15.11.2022
سلط رئيس #الاتحاد الوطني الكوردستاني#، بافل طالباني، الضوء على جوانب من الخلافات بين حزبه وبين الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وطرح عدداً من القضايا للتوصل إلى حل بشأنها.
جاء ذلك في حوار أجرته معه شبكة رووداو الإعلامية، تحدث خلاله عن جوانب من حياته الخاصة، وعن الخلافات بين فريق حزبه في حكومة إقليم كوردستان وفريق الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الحكومة.
ودعا بافل طالباني كل من يتابع هذا الحوار إلى أن يتعامل مع ما جاء فيه كما هو، مؤكداً أنه يريد التفاهم لأنه مع وجود التفاهم، ستحل المشاكل كلها، وهذا ما دعاني إلى توخي الصراحة.
وأدناه القسم الأول من حوار شبكة رووداو الإعلامية مع رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، بافل طالباني:
رووداو: مساء الخير سيد بافل...
بافل طالباني: أهلاً بك وسهلاً.
رووداو: أنت بخير؟
بافل طالباني: أنا كما يحلو لك، أهلاً بك وسهلاً.
رووداو: أسعدني أن التقيتك.
بافل طالباني: أقسم أني كذلك أيضاً، أنا في الخدمة.
رووداو: أتعلم أننا نتشابه بعض الشيء؟
بافل طالباني: نعم، هذا صحيح.
رووداو: رأسانا كلانا خاليان.
بافل طالباني: رأسانا خاليان.
رووداو: خاليان من الشعر، ولكن ربما مليئان بالمواضيع.
بافل طالباني: لا، لا، خاليان.
رووداو: أهذا هو بيتكم؟
بافل طالباني: نعم، هنا دباشان. تقيم والدتي هنا في الأغلب وكان مام (جلال) هنا أيضاً. هو مكتب ومسكن.. وسترى كل شيء الآن.
رووداو: أهو منزلك الشخصي؟
بافل طالباني: هذا الجانب منه عبارة عن مكتب.
رووداو: أي أنكم تقيمون هنا؟
بافل طالباني: أجل، أقيم هنا، وأنا هناك في أغلب الأوقات.. ووالدتي والآخرون في الأعلى. الأشياء التي تراها، الصور وغيرها، كانت والدتي تساند كثيراً الفنانين من أجزاء كوردستان الأربعة. الحديث بيننا، قصرنا في ذلك بعض الشيء ولكننا نريد له أن يستمر.
رووداو: هذه الأشياء، أغلبها جمعت من جانب هيرو خان؟
بافل طالباني: أغلب هؤلاء كورد، كورد سوريون وكورد من تركيا وكورد من عندنا ومن العراق، كورد من الأجزاء الأربعة. كانت تقدم دعماً كبيراً لهؤلاء الناس.
رووداو: يبدو هذا المكتب محكماً، لكنه مريح جداً. أنت تجلس هنا؟
بافل طالباني: في أغلب الأحيان أجلس هنا، نعم.
رووداو: ألا تغير الكراسي...
بافل طالباني: لا نجرؤ على ذلك...
رووداو: بعضها يصدر صريراً، أصيبت بالبلى.
بافل طالباني: هكذا هي. والدتي تحب هذه الأشياء، لا تحب تغيير الأشياء كثيراً، لأن مام (جلال) كان يعمل هنا، ووالدتي أيضاً عملت هنا. ربما يكون من الأفضل أن نتركها كما هي.
رووداو: بعد أن أصبح السيد بافل رئيساً للاتحاد (الوطني الكوردستاني)، زاد اهتمام الإعلام وانصبت عيون الناس عليه بدرجة أكبر. أنا أيضاً كنت أحب أن ألتقيك منذ زمن. نحن اليوم في دباشان، في منزل مام جلال، والسيد بافل هنا الآن، المكان جميل، وسرني أن التقيت السيد بافل هنا.
أنت معروف بأنك قيادي شبابي، وعسكري بعض الشيء. خلال هذه الساعة التي نتواجد فيها هنا معاً، أود الاطلاع أكثر على جانبك الشبابي. لكي لا يصيبنا شيء من الجانب العسكري.
بافل طالباني: لا، لا.
رووداو: لنتحدث هكذا كأصدقاء.
بافل طالباني: لا تشغل بالك. أولاً، أهلاً بكم وسهلاً، سررت كثيراً بلقائك. أنا أيضاً كنت أحب منذ زمن أن أجالسك، في الحقيقة ما لفت انتباهي هو ما ذكرتموه. كيف تريد وبأي طريقة تريد أن نجلس ونتحدث، هذا ما جعلني أحب كثيراً أن أجلس معك.
