منطقة كرميان وكرميان من المناطق التي تضررت أكثر من غيرها في كردستان فقد تم تطويق المنطقة حيث اتجهت أولوية عسكرية بقيادة الخزرجي من #كركوك# والسليمانية ودربنديخان وكلار وكفري وخورماتو الى كرميان وتم تطويقها بحيث لم يبقى هناك اي منفذ لتهرب الناس من العمليات العسكرية، وتم تجميعهم في منطقة واحدة وتصفيتهم في عدة اماكن”، مشيرا الى ان اخا له يدعى فرحان “قام على مسؤوليته ونفقته الخاص بتشييد نصب تذكاري في قريتنا بأسماء الشهداء من القرية جراء عمليات الانفال وبلغ عددهم 83 شخصا في قريتنا التي كانت تضم نحو 32 منزلا”، ودعا خالد سليمان، نزار الخزرجي لزيارة قريته “وانا اضمن سلامته وليقرأ أسماء الشهداء في النصب التذكاري ليرى ان هناك اطفالا تم اعتقالهم ودفنهم في المقابر الجماعية واعمارهم لم تتجاوز السنة والسنة ونصف السنة”.
وعن تشكيك البعض في من ارتكب جرائم الانفال اشار خالد سليمان الى انه خلال المفاوضات بين الاحزاب الكردية ونظام البعث بعد 1991 تحدث الجانبان عن الانفال وحينها المجرم علي حسن المجيد قال بأن هناك مبالغة في عدد ضحايا الانفال حين يقول الكرد انه 182 الف شخص، بينما العدد لا يتجاوز 100 الف شخص وكأن هذا الرقم ليس بكبير، بينما الابادة الجماعية هي تصفية مجموعة معينة عرقية حتى لو كانت من شخصية على اسس فكرية سياسية ايديولوجية، مشددا على انه تم تصفية المدنيين ليس بسبب انتمائهم الى حزب معين انما لانهم يحملون الهوية الكردية.
وانتقد خالد سليمان قيام بعض وسائل الاعلام العربية بإجراء اللقاءات مع امثال الخزرجي، حيث قال مع الاسف بدلا من ان نشاهد محاكمة هؤلاء المجرمين نرى بعض وسائل الاعلام العربية تفسح المجال امام هذه الرموز التي لازالت تنتمي الى عقلية تصفية الآخر وتؤمن بنظريات عنصرية تجاه الآخر، مشيرا الى ان كلام الخزرجي لا يسئ للكرد فقط انما للعرب أيضا، ومن كان من العرب يقتنع بكلام الخزرجي فليعد الى الوثائق الموجودة في تلك المرحلة من مصادر غير كردية وليعد الى صحيفة الغارديان البريطانية والى بيان الرئيس الجزائري الاسبق احمد بن بله في تلك الفترة، والى جريدة السفير ليقرأ مقالة رسالة اعتذار الى الطفل الكردي للكاتب العراقي الكبير هادي العلوي ليرى حجم الجرائم التي ارتكبها الخزرجي.
وعن الصمت الدولي حيال ما جرى ولماذا لا تتم محاكمة مرتكبي جرائم الانفال دوليا، شدد خالد سليمان على ان هناك نفاق دولي فيما يخص العراق وتاريخه والنظام السابق فيه، فالعالم سكت عن جرائم الانفال، وبالعودة الى بعض الوثائق في تلك الفترة حيث كان نظام صدام حسين ينفذ جرائمه كانت مجموعات صحافية روسية تأتي الى العراق وتعد تقارير عن العراق الآمن، وفي تلك الفترة ايضا كانت صحيفة الغارديان البريطانية تنشر وثائق عن تلك الجرائم وحينها قامت سفارات عدة دول عربية بتشكيل وفد اتجهت الى الخارجية البريطانية وطلبت توقف الغارديان عن نشر هذه الوثائق وإلا سيكون لهم موقف آخر، وهذا يؤكد ان هناك ليس فقط نفاق دولي انما نفاق عربي متمثل في الانظمة العربية وليس الشعوب العربية التي هي ايضا مبتلية بأنظمة إستبدادية.
