ا . د . قاسم المندلاوي
هناك عدد كبير من الباحثين يؤكدون على ان موسيقى بلاد الرافدين” ميسوبوتاميا ” جاء من بلاد الكورد #الفيليين# استنادا على ما كشفت من آثار في مدينة ” سوسه ” عاصمة المملكة الايلامية ” العيلامية ” وهي العاصمة التاريخية لبلاد الكورد الفيلية او #لورستان# ، حيث تم اكتشاف الموطن الاصلي ” للعود ” على اشكال منقوشة على التماثيل المصنوعة من الطين ومنها عود بشكل بيضوي له رقبة فيها ثقبان و منحوتات للعود على الاواني و الادوات الفخارية و المعدنية تعود لاكثر من الف عام قبل الميلاد ترجع نسبتها الى المملكة الايلامية ، وتم العثورعلى “عود ” آخر عثر في لورستان مصنوعة من البرونز – النحاس ” وكشف ايضا ” اناء فضي ” نقش عليه ” عود ” يرجع تاريخه للعصر الساساني وهو محفوظ في المتحف البريطاني ” ومن خلال ما تم اكتشافه من اثار في المملكة الايلامية و حضارة السومريين يظهر ان ” العود ” آلة موسيقية اصيلة في هذه المنطقة ” مؤيد عبد الستار – موسيقى بلاد الرافدين ” العود ” هل جاء من بلاد الكرد الفيليين 25 / شباط / 2009 – موقع كلكامش للدراسات و البحوث الكوردية ” ، ومن خلال الاعمال الاثرية من قبل علماء الاثار و المستشرقين في مدينة ” سوسة ” تم العثورعلى اقدم تاليف موسيقي كوردي محفوظ حتى الوقت الحاضرهو الاناشيد الزرادشتية وهي اشعار الموسيقى الفيلية لها ايقاع خاص و مؤلف بطريقة موسيقية ” احمد ياري الفيلي – تاريخ الموسيقى الكوردية – جريدة التاخي بغداد 7 / 7 / 2014 ” وجاء في كتب التاريخ ان الاناشيد الدينية من كتاب ” الافستا لزرادشت ” كانت ترتل مع الموسيقى في بهو طاق كسرى قبل الاسلام ” مؤيد عبد الستار – اللهجة العامية .. اصل الكلمات و جذورها 29 / 9 / 2021 صوت كوردستان ” اما بالنسبة لبعض الدراسات و الابحاث التي تناولت الموسيقى و الغناء الكوردي ، قدم الموسيقار الارمني ” كوميداس ” بحثا بعنوان ” دراسة في الموسيقى الكوردية ” وهي اطروحة جامعية نال عليها ” درجة الدكتوراه ” في الموسيقى الكوردية من جامعة برلين بالمانيا عام 1899 عندما كان طالبا في تلك الجامعة ، و الجدير بالاشارة يعد ” كوميداس ” واحدا من عظماء الارمن الذي ترك بصمات واضحة عبر التاريخ الانساني ” برزو محمود – جريدة التاخي 18 / 9 / 2011 بغداد ” يقول نور الدين الصالحي – مجلة شمس كوردستان 1973 ” الموسيقى الكوردية مرتبطة بالكلمة وشكل الغناء ومن اقدم اجزاء الادب الكوردي و في الشعر و اللحن ايضا ، وتعد اغنية ” الحصاد ” من اقدم اغاني الكوردية ، تؤدى في موسم الحصاد بصورة جماعية لمجموعة من الفلاحين ، كما ان الاغاني و التراويح الدينية و التواشيح للدراويش بنفس الاسلوب ، وكذلك اغاني الرعاة التي تعزف بالمزمار مع مرافقة الطبل في حفلات الزفاف و الاعراس ، فالاغاني الكوردية ” كوراني ” شائعة في جميع انحاء شرق كوردستان ، اما اغاني ” حه يران ” فتغنى على الاكثر في منطقة اربيل و المناطق المحاذية بها ، اما النماذج الاخرى فهي شائعة في جميع انحاء كوردستان وفي ارمينيا ” ، اما بالنسبة للباحث عبدالله جمال اشرف الذي قدم رسالة ماجستير بعنوان ” عناصر الاغاني الفلكلورية في العراق – كلية الفنون الجميلة – بغداد 1998 ” يقول أن الطبيعة الجبلية لكوردستان فرضت على أن تاخذ الاغاني الكوردية الطبقات الصوتية العالية و يتفق جميع المستشرقين المختصين بالدراسات الكوردية على أن تراث الشعب الكوردي و الفلكلورعلى جانب كبير من أثراء و أن هذا الشعب قد حافظ على لغته و عاداته الاصيلة و أن الاغاني الفلكلورية الكوردية التي تمتد جذورها الى الماضي البعيد لم تسجل في