اختتمت، أعمال الكونفرانس الثاني لبلديات الشعب في شمال وشرق سوريا التي انطلقت صباح يوم أمس، تحت شعار (الديمقراطية الايكولوجية والمؤمنة بحرية المرأة في شمال وشرق سوريا)، في صالة سردم بمدينة #الحسكة#.
وشارك في الكونفرانس الثاني لبلديات الشعب 436 مندوباً/ مندوبة، بالإضافة إلى مشاركة ضيوف قدموا من مختلف المؤسسات العاملة في مناطق شمال وشرق سوريا من مختلف المكونات.
وانتهت أعمال الكونفرانس بقراءة البيان الختامي وجاء فيه:
“تم عقد الكونفرانس الثاني لبلديات شمال وشرق سوريا بتاريخ 30-10-2022 وبانضمام 436 عضواً
تم عقد هذا الكونفرانس في شروط الحرب والثورة بما تحمله من صعوبات وحصار جائر من جميع الجهات بما في ذلك, هجمات وتهديدات الدولة التركية المحتلة.
النظام العالمي يعايش الآن أزمة كبيرة ألا وهو النظام الذي بني على أساس الرأسمالية والدولة القومية وسلطة الحاكم الواحد , فمن أجل تحقيق مصالحها فإنها تسعى إلى إشعال الحروب في كافة المناطق . حرب روسيا –أوكرانيا و أرمينيا-أذربيجان والتوتر الحاصل في مناطق آسيا بشكل عام الصين – تايوان وفي أوربا بين صربيا –كوسوفو تعطي صورة واضحة للأزمة ومساعي الدول الرأسمالية
وكنتائج عن الحروب التي تمت من أجل السلطة ملايين الأشخاص فقدوا حياتهم وعلى المستوى العالمي حدثت أزمات كثيرة مثل أزمة القمح والخبز والغذاء والماء والوقود والطاقة وغيرها ومازالت تعاش إلى الآن
فالحروب والثورات التي تحدث في الشرق الأوسط ماهي إلا جزء من الأزمة التي يمر بها النظام العالمي , الذي يستند على التعصب الديني والقومي والجنسوي والتي أسرت شعوب الشرق الأوسط.
ولكن بالمقابل الثورة التي بدأت في سوريا والشرق الأوسط مازالت مستمرة ومؤخراً في إيران أمام النظام الفاشي وبقيادة المرأة بدأت ثورة شعبية و مجتمعية وكنتيجة يظهر أن القرن الحادي والعشرين هو قرن حرية الشعوب والمرأة .
و كحل لكافة الأزمات المعاشة في الوقت الحالي وخاصة في الشرق الأوسط هناك حاجة إلى العودة إلى الجذور التاريخية الأصيلة للشرق الأوسط والتي تتناسب مع تاريخه الحافل بالإنجازات العلمية والإنسانية وتعمل على أساس نظام الأمة الديمقراطية والمساواة والعدالة والحرية المستندة إلى اللامركزية وكونفدرالية الشرق الأوسط الديمقراطية
نحن كجزء من القوى الموجودة في الثورة السورية في شمال وشرق سوريا نسعى إلى العمل وفق النهج الثالث المستند إلى فلسفة الأمة الديمقراطية والتي ستكون الحل الأنسب لسوريا ديمقراطية تعددية لامركزية .