رووداو: شكراً جزيلاً.
بافل طالباني: أشكرك.
رووداو: أتعلم ما الذي لفت نظري عندما جئت، أن عندكم بيتاً بسيطاً، بل أن بعض المقتنيات أصبح بالياً، ولم يتم تغييرها..
بافل طالباني: لا نحب تغييرها، كان والدي يعمل هنا، وهيرو خان كانت تعمل هنا. ربما من الأفضل أن يكون هناك مكتب آخر أعمل فيه، لا أن أجري تغييرات هنا. لهذا أحب أن يبقى هذا المكان على حاله، ووالدتي تريده أن يبقى كما هو.
رووداو: بينما أنا في الطريق إلى هنا، من أربيل، عندما وصلت إلى مشارف (جمي رزان) تذكرت اسمك بصورة أفضل، لا شك أني كنت أفكر فيك من هناك إلى هنا، أفكر ماذا سأقول وعم سنتحدث، سيد بافل توجد هنا هدايا جاءتك لكن كتب عليها كاك پاڤێڵ، بعض الناس يلفظون اسمك بهذه الصورة.. هل عندك أي مشكلة مع اسمك، بعض الناس يلفظه بصورة صحيحة فيما لا يفعل البعض ذلك. بافل هو اسمك الصحيح؟
بافل طالباني: نعم هو كذلك، نعم بافل. لا أدري من أين جاء پاڤڵ هذا. لكن اسمي هو بافل.
رووداو: أود أن أعرف كيف هي حال هيرو خان. هيرو خان تمثل جزءاً من تاريخ نساء كوردستان المناضلات، سيدة رحوم، مناضلة، وبيشمركة بارزة. زوجة لشخصية كوردستانية وعالمية كبيرة، مام جلال. كيف هي حالها؟ هل تتحدث إليها؟ كيف هي صحتها؟ المحبون لها يريدون أن يعرفوا حالها؟
بافل طالباني: صحتها جيدة مقارنة بحالتها، نحن راضون عن حالتها الصحية. لا شك أن الأمر لو كان في يدي، كنت أود أن تكون بصحة أفضل بكثير. لكن هذه هي الحال.
رووداو: تتردد على بغداد كثيراً، أود أن أعرف كيف هي لغتك العربية؟
بافل طالباني: لغتي العربية... أكاد الآن أفهمها جيداً، لكني لا أتحدث بها الآن، فأنا أخجل من التحدث بعض الشيء. لكنني تعرضت في طفولتي لظلم كبير، كنت أعرف العربية جيداً في طفولتي. تقول والدني إننا عندما كنا في سوريا، وعندما كنت ألعب مع الأطفال في الشارع لم يكن أحد يعرف أني لست سورياً، لكن عندما انتقلنا إلى بريطانيا، ركز الأستاذ إبراهيم والآخرون على اللغة الكوردية لكي لا ننساها. لكن للأسف اختفت العربية، ونسيناها.
رووداو: أنت أفضل في العربية أم السيد قوباد؟
بافل طالباني: قوباد أفضل بكثير، بل لا مجال لمقارنته بي.
رووداو: كيف هي ذات البين بينك وبين السيد قوباد؟
بافل طالباني: جيدة جداً جداً، هو أقرب الناس إليّ، وأقرب أصدقائي. كنا كذلك باستمرار، لا أظن أننا تعاركنا مرة طوال حياتنا.
رووداو: عشت في دمشق وفي لندن، وتتردد على بغداد وتقيم في السليمانية. أي المدن هي الأحب إليك؟
بافل طالباني: أحب السليمانية، والآن حين أسافر، أشعر بعد يوم أو اثنين بالاشتياق إلى السليمانية، وأريد أن أعود، قلبي هنا، قلبي مع العمل، قلبي مع الأهالي. الآن أسافر قليلاً جداً. حتى إن سافرت فيكون من أجل العمل. أنا مرتاح هنا الآن كثيراً.
رووداو: والناس، هل هم مرتاحون لك أيضاً؟ هل تخرج إلى الناس؟
بافل طالباني: أخرج إلى الناس في بعض الأحيان.
رووداو: سألت أصدقاءك، فقالوا يقود السيارة بنفسه أحياناً ويخرج، وفي بعض الأحيان يضع العملة العراقية في جيبه، ويبتاع شيئاً ما اعتباطاً..
بافل طالباني: لا، هو ليس كذلك. عندما نخرج، أحب كثيراً أن أقود (السيارة) بنفسي، لكن الأصدقاء من أفراد الحماية يقلقون من ذلك كثيراً. لكن عندما نخرج، يأتي الناس في الشارع كثيراً، ويطلبون هذا وذاك، فنكتب لهم رقم الهاتف، ونساعد الناس، هذا هو واجبنا.