معضمها ، و لكن حيويتها ما زالت على عهدها من حيث قوة التعبير ، شدة الامتاع و استمرار تداولها في الحياة اليومية للمجتمع الكوردي على نطاق في جميع ارجاء كوردستان أنما هو دليل آخرعلى أصالتها ، وفي جانب آخر من الرساله اشارالباحث الى تقسيم مراحل تاريخ الموسيقى الكوردية الى : 1 – مرحلة الديانة الزردشتية الى نهاية الحكم الساساني 2 – مرحلة الديانة المسيحية و ديانتي الايزيدية و الكلدانية 3 – مرحلة الديانة الاسلامية 4 – مرحلة الامارات الكوردية الى نهاية الحرب العالمية الاولى 5 – المرحلة المعاصرة والى يومنا هذا ، واستنتج الباحث ايضا ان الاغاني الكوردية ينتسب الى الموسيقى الشرقية ، أي موسيقى الشعوب الاسلامية مثل العرب و الفرس و الترك ، فمن الجهة الشرقية ينافسه الفن الغنائي و الموسيقي الفارسي العريق الذي يكاد يشبه نوع ما فنه الغنائي والموسيقي ، و كان وما يزال تنافس شديد بينهما على المواصلة في الاداء الجيد و الرصين ، كما ان هناك و بسبب الجوار و التفاعل بين الكورد في العراق و سوريا و تركيا وايران فضلا عن الكورد الذين يعيشون في ارمينيا و روسيا و باكستان وافغانستان شرقا ، وفي لبنان و الاردن ومصر غربا وغيرها ، اثرت كثيرا على التزاوج بين الالات الموسيقية وبعض الطبائع و العادات سيما بالنسبة لاشكال الالات الايقاعية التقليدية .. الخ .. ان السرعة المستخدمة في الاغاني و الفلكلور الكوردي تدل على وجود نشاط حيوية و طابع الفرح فيها من جانب و ارتباطها بالرقصات الكوردية المختلفة و المتنوعة من جانب آخر .. انتهى الاقتباس ” و يذكر باقر محمد حمه ” تاريخ الموسيقى الكوردية – 1996 مطبعة شهر كر” … ان الدلائل التاريخية تثبت بان الموسيقى الكوردية في فترة الامارات الكوردية في العصور الوسطى تطورت و ازدهرت اكثر من اي فترة اخرى و ذلك نتيجة الاستقرار و الهدوء السياسي لهذه الامارات ، كان الاهتمام بالموسيقى و الغناء لدى الامارات الكوردية بشكل ليس له مثيل في عصرهم …” ونشر الاديب الكوردي احمد الحمد المندلاوي – على موقع فيسبوك و تحت عنوان ” الهوره الغناء الكوردي الاصيل – 28 / 5 / 2021 ” الهورة : من الانشاء الشعبي الرائع الموروث لدى الكورد الفيليين في كل مكان و زمان ، ويعتبرهذا الطور ” الهوره ” من التراث الغنائي الشعبي المتوارث عند الشعب الكوردي الاصيل ، يتوارثونه جيلا عن جيل شفاهيا و الهوره هي النواة الاولى في قراءة الشعر الكوردي واناشيده الانسانية النابعة من اعماق العاطفة و الوجدان بعفوية وتلقائية عجيبة ، هذه الطريقة في الاداء الغنائي لها سمات خاصة بها ، فهي لا تعتمد على الاوزان الشعرية الاعتيادية ، ولا توجد فيها عبارات قصيرة ، فالمغني هو الذي يبدع بذوقه باداء هذه الاغنية ، فيقرأ البيت الاول بلحن معين و البيت الثاني بلحن آخر وهكذا فترد اكثر مسائل الحياة في ” الهوره ” مثل السلم والحرب والفرح و الحزن والفراق والام و القلوب العاشقة و الحنين و اوجاع الغربة .. ثم يضيف هذا الكاتب و الاديب : وهذا النوع من الغناء الكلاسيكي ليس حصرا بالرجال فقط بل هناك نساء مغنيات لهذا النوع ايضا .. انتهى الاقتباس ” يقول الدكتور ” احمد خليل ” تاريخ الموسيقى الكوردية 13 / 4 / 2015 عن ويكيبيديا الموسوعة الحرة ” الموسيقى سواء كانت منفردة ام مصحوبة بالغناء عميقة الجذور في الميثولوجيا الكردية ، ولا يمكن لك ان تستمع الى الموسيقى الكوردية دون ان تلحظ ارتباطها بالحزن والالم ، ومثلما جبال كرد تحميهم ، وهي عامل حاسم في بقائهم في هذا الوجود كي لا ينقرضوا ، فان الموسيقى و الغناء عاملان لهما اهميتهما في الحفاظ على وجودهم