حاوره في اربيل: محمد صادق امين
في السادس من شباط الجاري يكون قد مضى عقدين من عمر الزمن على تأسيس #الاتحاد الاسلامي الكردستاني#، الذي اعلن عن ميلاده رسميا على ارض كردستان الجنوبية شمال العراق في مثل هذا اليوم من عام 1994.
ليتوج بهذا الميلاد مسيرة طويلة لأجيال متتالية تتابعت على العمل الدعوي في كردستان الجنوبية؛ تعايشت مع ظروف شتى، ومراحل مختلفة، وزامنت مختلف العهود؛ من عهد الحكم الملكي، مرورا بالجمهوريات الانقلابية، وانتهائا بالدكتاتورية القومية الاشتراكية الشمولية التي اسدل الستار على فصلها الاخير عام 2003.
انها دعوة وسطية، سلمية، اسلامية، وجدت نفسها وسط امة مظلومة، مقهورة، ممزقة بين الدول بفعل الاستعمار ومصالحه ومخططاته! فكانت الرحمة المهداة، والبلسم الذي يداوي الجروح والقروح، ففي حين كان ابناء الكرد ينافحون في الجبال القاسية الوعرة بحثا عن مصير ضاع، وحق مستلب، كان ابناء هذه الدعوة يحملون قرآنهم في صدورهم، والغوث والمدد لشعبهم، يواجهون آلة البطش التي لاترحم بصدورهم العارية، وكم مضى منهم من شهيد في دهاليز السجون وتحت سياط التعذيب! الى ان اذن الله بانفراج بعد كرب، ونسائم رحمة بعد سحائب محنة، فكانت انتفاضة الشعب الكردي في 1991 تلتها حرية جزئية اذنت باستقلال موضوعي على شكل اقليم محاط بالكثير من التحديات والمصاعب.
في هذه الظروف ولد الاتحاد الاسلامي، ليشارك في المعترك السياسي الكردستاني، ضمن الظروف التي نشأت، تلتها اقتتالات داخلية بين ابناء الملة الواحدة، تنوعت وتعددت اسبابها واشكالها واماكنها، وتوحدت نتائجها بالمزيد من الخسارة للكرد وقضيتهم العادلة، من بين هذه العواصف والكثير من الزلازل السياسية مر هذا الحزب الاسلامي الوسطي الدعوي الى العام العشرين اليوم، سنحاول ان نضع هذين العقدين في ميزان التقييم والمراجعة والنقاش، مع السيد محمد فرج الامين العام للاتحاد الاسلامي الكردستاني الذي استقبلنا مشكورا في مكتبه باربيل، وفتح لنا ابواب قلبه وفكره برحابة صدر يشكر عليها، فكان هذا الحوار الشيق.
المحور الاول -شؤون حزبية وسياسية
مجلة الحوار-اذا اردنا ان نضع الاعوام العشرين في ميزان التقييم؛ بمعيار مالذي تحقق؛ ومالذي لم يتحقق، كيف يمكن ان تجيبنا على هذا السؤال الصعب في المساحة القصيرة المتاحة للإجابة على السؤال؟.
-في البداية اقدم التهنئة لهيئة التحرير الجديدة لمجلة الحوار؛ التي ستتولى اخراج المجلة بحلة جديدة، متمنيا لكم النجاح والموفقية لإيصال رسالتنا الى الناطقين باللغة العربية في العالم عموما والعراق خصوصا، فنحن تجربة اسلامية سياسية وسطية تعمل في الوطن الكردي، وفي نفس الوقت نحن لا ننفصل عن الوطن الاسلامي والانساني، نعيش قضاياه وهمومه وافراحه واتراحه، لذلك نحرص على ان نتواصل مع عمقنا الاسلامي بما نملك من ادوات وامكانات متواضعة، وكذلك هي رسالة اعلامنا العربي في الحزب، اتمنى ان توفقوا في ايصال هذه الرسالة؛ وان تكونوا حلقة الوصل بيننا وبين العالم الاسلامي وخصوصا اخواننا في العراق.
ما حققه الاتحاد الاسلامي الكردستاني في 20 عاما كثير جدا، بل هو اكثر مما توقعنا؛ خصوصا في الجوانب المتعلقة بالشراكة السياسية مع ابناء وطننا، وفي الحفاظ على استقلاليتنا الكاملة وعدم الانجرار وراء اي جهة محلية او اقليمية او دولية؛ رغم كل العواصف والتحديات التي عصفت بمنطقتنا وجعلتها ساحة للنزاع والتصارع والمنافسة الاقليمية والدولية، فمصلحة تجربتنا وملتنا هي الاساس الذي نمارس فيه العمل والنضال، ولأجل هذه الغاية نمارس العمل السياسي، ثباتنا على المبدأ جعلنا نخسر الكثير من الامتيازات، جعلنا نقدم تضحيات على حساب مصلحتنا الاسلامية لصالح ملتنا، لكننا نشعر بالرضى والفخر اليوم رغم ذلك فرضى الله تعالى اسمى غاية، ومصلحة شعبنا فوق كل هدف.
