16.11.2022
أكد رئيس #الاتحاد الوطني الكوردستاني#، بافل طالباني، أن الاتحاد الوطني الكوردستاني مستعد لتقديم كل تنازل يصب في صالح كوردستان وشعبنا وأمتنا، مسلطاً الضوء على جوانب من الخلافات بين حزبه وبين الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وطارحاً عدداً من القضايا للتوصل إلى حل بشأنها.
جاء ذلك في حوار أجرته معه شبكة رووداو الإعلامية، تحدث خلاله عن جوانب من حياته الخاصة، وعن الخلافات بين فريق حزبه في حكومة إقليم كوردستان وفريق الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الحكومة.
ودعا بافل طالباني كل من يتابع هذا الحوار إلى أن يتعامل مع ما جاء فيه كما هو، مؤكداً أنه يريد التفاهم لأنه مع وجود التفاهم، ستحل المشاكل كلها، وهذا ما دعاني إلى توخي الصراحة.
وأدناه القسم الثاني والأخير من حوار شبكة رووداو الإعلامية مع رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، بافل طالباني:
رووداو: زار وفد للاتحاد الوطني الكوردستاني الأحزاب، وقال إن الحكومة قد انشقت وإذا ظهرت حالة الإدارتين فلا تلومونا، هل تعتقد أن حالة الإدارتين ستظهر؟
بافل طالباني: ليس الأمر بهذا السوء. حسب فهمي فإنهم أدركوا حقيقة الوضع، وأخبروهم بامتعاض الاتحاد الوطني وأخبروهم أن هذا الوضع لا يمكن أن يدوم.
بافل طالباني: لماذا تأخرت اليوم؟
رووداو: لماذا تأخرت؟ لأن الطلبة كانوا يحتجون أمام الجامعة.
بافل طالباني: حسناً، ماذا قد أفعل والناس هنا يريدون أن يتظاهروا. هذا ليس ذنبي. يا أخي، إنهم لا ينظفون الشوارع! يأتون بأمور غريبة. هذا ليس في صالح أحد. أرجو أن لا يكون هذا وفقاً لبرنامج مرسوم. لكن يجب الإسراع في حل هذا. فربما لن نبلغ حالة الإدارتين فوراً، لكن ربما علينا أن نوجه أسئلة صعبة لأنفسنا، ونقول ما هي فائدة هذه الحكومة لنا؟ نحن ندرس هذه التساؤلات بجد. هناك حلول أخرى بين الإدارتين وبين هذا الوضع.
رووداو: ما هو هذا الحل؟
بافل طالباني: هذا النظام اتحادي، وهناك أنواع كثيرة من الأنظمة الاتحادية، وإن بلغ حالة الإدارتين سيكون غاية في السوء. نحن من سيخسر إن لم يبق إقليمنا. لكن إن استمرت هذه الحال بهذه الصورة، فعلى الناس في الحقيقة أن يطرحوا هذا السؤال على أنفسهم. حالة الإدارتين يجري الحديث عنها بسوء بالغ، ويظنون أن منطقة السليمانية ستكون الخاسرة فيها. والله إن الجانب الآخر سيخسر مثل ما نخسر، إن لم تكن خسارته أكبر. هناك مثالان أو ثلاثة أمثلة بسيطة، أين يوجد الكهرباء؟ كله هنا. نفط كوردستان انتهى. سينفد بعد سنوات. عمره قصير. كل الغاز هنا. النفط الموجود، النفط في ذلك الجانب الذي يجب مزجه لرفع درجته، لا قيمة له. لن أكسب شيئاً من هذا، ولكن والله هو ليس في صالحهم أيضاً.
رووداو: ما هي رسالتك الواضحة عندما تقول إن الغاز والكهرباء يكمنان هنا؟
بافل طالباني: رسالتي الواضحة هي أننا في حال انفصلنا عن بعضنا البعض، سيخسرون هم، ولسنا نحن الخاسرين، لكننا لا نريد الانفصال. الصبر الذي تجملنا به لا يصبره أحد. أتعلم ما الذي يجري هنا، هناك قوات تشكل في كل يوم. عنصر في المافيا يقتل عناصر الآسايش، وفي اليوم التالي يشكل لواء. أخبرني وحسب أين يوجد هذا. في المقابل، أليس بإمكاني تشكيل قوة هناك؟ هناك العديد من الشخصيات والعشائر التي يمكن أن أذكرها بالاسم، لكنكم في رووداو ستتورطون في مشاكل. أما أنا فلا أستطيع تشكيل قوات عندهم. كيف لا أستطيع، هذا أمر سهل ويتم بإشارة من اصبعي. لكن الخطأ لا يرد عليه بخطأ. في ذلك اليوم كنت في أربيل مع القناصل، لماذا؟ لم تكن رسالتي مثل ما تصور الإخوة في الديمقراطي الكوردستاني. كانت رسالتي هي أن لا تخافوا. هم يخافون ويظنون أن حرباً أهلية ستقوم. الحرب الأهلية تقوم جراء أمرين كهذه الأمور. يأتي الرد في مكان آخر، ويطلق هذا النار على ذاك. قبل أن تعرف أن كوردستان ستشتعل، من سيقول توقفوا؟ حسناً، نحن لا نريد أن تتطور الأمور إلى هذا الحد، نحن نتوسل إليهم، يا إخوان هذا والله خطأ، هذه السياسة ليست صائبة. قلت للقناصل إننا نعرف أنكم خائفون، لكن كونوا واثقين أن حرباً أهلية لن تقوم. لكني أوضحت لهم الوضع السياسي. ولا حاجة لأتعمق في التفصيل لهم. هم موجودون هنا من عشرات السنوات ويعرفون جميعاً ما يجري هنا، وما يحصل.