وعن الموقف على المستوى الداخلي في العراق حيال هؤلاء المجرمين شدد خالد سليمان على ان الدولة العراقية دولة فاشلة في ادارة ملف خطير مثل ملف الأنفال، مبينا ان هذه الدولة لا تستطيع توثيق هذه الجرائم، لافتا الى انه حتى رئيس الوزراء الاتحادي مصطفى الكاظمي كنا انا واياه نعمل سوية في مؤسسة الذاكرة العراقية التي كانت تقوم على توثيق الجرائم، مضيفا فليتحدث الكاظمي الآن وليقل للخزرجي انه كاذب، مؤكدا انه لا يعرف لماذا لا يتحدث الكاظمي، مشددا على ان صمت الكاظمي ومسؤولي العراق دليل على انها دولة فاشلة.
وتابع خالد سليمان ان مصطفى الكاظمي شاهد فهو كان المسؤول المباشر على التاريخ الشفهي في مؤسسة الذاكرة العراقية واشرف على توثيق جرائم الانفال وحلبجة والجرائم في جنوب العراق واليوم هو ساكت، وبذلك هو أيضا يتحمل جزءا من المسؤولية، لافتا الى ان اي موقف او كلام لو صدر من الكاظمي سيكون له صدى كبيرا.
ولفت خالد سليمان الى انه حتى القادة الكرد في اقليم كردستان لم يتحدثوا عن تصريحات الخزرجي، ولم ينطقوا بأي كلمة ومن يتكلم هم الصحافيون، لافتا الى ان هناك معلومات تشيرالى ان بعض القادة الكرد ساعدوا الخزرجي على الخروج من العراق، وحتى في الدانمارك حاولت الجالية الكردية تقديم الخزرجي الى المحاكمة لكن هناك وثائق ومقالات تبين كيف ان بعض الاحزاب الكردية ارسلت كتب رسمية تؤكد فيها ان الخزرجي ليس له علاقة بالأنفال، لافتا الى ان هذه الوثائق بحاجة الى فحص وتدقيق لكن هذا لا ينفي انها موجودة.
وعن ما تحدث به الخزرجي من وجود عسكري ايراني في المنطقة قبل تنفيذ جرائم الانفال شدد خالد سليمان، على ان اي قارئ عربي استمع الى ما قاله الخزرجي ليذهب للبحث في الانترنت ويتعرف على المنطقة التي ارتكبت فيها ابشع انواع الجرائم وهي كرميان وهي ليست منطقة حدودية لإيران بل بعيدة عنها وهذا الكلام كذب ولا أساس له، مشددا على ان نظام البعث قام بتصفية مناطق معزولة وداخلية مثل كرميان، لافتا الى انه بعد عمليات الانفال تحولت هذه المناطق الى مناطق محرمة وليس كما قال الخزرجي انه تم تنظيفها وتحولت الى وجهة للسياح، ويجب ان يقال له انه ليس فقط يكذب انما ما قاله تجاوز الكذب، فقد تم ضرب هذه المناطق بالأسلحة الثقيلة والكيميائية وان نفى ذلك سأقدم وثيقة عراقية صادرة من مديرية الامن في بغداد قبل تنفيذ جرائم الانفال انه يجب على نقاط التفتيش بين المدن والقرى ان تمنع دخول بعض انواع الزيوت لانها تساعد على معالجة الناس المصابين بالاسلحة الكيميائية وهذه الوثيقة موجودة في ارشيف مؤسسة الذاكرة العراقية والكاظمي مطلع عليها، لافتا الى ان تاريخ الوثيقة يعود الى 1987 أي قبل تنفيذ عمليات الانفال بعام ما يعني انه كان هناك مخطط لتنفيذ الجريمة مع سبق الاصرار والترصد.[1]