رووداو: هل توجد جدران بينك وبين الناس؟
بافل طالباني: لا، أنا لا أحب الجدران، لكني في بعض الأوقات أتسبب في مشاكل. لا أحب البروتوكولات وما إلى ذلك كثيراً. كان من طبعي حينها أن يهاتفني الناس في الليالي، لا أدري من أين كانوا يحصلون على رقمي، وأنا أرد على الكل، كنت أرد عليهم، لكني لا أفعل الآن. ثم تبيّن أن جهازاً أمنياً نشر رقمي، في إحدى الليالي وردتني اتصالات كثيرة، لم أكن أعرف ما هي القضية... ثم تبيّن لي أن البعض يتعمد الاتصال بي، وكان يريد أن يجرني في الكلام، كانوا يشتمون البيشمركة وهذا وذاك... هذا دفعني إلى التوقف عن تلقي تلك الاتصالات، الآن لا أرد على اتصال إن لم أكن أعرف المتصل. لكننا فعلنا شيئاً آخر الآن، خصصنا خطاً ساخناً، وإن شاء الله سيبدأ بالعمل في الأيام المقبلة، فإن كانت لدى أحدهم مشكلة، لا يستطيع الآن الاتصال بي، ويمكن أن يتصل بالخط الساخن، لنعرف ما هي مشكلته وكيف يمكن أن نساعد الناس، يخبروننا بالأمور وبمكامن الفساد، وعن المسيئين، والمظلومين، والمحتاجين إلى مساعدة. لهذا أفضل تفعيل هذا الخط الساخن في أقرب وقت.
رووداو: أنت مشغول للغاية، خلال الساعات التي كنا بها هنا اليوم وجدناك مشغولاً، كم من الوقت تخصص لأولادك، وكم من الوقت تلتقيهم؟
بافل طالباني: قليلاً جداً، قليلاً جداً جداً. عادة يكونون قد ناموا عندما أنتهي من العمل، لكن في الأيام التي يمكنني، أحاول أن أذهب بنفسي أحياناً لإعادة (كوبان) من المدرسة، أو إعادة (ليلا) أحاول ذلك، لكن علي بذل المزيد من الجهد.
رووداو: يقال عنك إنك عسكري بعض الشيء، وترتدي الزي العسكري أغلب الوقت، وأنت الآن رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، والاتحاد حزب اشتراكي ديمقراطي، فكيف تكثر من ارتداء الزي العسكري؟
بافل طالباني: هذا الزي العسكري هو بسبب المشاغل، أحياناً أبدأ في الصباح الباكر وأعود إلى البيت في الحادية عشرة أو الثانية عشرة، في الحقيقة البدلة عندما أستطيع جعلها غير رسمية أجعلها غير رسمية. من دواعي الارتياح أن لا أحد في بغداد يرتدي البدلة، لذا أستطيع حينها ارتداء زي مريح بدرجة أكبر. لكن للأغراض الرسمية، عند زيارة سفير أو وزير وما إلى ذلك، فعندي بدلات وأستطيع تلميع نفسي، لكني لا أحب الرسميات كثيراً. المسألة ليست عسكرية، بل هي في أغلبها أني أحب أن أكون مرتاحاً جداً. لكن صحيح، فيّ صبغة عسكرية وأعتز بها.
رووداو: وكيف أنت مع بناء العضلات؟ كان مقرراً أن ترفع ثقلاً يبلغ 200 كغم.
بافل طالباني: لا مشكلة، أفعل ذلك. لكني لم أستطع حتى الآن ممارسة الرياضة، فذراعي ليست بخير بعد، أحتاج إلى شيء يسمونه PRP، لا يزال أمامي وقت، ما بين شهرين وثلاثة، والكلام بيننا هذه المائتا كغم ليست بمشكلة كبيرة.
رووداو: السيد د. لطيف هو رئيس جمهورية العراق حالياً، يقول البعض إنه يعرف عند الديمقراطي الكوردستاني باسم د. عبداللطيف، وعند الاتحاد باسم د. لطيف، أي أن كلاً يورد اسمه بصورة مختلفة. وأنت تقول بلكنة لندنية جميلة كاك لطيف، ما هذا الانقسام؟
بافل طالباني: كما تعلم كنا لسنوات عديدة في بريطانيا، وعشت مع كاك لطيف كثيراً، ومع شاناز خان. نحن نعرفه باسمه كاك لطيف.. وإن كنتم تحبون أن تضيفوا إليه كاك عبداللطيف، فلا مشكلة عندي، ولا أعتقد أن لديه مشكلة مع هذا.