رووداو: أفهم من كلماتك أن الوضع سيء. لكن لا بد من أن هناك حلاً، وكما يقال أن لا تبلغ الأمور حدها. لكن قبل أن نسترسل في الحديث، توقف السيد قوباد طالباني عن الدوام في مجلس الوزراء منذ أسابيع. هل هذا قراره أم أنك من طلب منه ذلك؟
بافل طالباني: هذا القرار قراره.
رووداو: لماذا لا يذهب؟
بافل طالباني: ولماذا يذهب؟
رووداو: لم لا يذهب، فهو نائب رئيس الوزراء..
بافل طالباني: نائب رئيس الوزراء! أتريد أن تكون هذه الجلسة صريحة جداً؟
رووداو: رجاء، هذه غايتي.
بافل طالباني: في أي مكان من العالم، تسمح مافيا لنفسها وتحت مظلة الدفاع عن حزب ما بتحريك قواتها على نائب رئيس وزراء حكومتها. أين يحدث هذا؟ حدث هذا هنا. هل كان لنا رد على ذلك؟ لا. أنا لا أرد على الخطأ بخطأ آخر. عندما سمعت عن ذلك أول مرة اتصلت بكاك قوباد. قلت كيف هو الوضع عندك؟ قال: جيد جداً، جاء درباز ابن كاك كوسرت، وجاء دكتور دارا والإخوة في أربيل كلهم، كان لا يكترث بما يجري. لكن أتعلم، أنا لم أحمل الأمر بعدم اكتراث! ليس لأني كنت أخشى أن يحصل مكروه لكاك قوباد، لكن كم هو معيب أن أولئك الأجانب يعرفون تلك الأمور.
رووداو: هل تحدثتم مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني عن هذا؟
بافل طالباني: أعتقد أن كاك قوباد قال ما يجب قوله. بحثنا أيضاً في إرسال رسالة إلى فخامة كاك مسعود حول الوضع. لكن انطباع الأجانب عن هذا مسيء جداً لنا. الأمور التي يواجه بها الصحفيون والناشطون، نحن نمضي باتجاه الخلف وليس الأمام. أمن المعقول أن يكون هناك 28 صحفياً محتجزاً في الجانب الآخر. هناك ثلاثة منهم محتجزون هنا! أمن المعقول أن يكون هناك أسرى في السجون، لم أطلع على سجن السليمانية، لأذهب إلى هناك، لأذهب إلى هناك؟ لماذا؟ هل يعقل هذا؟ أهي صدفة. هذا ليس بوضع جيد. لا يستفيد منه أحد. مسيء جداً لنا. لماذا توجد مظاهرات هنا ولا توجد هناك؟ لماذا تجمع المعارضون كلهم هنا.
رووداو: توجد معارضة هناك أيضاً، توجد جماعة العدالة والاتحاد الإسلامي وأحزاب أخرى. يعبرون عن أنفسهم في البرلمان وقنوات التفزة.
بافل طالباني: هل نتحدث عما حل بالاتحاد الإسلامي هناك قبل بضع سنوات؟
رووداو: أنا لست ممثلاً عنهم.
بافل طالباني: أنا أمثلهم. لم يحث ذلك هنا قط. حدث شيء واحد هنا ذات مرة، وكان بقرار فردي. ارتكب غلطة ستراتيجية وكان هو الخاسر.
رووداو: بعد حسم منصب رئيس الجمهورية في بغداد، كان يتوقع أن تتحسن العلاقات بينكم وبين الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لكن يبدو أن نقاشات بدأت حول منصب وزير البيئة، ما هو قراركم في هذا السياق؟
بافل طالباني: هذه الأمور هي حزمة واحدة.
رووداو: مم تتكون الحزمة هذه؟
بافل طالباني: كل شيء، كل الأمور مع بعضها. هل نحن معاً أم لسنا معاً؟ شركاء أم لسنا بشركاء؟ هذا هو. أن نتخذ هذا القرار، نعم أم لا، صدقني ستكون الأمور الأخرى يسيرة وسهلة. لكن يجب اتخاذ هذا القرار، نحن مستعدون على الصعد كافة، وقد أثبتنا استعدادنا.
رووداو: بعد انسحاب الصدر، دخلتم أنتم والديمقراطي الكوردستاني في تحالف واحد، هو تحالف إدارة الدولة، فما سبب سوء علاقاتكم الآن؟ هناك مناصب للكورد يضطر رئيس الوزراء لملئها في حين أن هذا من صلاحياتكم، لماذا بلغت الأمور هذا الحد؟
بافل طالباني: لا أدري!