على الصعيد الدعوي تمكنا من ارساء قواعد العمل السياسي الاصلاحي بمنهجية دعوية توازن بين نشر وتبليغ منهج الهداية الرباني في كردستان من خلال التربية والاعداد الإيماني وبين العمل والنضال السياسي، من خلال الرؤية الوسطية التي توازن بين الحياة الدنيا والآخرة، بين ما تتطلبه الدنيا من اتخاذ اسباب التمكين في العلم والاحاطة باسباب النجاح وتحقيق مصالح الناس، وبين ما تتطلبه الآخرة من انشاء الفرد المؤمن الذي يكون عامل خير وفلاح وظفر لمجتمعه، الانسان الذي يتعبد الله تعالى بخدمة المجتمع وتقديم مصالحه على المصالح الفردية.
وهناك اشياء لم نحققها؛ لان حجم طموحاتنا بحجم وعظمة الدين الذي نفخر بالانتماء اليه، وكلما وصلنا الى هدف، ولدت لدينا عشرات الاهداف الجديدة، فالخير الذي نريده لاهلنا يجعلنا نسعى ونتطلع الى المزيد، نريد ان نرى كردستان في طليعة المجتمعات المتحضرة في كل شيء، وخصوصا في العدالة التي هي اساس الملك، والتي هي اعظم غايات الرسالات السماوية قاطبة وخصوصا الاسلام.
نحن كحزب سياسي نسعى للسلطة؛ وهو امر مشروع، لكن الاهم من الوصول للسلطة عندنا هو ان يتحول الحكم في كردستان الى عمل مؤسسي، تحكم فيه مؤسسات السلطة، ويكون الحاكم فيها منتدبا من الشعب لفترة زمنية محددة؛ يغادرها بحب وكرامة يسجل التاريخ له انجازاته واخفاقاته، وهذا ما يحصل في الدول المتحضرة الديمقراطية، نحن نتقدم بخطوات بنائة نحو هذا الهدف، ونامل ان نساعد ونشارك في تسريع هذه الخطوات من خلال اقناع شركائنا السياسيين بضرورة اشاعة هذه الثقافة لأنها في النهاية مصلحة ناجزة لشعب كردستان في الحاضر وللأجيال القادمة في المستقبل ان شاء الله.
مجلة الحوار-يؤخذ على الاسلاميين في تجربتهم على مدى قرن مضى في كل العالم؛ عدم وجود مراجعات ولا نقد ذاتي، هل تجاوز الاتحاد الاسلامي هذا المأخذ؟ هل تقييم الذات له منهجية في عملكم الحزبي؟.
-نعم؛ اتفق مع هذا الراي، فعدم الاعتراف بالخطأ وعدم مراجعة الذات وتصحيح الاخطاء اهم المآخذ على العمل الاسلامي السياسي في العالم! ومن موقع اداركنا ووعينا بهذه الحقيقة عملنا على ان نضع الآليات التي تساعدنا على تجاوز هذه العقدة اللعينة، فقمنا بإجراءات مؤسسية في المؤتمرات المتعاقبة التي يعقدها الحزب بانتظام ودون انقطاع، فأنشئنا هيئة مستقلة للمتابعة بهدف تحديد مواطن الضعف، والتقصير، ومراجعة الاخطاء في اي مستوى كان من العمل السياسي والدعوي، وقمنا بتوزيع الصلاحيات على مؤسسات الحزب لتكون الادارة مؤسسية لا تعتمد على الفرد.
كما تعمل المؤتمرات التي تعقد كل اربع سنوات والتي تضم كل فئات الحزب وكل قطاعات العمل، وكل التخصصات فيه، على مراجعة شاملة كاملة لمنهاج الحزب ومبادئه ونظامه الداخلي، كل شيء يخضع للنقاش بدئا من اسم الحزب وانتهائا بطريقة مشاركته في العمل السياسي، وهذا يتم بشفافية عالية، وروح منفتحة من الجميع، حيث تطرح كل الآراء أيا كانت وأيا كان من يطرحها، ثم تحسم النقاشات بالتصويت، واعتماد رأي الاكثرية، وتعزيزا للشفافية في هذا العمل قمنا في المؤتمر السادس بنقل وقائع المؤتمر على الهواء مباشرة عبر فضائية (سبيدة) وهي الخطوة التي قوبلت بأوسع ترحيب في الوسط السياسي والصحافي والحزبي والجماهيري.
مجلة الحوار-الحياة السياسية والعمل الحزبي في الشرق الاوسط، ودول العالم الثالث يمتاز بالغموض وعدم الشفافية، وتغلب عليه الجهوية والفئوية، والشخصية! بصراحة هل لديكم شفافية مؤسسية؟ هل قواعد جماهير الحزب تشارك في صناعة القرارات؟.