رووداو: د. لطيف نفسه، لا شك أنه ينتمي للاتحاد الوطني. لكن عندما تهتم به الآن كثيراً وتلتقيه وتصحبه إلى اجتماعات المكتب السياسي، هل تريد تأكيد وترسيخ كونه من الاتحاد الوطني؟
بافل طالباني: لا حاجة، لا حاجة إلى أن أفعل ذلك. كاك لطيف كان منذ أيامه الأولى مع مام جلال، وكاك لطيف واحد من الذين يمكن أن تقول إنه من مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني، لكنه تعرض لبعض الغبن في هذا. أنا أعتقد أنه لا حاجة لأن أفعل ذلك، فكل شخص يعرف مدى التزام كاك لطيف بالاتحاد الوطني، والكل يعرف مدى التزام شاناز خان بالاتحاد الوطني. في الحقيقة، لا أحب التركيز على هذا الأمر. أحب أن يتمكن كاك لطيف الآن من فعل شيء يحسن الوضع هنا قليلاً، أن يقربنا إلى الأحزاب بدلاً من أن أركز على مدى التزامه بالاتحاد الوطني ومدى نأيه عن الديمقراطي الكوردستاني.. إن استطاع كاك لطيف أن يصبح الذي يستطيع التقريب بين الأطراف، هذا ما أفضله. إن كنت تريد رأيي، فأنا أريد لكاك لطيف أن يفعل هذا بدلاً عن التركيز على...
رووداو: ما هو الغبن الذي قلت إنك أنت أيضاً تعرضت له؟
بافل طالباني: هذه مزحة، في أحد الاجتماعات عندما اتخذوا قرار تشكيل الاتحاد الوطني الكوردستاني، كنت هناك، وكنت في سنتي الثانية من العمر، وقامت والدتي بقلي البطاطس لي، فأكلوا البطاطس خاصتي، ولم يرد اسمي أنا وكاك لطيف بين أسماء مؤسسي الاتحاد الوطني، فقد كنت هناك ولم يكتب شيء يقضي بأن يكون عمرك كذا ومن هذا القبيل... لذا أقول إني تعرضت للغبن هناك، فأنا واحد من مؤسسي الاتحاد الوطني لأني كنت حاضراً في ذلك الاجتماع.
رووداو: سيد بافل، أجرينا بعض الحوار في هذه الغرفة الخلابة، هل تود أن نطلع على المزيد في هذا البيت وننتقل إلى قسم آخر منه؟
بافل طالباني: كما تشاء. أعذرني إن كنت أتقدمك لكي أدلك على الطريق..
رووداو: سيد بافل، هذه صالة الجلوس، تجلس هنا في بعض الأحيان؟
بافل طالباني: أحياناً قليلة، أحياناً يجلس الفريق في الخارج ونجلس نحن في الداخل. هذا الجانب هو الصالة. هذا هو المطبخ، يأتي الطعام للضيوف. هذه الغرفة، الغرفة الأولى هي غرفة الطعام، عندما يأتي ضيوف رسميون يجري تناول الطعام هنا. بالطبع هذه هي المغاسل، وهذه غرفة المكتب السياسي، في بعض الأحيان نعقد اجتماعات المكتب السياسي هنا، كما نعقد اجتماعات رسمية مع الأجانب والأصدقاء.
رووداو: قلتم إن هذه هي غرفة المكتب السياسي..
بافل طالباني: في مرات كثيرة نعقد اجتماعات المكتب السياسي هنا، والاجتماعات الرسمية مع القناصل والسفراء وغيرهم نعقدها هنا.
رووداو: هل هذا كذلك منذ زمن؟
بافل طالباني: هو كذلك منذ زمن بعيد، بستائره وبكل شيء.
رووداو: الستائر المنصوبة في حينها، لا تزال نفسها؟
بافل طالباني: لم يجر تغييرها.
رووداو: هي نفسها؟
بافل طالباني: أجل.
رووداو: صدرت قرارات مهمة جداً هنا؟
بافل طالباني: الكثير، قرارات مهمة جداً اتخذت هنا. أغلب القرارات يتخذ هنا.
رووداو: كان مام جلال يجلس هناك؟
بافل طالباني: كان مام جلال يجلس هنا أحياناً، وأحياناً أخرى هناك، نعم.
ذات مرة، كان د. فؤاد هنا، د. فؤاد حسين. كان عندنا اجتماع إداري، وكنت أحب أن يسمع كلامهم الجيد، هنا ضممناه إلى عضوية الهئية الإدارية للمكتب السياسي. بعدها ذهبنا، وقلت لفخامة كاك مسعود إن د. فؤاد أصبح عضو الهيئة الإدارية للمكتب السياسي.