رووداو: أنت طرف رئيس!
بافل طالباني: دعني أخبرك: وهل جلسنا مع بعض؟
رووداو: دعني أحصل منك على بعض المعلومات.
بافل طالباني: لا. أنت أردت أن تجلس، وأنا أردت أن أجلس. أما أن أريد أنا الجلوس في حين لا يجلس الطرف الآخر، ماذا قد أفعل؟ أنا أريد أن نجلس، ونتفق ويجتمع مكتبانا السياسيان، لكنهم لا يفعلون. ربما صحوت في الصبح ووجدت أمر قبض صادراً بحقي. هناك أمر قبض بحقي! قد أصحو في الصبح وأجد أمر قبض صدر بحق كاك قوباد، أمر قبض بحق قوباد جلال طالباني! لا أفهم حتى الآن لماذا يوجد أمر قبض بحق الرفيق كاك نهرو؟ أصحو في الغد وأجد أمر قبض بحق كاك وهاب. ما هذه الأمور؟ كيف لنا أن نتفق هكذا؟
رووداو: دعني أتحدث عن قتل هاوكار جاف في أربيل.
بافل طالباني: سيكون جيداً جداً.
رووداو: هل ترون أن ذلك كان اغتيالاً سياسياً؟
بافل طالباني: أنا أرى أنه كان اغتيالاً سياسياً وشخصياً، وأنا أيضاً أعرف من هو الفاعل وأعتقد أن الإخوة في باراستن يعرفون الفاعل. لكنهم تورطوا ولا يستطيعون الإفصاح عنه.
رووداو: وهاب هلبجيي مطلوب في أربيل. يقولون إنه متهم، إن كان يعتقد أنه بريء فلماذا لا يمثل أمام القضاء؟
بافل طالباني: بصراحة، لأن المحكمة ليست بمحكمة. لأن المحكمة ليست بمحكمة. كما أنه حوكم، حوكم على شاشة التلفزيون، في مرات كثيرة كنت أناقش مع كاك أحمد لماذا لا تنتج أفلام مثيرة في كوردستان؟ ثم عندما شاهدت ذلك الفيلم، فهمت الأمر، لأننا لا نعرف. مثل بوليوود، هذا الرجل لم يحاكم، لكنه حوكم على شاشة التلفزيون. كاك شاهو، جئت أنت اليوم إلى السليمانية، وأستطيع الحصول على صور لسياراتك من نقاط التفتيش، وأقول: ها هو شاهو جاء واغتال الشخص الفلاني وها هو قد عاد. كيف تجرى المحاكمة هكذا؟ عندما تشاهد ذلك الفيديو، تجده متخماً بالأخطاء.
رووداو: وماذا لو أقر الأشخاص أنفسهم بأمر ما؟
بافل طالباني: أكانت تلك أقوالهم؟ أكانت أقوالهم؟ العضو في الاتحاد الوطني جالس ويقرأه هكذا. كان ظاهراً من كلامهم أنه مكتوب لهم، والله أعلم ماذا فعلوا بهم. أنظر. ليس هناك عضو في الاتحاد الوطني يقول: لاهور، بافل، سوى إن كان من هنا أو من هناك، لن يفعل ذلك. أنا حتى الآن أقول: شيخ لاهور. صحيح أنني قلتها ثماني مرات في ثمان ثوان إن المطرودين مطرودون. لكننا نحترم بعضنا البعض، من المستحيل أن يجلس فرد من جهاز أمني تابع لي ويقول: لاهور وبافل. أو يتحدث عن الاتحاد الوطني بهذا الأسلوب. ليس هناك شيء كهذا يا أخي. ما حصل واضح جداً. عندما وقعت تلك الحادثة، اتصل كاك قوباد واتصلت أنا بالعديد من الشخصيات في الحزب الديمقراطي، وقلنا تعالوا ونحن مستعدون للتعاون معكم بكل الصور، تعالوا نطلع قليلاً على المعلومات، ونتبادلها، ولنفعلها معاً، أي عمل معاً؟ في اليوم التالي تلقينا قائمة، ابعثوا لي بفلان وفلان، لن أبعثهم إليكم. لا تجري الأمور هكذا، ليس هذا عملاً جماعياً. الآسايش تابعة للحكومة، إذن لماذا لا نعرف نحن ما جرى؟ لنطلع نحن على دليل، اعرضوا علينا دليلاً. لا شيء. لا يريدون أن نفعلها معاً، كان هذا مخططاً، وأثبته لك.