-نعم؛ بكل تأكيد فالحزب ملك للجميع ومسؤولية الجميع، لتحقيق الهدف الشاميل نشر الفضيلة برؤية اسلامية وخدمة الوطن، لا مكان للشخصنة عندنا ولا للفئوية، وخير اثبات على ذلك المؤتمر السادس للحزب الذي عقد في ايار 2012 اثبت ذلك بجلاء من خلال نقل وقائع المؤتمر على الهواء كما ذكرت سابقا، ومن خلال العمل المؤسسي، ومشاركة قواعد الحزب العريضة من اخوة واخوات، وطلاب، ومهنين، وصحافيين ...الخ كما يجري استفتاء قواعد الحزب على القرارات الهامة والاستراتيجية، من خلال آلية استفتاء اقرت تؤهل نتائجها ان تضع صانع القرار في الحزب على علم براي الاغلبية، وهو راي محترم ومعمول به.
مجلة الحوار-لاشك ان الاحزاب في العالم تنتظر الانتخابات لتعرف حجمها على الساحة؛ وبالتالي مقدار فاعلية اجهزة الحزب المختلفة في ايصال الرسالة للناس، الانتخابات البرلمانية الاخيرة في كردستان تمخضت عن نتائج غيرت معادلة الواقع السياسي الكردستاني؛ اين موقعكم في هذه المعادلة الجديدة؟.
-نحن نحمد الله تعالى كثيرا على ثقة شعبنا بنا؛ وفي كل عملية واستحقاق ديمقراطي نحقق المزيد من المكاسب، وهذا يدل على ارتفاع مستوى الثقة، في انتخابات برلمان كردستان الاخيرة حصلنا على 10 مقاعد في البرلمان في حين كان لدينا 6 مقاعد في البرلمان السابق، وهذه زيادة بنسبة 40% وهي تجعلنا في موقع قوي سياسيا؛ وذلك لايمنع ان يكون لنا ملاحظات على النتائج لانها لم تاتي بحسب ما توقعنا.
مع هذا لابد من المراجعة التي تمت على جميع المستويات، بدئا الامين العام للحزب والمكتب السياسي، مرورا بأصغر الوحدات التنظيمية، ثمة مواضع تحتاج الى تقوية، وثمة مواضع تحتاج الى اهتمام، ثمة ايجابيات كثيرة تسجل للأداء الاعلامي وثمة ملاحظات لابد ان تؤخذ بعين الاعتبار، كل هذه المراجعات سيؤخذ بها في الاطار المؤسسي، وسنحرص على تحسين الاداء في الاستحقاقات القادمة، ففي العمل البشري مثل عملنا يتعلم الانسان من اخطائه كما يتعلم من انجازاته.
مجلة الحوار-الاتحاد الاسلامي حزب دعوي قبل وبعد ان يكون سياسي، وفي التصنيف الاعلامي يقولون حزب محسوب على مدرسة الاخوان المسلمين؛ هل اختط الحزب خلال العقدين الماضيين طريقا دعويا خاصا به، ومنهجا يجعله مدرسة بذاته لامحسوب على المدارس؟.
-لن نستنكف من ان نحسب على المدرسة الوسطية للاخوان المسلمين، فنحن من حيث الاسلوب وطريقة وانتهاج الرؤية الوسطية وتقديم الخير للناس والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة تعلمنا في هذه المدرسة المباركة، فالإخوان على مدى 80 عاما من عمرهم قدموا تجربة اسلامية سلمية لا تعتمد على الافراط والغلو، ولا على التفريط والتميّع، ولم تحظى جماعة في العلم الاسلامي بهذا المستوى من النجاح والقبول رغم كل المؤامرات التي احيكت حولها مثل ما حظيت به، ورغم ان احدا من قياداتها لم يسلم من السجن او القتل او النفي! وهذا بحد ذاته دليل على سلامة وسلمية هذه الجماعة، لان البشر بفطرتهم ينفرون من العنف، حتى لو لاقى قبولا من بعضهم تحت ظروف وضغوط نفسية وظرفية معينة.
وبالرغم من ذلك؛ نحن في الاتحاد الاسلامي الكردستاني لنا خصوصيتنا واستقلاليتنا الدعوية، والسياسية، والثقافية، والفكرية، حتى ادائنا في العمل الحزبي والسياسي له خصوصية تجعله مميزا بعض الشيء ومختلفا احيانا عن تجارب الجماعات الاخرى، اعتقد ان تجربتنا ستجد طريقها للدراسة والتحليل الاكاديمي ذات يوم نظرا لما فيها من جمال وابداع.