في هذا الكونفرانس وبالرغم من الصعوبات التي نمر بها في ظروف الحرب فإن الديمقراطية وإنشاء نظام الإدارة الذاتية وفق فكر وفلسفة الأمة الديمقراطية يكون أمراً ضرورياً لابد منه, وعلى هذا الأساس نسعى إلى إيصال هذه الرسالة إلى كافة الجهات في سوريا
البلديات كجزء من نظام الإدارة الذاتية وخلال مرحلة ليست بقصيرة تعمل على تنظيم نفسها وأيضاً على أساس الإمكانيات المتاحة تسعى إلى تقديم الخدمات للشعب
وإن في هذا الكونفرانس يتم بيان دور البلديات في موضوعين أساسيين
1- أن تكون البلديات ذات دور رئيسي لتطوير الديمقراطية المباشرة
2- أن تكون أساساً في تقديم كافة الخدمات على المستوى المحلي
وفي هذا الإطار فإن البلديات اتخذت من فكر الأمة الديمقراطية أساساً لتنظيمها ومن ناحية تقديم الخدمات فإنها عملت على تقديم الخدمات بشكل عادل ومتساو دون تحيز أو تمييز
وهذا الكونفرانس يستند على هذا الفكر وفي المرحلة القادمة وعلى أساس مفاهيم الأمة الديمقراطية سوف تنظم البلديات نفسها بصورة أفضل
تم النقاش بشكل موسع حول تنظيم البلديات على أساس أن تكون بلديات الشعب وإدارات محلية مستقلة وديمقراطية تمت الموافقة على 8 بنود تم طرحها
وعلى هذا الأساس فإنه سيتم إعادة تنظيم البلديات على أساس النظام الجديد :
الرؤساء المشتركون ومجالس البلديات تنتخب مباشرة من الشعب وقرارات عمل أي بلدية ستكون مرتبطة بمجلس تلك البلدية
من أجل تطوير الديمقراطية المباشرة وأن تصبح البلديات بلديات الشعب وإدارات محلية فإن مجلس البلدية سيضع البرامج الاستراتيجية ومشاريع المدينة والقرارات الأساسية بالمشاركة مع الكومين ومؤسسات المجتمع المدني وكذلك تنفيذها معهم
الهرمية والبيروقراطية في النظام سوف تقل إلى حد كبير و من أجل العمل وخدمة الشعب بصورة أفضل فإن البلديات ستقوم باتخاذ القرارات وتنفيذها مباشرة
البلديات ستكون مستقلة ولكنها ستكون داعمة ومساندة لبعضها وتعمل على حل المشاكل معاً وأيضاً تعمل على تطوير العمل الذي سيكون على أساس المقاطعات والأقاليم التي يربطها نظام موحد على أساس تقديم التعاون والمساندة و يطلق عليه اسم اتحاد البلديات
كافة إجراءات البلديات واتحاد البلديات الإدارية والمالية ستكون متابعة من قبل الشعب والإدارة العامة والجهات المختصة
بما يخص العمل من أجل حرية المرأة ستكون جزءاً أساسياً ومحمياً في نظام البلديات واتحاد البلديات وستكون قدوة لدعم وتقوية نظام الرئاسة المشتركة بصورة فعالة أكبر وهذه من المبادئ الأساسية لبراديغما القائد عبدالله أوجلان وعلى أساسه فإن التنظيم الخاص بالنساء ضمن البلديات من الأهداف الأساسية لهذا الكونفرانس
ومثلما تم ذكره سابقاً وعلى أساس كافة النقاشات سوف ترفق المواد الثمانية التي كانت موضوعاً أساسياً لهذا الكونفرانس بالبيان الختامي هذا
في هذا الكونفرانس و من الناحية الاستراتيجية وتقديم الخدمات تم النقاش بشكل موسع وكانت هادفة وفعالة ففي مجال الإعمار وتنظيم المدن التي هي من المواضيع الأساسية للبلديات , فإن المخططات التنظيمية للمدن والقرى معظمها قديمة من فترة ما قبل الثورة وعلى أساس تلك المرحلة والتقربات السياسية للنظام تم وضع تلك المخططات والبنية التحتية والبناء بشكل عام والاستراتيجيات طويلة الأمد وعلى أساسها تقديم الخدمات كان ضعيفاً وغير مجدي ومتوافق مع تسهيل حياة المواطنين
المدن والقرى في شمال وشرق سوريا تم إهمالها بشكل كبير في مرحلة النظام و من أجل إعادة إعمار المدن وإيجاد حلول للوضع الراهن وطرح بدائل تكون متوافقة مع فكرنا الإيكولوجي وكقرار لهذا الكونفرانس سيتم في الشهر 12 من عام 2022 وبمشاركة مهندسين من كافة أنحاء سوريا ومن العالم أيضاً عقد منتدى (مدن وقرى ايكولوجية منظمة عمرانياً )