رووداو: عرضوا الكثير من الأمور في التلفزيون؟
بافل طالباني: اسمح لي.. اسمح لي.. قاتلت في حينه جنباً إلى جنب أفضل قوات خاصة في العالم، وأعرف الفترة التي يستغرقها إعداد باقة عن بيت، وأعرف كم يستغرق جمع المعلومات، أعرف كم تستغرق مداهمة منزل. بعد الحادث بثلاث ساعات، طرقوا عليهم الأبواب وأعتقلوا هذا وذاك. يا أخي، هذا مستحيل، لا يحدث شيء كهذا في العالم، كان هذا مخططاً، أما من الذي دبره ولماذا، فهذا من شأنهم. نحن مستعدون حتى الآن للتحقيق معاً في تلك القضية، لكننا لسنا مستعدين لتسليم عناصرنا هكذا، بعد أن حوكموا على شاشات التلفزة، حيث لا تجوز المحاكمة عبر التلفزيون.
رووداو: لماذا جلبت وهاب هلبجيي معك إلى أربيل، في حين كادت الأمور تخرج عن السيطرة؟
بافل طالباني: ولماذا لا أجلبه إلى أربيل؟ فنحن لا نقر بأمر القبض وهو غير قانوني. أما لماذا جئنا به؟ كان كاك وهاب يريد الذهاب إلى مكان (لا أجرؤ على إخبارك بالمكان لأني أخشى أن يؤذوهم)، ثم لم نأت به سراً، ولو أردت جلب كاك وهاب، كنت سأنقله بمروحية ولا أدع أحداً يعرف، وأحط به في المكتب السياسي. جاء كاك وهاب، وجئنا بآخرين في السابق. بهذه الطريقة، هناك أمور غير مكتوبة بيننا وهي بمثابة قانون، لا ننشره في التلفزيون والإعلام، جئنا، جلسنا هناك وعرقلونا في المطار قليلاً (وهذا لم يكن لائقاً بعض الشيء)، لكننا لم نقل شيئاً، بل قلنا سنعود أدراجنا ولا مشكلة لدينا. لو حملنا الأمور على هذا المحمل، ما كان ينبغي أن أذهب أنا أيضاً إلى أربيل، فهناك أمر قبض صادر بحقي يا أخي! كما لم يكن ينبغي أن يكون قوباد معنا، فهناك أمر قبض بحق قوباد أيضاً، هذا غريب جداً! هذا غاية في العجب! أربيل هي عاصمة كوردستان العراق، وليست ولاية لجهة لوحدها، ولا ولاية حزب، ولا ولاية عائلة. أربيل عاصمة.
رووداو: وأين وصلت قضية (مراد كاني كورديي)، هل تم الكشف عن قتلته؟
بافل طالباني: القتلة كشف أمرهم منذ زمن، لكن لا أدري الملف عالق في المحكمة، كلنا يعرف من فعل ذلك.
رووداو: في محكمة السليمانية؟
بافل طالباني: لا أدري أين هي القضية الآن، فقد كان هناك كلام عن نقل القضية إلى أربيل.
رووداو: لماذا إلى أربيل؟
بافل طالباني: عليك أن تطرح هذا السؤال على من طلب نقل القضية إلى أربيل.
رووداو: كنت في السابق تشيد ب(أجي أمين)، لكنك غضبت عليه بشدة فيما بعد؟
بافل طالباني: لا زلت أشيد به، ففي حينه أنجز أموراً كانت محل فخر، وكان حينها ضابطاً شجاعاً، أنا رأيته بنفسي، نفذ عمليات مهمة جداً جداً، لكن سلمان وقع في الغلط، ثم أنها ليست نهاية العالم أن يعفى من منصبه، كان هناك منصب آخر معد له، لم يكن قد ذهب إلى هناك. مشكلتنا ليست أجي، دعك من أجي ولا تشغل بالك به.
رووداو: لماذا تم تضخيم المشكلة واشتكوا من مداهمة منزل والدته؟
بافل طالباني: أعتذر، لم يكن الأمر هكذا، وأود أن أقول لك: أجي أمين (سلمان، أو سمّه ما شئت) ترك العمل في أحد أجهزتنا الأمنية منذ أشهر، ولدينا معلومات أنه أخذ معه بعض الأشياء، وكنا نظن أن تلك الأشياء لا تزال موجودة في تلك البيوت. لماذا؟ لأنه عندما خرج من هنا، لم يكن ينوي عدم العودة، لكن انقلبت الظروف ولم يعد، كنا نذهب لتفتيش تلك الأماكن بأمر من القاضي، وحتى قبل ذلك تواصلنا مع أحد أصدقائنا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وقلنا: سنفعل هذا.. ونرجو أن تعود عائلته وأولاده إلى أربيل. نحن لم نداهم البيوت على عائلة وأولاد وأم أحد، هذا خطأ، قلنا لهم: نحن قادمون من أجل هذا.
رووداو: أعلمتوهم مسبقاً؟
بافل طالباني: أجل، أجل! بالقانون، وبأمر القاضي. يا أخي، في أميركا داهموا منزل دونالد ترمب بسبب ورقة، وأنا عثرت في ذلك البيت على حمولة شاحنتين من الأقراص الصلبة والرسائل والمواد الأرشيفية والبيانات. دعني أعكس القصة بعض الشيء، لو أن مسؤولا في باراستن هرب إلى هنا، هل كانوا سيتعاملون معه بهذه الطريقة هناك؟
رووداو: لا تطرح عليّ أسئلة صعبة!