مجلة الحوار-هناك مأخذ على الحزب يأتي من الداخل والخارج؛ يقال ان الجانب السياسي تغول على الجانب الدعوي عندكم؟! والبعض رصد تقدم احزاب اسلامية منافسة لكم على الساحة بسبب انشغال اعضاء الحزب بالعمل المؤسسي والسياسي؛ ما مدى صحة هذا الكلام؟.
-لا يضيق صدرنا بالنقد؛ وقد سمعت هذا الكلام من اخواني واخواتي وابنائي الدعاة في الحزب وخارجه، وبما اننا نعتمد منهج التوازن في كل حركات الحزب ومناشطه، فان هذا الموضوع يستحق منا الوقوف والمراجعة على مستوى العمل المؤسسي والفردي والدعوي، اذا وجد الاختلال في التوازن بين الامرين فهو ليس اختلالا كبيرا ينذر بخطر، فالدعوة الى الله تجري في عروق كل فرد فينا، انا شخصيا وانا في موضع المسؤولية السياسية والتنظيمية يشغل فكري دائما هذا الموضوع، حين تتم دعوتي لحضور مؤتمر لاحد المكاتب، او زيارة تفقدية لاحد مرافق التنظيم افكر كثيرا بما ينبغي ان اقوله لإخواني وابنائي، تشغلني مسالة كيف اترك فيهم اثر بعد ان اغادرهم، كيف اشحذ فيهم الهمم، وذلك لايكون بمجرد الكلام السياسي على اهميته، بل بالتذكير بالأصل الذي نشئنا عليه هو ايصال الخير للناس، وافضل ما يمكن ان يتم بعث الهمم به هو القران الكريم.
لذلك؛ اقول ان الدعوة ستضل هي الاساس، والمحور، والاصل الذي يدور عليه عملنا، وممارستنا للسياسة هنا هي صلب الدعوة وهي عبادة نتقرب بها الى الله تعالى لامناصب ولامكاسب؛ لذلك نحن في الاتحاد الاسلامي الكردستاني نريد ان نحقق النجاح في الجمع بين الدعوة والسياسة في منهل واحد، وممارستها بصورة سليمة وصحيحة، ولله الحمد نحن لحد الآن نسير في الطريق الصحيح في تحقيق هذا الدمج، ونعتقد جازمين باننا نسير في ذلك على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين؛ فقد كانوا رهبانا في الليل وعمالقة في ممارسة السياسة في النهار.
مجلة الحوار-كيف تنظرون الى المسالة القومية وانتم حزب اسلامي؟ ما هو المنطلق الفكري الذي يجعلكم تطرحون فكرة دولة كردية مع ان هذا الطرح قومي وليس اسلامي؟.
-لايستطيع احد في الارض ان يعترض على تقدير الله تعالى لعباده فو سبحانه {لا يسأل عما يفعل} وهو الذي قرر ان تكون الانسانية شعوب، امم، قبائل، لغات، لهجات...الخ لحكمة بالغة عنده، وهو في ذلك لم يفضل امة ولا شعب على شعب، لذلك فضل الحبشي بلال على القرشي عم النبي صلى الله عليه وسلم بالنسب ابو لهب؛ من هذا المنطلق نجد انفسنا معتزين بقوميتنا الكردية كما يعتز الاخرون بقومياتهم؛ لان هذا قرار الباري عزوجل الذي لايسال عما يفعل، لذلك لم يجرد الاسلام ايا من اتباعه من قومياتهم على مدار حكمه لمشارق الارض ومغاربها، بل ان الامم والشعوب التي دخلت في الاسلام برز منها قادة وفاتحون وعلماء ومخترعون وحكام وقادة وخلفاء قادوا العرب اصحاب الرسالة الاصلية التي نزلت بلسانهم والنبي منهم صلى الله عليه وسلم، بناء على ذلك رؤيتنا للقومية رؤية اسلامية قرآنية، لاتجعل الكردي افضل من العربي، كما ان العربي ليس افضل من الكردي والتركي والشيشاني، دخول البعد القومي على الاسلام او استخدام التيار القومي للإسلام كأداة في محاربة الشعوب الغير عربية هو الذي اساء للإسلام، وادخل القومية على تركيبة الشخصية العربية؛ في الشعور واللاشعور! من هنا نجد في وسائل الاعلام من يسوغ عمليات الانفال ضد الشعب الكردي! ولاحظ الاسم القرآني (الانفال) وفي معسكرات الاعتقال التي جمعت اهلنا في صحارى السماوة وغيرها سميت المعتقلات بمعتقل ابو بكر! معتقل خالد ابن الوليد! .....الخ وهكذا؛ رغم كل هذا التشويه وهذا القتل باسم الاسلام ظل الشعب الكردي وسيبقى على الاسلام، معتزا به وبنبيه، فلايوجد بيت في كردستان ليس فيه اسم محمد صلى الله عليه وسلم، ولايوجد مدينة في العالم تحتفل بمولد النبي الكريم كما تفعل مدينة اربيل وباقي مدن كردستان في كل عام من ربيع الاول، بل هم اصحاب الابداع في هذا المجال.