رووداو: كيف هي علاقتك مع الرئيس بارزاني؟ كانت صورة مام جلال هنا، وهذا ذكّرني بصورة أفضل أنهما كانا كشخصين صديقين صميميين وعملا معاً بصورة جيدة للغاية في حل الكثير من مشاكل هذا البلد.
بافل طالباني: هذا صحيح، إن تتركونا وشأننا.. علاقاتنا جيدة جداً جداً، أنا أشعر أن هناك طرفاً لا يريد أن تكون علاقتي مع فخامة كاك مسعود جيدة. حاولت كثيراً، وذهبت إليه 15 أو 16 مرة، وأجرينا عشرات الاتصالات الهاتفية. لكن للأسف أشعر أن الأمور لا تجري كما يرام، وأنا واثق إنه ليس من جانب فخامته. لا أتصور أن يكون فخامته، على كل هناك البعض من الناس.
رووداو: طرحت هذا السؤال، لأني شعرت بأنه من الجيد في وجود صورة مام جلال أن نقول شيئاً كهذا.. لنذهب ونجلس. يسعدني أن نتحدث أكثر عن موضوع العلاقة بينكم وبين الديمقراطي الكوردستاني وبصورة أدق.
بافل طالباني: هذا ضروري.
رووداو: الأهم من هذا، هو أن الناس يهمهم رأيك.
بافل طالباني: نعم.
وهذه غرفة جلوس، لكنكم غيرتم فيه الكثير، هي ليست كذلك عادة، كلها كراسي في محيطها للجلسات الموسعة، كانوا يجلسون هنا.
أين لي أن أجلس؟
رووداو: في أي مكان يريحك.
بافل طالباني: أنت الأعلم.
رووداو: أتحب الجانب الأيمن أم الأيسر؟
بافل طالباني: لا مشكلة عندي.
رووداو: أنا أيضاً.
بافل طالباني: إذن هذا جيد جداً.
رووداو: التعامل معك سهل للغاية.
بافل طالباني: سهل جداً.
رووداو: نحن في دار مام جلال في دباشان، مع رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، الرئيس بافل جلال طالباني. في هذا الجانب من الحوار أريد الحديث عن بعض الشؤون السياسية، تلك المرتبطة بالحياة السياسية لهذا البلد والشعب.
سيد بافل، لننتقل إلى الأسئلة الصعبة، التي ربما لا يروق لك بعضها..
بافل طالباني: واثق أنها ستروق لي جميعاً.
رووداو: أرجو أن لا أضايقك.
بافل طالباني: لن تفعل.
رووداو: جيد جداً. لماذا العلاقة بينكم وبين الحزب الديمقراطي الكوردستاني بهذا السوء حالياً.
بافل طالباني: هذا سؤال مهم للغاية، إن توخيت الحقيقة. بذلنا كل مسعى ومستمرون في كل المساعي. ذهبت إلى فخامة كاك مسعود أكثر من 16 مرة، وذهبت وفود عديدة من عندنا لزيارة الإخوة في الديمقراطي الكوردستاني. كانت بيننا عشرات الاتصالات الهاتفية، وكانت لنا عشرات المحاولات. أنا أشعر أن هناك شيئاً من عدم التفاهم بيننا وبين الإخوة في الديمقراطي الكوردستاني. كنت في البداية أشعر بأن هناك يداً، وما زلت أتصور أنها يد.
رووداو: يد داخلية أم خارجية؟
بافل طالباني: لا أدري، بعضها داخلي. لكن المهم هو أن نركز على ما نريد أن يكون عليه الوضع وما لا نريد أن يكون عليه. أنا أبحث عن علاج. نحن نحب خدمة الشعب مع الديمقراطي الكوردستاني، نحب أن تكون حكومتنا قوية، وتكون حكومة جميع الأطراف. أن تقدم حكومتنا الخدمات لهذا الجانب وذاك، أما ما أراه اليوم فليس بصواب ولا يعجبني، فهو نوع من إدارتين. لا أظن أن هذا يخدم الوضع بأي حال.. الأمور ليست صعبة لهذه الدرجة، كلنا نعرف ماذا يريد الشعب اليوم، وماذا يحتاج الشعب اليوم، لكن المؤسف أننا لم نتمكن حتى الآن من التوصل إلى تفاهم جيد داخل الحكومة.
