جواد ملكشاهي
خلال حديثه في ملتقى ميري السنوي الذي عقد على مدى يومي الاول والثاني من شهر تشرين الثاني الجاري تحت عنوان (العراق للجميع) بمشاركة وحضور عشرات الشخصيات السياسية والاكاديمية والفكرية العراقية والاجنبية، قال السيد نيجيرفان بارزاني رئيس #اقليم كوردستان# بصراحة وشفافية ووضوح تام، ان حكومة السوداني هي الفرصة الاخيرة لحل المشاكل العالقة بين اربيل وبغداد طبقا للدستور، وان الاقليم يسعى بكل جدية لإنجاح حكومة السوداني.
لا يختلف اثنان ان شخصية كرئيس اقليم كوردستان، والذي يرأس اقليما في قلب منطقة تعد بؤرة الصراعات بين القوى الكبرى على مناطق النفوذ، فضلا عن صراع دول المنطقة فيما بينها لضمان مصالحها وامنها القومي، عندما يستخدم بعض العبارات لا يستخدمها اعتباطاً وانما المقصود منها توجيه رسالة او رسائل الى جهة او جهات معينة.
ان استخدام عبارة (الفرصة الاخيرة) من قبل السيد نيجيرفان بارزاني رئيس اقليم كوردستان والنائب الاول لرئيس حزب يعد احد اكبر واعرق الاحزاب الكوردستانية والعراقية أريد منه توجيه رسالة جدية الى القوى #السياسية الكوردستانية# في اقليم كوردستان والقوى السياسية العراقية المشاركة في العملية السياسية، لاسيما المشاركة في حكومة محمد شياع السوداني.
المنطق والحكمة يؤكدان ان رئيس اقليم كوردستان لا يعني في استخدام تلك العبارة عن اعلان حرب عسكرية ضد بغداد فيما لو لم يلتزم وينفذ السيد السوداني برنامجه الحكومي ونص الاتفاقية الموقعة مع الجانبين الكوردي والسني كما يظن البعض.، وانما اراد توجيه رسالة مفادها، ان نجاح حكومة السوداني هو يعني استمرار العملية السياسية وتحول العراق من مرحلة الدمار والخراب الى مرحلة جديدة لتجاوز ازمات الماضي والنهوض بالعراق إقتصادياً واجتماعياً وخدمياً.
وان فشلت الحكومة في برنامجها ولم تلتزم بما وقعت عليه اثناء مفاوضات تشكيل الحكومة، فإن الانهيار التام ينتظر النظام السياسي كحكومة والعراق كدولة وستكون تلك الحكومة هي الأخيرة التي شكلتها قوى الاسلام السياسي في العراق، وسوف لن يكون امامنا سبيل اخر سوى الذهاب نحو كارثة الفوضى، والذي سيكون الخاسر الكبير فيه هو الشعب العراقي بالدرجة الأساس والقوى السياسية الحالية بالدرجة الثانية، فضلا عن تأثيره المباشر على اوضاع المنطقة برمتها.
لذلك على حكومة السيد السوداني ان تأخذ الدروس والعبر من الحكومات التي سبقتها والتي لم تلتزم بالدستور ولا بتوافقاتها الموقعة مع الاطراف الاخرى، وكانت نتيجتها الفشل الذريع وتبديد ثروات البلد وطاقاتها البشرية وسوق البلاد نحو الهاوية وارغام الشعب على الخروج بالتظاهر والمطالبة بحكومة قادرة على تجاوز تراكمات عشرين عاماً من العبث بمقدرات البلد.[1]