اما مطالبتنا بالدولة؛ فهي حق فرضه الواقع، انظر في الخارطة، سترى دولة للفرس (ايران) ودولة للترك (تركيا) ودول (للعرب) ودولة للافغان (افغانستان)، ودولة للشيشان، ودولة للطاجيك (طاجكستان)، هذا يطرح سؤال اين هم الكرد في هذه الخارطة؟ هل هم شعب بلا ارض؟!!! كردستان لها كيان ووجود منذ ان وصلها الفتح الاسلامي في عهد سيدنا عمر رضي الله عنه، وهي مملكة، او امارات في كل العهود الاسلامية، وانا رأيت خارطة نشرتها على حسابك في الفيس بوك لخارطة كردستان في عهد الخلافة العثمانية 1893 ارجو ان تنشرها مع اللقاء تظهر فيها مملكة كردستان في هذه الخارطة العثمانية القديمة بشكل واضح لالبس فيه، فاين هي هذه المملكة المترامية الاطراف؟.
انا اجيب على هذا السؤال لقد قسمها الاستعمار الانكليزي بين الدول عقابا لانحياز الكرد لصالح الخلافة العثمانية، فقياداتهم لم تكن تتقبل فكرة انهيار الخلافة، في الوقت الذي كانت المنطقة تمر بما يسمى ب(الثورة العربية) التي بدأت في المملكة العربية السعودية والتي ساهمت في اسقاط الخلافة العثمانية!.
نحن نفهم سبب ظلم الاستعمار لنا، لكننا لانفهم ولانقبل ظلم شركائنا في الدين من العرب وغيرهم لنا، اذا كانوا يتعللون بوحدة الامة الاسلامية فنحن نقول لهم حققوا هذه الوحدة وسنكون جزئا منها كما كنا في كل التاريخ الاسلامي، والى ان يتحقق ذلك سنسعى لتحقيق دولتنا المستقلة اسوة بالدول والقوميات الاخرى.
مجلة الحوار-هل تشكل المنطلقات القرآنية ركيزة في تصوركم عن الدعوة والسياسة والتباسهما ببعض؟.
-نعم القران والسنة النبوية هما الطريق المستقيم لتحقيق جميع اهداف الانسان الدنيوية والاخروية، ان العيش مع القرآن يعطي الطمأنينة والسعادة والراحة الروحية للانسان المؤمن الذي يمكن ان يفكر وينتج انتاجا جيدا منطلقا من فيوض القران، فجميع مراحل الدعوة الى الله ثابتة في القران الكريم بشكل مباشر او من خلال القصص التي قصها القران الكريم لغرض العبرة والتعلم لا لغرض السرد القصصي المجرد، وهذا ما نحاول ان نعكسه في مناهجنا الدعوية التي تتصدى لبناء الفرد الصالح، والاسرة الصالحة، والمجتمع الصالح، كما ان العمل المؤسسي يعكس ذلك ايضا، مثلا الاعلام الذي حرصنا عليه منذ نشأة الحزب وله دور مهم في ساحة كردستان، يعكس الرؤية القرآنية لمنهجية الدعوة الى الله، من خلال برامج ومساحات اعلامية تغطي شتى المناشط الاسلامية الشرعية، الفكرية، الايمانية.
المحور الثالث شؤون عراقية
مجلة الحوار –كيف تنظرون الى مجمل العملية السياسية اليوم في ظل حكومة تشاركون فيها، تخرج من ازمة وتدخل في ازمة! اهدرت الوقت في المهاترات السياسية ولم تحقق الامن ولا المصالحة الوطنية؟.
- الانسداد في العملية السياسية واضح للعيان ولايحتاج للرصد، فمنذ عام 2003 لم يتحقق الاستقرار الذي هو الاساس الاول والاخير لبناء الدول الناجحة، وارى ان مشكلة العملية السياسية تكمن في غياب الثقة بين اطرافها، وتراكم مخلفات الماضي وارثه الذي حوله البعض الى منهج للانتقام وتصفية الآخر! والانتقام عادة يصل بالناس الى دائرة من العنف المغلقة، تعتمد على القتل والثأر لمن قتل ممن قتل، لذلك عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة قال لمن اخرجوه، وقتلوا اصحابه، وعذبوهم، وصادروا اموالهم اذهبوا فانتم الطلقاء، لان الثأر من الجاني لايعني نهاية المطاف، بل يعني ان مرحلة جديدة من الثأر بين الاطراف ستبدأ وتأخذ مداها بالاعتماد على العامل الزمني؛ وهنا تتدخل الاطراف الخارجية المتربصة بالأمم لتستغل ثائرات الفرقاء وتحقق مصالحها.