رووداو: تقولون إن الحكومة تمارس التمييز، فهي تستحصل عائدات السليمانية ولا تنفق تلك الأموال على السليمانية، أو هي قليلة لا تكفي.. ماذا يحل بعائدات السليمانية؟ وكم هي عائدات السليمانية الآن؟
بافل طالباني: بخصوص عائدات السليمانية حالياً، اتخذنا بعض الإجراءات، وعندي أرقام لكم. في هذا الشهر ارتفعت عائدات السليمانية ثلاثة أضعاف، لكن عندنا مشكلة جدية في هذه المنطقة. دعني أخبرك بأحد الأمثلة، يجري الحديث عن حدودنا. حسناً، لا يمكن أبداً أن تكون عائدات الحدود هنا مثل عائدات الحدود هناك. لدينا حدود مع إيران، لحقت بها أضرار كبيرة من خلال افتتاح طريق الترانزيت في حاجي عمران. إضافة إلى ذلك، يوجد منفذ المنذرية على هذا الجانب ويمر كل شيء عبره، ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أن عائدات السليمانية تتراجع. في المقابل، لأربيل حدود مع تركيا، وكل ما يأتي للعراق يدخل عبرها. كذلك هناك الحدود مع إيران، وهناك حدود مع سوريا لا أدري إن كانت رسمية أم لا، فلا دراية لي بتلك الأمور. كلنا يعلم ما الذي يأتي ويخرج من تلك المواقع.. فكيف إذن ستكون عائداتنا في مناطقنا مثل عائداتهم في مناطقهم؟ نحن طالبنا باللامركزية، ولم نطالب بإدارتين. أما ما نشهده فهو إدارتان في الحقيقة..
رووداو: إدارتان؟
بافل طالباني: أجل.
رووداو: إن كانت العائدات تضاعفت ثلاثة أضعاف، فكيف لا يزال..
بافل طالباني: عليك أن تطرح هذا السؤال على السيد قوباد، فإن أجبت أنا ربما لن تعجبك الإجابة، فربما تكون شديدة بعض الشيء. أنا ألمس فرقاً واضحاً بين هذه المنطقة وتلك المنطقة.. الناس منزعجون من هذا، وأنا أشعر بعدم ارتياح بالغ حياله.
كتبت لك بعض البيانات. هناك 273 شركة أفلست في السليمانية. هذا جزء من مشاكلنا. هنا يوجد ألف مشروع متوقف، لا تبنى بناية ولا يمد شارع ولا تبنى مدرسة، الكل متوقف. المساجد، حتى المساجد توقف بناؤها، ابنوا مساجدنا على الأقل، لماذا تعطلون بناء المساجد؟ خلقوا هنا أجواء لا تتقدم معها الأمور، لا ينفذ مشروع، لا شيء. هناك 31 ألف شركة تدفع الضرائب، سبعة آلاف منها في السليمانية، أربعة آلاف منها لا تعمل الآن لأن كل مشاريعها متوقف. إذن كيف تكون الضرائب عندنا كالتي عندهم؟ حاول أن تقنعني كيف لسبعة آلاف شركة أن تدفع نفس الضريبة التي تدفع من قبل 24 شركة؟ هذا ليس منطقياً. إنها عملية حسابية بسيطة للغاية. هذا لا يحتاج إلى خبراء، لا يمكن أن لا تتفق الأرقام. إن كنتم صادقين فتقدموا.. تقدموا، ولتذهب عائدات كل المنافذ الحدودية وكل الضرائب، إلى صندوق واحد، لتأت أي شركة عالمية لدراستها وتوزيعها بصورة ملائمة على جميع الجهات كما تفعل حكومات الأماكن الأخرى.. أنا أعيل نفسي وأنت تعيل نفسك، بينما الوضع هو هكذا؟ نحن مستعدون لكل شيء، ولسنا خائفين على أنفسنا، ليأتوا بأي شركة من أي مكان، لتدرس هذا الأمر.. لنعد توحيد كل الحدود بما فيها التي مع سوريا، لنوحد كل النفط بما فيه الذي في عين زالة، ولتوحد الضرائب كلها وتذهب إلى مكان واحد، ثم توزع من هناك ولكن بعدالة.. نحن مستعدون.