في ظروف الحرب والثورة تم تخريب البينة التحتية في كثير من المدن بشكل كبير, تقديم الخدمات الأساسية يكون صعباً جداً وبالرغم من تلك الظروف فإنه وبحسب الإمكانيات تم تقديم خدمات جيدة وخاصة في مجال تعبيد وترميم الطرق وعلى مستوى شمال وشرق سوريا واستناداً على الإحصائيات فإن الخدمات بالمقارنة مع ما قبل الثورة قد تطورت أضعافاً مضاعفة ,والعائق الوحيد كان الإمكانات التقنية وجودة ونوعية الزفت في بعض الأحيان كان يؤدي إلى عدم استدامة تلك الطرق , ومن أجل تخطي العوائق المتعلقة بالناحية التقنية والعلمية واستناداً على العمل الذي تم الآن سوف يتم خطو خطوات أفضل في الفترة القادمة
في الموضوع الايكولوجي أيضاً تم النقاش وكانت النتيجة زيادة المتابعة والرقابة على المناطق التي يتم فيها تكرير النفط بالإضافة إلى المناطق الصناعية والمولدات والمؤسسات ذات الصلة بالإضافة إلى زيادة المساحات الخضراء وإعادة التشجير بشكل موسع من أجل إعادة التوازن البيئي وكقرار من الكونفرانس وفي بداية عام 2023 سوف يتم عقد المنتدى البيئي وأيضاً البدء بحملة لكل إنسان شجرة وذلك لجعل التشجير ثقافة مجتمعية يكون من أهدافنا التشجيع على أن يقوم كل شخص وفي كل عام بزرع شجرة على الأقل وعلى أساسه سيتم زراعة ملايين الأشجار سنوياً
وفي مجال تنظيم المرأة ضمن البلديات وفي بداية عام 2023 سيتم عقد الكونفرانس الثاني للنساء في البلديات في شمال وشرق سوريا وكذلك منتدى عن عمل المرأة في البلديات
وضع المياه في شمال شرق سوريا ليس منقطعاً عن الوضع المعاش عالمياً ومحلياً من حيث اعتبارها مشكلة حياتية أساسية تخص المواطنين فالمياه الجوفية مرتبطة مع التوازان البيئي والمياه السطحية مرتبطة بالحرب والسياسة وطالما هناك خلل في التوازن البيئي واستمرار الحروب واستخدام المياه كسلاح تبقى المشكلة عالقة ومستمرة وكمثال على ذلك :
استخدام مياه نهري دجلة والفرات من طرف دولة الاحتلال التركي يتم بشكل منافٍ للقيم والحقوق الدولية وخاصة في كوباني ومنبج وأيضاً المنطقة برمتها تعاني من أزمة إنسانية جراء هذا الاستخدام وإن احتلال مدينة سري كانية أدى إلى سيطرة الدولة التركية ومرتزقتها على محطة المياه المغذية لمدينة الحسكة وجعلت المدينة بما فيها من مليون شخص بالإضافة إلى الأشخاص المهجرين من مدنهم والذين يعيشون في المخيمات يعانون من صعوبة في تأمين مياه الشرب لهم
وعلى أساس هذا الكونفرانس فإننا ندعو كافة القوى الدولية ذات العلاقة والمنظمات الإنسانية إلى وقف هذا الاستخدام الجائر المنافي للحقوق الدولية من قبل الدولة التركية للمياه في مناطقنا وتحييد المياه عن الصراعات السياسية
ومن ناحية أخرى من أجل وضع حلول بنيوية لمشكلة المياه التي نستطيع تطويرها وفقاً لإمكانياتنا وفي مقدمتها المناطق التي تعاني وضعاً صعباً وكذلك لكامل المنطقة في 2023 فإننا سوف نتخذ إجراءات استراتيجية وخطوات فعالة بصورة أكبر وأيضاً وكدعوة من هذا الكونفرانس فإننا نأمل ونرجو من كافة المواطنين في مناطقنا ترشيد استخدام المياه وعدم هدرها واستخدامها بشكل يلبي احتياجاتهم اليومية دون إسراف وسوف تقوم البلدية من أجل تحقيق هذه الغاية باتخاذ التدابير اللازمة .
في مجال البنية التحتية مثل خطوط الصرف الصحي وشبكات مياه الأمطار في المرحلة القادمة ستكون من الأعمال الاستراتيجية للبلديات ومن الأعمال الأخرى التي سوف نركز عليها في المرحلة القادمة هو تطوير نظام النقل الداخلي ضمن المدن باتخاذ الإجراءات اللازمة مثل تطوير الجمعيات التي تعمل في مجال باصات النقل الداخلي
تعد النظافة من الأعمال الأساسية والمهمة جداً في البلديات ومن أجل تطوير عملية النظافة أكثر ما يقع على عاتق البلدية هو نشر التوعية في المجتمع لتصبح النظافة جزءاً من ثقافة المجتمع وليتحمل كل فرد مسؤولية نظافة مدينته أو قريته وعلى أساسه و كاقتراح من هذا الكونفرانس للجهات المختصة أن يتم تحديد الساعة الأخيرة من دوام كافة مؤسسات الإدارة الذاتية ل يوم الخميس ساعات لنظافة المؤسسات التي يعملون ضمنها أو مكان إقامتهم أينما كانوا . ولتأسيس البنى التحتية المتعلقة بتنظيم عملية _(نقل –جمع –طمر- إعادة التدوير )النفايات فإنه تم خطو بعض الخطوات وفي المرحلة القادمة سيتم العمل على تطويرها بصورة أكبر وخاصة في مجال إعادة تدوير النفايات فإنه سيكون من المواضيع الأساسية في جدول أعمالنا .