اعتقد ان نلسون مندلا اخذ هذا الدرس العظيم من سيرة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم حين انتصر حزبه على النظام العنصري في جنوب افريقيا، وقف بوجه كل من اراد الانتقام من البيض في بلده، وعمل على اقامة دولة مستقرة تعتمد على المؤسسية يأخذ فيها القضاء رد المظالم والقصاص من المجرمين، لذلك دولة جنوب افريقيا اليوم هي من الدول المؤهلة لتشكل العالم المتعدد الاقطاب الى جانب الدول المتقدمة رغم فقرها.
العراق اليوم بحاجة الى هذه الرؤية الواضحة، بحاجة الى المنهج النبوي المبني على العدل والمساوات وحفظ كرامة الانسان،ف على اساس ذلك تقوم المصالحة بين الاطراف لبناء الثقة التي تؤدي الى الاستقرار والخروج من عنق الزجاجة.
مجلة الحوار-هناك تقرير نشرته مجلة الحوار في العدد الماضي يتحدث عن ان البرلمان العراق لم ينجز اي قوانين تدعم الفقراء وعامة الشعب؛ مالذي يعيق العمل البرلماني ويجعل هذا الانسداد في المجرى السياسي برائيك؟.
-التقارير الدولية تضع العراق في المراتب الاولى في الفساد وعدم الشفافية، والترهل الاداري، وانتشار المحسوبية، والحزبية، والطائفية، على حساب المصلحة الوطنية، والانسداد في الافق السياسي كما ذكرت لك قبل قليل عامل مؤثر بقوة على اداء كل مؤسسات الدولة، وعلى حياة الناس، وعلى مسار الخدمات، متى ما وجد مخرج سياسي بين شركاء العملية السياسية ستتوالد الحلول لكل الاشكالات الاخرى؛ والمخرج من وجهة نظري يكون بنبذ المنطلقات الضيقة والتوجه الى المنطبق الاوسع، وهو البعد الوطني.
مجلة الحوار-هل تتابعون مسيرة العمل الاسلامي في انحاء العراق؟ وكيف تنظرون الى اسباب تراجع الاحزاب الدعوية السنية لصالح الاتجاهات الاخرى؟.
-نحرص على ان يكون لنا تواصل مع العمل الاسلامي في كل العالم، واخواننا في العراق هم احق الناس بنا ونحن احق الناس بهم، ونحرص على ان يكون لدينا علاقات وتناصح، ونحن لن نبخل بالراي والمشورة اذا طلب منا ذلك.
ونتابع بكل جدية مسيرة العمل الاسلامي والساحة الدعوية العراقية، وناسف كثيرا للتراجع الذي ذكرت، وسبب ذلك فيما ارى هو الاشكالات التي تتعرض لها مناطق السنة، وعدم الاندماج في العملية السياسية بعد عام 2003 وهو ما ادى الى تفاقم المشكلات بسبب الظلم والتهميش، الامر الذي دفع الناس الى الياس من مجمل العملية السياسية، ولعل مؤشرات الاقبال الضعيف على انتخابات مجالس المحافظات تعكس بقوة هذا الذي اقوله، لذلك تأثر العمل الاسلامي تبعا لهذه المؤثرات، ان وضع السنة في العراق لايحسدون عليه، ومن اهم اسبابه التفرق وعدم الاتفاق بين اطراف المكون؛ اذ كانهم اتفقوا على ان لايتفقوا! رغم ان العرب السنة لديهم تفوق بشري في كل الاختصاصات؛ كان يفترض ان يكون لوجود العلماء والاكاديمين واعيان السياسة بينهم دور في جمعهم وتوحيد كلمتهم للحفاظ على مصالح الكيان ومصلحة الوطن.
لاشك كذلك ان هناك اسباب ذاتية وموضوعية اخرى اتمنى على الاخوة ان يراجعوها؛ لان المراجعات دائما هي اساس كل عمل تصحيحي واصلاحي؛ وهكذا تعلمنا في تجربتنا بالاتحاد الاسلامي الكردستاني.
مجلة الحوار-العديد من المشاكل والازمات تقف بين الاقليم والمركز؛ كيف تنظرون اليها؟ وهل ساهمتم في حلحلة هذه المشكلات؟.
-انت تعيدنا هنا الى مشكلة عدم الثقة من جديد؛ المركز يعترض على كل اجراء يقوم به الاقليم حتى لو كان له اصل وسند في الدستور، وكل عام تلاحظون تجدد الازمة بسبب الميزانية على سبيل المثال، فهناك من يحاول ان يقلل من مخصصات الاقليم في الميزانية العامة رغم ان محافظات كردستان هي الاكثر والاقوى نموا في العراق.
حل المشاكل من وجهة نظرنا يجب ان يتم وفقا للدستور الذي توافق عليه العراقيون، وفقا لمنطق الحق والعدالة، ونحن نساهم ما استطعنا في حلحلة هذه المشاكل، ونقف صفا واحدا في برلمان العراق كقائمة تمثل كردستان مترفعين عن المكاسب والعصبية الحزبية، لان مصلحة شعبنا أهم من مصلحة الحزب.
