الكاشيون الكورد او” الكاسيون ” هم من الشعوب هندو- اوربية سكنوا جبال زاكروس ” منذ الالاف السنين قبل الميلاد وكانوا يعملون في الزراعة و تربية الخيول وكانوا متقدمين في العمران و الفنون الصناعية وفي الكتابة و الخط ” طه باقر” مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ” بغداد 1973 ، وقد حكموا البابليين لقرون عديدة وحققوا نجاح كبيرفي بناء حضارة متطورة و مشرقة وامتازوا بالشجاعة و قوة بدنية و روح قتالية عالية ، ولحبهم للحرية والاستقلال لم يصبروا عل تحكم الاشوريين بهم ، ففي عام 1270 ق م تمكنوا من طردهم من بلادهم و تنصيب القائد الكاشي ” رام شوم اوسور” ملكا على بابل ” وامتد حدود امبراطوريتهم حتى سواحل البحر الابيض المتوسط ، و كان لهم علاقات سياسية و تجارية كبيرة مع فراعنة مصر ، ففي خرائب ” تل العمارنة – مصر ” عثر بين آثار الفراعنة على الكثيرمن الرسائل السياسية و التجارية باللغة المسمارية ” البابلية ” و الهيروغلوفية ” المصرية ” المتبادلة بين ملوك الكاشيين مع ملوك مصر ” امنيوفيس – امنحوتب الثالث و امنحوت الرابع او اخناتون تتعلق بالمصاهرة بين البيتين المالكيين و تبادل الهدايا ” يرجع تاريخها الى القرن الرابع عشر قبل الميلاد ، وهي اليوم موجودة في المتحف المصري في القاهرة ، وفي محافظة دهوك ” اقليم كوردستان ” عثر مؤخرا على قطعة اثرية فرعونية ترجع للفترة 1333 – 1324 ق م تدل على العلاقة الحضارية بين الكورد و المصريين الفراعنة ويؤكد المؤرخون بان خرائب ” عقرقوف ” الواقعة في غرب بغداد ، هي بقاية مدينة كاشية و قد بناها احد ملوك الكاشيين عام 1410 ق م وقد وجد علماء الاثار في هذه المدينة على الكثير من الات و مخطوطات ترجع للحضارة الكاشية ، وفي قرية ” حسن آوه ” قرب مدينة ” سنندج ” شرق كوردستان تم العثور على جثة ملك محنطة اثناء شق الطريق الى تلك القرية وكان يطوق جيد الجثة بحزام ذهبي اضافة الى العديد من المجوهرات و الاحجار الثمينة عثرعليها في قبر الملك .. كما ان الاثار المكتشفة في ” تخت خان ” في ” ابدانان ” من صالات و قبور جماعية وجد فيها الرجال مدفونون بكامل اسلحتهم و معداتهم و النساء مدفونات مع حللهن الثمينة كالقلادات و الاساور و الخواتم بالاضافة للمواد الغذائية و المشروبات وهي في اواني من الطين الخام المنقوش او اواني خزرفية ملونة بالوان مختلفة وعليها نقوش هندسية او صور للحيوانات ، ومن خلال ما جاء انفا عن الاكتشافات الاركيلوجية نجد اوجه التشابه بين الحضارة الكاشية الكوردية و حضارة مصرالقديمة .. الكاشيون استخدموا الخيول قبل “2000 ق.م ” في جر العربات وفي ساحات المعارك و القتال وفي صيد الحيوانات البرية وفنون الالعاب و المبارزة ويؤكد المؤرخون بان الكاشيين هم اول شعب استعمل الخيول في الحروب وفي سحب العربات وحمل الاثقال وهم الذين ادخلوها الى بلاد ما بين النهرين ، وكانوا يطلقون على الخيول اسم ” الحمار الجبلي ” وفي الحفريات و التنقيبات الاثرية التي اجريت في كهوف مضيقي ” ميرملاس و هميان ” وجد اثار يعود الى الالف الثاني قبل الميلاد يظهر بان الكاشيين كانوا يستفيدون من الخيول في الصيد ايضا و