بعد ليلة ماطرة، راجعت حليمة حميد، النقطة الطبية للهلال الأحمر الكردي في مخيم واشوكاني بريف #الحسكة#، شمال شرقي سوريا، بعد إصابة طفلتها بالرشح وارتفاع في الحرارة.
وبعد معاينتها من قبل الطبيب، شكت السيدة الأربعينية من الظروف المعيشية، “خيامنا مهترئة وأوضاعنا سيئة في هذا الطقس البارد”.
ومع حلول الشتاء، تتفاقم معاناة عائلة “حميد” أسوة بباقي نازحي المخيم الواقع غربي الحسكة، لعدم توفر وسائل التدفئة وشح المساعدات.
ويعاني المخيم الذي يقطنه أكثر من 16 ألف نازح، من هشاشة في البنية التحتية، حيث تسربت المياه إلى داخل خيمٍ بعد أولى الهطولات المطرية، فيما تشكلت الأوحال في الشوارع ما تسبب بصعوبة في الحركة. وتقول “حميد” وهي أم لخمسة أطفال، إن “أطفالنا بدأوا يمرضون ووضع الخيمة سيء وصغيرة فهي تدمج بين المطبخ والحمام وغرفة المعيشة جميعها متداخلة”. وتضيف: “طفلتي مريضة ولدينا أوساخ كثيرة ومن الصعب ضبط الأطفال من اللهو في الخارج”.
وأمام عيادة الأطفال في النقطة الطبية، تنتظر مجموعة من السيدات دورهن لمعالجة أطفالهن الذين أصيبوا بأمراض جراء برودة الطقس. وفي أزقة وشوارع رئيسية بالمخيم، يلهو الأطفال، كل مجموعة على حدا، بينما ثيابهم متسخة بالطين، دون ارتداء معاطف تقيهم من برودة الجو. ورغم الظروف الصعبة، تتجاهل المنظمات التابعة للأمم المتحدة تقديم المساعدات للنازحين في هذا المخيم، باعتباره “غير شرعي”. ورغم التعداد السكاني الكبير في هذا المخيم، تعمل منظمة الهلال الأحمر الكردي وحيدة في تقديم الخدمات الطبية للنازحين. ويقول محجوب حسو، إداري في المنظمة ضمن مخيم واشوكاني، إن الحالات المرضية ازدادت بشكل ملحوظ مع حلول الشتاء. وتستقبل النقطة الطبية يومياً ما يقارب 200 إلى 250 حالة، وجميعها أمراض تنفسية مثل الكريب والتهاب الحنجرة وغيرها، بحسب “حسو” الذي أرجع سبب ازدياد الحالات إلى الظروف الصعبة في المخيم وغياب المساعدات الإنسانية. ويفتقر النازحون إلى مختلف وسائل التدفئة مع حلول الشتاء، مثل المحروقات والمدافئ والأغطية، إلى جانب اهتراء الخيم التي لم يتم استبدالها منذ إنشاء المخيم قبل ثلاث سنوات. وبحسب إدارة المخيم، فإن 1900 خيمة بحاجة إلى تبديل بسبب اهتراءها جراء العوامل الجوية.
وأمام هذه المعاناة التي يمر بها النازحون، “تتقاعس” المنظمات العاملة في المخيم عن تقديم الدعم “بذريعة عدم قدرتها على تغطية كافة المخيم”، وفق برزان عبدالله، الرئيس المشارك لإدارة المخيم. وتقول زبيدة إبراهيم، نازحة من قرية ليلان التابعة لمدينة سري كانيه، إن برودة الطقس وغياب وسائل التدفئة تؤثر على الحالة الصحية لوالدها المصاب بجلطة. وتضيف: “خيامنا باردة جداً وأوضاعنا سيئة جداً، والدي وأطفال شقيقي الصغار يعانون من أمراض لعدم توفر الأغطية بشكل كافٍ”.
إعداد: دلسوز يوسف[1]