مجلة الحوار-اختلطت الاوراق في الانبار وعموم غرب العراق، بين الارهاب، والعشائر، ومطالب الناس، كيف تنظرون لهذه الازمة خصوصا بعد دعم الامم المتحدة والولايات المتحدة للسيد نوري المالكي في هذه الاحداث؟.
-اتابع بقلق تطورات الاحداث في غرب العراق؛ وارى ان ارساء سلطة القانون، وسيادة مؤسسات الدولة عن طريق قطع الطرق امام الفساد والمحسوبية والطائفية، ومواجهة الجماعات المسلحة الخارجة على القانون؛ أيا كان انتمائها، واتجاهها، وولائها، أمر مشروع، وذلك لتحقيق هذا المطلب الذي يؤسس لدولة مدنية تقوم على العدل والمؤسساتية، وهي مصلحة للجميع.
في نفس الوقت علينا ان نقر بان للمواطنين في الانبار مطالب مشروعة، تتعلق بحقهم في الحرية، والعدل، والخدمات، وتعبيرهم عن ذلك بشكل سلمي وفق ما كفله الدستور تحت بند الحريات؛ امر جدير بان تقف عنده الحكومة، وتحقق المطالب المشروعة وتقدم الخدمات اللازمة للمواطنين في هذه المحافظة المنكوبة، اذ لابد ان تضع الحكومة محافظة الانبار في حساباتها بكل اقضيتها ونواحيها فهي تمثل السنة قاطبة.
ان خلط الاوراق لن يحقق مصلحة اي طرف من اطراف المعادلة؛ ولن يؤدي العنف واستعمال القوة المفرطة الى معالجة المشاكل وارساء الاستقرار وتحقيق العدالة، بل سيؤدي الى المزيد من التعقيد للمشاكل!.
لذلك على العقلاء والحكماء واهل الحل العقد التدخل للتوسط بين اطراف الازمة، لحقن الدماء، وتحقيق السلم الاجتماعي، وسيادة القانون.
المحور الرابع شؤون اسلامية وعربية
مجلة الحوار-كيف تابعتم مجريات الربيع العربي؟ وما تقييمكم لمجمل الاحداث لحد الآن؟.
-هذا الربيع كان حق لهذه الشعوب التي ارهقها الظلم والطغيان على مدى عقود، وثورة الشعوب كانت امرا متوقعا، فدروس التاريخ تعلمنا ان دولة الظلم لاتقوم ولا تستمر ابدا حتى لو كانت مبنية على اساس اسلامي، لذلك ثارت هذه الشعوب وطالبت بحقوقها الانسانية في الحياة والعيش الكريم، لكن للأسف الطغيان كان عنوانه العريض فرد دكتاتور لكنه لم يكن يمارس الظلم والجبروت لوحده، كانت تعينة مؤسسات، على راسها افراد منتفعين، وتجار، واصحاب مصالح، ورجال اعلام، كل هؤلاء رفضوا التغيير، ووجدوا صعوبة في التخلي عن مكاسبهم الكثيرة لصالح شعوبهم لذلك حصلت الانتكاسات في كل دول الربيع، ونشاهد اليوم هذه الثورات تقتل وتغتال بكل اسف.
مجلة الحوار-عندنا تجربتان مختلفتان في مصر وتونس للاخوان المسلمين؛ في الاولى تم استيعاب التيار العلماني واللبرالي والمدني، وفي الثانية تم التصادم وحصلت الكارثة الجارية الان؛ ما تقيمكم للتجربتين؟ ولماذا اختلف التعامل مع ان التياران اخوان.
-الخبرة هي اساس العمل السياسي، وبدونها لايمكن ان تحقق الاحزاب اهدافها ولا ان تصل لقلوب الناس، لذلك الفرق بين التجربتين يعود لاختلاف الخبرة السياسية بين قيادة الحركتين، ارى ان الاخوة في تونس بسبب تواجدهم في المهاجر بسبب الظلم والاضطهاد طوال فترة حكم بو رقيبة وبن علي منحتهم خبرة سياسة واحاطة بالمتغيرات الدولية اكثر من الاخوان في مصر، كما ان عامل الخصوصية لكل حركة يلعب دورا في هذا الامر، وللسياسة رجالها، كما للتجارة وغيرها من الاختصاصات رجالها.
مجلة الحوار-كيف تقيمون التجربة التركية اليوم خصوصا وهي تواجه تحديات وحسب تقارير صحافية مؤامرات سياسية واقتصادية؟.