بافل طالباني: أنا لا أسألك ولا تجب عليه. لكن هل تعرف كيف؟ منذ أشهر يأتي هذا الرجل ويغدو هنا كما يحلو له، وهناك حرس مخصص له، ومعهم سلاح، يأتي المسلحون ويذهبون، لم نزعجهم قط، لكن الوضع كان خطيراً، انفجار في السليمانية، وانفجار هناك، كنت أخشى لا سمح الله أن يفعل لعائلته وأولاده شيئاً، ثم كانوا سيصنعون فيلماً بوليوودياً آخر ويقول إنه بافل. لا نريد ذلك، لن أتحمل تلك المسؤولية. هذه عائلتك وأولادك، خذهم إلى حيث أنت، لماذا تريدهم عندي؟ خذهم إليك.
رووداو: لننتقل إلى باب آفاق ونتحدث عن ذلك، جاء في بيان المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني ما مفاده: لنفتح صحيفة جديدة ونحل المشاكل من خلال الحوار، أي أنه بادر. هل أنتم مستعدون لفتح صحيفة جديدة؟
بافل طالباني: أجل، نحن مستعدون.
رووداو: كيف؟
بافل طالباني: جيداً! نحن مستعدون لما يريدونه منا. يريدون أن نجلس، سنجلس. يريدون أن نجلس جميعنا معاً، فلنفعل. كيفما يريدون؟ وعلى أي مستوى وفي أي مكان؟ يريدون حضور أجانب كشهود، يريدون أن نجلس معاً لوحدنا، نحن مستعدون. يريدون الجلوس في أميركا، سنجلس. نحن لم نغلق باب الحوار أبداً.
رووداو: برأيك، كيف ينبغي أن تكون الصحيفة الجديدة؟
بافل طالباني: علينا أن نقرر نحن.
رووداو: الجانبان؟
بافل طالباني: نعم، الجانبان. أن نقرر إيقاف الأخطاء التي تقع، أنا أريد أن يكون هناك عدل بين أربيل وهنا، هذا ما أقترحه، تعالوا نجمع العائدات كلها، ونحن مستعدون للعمل بأي نظام يريدون. لكن لتجر الأمور بالعدل. ليست عندنا أي مطالب شخصية. لكن الوضع الحالي لا يحتمل. الطلبة جائعون، ذوو الاحتياجات الخاصة جائعون، البيشمركة جائعون، الكل جائع.. الكل هنا جائع، لماذا؟ بأي حق أصحو في الصباح لأجد رواتب مكافحة الإرهاب وقد قطعت؟ قطع هذا، وقطع ذاك.. أي شراكة هذه؟ بأي حق تتخذ هذا القرار؟
رووداو: وهل حدث هذا هنا فقط، أم أنه كان ضمن مراجعة وكان كاك قوباد أيضاً يشرف على ملف قطع الرواتب الزائدة؟
بافل طالباني: هنا فقط. قطعوا عنا الرواتب، وقطعوا التمويل. هنا فقط، لا يتلقى البيشمركة المؤن، بينما تأتي لبيشمركة الأطراف الأخرى. لماذا؟ أتدري كيف؟ يكادون يجتازون الخط الأحمر. التطاول على الأجهزة الأمنية للآخرين خطأ ونتيجته سيئة. التدخل في قوات البيشمركة وقواتنا الخاصة وأبسط بيشمركتي، نتيجته سيئة. فلماذا تفعل هذا؟
رووداو: هل يمكن أن تعطي تطمينات بأن هذه المشاكل مع الديمقراطي الكوردستاني ستحل قريباً؟ فكما تعلم، الشعب هو من يدفع الضريبة الكبرى.
بافل طالباني: أجل هذا صحيح.
رووداو: يجب أن يرتاح الناس نفسياً بعض الشيء، في حياتهم اليومية والمعيشة الجيدة.
بافل طالباني: نعم، هو كذلك. كاك شاهو! لهذا صبرنا كل هذا الصبر، لهذا يشكلون هم قوات هنا ولكننا لا نشكل قوات. لهذا عندما يخطفون منا لا نخطف منهم. لهذا عندما يؤذون كوادرنا لا نؤذي أحداً هنا. أفعل هذا لأجل الناس، أنا أيضاً قلق على الناس. أشعر بالسوء عندما أجد الطلبة في الشارع مرة أخرى. أشعر بالسوء لأن الوضع في هذه المنطقة بات هكذا. في حين لا حاجة ليكون هكذا، وهذا ما يدفعنا، كاك شاهو. والله هذا هو ما يحركنا. يا أخي، نحن الذين نسعى من أجل أربيل، أتدري كم وفداً أرسلت إلى هنا وإلى هناك وكم وفداً أرسلوا إلى هنا؟ أتدري كم مرة ذهبت إلى كاك مسعود وكم مرة جاء فخامته إلى هنا؟ أتدري كم مرة ذهبت إلى فخامة كاك نيجيرفان وكم مرة جاء إلى هنا؟ أتدري كم مرة ذهبت إلى كاك مسرور وكم مرة جاء إلى هنا؟ واضح من هو الذي يسعى؟
يحزنني أن علاقاتنا ليست جيدة، ربما لاحظتم، أنظر إلى وسائط التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، وكم من الشتائم تكال لنا، بدأوا من جديد بشتم الأستاذ إبراهيم، وأحياناً يشتمون مام جلال، أود أن ترى كيف نحن معهم، لا يسمح لأحد بأن يذكر حضرة ملا مصطفى، ولا يسمح لأحد بأن يذكر حضرة كاك إدريس، ولا يسمح لأحد أبداً بأن يمس كاك مسعود، أنا عاقبت أعضاء قياديين على تعبير نشره في وسيلة تواصل اجتماعي خاصة به. نحن نكن لهم كثيراً من الاحترام، لكن للأسف كلما تحسنت العلاقات يحدث شيء.