وتراثهم وثقافتهم الخاصة بهم .. انتهى الاقتباس ” .. يقول الكاتب الارمني ” خ أبو فيان ” عن مكسيم كوركي – الاكراد 1975 بيروت ” أن واقع تقبل الارمن للغناء الكوردي بكل تقدير و احترام يؤكد بصورة بليغة الجاذبية الشديدة في الشعر الشعبيي الكوردي و يضيف ايضا ، لقد تطور القصائد الكوردية الشعبية و الفولكلورية و الغنائية كثيرا حتى بلغت حدود الكمال وأن كل كوردي رجلا أكان أم أمرأة شاعر بفطرته … انتهى الاقتباس ” وقال البروفيسور و العالم الكردي الايزيدي ” قناتي كردو 1909 -1985 ” الذي كرس حياته في خدمة اللغة و الثقافة و الادب الكوردي في الاتحاد السوفيتي سابقا ” لا يمكن ان تكون كرديا ان لم تعشق الموسيقى و الغناء ..” ، ويعزو الرحالة و العلماء جودة الاغاني الكوردية و سموها الى الصفات الفروسية التي يتحلى بها الكورد انفسهم ” مينورسكي – مجلة الكوران 1943 موسكو ” .. و أكد ” بلو ” نقلا عن مكسيم كوركي – الاكراد 1975 بيروت ” الذي تعمق في دراسة كوردستان في الشمال الشرقي في عرض مميزات الاغاني الكوردية وابرازأهميتها الكبرى في الحياة الكوردية فيقول بأن أغلب الاغاني و القصائد تنشد عن وقائع الحرب و ذكريات الابطال و عن الحب و الالم و الفراق … يقول ” لايار في مؤلفه ” الكرد وكردستان ” ترجمة احمد محمود خليل 2012 ” لم أسمع قط غناء ابعث على الحزن و أجمل ، لقد كانت أنغام المزمار تتمزج بعذوبة مع أصوات النساء و الرجال و الرقص ..” ويذكر حسين جلبي سعيد ” الرقص الشعبي الكوردي ” مجلة التراث الشعبي 1979 بغداد ” أن الاغاني التي عند تأدية الرقص هي أغاني تتماشى بطبيعة الحال مع حركة الرقص و سرعتها الايقاعية بغض النظرعن الموضوع الذي تتحدث عنه الاغنية …انتهى الاقتباس ” ، هناك من يصنفون الاغاني الفلكلورية الكوردية أنطلاقا من تنوع الاداء للاغاني ضمن سياقها الاجتماعي كما أشار الى ذلك توفيق نبز ” الالعاب الفلكلورية الكوردية ” 1984 بغداد ، وقد اشار الكاتب الروسي ” ميلنيكن ” في بحثه ” الحياة البدائية للكورد 1956 موسكو ” الى الفلكلور والموسيقى و الغناء الكوردي و كيف أن الشباب و الشابات قمن بالدبكات مع الانغام الموسيقية الجميلة ، وان الرجال الاكراد فرحين بالدبكات مع نساء جميلات ” ، و يقول ” مارتلا . ن ” سان بطرس برج 1911 ” أن الشعب الكوردي مثل بقية الشعوب الحية يملك تراثا غزيرا بالفولكلور، و قال ” كلوديوس جيمس ريج – رحلة ريج – المقيم البريطاني في بغداد 1820 ” الذي زار مدينة السليمانية ” أن الكورد ميالون الى الموسيقى ميلا شديدا وأغلب موسيقاهم حزينة . يقول الباحث التونسي الدكتور عادل بالكحلة – عن شيرزاد عفريني – كوكل 8 / 11 / 2011 ” لم اكن اعرف شيء عن الشعب الكردي الا عندما قمت في البحث عن الموسيقى الشرقية وتطورها وعندما اطلعت على مخطوطات الموسيقي الكردي المعروف ” زرياب ” رغم تمكنه من اللغة العربية الا انه استخدم اغلب المصطلحات الموسيقية باللغة الكردية ناهيك عن اسماء المقامات الموسيقية التركيبية و فروعها .. انتهى الاقتباس ” .. الخلاصة : ما جاءت من معلومات تاريخية واثرية تؤكد ان جذور ومنبع موسيقى بلاد الرافدين جاء من بلاد الكورد الفيليين وان هذا الفن العريق يمثل احد اهم جوانب حضارات الكورد القديمة ، وقد استخدم موسيقيون الكورد الات موسيقية وترية متنوعة مثل : الطمبور و البزق و القيتارة والناي والمزمار و العود والكمنجه والطبل وانواع ادوات الايقاع النحاسية والعاجية و اشتهروا بالراقصين و الرقصات الفولكلورية و بالزي التراثي الجميل خلال المناسبات الوطنية و الشعبية : كالاعياد والاعراس و الحفلات و غيرها. [1]