رووداو: فريق الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الحكومة، يقول إن العائدات لا تجمع في حلبجة والسليمانية وكرميان ورابرين، ولا تسلم إلى الحكومة كما يجب. ما قولك في هذا؟
بافل طالباني: أنا أقول أن هذا لا أساس له، بل يتم جمعها وتسليمها للحكومة، وفي هذا الشهر ومن خلال إجراءات اتخذناها لصالح الحكومة استطعنا زيادة العائدات إلى ثلاثة أضعاف. لكني لا أريد أن تبلغ الأمور مبلغاً يثير فيه هو التساؤلات وأثير أنا التساؤلات. لا، بل أريد لطفاً، أن أعرف ماذا يجري على الحدود مع سوريا؟ النفط الذي يرد ويذهب، لمن يرد وإلى أين يذهب؟ إلى أين تذهب عائداته؟ الأدوية التي ترد وتذهب، إلى أين تذهب عائداتها؟ لن نتوصل إلى نتيجة بهذه الطريقة، أن أقول أنت الملام، وتقول لي بل أنت الملام.. الحل هو أن نجلس ونجمع عائدات كل كوردستان، ونضعها في مكان واحد، سواء كان شركة أم نظاماً ما، يضمن العدالة والشفافية ويراها الناس بوضوح، نحن مستعدون لهذا. لكن لا نتصور حدوث هذا.
رووداو: لماذا؟
بافل طالباني: لأنه ربما ستتضرر أطراف، بصراحة. ربما ستتضرر أطراف من هذا. نحن لن نخسر بل سنربح. نحن في منطقتنا سنربح.
رووداو: أشيع أن البضائع التي تأتي عبر منافذ السليمانية لا تجبى منها الرسوم الجمركية، هل لا يزال الأمر على تلك الحال أم لا؟
بافل طالباني: أنا لا أصدق هذا أيضاً، وأؤكد أن الحل هو هذا فتعالوا إليه إن كنتم صادقين، إن كانوا يريدون إصلاح الأمور أحب أن يأتوا ونجلس، لنجمعها كلها، وتذهب جميعاً إلى مكان واحد، وتوزع بعدالة على جميع كوردستان.
رووداو: هناك أحاديث أخرى، مثلاً، الحكومة هذه هي حكومة ائتلاف. أنتم جزء رئيس منها، ولولا الائتلاف فإن من حق حكومة أي بلد وأي إقليم أن تصل يدها إلى كل مكان، وتفرض سلطتها على كل مكان. حكومة إقليم كوردستان تشكو من عدم السماح لها في السليمانية بالوصول إلى كل مكان وممارسة صلاحياتها. السؤال هو: ما هي المساعدة التي تقدمونها لتصل يد حكومة إقليم كوردستان إلى كل زاوية وركن ضمن حدود السليمانية؟
بافل طالباني: نحن نقدم كل المساعدة.
رووداو: وهل تفعلون ذلك الآن؟
بافل طالباني: مستعدون وفعلنا ذلك، وأحب أن يزودونا بمثال واحد. فأي وزير يشكو من هذا أو أنه دولة رئيس الوزراء نفسه.. مهما كان، ليأت وليقل أردنا أن نفعل هذا في ذلك اليوم وأنتم من منعنا.. ليقدموا لنا مثالاً واحداً، لا أن يكتفوا بالكلام العمومي، أن يقولوا في يوم الأربعاء في الساعة كذا أردنا أن نفعل هذا، لكن حصل العكس. دعني أطرح عليك بعض الأسئلة. منذ كم سنة وهذه الكابينة الحكومية قائمة؟
رووداو: أربع سنوات تقريباً.
بافل طالباني: أصبحت أربع سنوات.. أنت تعلم أننا انضممنا إلى الحكومة بشروط، ووقعنا على اتفاق، ووقعت التغيير على اتفاق، ولم ينفذ أي جزء من هذه الاتفاقات.. دعك من هذا، لا تزال عندي مناصب في الحكومة لكني أعجز عن إحداث تغييرات فيها، لا أستطيع شغلها، هناك مناصب لم تشغل، بعد مرور أربع سنوات.
رووداو: كم منصباً من هذا النوع عندكم؟
بافل طالباني: عندنا الكثير بحيث لا يمكنك تصوره..
رووداو: لماذا؟
بافل طالباني: لا يفعلون يا أخي. لا يوقعون عليه. عندما يريد السيد قوباد إجراء تغيير في منصب، ويجد الشخص البديل عن مدير عام فاسد، لا يستطيع، نريد إزاحة وكيل وزير يقولون لا يمكن. وزير يريد التقاعد، يقولون لا يسمح بإحالته على التقاعد.
رووداو: هل تحدثتم مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني في هذه الأمور؟
بافل طالباني: أجل فعلنا، لكن ليس هناك جواب. فإلى متى نتحمل هذا الوضع؟ ما هو المغزى من الحكومة؟ أن تقدم الخدمات، وأن تساعد شعبك. حسناً، الحكومة لا تطلق الأموال، ولا تلتزم العدالة في التوزيع، لا تدفع للطلبة مخصصاتهم، لا تصرف المؤن لبيشمركتي، لا ترسل الرواتب، في كل صباح نجد أن رواتب جهاز أمني قد توقف صرفها، توقف صرف رواتب ذلك الجهاز الأمني.. لا يدفعون مستحقات منظفي الشوارع، نحن ندفع لتنظيف الشوارع. لا يرسلون الأدوية للمستشفيات، نحن نفعل ذلك.