كنت في بغداد ذات مرة، وعدت إلى السليمانية، هاتفوني، جماعة الإطار: لماذا تفعل هذا بكاك مسعود؟، وماذا فعلت بكاك مسعود؟ كاك مسعود ينتظرك في أربيل وكان مقرراً أن تجتمعوا لكنك لم تذهب. لم أكن قد سمعت عن هذا. اتصلت بهذا وذاك، وفي وقت متأخر من المساء عثرت على فخامة كاك مسعود. كاك مسعود أيضاً لم يكن يعرف عن ذلك. هذه يد. أذهب إلى فخامته، فيقولون: هناك مخطط لاغتيال فلان وفلان. ماذا أكسب من اغتيال فلان؟ هذه يد. ما حدث الآن أيضاً يد. هذا واضح تماماً لي.. لا أدري لماذا لا يرى فخامته هذا، ولا يرى مدى وضوح وجود أحد يريد أن يخرب ما بيننا! هذا في منتهى الوضوح عندي. لكن هذا مختلف، يقول لي فخامة كاك مسعود بنفسه: تفاصيل الأمور ليست من عندي. حسناً! المعني بالتفاصيل يرتكب أخطاء كبيرة. يظلم نفسه وكوردستان. يظلم الحكومة، يظلم كل شيء. لنجلس ونصلح هذا، أقسم أننا مستعدون. أقسم أننا لا نكره أحداً. أنا مزحت معك، وقلت عينّا د. فؤاد عضواً في الهيئة العاملة للمكتب السياسي. كان كذلك. صافحته وقلت له: ها قد أصبحت عضو الهيئة العاملة. ابتسم ودخلنا وجلسنا، وقال: لماذا جئتم بي إلى هنا؟ قلت: تحدث إليهم، تعرف على رأي الهيئة العاملة للمكتب السياسي للاتحاد الوطني. تحدثوا الواحد تلو الآخر، من المتشددين واحداً بعد الآخر، تحدثوا عن كاك مسعود بطريقة، وتحدثوا عن علاقاتنا معهم بطريقة لم يكن يتصورها وكان مندهشاً. يا أخي هذه نوايانا، لكن لا نجد شيئاً في المقابل. لا يتغير شيء. الوضع يسوء ولا يتحسن.
رووداو: يقال إنه كان بينكم اتفاق ستراتيجي، لكن قتل هاوكار جاف خرّبه. هل هذا صحيح؟
بافل طالباني: كنا نعمل على إعداد رسالة، لكن قتل هاوكار جاف، أو استشهاد هاوكار جاف. سؤالي هو: لماذا خرب ذلك الأمور؟ تعال أولاً وأثبت أنه أنا أو أثبت أنه الاتحاد الوطني، عندها يمكننا أن نقول إنه السبب في تخريبه، لكن حقاً المحاكمات لا تجرى عبر التلفزيون، لا تجرى المحاكمات عبر التلفزيون في أي مكان من العالم. تلك الفيديوهات كانت مشحونة بآلاف الأخطاء، ولو أن القضية لم تكن بتلك الجدية، ولو لم يكن هناك شهيد، وعائلة وأولاد، لكنت سأضحك على ذلك الفيديو. لكن هذا للأسف كارثة.
رووداو: يبدو أن علاقاتك مع الرئيس نيجيرفان طيبة جداً، ألا يمكن أن تتخذوا من تلك العلاقة أساساً لإصلاح علاقاتكم مع الديمقراطي الكوردستاني؟
بافل طالباني: علاقتي مع كاك نيجيرفان طيبة، وكانت علاقتي مع فخامة كاك مسعود طيبة إلى بعض أسابيع من الآن، وكانت علاقتي مع سيادة كاك مسرور طيبة، عليهم أن يغيروا فلسفتهم. أن يغيروا طريقة تعاملهم مع الاتحاد الوطني لنمضي إلى أمام. هذا لا يستطيع شخص أو إثنان إنجازه، وهو بحاجة إلى تغيير ستراتيجية الحزب. من خلال الكلمة الطيبة والحوار والتباحث نستطيع فعل كل شيء، وفعلناها في كل مرة وتنازل الاتحاد الوطني، كان الاتحاد الوطني مستعداً في كل مرة للتنازل من أجل شعبنا، ومستعدون الآن أيضاً، لكن ليتقدم الجانب المقابل خطوة، لكنه لا يتقدم وقد تسمر في مكانه. أنا لا أتصور أن كاك نيجيرفان قادر على فعل هذا لوحده. مثلما لا أتصور أن سيادة كاك مسرور قادر على ذلك لوحده. هذا بحاجة إلى تغيير في ستراتيجية الحزب الديمقراطي الكوردستاني ليس تجاهنا وحدنا، بل تجاه الأحزاب الأخرى أيضاً، وتجاه الشخصيات التي ربما لم تنتم لحزب بعد. تجاه رجال الدين وعلماء الدين وكل هؤلاء. نحن بحاجة إلى مصالحة شاملة خدمة للشعب، وبهذا سيكسبون المزيد من الأصوات.