اثناء الحفريات التي اجريت في مدينة ” سوسة ” تم العثور على اواني من المرمرالابيض منحوت عليها بعض الصور ، كما عثر ايضا على مزهريات من الفخار و الواح طينية مكتوبة عليها بعض الحروف ويقارن العالم الاثري ” دومركان ” هذه الاواني الطينية و الحجرية المكتشفة في ” سوسه ” بمثيلتها في مصر و يعتقد بانها تعود في قدمتها الى ” 8000 عام ق م … لقد استفاد الكاشين خلال حكمهم لبابل من الحضارة و الكتابة البابلية كما اقاموا روابط سياسية وحسن الجوارمع اقوام و دول المجاورة لامبراطوريتهم و خاصة مع الفراعنة في مصر ومع الاثيوبين وغيرهم وقد استفادوا من المنابع الطبيعية والامكانات المادية والزراعية لبلادهم في تنشيط العلاقات التجارية و الاقتصادية مع تلك الدول ، ويذكر ” دياكونوف . م 1978 بيروت ” … الكاشيون كانوا ماهرين في الزراعة و تربية الحيوانات وصناعة الاواني والادوات الفخارية والاسلحة والالات المستخدمة في الصيد و الحروب ، ويؤكد العالم الامريكي ” روبرت جون بريدوود ” ان الزراعة و تطوير المحاصيل قد وجدتا في كوردستان منذ 12 الف سنة ومنها انتشرت في ميزوبوتاميا ثم الى غرب الاناضول والى الهضبة الايرانية السفلى والهند ثم وصلت الى شمال افريقيا و اوربا .. ويضيف بريدوود قائلا ان كثيرا من المحاصيل التي نعرفها الان كالقمح و الذرة و الشعير ..الخ قد انطلقت من كوردستان ” ويستدل من الاثار المكتشفة في مصرعلى الارتباط القائم بين مدينة ” سوسة ” عاصمة الكورد الايلاميين وبلاد مصر الفرعونية ، والكاشيون جلبوا معهم علم بناء الاهرام لانهم كانوا سباقين الى بناء الاهرامات وهناك الاهرامات الكاشيين في موقع عقرقوف الاثري والذي يقع قرب مدينة بغداد … لقد عرف المصريون القدماء من خلال الكورد الهكسوس الذين انتقلوا الى مصر واستقروا بدلتا النيل الساحلية واتخذوا مدينة ” افاريس ” عاصمة لهم و حكموا مصر الفرعونية مابين 1750 – 1550 اي ما يقاررب من مئتي عام ، على الكثير من الاسلحة الحربية مثل : سلاح القوس المركب ، الخناجر المصنوعة من البرونز ، السيوف القصيرة ، العربات الحربية و ابتكارات حربية اخرى فضلا عن طرق جديدة لري المحاصيل و الزراعة و ابتكارات في صنع عجلات الفخار و الخزف واستحداث انواع جديدة من السراميك العالي الجودة وعثر لهم آثار كثيرة تحمل اسماءهم في اماكن عديدة من مصر ومن بينها تماثيل و احجار منقوشة و بعض آثار اخرى مثل الخنجر المصنوع من البرونز ” بيار روباري ” حكم الكرد لمصر في عهودها الثلاثة دام 428 عاما – العهد الفرعوني و الاسلامي – الحديث 9 /9 / 2021 صوت كوردستان ” و بذلك ترك الهكسوس آثار حربية و زراعية و صناعية و دينية وعربات حربية للقتال ولاغرض الصيد مع الكلاب ، ويؤكد كثير من علماء التاريخ و الاثار المصريين بان حضارة مصر القديمة في عهد السلالة الفرعونية الاثنى عشر الاولى نشاة بفضل المهاجرين السومريين من ميزوبوتاميا ومن خلال المشاركة الفعالة في الحضارة المصرية من لدن الهكسوس و الكورد الميتانيين و ادخالهم عربات الحربية لمصر التي تجرها الخيول و انواع من الاسلحة واساليب حديثة في الري وانواع من المزروعات التي لم يكن يعرفونها المصريين