قامشلو/ دعاء يوسف –
أينما وجِدت المرأة وجِد العطاء، فالمرأة في روج آفا، وشمال وشرق سوريا تنظم وتطور عملها يوماً بعد يوم، وتُثبِت نفسها في العديد من المجالات، وها هي تدير أول مغسلة للسجاد والموكيت، والتي تم افتتاحها من قبل مكتب المرأة في بلدية الشعب بقامشلو باسم “مغسلة قامشلو للموكيت والسجاد”، علما أن جميع كوادر العمل هنَّ من النساء.
تعمل المرأة في كافة المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وفي الآونة الأخيرة على وجه الخصوص، أصبحت المرأة أقوى في المجال الاقتصادي، فقد أثبتت نفسها في هذا المجال كإدارية وعاملة، حيث أنه تم افتتاح العديد من المشاريع الخاصة بالمرأة من مصانع وأسواق ومطاعم، كما مغسلة قامشلو للموكيت والسجاد.
وأرادت المرأة افتتاح هذه المغسلة بهدف خدمة المجتمع النسائي سواءً من اليد العاملة أو الزبائن، وتتميز المغسلة بأن كافة العاملات فيها من النساء، اللاتي استطعنَ أن يجنين ثمار تعبهنَّ مادياً ومعنوياً.
هذا وتم افتتاح المغسلة في الثالث والعشرين من الشهر الماضي في حي الصناعة، من قبل مكتب المرأة في بلدية الشعب بقامشلو، وتعمل في المغسلة حتى الآن ثلاث نساء، إحداهن تُدير المغسلة، وامرأتان تقومان بغسل السجاد والبسط، لتفتح المغسلة أبوابها من الثامنة صباحاً حتى الثالثة مساءً.
حول افتتاح المغسلة وعملها، التقينا بمديرة المغسلة والعاملات فيها، ليبيّنَّ لنا أن هذه المغسلة خطوة مهمة جداً، في إيجاد فرص عمل للنساء وتخفيف العبء المُحمّل على كاهلهن.
فرصة عمل
والتقينا بدايةً بالمرأة العاملة على الغسيل “وفاء عبد المجيد نايف” معيلة لعائلتها بعد مرض زوجها، فبينت لنا أنها كانت تعمل في غسيل السجاد في المنزل بأسعارٍ رمزية، مع جهد وتعب كبيرين لتوفير سبل الحياة لأطفالها: “كنت أعمل في غسل السجاد والموكيت من سنين، كوني معيلة لعائلتي، وهذا العمل ليس بالسهل، كون السجاد ثقيل، وكنت استخدم الأدوات البدائية فأدعك السجاد بيدي مما يجعل الأمر أكثر صعوبة، فالنساء قد تغسل سجادة أو اثنتين لكني كنت أغسل الكثير”.
وعن عملها بالمغسلة، أضافت وفاء: “العمل مريح، فجهاز تنظيف السجاد يوفر الوقت والجهد، كما أني أستطيع من خلال هذا العمل أن أعيل عائلتي، أعاني من التعب الجسدي لوقوفي لساعات على قدمي، إلا أنني أشعر بالراحة بالعمل هنا”.
ونوهت وفاء إلى كيفية غسلها السجاد: “أقوم بتبليل السجاد أو الموكيت بالماء، ثم ندعكها بجهاز التنظيف مرتين أو ثلاث، وبعدها أضع مواد التنظيف من معطرات ومسحوق الغسيل وغيرها، فأعود لدعكها مرتين، ثم نشطفها بالماء، ونفردها حتى تجف”.
واختتمت وفاء عبد المجيد نايف حديثها قائلةً: “لا يوجد عمل خالي من الصعوبات، وغسيل السجاد من أصعب الأعمال المنزلية لما يحتاجه من جهدٍ ووقت، لكنه أفضل بكثير من طلب الحاجة، وهذه المغسلة ساعدتني ووفّرت لي عمل كنت بحاجة له”.
مساعدة النساء
كما وحدثتنا مديرة مغسلة السجاد والموكيت ساجدة أحمد صالح، أن التجهيز لهذه الخطوة احتاج الكثير من الوقت والعمل، كونها أول مغسلة تديرها النساء: “بما أنه لم تكن هناك مغسلة تديرها المرأة في قامشلو، وبالمقابل توجد العديد من النساء التي تعمل في غسيل السجاد في المنزل بسعر قليل جداً رغم الجهد الذي تبذله، وهذه الخطوة ستساعد الطرفين من اليد العاملة”.
قالت ساجدة إن الهدف من افتتاح هذه المغسلة هو مساعدة النساء العاملات، وتوفير الوقت للنساء الغير قادرات على غسيل السجاد لضيق الوقت لديهن: “لقد كان هدفنا تطوير اقتصاد المرأة ومساعدتها في توفير فرص عمل لها، وكذلك توفير الوقت للنساء العاملات وغير القادرات على غسيل السجاد بسعرٍ رمزي، ونظافة أفضل”.
وأوضحت ساجدة أن الإقبال لا بأس به، كون المغسلة لم يمر شهر على افتتاحها: “منذ بداية الافتتاح قمنا بغسل 50 سجادة وموكيتة، وفي اليوم الواحد نغسل ما يقارب الخمس أو ست سجادات، وكل من غسل في مغسلتنا راضٍ عن عملنا”.
ولفتت ساجدة الانتباه إلى سعر غسيل السجاد، وقالت: “سعر الغسيل لدينا أقل من الأماكن الأخرى، حيث نقوم بغسل المتر من السجاد ب 1500 ليرة سوريّة، وهذا السعر أقل بألف ليرة من الخارج”.
وعن الأدوات التي تستعملها المغسلة لغسل السجاد، بينت ساجدة أنهم يستخدمون فرد الماء، وجهاز كهربائي لتنظيف السجاد، مما يخفف على العاملة الجهد، والوقت في التنظيف.
واختتمت مديرة مغسلة قامشلو للسجاد والموكيت ساجدة أحمد صالح حديثها: “نأمل في المستقبل توسيع هذه المغسلة لتوفير العمل للعديد من النساء، ولتكون أفضل مغسلة لغسيل السجاد”.[1]