رووداو: في الفترة الأخيرة تم استهداف موالين ومقربين إلى (بي كا كا) وقتلوا، وفي المقابل كان هناك هجوم على الأحزاب المقربة إلى تركيا (الجبهة التركمانية)، هل تم حل هذه المشكلة؟
بافل طالباني: هذه المشكلة لا تحل هكذا بسهولة، لكن أظن أن الأطراف كلها تسعى للحل.
رووداو: سبق وأن قلت إنك تود أن نذهب إلى المكتب السياسي..
بافل طالباني: كنت أود أن تراه..
رووداو: أنا أيضاً أود ذلك، هل تحب أن نكتفي بما جرى من حوار في بيتكم وننتقل إلى هناك لإكمال حوارنا؟
بافل طالباني: كما تشاء..
رووداو: يسعدني ذلك، فلنذهب إن سمحت.
بافل طالباني: لنذهب.
رووداو: أود أن أعرف ماذا يفعل د. برهم، ماذا تقترحون عليه في الحزب؟
بافل طالباني: د. برهم لا يزال شاباً مقارنة بالأمور التي أنجزها، وهناك الكثير لينجزه، وسندعمه لما يريد.
رووداو: وماذا تقدمون له؟
بافل طالباني: أود أن يفعل ما يريده هو. د. برهم هو صديق لي قبل كل شيء، وأعتقد أن د. برهم أدى عمله في وضع صعب، من واجبنا أن نعمل على ما يريده هو. أنا لا أتخلى عن أصدقائي أبداً، Leave no man behind.
رووداو: لاهور شيخ جنكي، كان صديقك إضافة إلى كونه قريبك؟
بافل طالباني: جداً..
رووداو: إذن لا أعرف.. هل أنت من تركه، أم هو من ترككم، أيهما أصح؟
بافل طالباني: نحن لا نفكر في هذا الموضوع لأشهر، ولم تعد بيننا صلة، هؤلاء تجاوزوا حداً ما كان ينبغي أن يتجاوزوه أبداً، وكان بإمكاني أن أعالج الموضوع بطريقة أخرى، لكني لم أفعل.
رووداو: أي أنه خرج من دائرة الصداقة؟
بافل طالباني: خرج.. خرج من كل شيء.. تجاوزوا كل الخطوط الحمر. كما أتقنتم التعبير: قلت حينها ثماني مرات في ثمان ثوان: المطرودون مطرودون. لكني قلت شيئاً آخر أيضاً: سيتمكنون من العودة بعد مليون سنة، وقد بقي منها الآن 99999 سنة، فقد نقصت سنة الآن، وإن عاشوا مليون سنة حينها سيتمكنون من العودة إلى الاتحاد الوطني.
رووداو: قال لاهور جنكي: أخبرني قاسم سليماني أنه سيجعل برهم صالح رئيساً للاتحاد الوطني وبافل طالباني نائباً له، لكني منعت ذلك. هل هذا صحيح؟
بافل طالباني: في الحقيقة، أنا لا أهتم لكلام كاك لاهور، فليقل ما يقول. قال تشرشل: عندما تذهب إلى مكان، وفي كل مرة نبح كلب والتفتّ إليه ووقفت، فإنك لن تبلغ هدفك. هذه هي سياستي.
رووداو: هذا يعني أنك ماض إلى الأمام باستمرار؟
بافل طالباني: أمضي إلى الأمام ولن أرجع للخلف أبداً، بل لا ألتفت إلى الخلف. لماذا؟ لأنني لا أمضي باتجاه الخلف. تلك المرحلة انتهت، وكانت أمامهم فرصة لكنهم أفسدوها.
رووداو: كذلك الذين يخوضون الماراثون، كل من يلتفت إلى الخلف يخسر.
بافل طالباني: صحيح تماماً.. السياسة أيضاً ماراثون وليست مسابقة جري لمائة متر.
رووداو: وماذا عن قضية تسميمكم؟
بافل طالباني: أحملها ها هنا.
رووداو: السم أم المشكلة؟
بافل طالباني: المشكلة. لا تظنوا أني نسيتها.
رووداو: لكنك رجل معروف عنك أن قلبك طيب.
