يتوزع أكثر من 200 ألف نازح في 77 مخيماً في شمال شرقي سوريا، هم محرومون من أبسط حقوقهم في ظل ظروف إنسانية قاهرة يعانون منها. يقيم هؤلاء تحت خيم لا تقيهم حرارة صيف أو برد شتاء، وغير ذلك، فهم محكومون بقرارات دولية من شأنها أن تمدهم بمساعدات تخفف عنهم المعاناة، أو ربما إيجاد حل سياسي للأزمة التي تعصف بالبلاد، يعودوا بعده إلى مناطقهم. تتوزع المخيمات ال78 في خمس مناطق رئيسية، وهي 6 مخيمات في #الحسكة#، و61 مخيماً في الرقة (58 منها مخيمات عشوائية)، و6 مخيمات في دير الزور، و5 مخيمات بريف حلب الشمالي. ومطلع الشهر الفائت، قال منور ماجد رئيس مكتب المخيّمات وشؤون النازحين، في مجلس الرقة المدني، إنهم يخططون لدمج المخيّمات العشوائية في الرقة، بأربع مخيّمات، لتسهيل تقديم الدعم بعد عملية إحصاء ل 58 مخيّماً عشوائياً. وأضاف “ماجد”، لنورث برس حينها، أن عدد العائلات في تلك المخيّمات يبلغ أكثر من 10 آلاف عائلة، بعدد أفراد يصل إلى 70 ألف فرد. ولكن المسؤول في الإدارة الذاتية لم يحدد توقيتاً لتنفيذ ذلك، إذ يتوقع نازحون في المخيم أن يقضوا شتاء مماثلاً للعام الماضي. ويشتكي نازحو المخيمات من قلة الدعم وإهمال الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية التي تغيب عنه، ويقتصر الدعم في المخيم على الجانب الطبي من قبل بعض المنظمات. وتأوي هذه المخيمات نازحين فروا من القصف والموت من مناطق سيطرة حكومة دمشق ومن تطرف #تنظيم الدولة الإسلامية# (#داعش#)، والبعض من الغزو التركي والانتهاكات التي ترتكبها الفصائل الموالية لتركيا. وهرب هؤلاء النازحين من الحرب والموت إلى مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة وتشكل بؤرة للأمراض والأوبئة. ومع سنوات الحرب السورية، تفاقم الوضع الإنساني في هذه المخيمات، بسبب الزيادة المستمرة بأعداد النازحين وما يواجهونه من تهميش وإهمال يتمثل في نقص المساعدات الإنسانية المقدمة لهم، إضافة لسوء الواقع الخدمي والتعليمي والصحي. ومما يزيد الوضع سوءاً هو تواجد هذه المخيمات في مناطق صحراوية نائية ذات بنية تحتية متهالكة، تجعل من السكان عرضة لأمراض منها الكوليرا واللاشمانيا والأمراض الصدرية. وتفتقر بعض هذه المخيمات للأمان، فالمخيمات العشوائية لطالما كانت عرضة للنهب والسرقة، أما المخيمات الأخرى الأقل أماناً والتي تعتبر خطراً على العالم، هي المخيمات التي تحوي عائلات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأخطرها مخيم الهول.
وتشرف الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بشكل مباشر على 16 مخيماً فقط من أصل 78 مخيماً.
والمخيمات ال16 هي نظامية تحوي العدد الأكبر من النازحين، وتعتبر الوجهة الآمنة للفارين من مناطق النزاع في سوريا. وبحسب مكتب شؤون النازحين في الإدارة الذاتية، فإنها استطاعت أن توفر الملجأ الآمن لمئات الآلاف من السوريين الفارّين من الحرب بإمكانياتها المحدودة، على الرغم من الضغط الذي تتعرض له من حكومة دمشق والتهديدات التركية ووجود سجون ومخيمات لعناصر التنظيم. كما أن الوضع الإنساني في المخيمات بدأ يتأزم منذ إغلاق معبر اليعربية عام 2020، والذي يشكل الشريان الرئيسي لدخول المساعدات التي يتم توزيعها في سوريا بشكل مسيس لاحتكارها من قبل حكومة دمشق بحجة أن المخيمات في شمال شرقي البلاد غير شرعية.وفي وقت سابق، قال شيخموس أحمد رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية، “بإغلاق معبر اليعربية وتنفيذ القرار الصادر من مجلس الأمن الدولي، زاد العبء على الإدارة الذاتية والمنظمات العاملة، ودفع كلاً من حكومة دمشق وتركيا للاستحواذ على المساعدات الإنسانية وعدم دخولها للمنطقة. وأضاف حينها، أن تسيس ملف المساعدات ودخوله في أجندة سياسية، “كان أبرز أسباب تأخر الدعم المقدم للنازحين في المخيمات”.
إعداد وتحرير: قيس العبدالله[1]