في مجال تقديم الخدمات الاجتماعية وخاصة (ذوي الاحتياجات الخاصة – المسنين – المشردين – المتسولين ……الخ ) لم تلعب البلدية دوراً يذكر في السنوات السابقة فيما عدا مركز دار الطفولة في تل معروف والذي كان من أجل حماية الأطفال من التشرد وتأمين مسكن آمن لهم والعمل من أجل بناء حياة مهنية وكريمة في المستقبل من خلال إعطائهم تدريبات علمية وفنية بمساعدة الجهات المختصة واستناداً على مقررات هذا الكونفرانس والتنظيم الجديد فإنها ستكون من الأعمال الاستراتيجية للبلديات في المرحلة المقبلة
في المرحلة الحالية لم تلعب البلديات دوراً في حماية ودعم ثقافة المجتمع ولم تكن جزءاً من أعمالها وأيضاً استناداً على مقررات هذا الكونفرانس ستعمل البلديات على أن يكون دعم وحماية ثقافة المجتمع جزءاً من أعمالها الأساسية
تطوير الاقتصاد المجتمعي أيضاً سيكون من أولويات عمل البلديات في المرحلة المقبلة وعلى رأسها تطوير الجمعيات التعاونية واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في هذا المجال
تكريم البلديات التي عملت بشكل جيد في كافة الشروط الصعبة وبالرغم من الإمكانيات القليلة والموارد المحدودة ونجاحها ومقياس نجاح هذه البلديات سيكون مرتبطاً بمدى رضى الشعب عن أدائها وأيضاً بعلاقتها مع الكومينات بشكل مباشر وهذا من مقررات الكونفرانس
من ناحية أخرى وفي النظام الجديد المستند إلى مفهوم الإدارة المحلية أن تهدف كل بلدية من الناحية المالية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي وعلى أساسه تطور نظامها
في المرحلة التي نعيشها بما فيها من هجمات وتهديدات على مناطقنا فإن البلديات أيضاً لديها مسؤولية أن تعمل على تنظيم نفسها على أساس حرب الشعب الثورية بما يخص ماهية عملها وكقرار من هذا الكونفرانس سيكون كافة أعضاء البلدية حسب المناطق التي يتبعون لها أعضاء الحماية المجتمعية في تلك المنطقة
وكنتيجة واستناداً على كافة النقاشات والقرارات التي اتخذت في هذا الكونفرانس فإننا نرى أن هذا الكونفرانس سوف يصبح حدثاً تاريخياً في مجال تنظيم البلديات في شمال شرق سوريا وعلى أساسه سوف تصبح إرادة الشعب في مناطقها ونموذجاً للإدارة المحلية الديمقراطية المجتمعية ايكولوجية ومؤمنة بحرية المرأة
إن ما تم تقديمه من خدمات من قبل البلديات يعتبر من المسؤوليات الطبيعية للبلدية ومن أجل تلافي كافة النواقص التي تمت خلال المرحلة السابقة وما تم ذكره في التقرير وأيضاً ما تم نقده خلال هذا الكونفرانس فإننا نقدم نقدنا الذاتي ومن أجل بناء نظام ديمقراطي وتقديم الخدمات بصورة أفضل في المرحلة المقبلة فإننا كأعضاء في هذا الكونفرانس نعاهد شعبنا وشهداء الحرية والقائد عبد الله أوجلان بأننا سنعمل على تطبيق هذه القرارات في الممارسة العملية
فإن مقررات الكونفرانس سوف تعرض على اللجنة التحضيرية للعقد الاجتماعي والمجلس العام في شمال و شرق سوريا للمصادقة عليها لتصبح جزءاً من العقد الاجتماعي و بدء العمل على تطبيقها فعلياً عن طريق انتخابات خاصة بالبلدية أو بأصول انتخابية أخرى خلال مرحلة قريبة “.[1]