بافل طالباني: قلبي طيب لكني لست ساذجاً. أحب أن قلبي طيب. كان مام (جلال) يقول لي دائماً بني أنت عندك نفس قلبي.
رووداو: كان مام جلال يقول هذا؟
بافل طالباني: أجل!
رووداو: أود أن أعرف كيف هي علاقاتك مع أبناء عمك؟ قلت إنهم لن يعودوا إلى صفوف الاتحاد، لكن كيف هي علاقاتكم الاجتماعية؟
بافل طالباني: علاقاتنا صفر، للأسف.. لا تزال عندي علاقات مع هانا والآخرين في بريطانيا، وأحبهم كثيراً، وهم بعيدون جداً عن السياسة. أما الآخرون فلا علاقة لي بهم، ولا أحب أن أرتبط بعلاقة معهم.
رووداو: كان إعلام الاتحاد الوطني في فترة الانتفاضة وبعدها مؤثراً جداً وقوياً، لكنه الآن ضعيف ولم يعد كما كان، أن الشخص الأول في الاتحاد، ماذا تقدم لإعلامه؟
بافل طالباني: هذا فيه شيء من الإجحاف، بماذا تقارنه؟ لدينا (گەلی كوردستان) فهل تقارنه بK24 والأخرى التي لا أعرف اسمها. ربما يذكرني كاك أحمد باسمها. هو جيد جداً مقارنة بالسابق.. لكن إن كنت تقارن گەلی كوردستان برووداو، فهذا صحيح. لكنهما مختلفان. رووداو قناة أخرى ومن نوع آخر يختلف عن گەلی كوردستان، وأعتقد أنه سيكون للاتحاد الوطني الكوردستاني قناة أخرى.
رووداو: ستكون عنده؟
بافل طالباني: نعم، نعم! ستكون عنده قناة أخرى وأرى أنها ستكون قناة جيدة وناجحة جداً، وتضم أغلب الرفاق الذين تربوا هنا وتعلموا فنونهم، وإن شاء الله سنفعل ما من شأنه أن يعيدهم جميعاً إلى هنا.
رووداو: أي أنها أيضاً ستجسد سياسات الحزب أم ستكون قناة الناس؟
بافل طالباني: لا، لا! نحن بحاجة إلى قناة للناس، لا أريد قناة حزبية، فلدينا قناة حزبية.
رووداو: أود أن أعرف ما هو أكبر أهدافك في الحياة؟
بافل طالباني: أريد أن أخدم شعبي، وشعبي هو الشعب الكوردي، وعندما أتحدث عن كوردستان أقصد الأجزاء الأربعة. الشعب الكوردي هو الوحيد الذي يعيش هذه الأوضاع، وليس هناك شعب في مثل هذه الأوضاع. ما بين 45 و50 مليون شخص ليس لهم صوت ولا يستطيعون أن يقفوا إلى جانب بعضهم البعض. كاك شاهو! تصور أن تحشّد 45 إلى 50 مليون شخص، لن يستطيع أحد أن يقول لا! لن يستطيع أحد أن يسد طريقك، لا أميركا ولا أي دولة أخرى، من يستطيع الوقوف في وجه 50 مليون شخص؟ لا أحد. مشكلتنا هي أننا لم نستطع إعادة تنظيم أنفسنا، وإزاحة صغائر الأمور من أجل هدف كبير. دعك عن التحزب، أن نلم شملنا جميعاً ونعمل من أجل هدف أكبر من التحزب. أنا أعتقد أننا قادرون على فعل شيء كهذا مثل سائر البلاد. لكن إن فكرنا بهذه العقلية الصغيرة، ومارسنا السياسة هذه، سيظل كورد العام يعانون هكذا.
رووداو: أمضيت معك يوماً، وما وجدته كان شخصية متواضعة بسيطة وصريحة. أسعدني ذلك.. أشكرك غاية الشكر.
بافل طالباني: أنا من يشكرك، وأنت تعلم جيداً أنه كان ممكناً أن أطلع على أسئلتك، لكنني لم أحبذ ذلك، أردت أن تأتي أجوبتي من القلب، وأن أجيب عليك بصراحة بالغة، ولي طلب واحد أوجهه للذين سيشاهدون هذا، وهو أن يحملوه على ما هو عليه، أحب أن يفهم أحدنا الآخر، وإن تفاهمنا، فسيكون لكل مشكلة حل، لهذا أردت أن أكون بهذه الصراحة. هدفي لم يكن إيذاء طرف أو إيذاء شخص، بل أردت أن أقول إن الاتحاد الوطني الكوردستاني مستعد لتقديم كل تنازل يصب في صالح كوردستان وشعبنا وأمتنا. هذه هي سياستنا، وإن شاء الله سيناقش الحزب الديمقراطي الكوردستاني سياساته بعد مؤتمره هذا، وعندها قد تتاح فرصة لنقدم خدمة أفضل لشعبنا، وأنا شاكر لك، وأشكر قناتكم، حقاً سررت كثيراً للقائكم.
رووداو: كانت فرصة سعيدة لنا أيضاً أن نجلس معكم.
بافل طالباني: ممتن جداً.[1]