-دروس التاريخ تحدثنا عن ان كل تجربة للتحرر والاستقلال في منطقتنا وجهت بالمؤامرات! فالنظام العالمي يقوم على المصالح لا على منهج الحق! وفيه دول تقدم مصالحها على مصالح الشعوب الاخرى، واذا كان هذا حقا لها، فان على شعوب المنطقة وعقلائها ان لايستسلموا لنظرية المؤامرة بل يعملوا بكل جد للتمكن من اسباب القوة التي هي اساس الاستقلال، وهذا ما فعلته تركيا في عهد السيد اردوغان وحزبه، لذلك مواجهة المؤامرات امر طبيعي، المهم ان ارساء دولة المؤسسات، وترسيخ قيم الديمقراطية هو الحل المثالي لمواجهة هذه التحديات، وهو ما فعلة حزب العدالة التركي في فترة حكمه، ومع قيامهم بارساء الديمقراطية قاموا كذلك باطلاق عملية السلام بالمبادرة بحل القضية الكردية؛ وفي تصوري هذا هو التغيير الاساسي في الفكر التركي، لذلك لا خوف على تريكا ان شاء الله.
مجلة الحوار-هل تعتقد ان تجربة الحرية والعدالة في تركيا ستكون مفصلية في مسيرة العمل السياسي الاسلامي.
-هي اول تجربة يخوض فيها التيار الاسلامي الوسطي غمار الحكم في المنطقة، وحجم المنجزات الذي حققته سيكون مفصليا في الحكم على اول تجربة، ولو قدر لهذا التيار ان يحكم مصر ولم يجهض مبكرا لكانت التجربة التركية اصبحت ملهمة للتجربة المصرية، ولشهدنا تغييرا جوهريا في العقود القادمة.
مجلة الحوار-الكرد في ظل الاردوغانية حصلوا على مكاسب استثنائية، والاقليم حصل على علاقات مميزة، هل تعتقد ان هذا سيؤثر على مسار العلاقة بين شعوب المنطقة؟.
-لاشك في ذلك، فالعلاقة الاخوية الشعبية قديمة قدم التاريخ وقدم الاسلام الذي جمع هذه الشعوب، لكن القومية والشوفونية هي التي فرقت هذه الشعوب! وفي ظل الاسلام وعدالته ستعود الاخوة الى اصلها الانساني الاسلامي؛ ولابد ان اشير هنا الى حصول تطورات كبيرة في علاقة الحكومة التركية بحزب العمال الكردستاني، وتقدم عملية السلام بخطوات هامة الى الامام، وقد ساهم الاتحاد الاسلامي الكردستاني بهذا الامر مساهمة فاعلة، من خلال التوسط وتقريب وجهات النظر، كما ان علاقة الاقليم مع تركيا تحولت من العداء الى حفظ المصالح المشتركة والاخوة.
مجلة الحوار – ما هي رؤيتكم لوجهة الاتحاد الاسلامي الكردستاني في السنوات الخمس المقبلة؟ هل ثمة نقلات نوعية متوقعة في البعد السياسي، والدعوي، والفكري.
-الاتحاد الاسلامي الكردستاني حزب شاب نسبيا، فغالبية اعضاء الحزب من الجيل الشبابي، ومن اهل الكفائات والاختصاصات ومن حملة الشهادات، على سبيل المثال فان اكثر من 70% من اعضاء المؤتمر السادس من الشباب الذين يحملون شهادة بكلوريوس فما فوق، علما اننا لسنا حزب سلطة، وليس لدينا ما نقدمه ماديا لاعضائنا، بل نحن ناخذ منهم ولا نعطيهم، وكل من يختار طريقنا يعرف ذلك، لذلك بالمزج بين روح الفداء والعطاء في سبيل الدين والملة وبين روح الشباب ارى ان حزبنا سينافس على الطليعة وعلى مقدمة الصفوف في خدمة شعبنا ونسعى لذلك وفق الاستحقاق الانتخابي وعلى حسب ما ننال من ثقة جماهير كردستان، فنحن نعتبر خدمة شعبنا عبادة، وخدم اعضائنا شعبهم ولايزالون من خلال مختلف المؤسسات والمنظمات الخيرية، والكل يشهد على روح الفداء والتجرد وايثار الفقراء التي قدمت ملايين الدولارات على مدى العقود الماضية في بناء المساجد، وحفر الابار، وكفالة الايتام، وشتى الاحتياجات، وهكذا تفعل الايدي المتوضئة.
لذلك المرحلة القادمة هي مرحلة الترجمة العملية لهذه الكفائات والقدرات والخبرات على ارض الواقع
مجلة الحوار- الاستاذ الامين العام شكرا جزيلا على وقتكم ورحابة صدركم.
-شكرا جزيلا لكم، ومن خلالكم اوجه التهنئة الى اعضاء وكوادر وجماهير واصدقاء الاتحاد الاسلامي الكردستاني بمناسبة ذكرة الاعلان، راجيا من الله العلي القدير ان يوفقهم للمزيد من خدمة شعبهم ودينهم.[1]