القدماء من قبل وكانت هناك علاقات تجارية فالمصريون القدماء عرف عربات الخيول و الاسلحة البرونزية من الهكسوس الكورد ” بيار روباري – نفس المصدر السابق ” لقد اهتم قدماء مصر بالاعداد البدني و القتالي ، ويظهر ذلك جليا من خلال الاكتشافات الاثرية التي عثر عليها المنقبون في مقابر ومعابد ” بني حسن ، و وادي الملوك ، وادفو ، وسقارة في تل العمارنة ” حيث عثر على الكثير من الادوات و النقود و الرسوم و الصور جميعها تدل بوضوح على اهتمام الفراعنة بالاعداد البدني و القتالي و الرياضي وكان المصري ينشأ باسلوب يتميز بالنشاط البدني المتعدد وكان يتدرب على استعمال مختلف اسلحة الحرب كالقوس و النشاب و الحربة و البلطة الحربية و الصولجان و المقالع و الدروع وغيرها ، وكان يمارس ابضا تمارين بدنية لغرض اكتساب اللياقة الجسدية و قد احتوى البرامج على المشي العسكري و الجري و المصارعة و الوثب و القفز و الرمي فضلا عن صيد الحيوانات البرية و السمك والتدريب على الجري والوثب على شكل منافسات كما هو واضح من الرسوم و النقوش التي عثر عليها في جدار مقبرة ” ماحوتي ” في ” تل العمارنه ” وقد فرض على اولاد الملوك و الامراء الجري لمسافة ” ميلين ” تقريبا قبل تناول طعام الفطور ، وهناك ادلة واضحة تشير الى ان الملك ” زوس ” كان يجري في عيد ملكة الثلاثين ليثبت للشعب بانه يتمتع بلياقة بدنية عالية ، وانه مازال قادرعلى الحكم رغم كبر سنه ” 70 سنه ” .. وفي ” سقارة ” في قبر ” بتاح حتبا ” عثر على وثيقة تشرح فيها طريقة الوثب العالي في تلك العصور الغابرة ، وكان التدريب على رمي الرماح و الحراب من التمارين الاساسية حيث كانوا يرمون رماحهم القصيرة على دوائر مرسومة على قطعة مستطيلة من الخشب ، وكان الرمح يستخدم ايضا في صيد الحيوانات البرية مما دفعهم الى ممارسة التدريب عليه بقصد دقة التصويب و الرمي لمسافات بعيدة . ان قدماء مصر اهتموا ايضا بالمصارعة ووضعوا لها اسس وقواعد قبل 4000 عام ق .م كما تدل نقوشهم الاثرية وعنهم اخذها الاغريق واقاموا لاجلها الشعائر و الابيات الشعرية وجعلوها جزءا لا يتجزء من مهرجانات العابهم الاولمبية .. من جانب اخر اهتم قدماء المصريين ايضا بالتربية الخلقية ، وخصصوا ساعات لتدريسها ضمن التربية البدنية .
المصادر و المراجع
1 – طه باقر ” مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ” 1973 بغداد 2 – محمد امين زكي ” تاريخ كرد وكردستان ” بغداد 1961 3 – ارنولد توني ” تاريخ البشرية ” الجزء الاول ترجمة نيقولا زيادة 1988 بيروت 4 – احمد محمود خليل ” تاريخ اسلاف الكرد ” 2013 اربيل 5 – نيقولا جريمال ” تاريخ مصر القديم ” ترجمة ماهر جويجاتي 1991 القاهرة 6 – صلوات كرلياموف ” الكرد من اقدم الشعوب ” ترجمة اسماعيل حصاف الطبعة الاولى 2011 هولير 7 – جيمس ميلارت ” اقدم الحضارات في الشرق الادنى ” 1990 دمشق 8 – احمد فخري ” مصر الفراعنة ” 2012 القاهرة 9 – جليل الفيلي ” اللور الكورد – الفيليون في الماضي و الحاضر ” 1999 السويد . 10 – اصل الكاشيون – المرجع الالكتروني للمعلوماتية 2 / 12 / 2016 11 – وكيبيديا – الموسوعة الحرة . 12 – كوكل [1].