تجمع فرقة الشهيد هوكر الإرث الثقافي بين الماضي والحاضر، بحناجر مغنين تتراوح أعمارهم بين العقدين السادس والثامن، يتطلعون إلى بث الروح الغنائية التراثية لدى الشباب.
ربما بات من النادر مصادفة أشخاص لا يزالون متمسكين بإرثهم الغنائي وثقافتهم القروية، ويؤدون أغانٍ تراثية وينقلون عبق الماضي إلى الحاضر عبر أغاني توارثوها من أسلافهم، حيث يعتبر الغناء التراثي أو الأدب الشفاهي سمة تميز المجتمع الكردي، الذي وثّق التاريخ ونقله على مدى سنوات طويلة عبر الغناء الشعبي.
فرقة الشهيد هوكر المؤلفة من 9 فنانين بين مغنٍ وعازف، تأسست في عام 2011 بشكل خفي، وبعد انطلاق ثورة 19 تموز انضمت إلى مركز الخابور للثقافة والفن في مدينة #الحسكة#.
يؤدون المغنون في الفرقة القصص الغنائية التي توارثوها من آبائهم وأسلافهم، خلال ليال السمر في القرى، وينقلونها إلى مسامع جيل كان على وشك نسيان ثقافة أسلافها الكرد.
السبعيني محمد بدران والملقب ب أبو كاوى، وهو أحد المؤسسين لفرقة الشهيد هوكر، قال عن تأسيس الفرقة كنا بداية، نؤدي أغانينا ونتلقى تدريباتنا بإمكانات بسيطة جداً، وفي المنازل سراً، بعيداً عن أعين أجهزة حكومة دمشق، ومع تأسيس مركز الثقافة والفن، اقترح علينا المركز تأسيس فرقة غنائية، لنقدم أولى عروضنا الغنائية في صالة رشو بمدينة الحسكة، ما أدى إلى انتشار صدى الفرقة بين سكان المنطقة.
وأضاف الهدف من تأسيس هذه الفرقة هو نشر ثقافة الكرد وتاريخهم بين سكان المنطقة وإحياء تراث الغناء الشعبي من جديد، لذلك لاقت أغانينا صدى واسعاً، كونها تعتبر من الأغاني التراثية.
ولفت بدران قائلاً ما زلنا مستمرين إلى اليوم، بتقديم عروضنا الغنائية التراثية القديمة، وأغاني الحصاد، والمواويل الكردية، ونواصل تدريباتنا في هذا المجال، باجتماعنا مرتين في الأسبوع، لنتشارك جميع الأغاني مع بعضنا البعض وتعديلها مع بعضنا.
قال بدران وبعض هذه الأغاني التراثية كانت تُغنى خلال الحصاد، ومنها ما تعبّر عن حالات الحرب، حيث يحول المغنون تلك الأحداث إلى أغانٍ يتم تداولها كي لا تنسى.
وقال أيضاً فأعراسنا القديمة لم تكن فيها أي آلات موسيقية، إنما الحاضرون والذين يعقدون الدبكات هم مَن كانوا يغنون مع بعضهم البعض، وما زال هذا التراث موجوداً بين سكان جزيرة بوطان.
وأضاف نشارك اليوم في الحفلات الوطنية، بالإضافة إلى الجلسات، وتضم فرقتنا قسمين، قسم الأغاني التراثية وقسم يؤدي الأغاني الجديدة.
من جانبه، تحدث نجدت موسى المعني بالموسيقى ضمن فرقة الشهيد هوكر قائلاً انضممت عام 2011 إلى فرقة الشهيد هوكر، بعد تعرفي على أعضاء الفرقة، سابقاً كنت أعمل في تدريس الموسيقى العربية، بسبب عدم وجود مراكز للفن الكردي في المنطقة. وقد انضممت إلى هذه الفرقة، كي لا أفقد لغتي وثقافتي.
وأضاف مع انضمامي لهذه الفرقة، رأيت أن الأعضاء يؤدون الأغاني التراثية، مما ساهم في استعادتي تاريخي وثقافتي ولغتي، لذا علينا أن نحافظ على تراثنا.
واستكمل موسى حديثه قائلاً ما دمنا على قيد الحياة، سنشارك أغانينا وثقافتنا مع شعبنا وسنكمل الطريق الذي بدأناه، مرتبطين بتاريخنا وثقافتنا.
كما دعا موسى الشباب إلى التمسك بلغتهم وتراثهم وثقافتهم، مؤكداً أن فرقة الشهيد هوكر، تسعى من أجل الحفاظ على تاريخ وثقافة #الشعب الكردي#.[1]
(ك)
ANHA