رووداو: من أي العائدات تدفعون؟
بافل طالباني: من كل شيء، نجمع من أعمالنا التجارية، وأحياناً هم من يفعل ذلك، لا ندفع للبيشمركة وندفع مستحقات البيشمركة لهم، نعمل بالترقيع.. يا أخي، البلاد لا تدار بالترقيع. أنا لا أفهم هذه السياسية، لم أر شيئاً كهذا.. لا أفهم هذه السياسة، لا أفهمها.
الذي يبعث على الارتياح هو أن لجنة تم تشكيلها، وإن شاء الله ستنظر في هذه الأمور ونتوصل إلى نتيجة وإلى حل، لكن الذي أراه هو أن هذه اللجنة التي شكلت منذ أشهر لا تؤدي عملها أو لم تتوصل إلى نتيجة، أو لا أجوبة عندها. الوضع سيء لأهالي السليمانية، وسيء لمنطقتنا.
تحدثت عن كتلة الحزب الديمقراطي، وماذا عن الكتل الأخرى؟ كل هذه الشخصيات تريد الخروج من البرلمان، وكل هذه الأحزاب تقول سننسحب من البرلمان.. ألا ينبغي أن يصغوا إلى هؤلاء؟ أهذه صدفة؟ ألا ينبغي أن يقولوا لماذا تريد أن تذهب؟ هذه الشخصيات، ربما يكون بعضها في غاية السوء تجاهي.. لكني لست مسروراً، نحن جميلون معاً، ألا ينبغي أن نجلس معهم ونصغي إليهم ونسألهم لماذا أنتم ذاهبون؟ لماذا تريدون جميعاً الاستقالة؟ لماذا تريدون جميعاً مغادرة البرلمان؟ ألا ينبغي أن نجلس ونصغي لهؤلاء؟ لا، لا نصغي لهم ولا نجلس معهم ولا يهمنا الأمر.. لكنه يهمني يا أخي.. هذا ليس صدفة، الكل غير راض. لا أقول إن الذنب ذنب هذه الكابينة، ولا أقول إنه ذنب كاك مسرور. لكني أقول تعالوا لنصلحه معاً، بدلاً عن أن نبني الجدران بيننا دعونا نصلحه.
سأضرب لك مثلاً، قبل أشهر بدأنا بإجراءات بخصوص الأراضي وغيرها، تلقيت اتصالاً هاتفياً من أحد رفاقنا في الحكومة. كنت أتصور أنه سيشد على يدي، لكنه عاتبني وقال ما هذا الذي تفعلون، قلت له أخي العزيز لماذا لا يروق لك هذا؟ لماذا تعزل نفسك عني؟ فالحكومة حكومتك والعائدات تذهب إليك وليس إلي.. لماذا لا تشاركني فيه؟ ولماذا لا تقول لدولة رئيس الوزراء أنا من طلب اتخاذ هذه الإجراءات؟ لنعمل معاً، لماذا تعزلون أنفسكم عنا؟ لا أفهم هذه العقلية.. هذا غريب جداً! الصديق الذي تحدثت معه، وبعد أن أتممت كلامي، قال تالله إن ما تقول صحيح ويصب في صالح الحكومة.
رووداو: الكتل التي تقول إنها انسحبت من البرلمان، انسحبت بسبب الانتخابات التي لم تجر في موعدها، وأنتم والديمقراطي الكوردستاني كنتما متفقين على تأجيل موعدها.
بافل طالباني: لا، نحن بحاجة إلى البرلمان لنغير قانون الانتخابات، والديمقراطي الكوردستاني لا يريد إجراء الانتخابات. أقول لك هذا بصراحة.
رووداو: هم يقولون إنه الاتحاد الوطني.
بافل طالباني: طيب، أنا أتحداهم الآن، تحدياً رسمياً للحزب الديمقراطي الكوردستاني، تعالوا لنصغ قانوناً يشبه القوانين، اعثروا لي على حل لتوزيع المراكز وطريقة عد الأصوات، أن يكون هناك سجل ناخبين حقيقي وواقعي، والأهم من كل ذلك أن تستطيع الأقليات تمثيل نفسها، وسنجري الانتخابات غداً. هل أطلب طلباً غير منطقي؟ لا، ما أطلبه هو الموجود في كل بلد آخر، ليكن القانون قانوناً. لماذا أخوض انتخابات وأنا أعرف نتائجها، القانون مكتوب بطريقة، والأمور موزعة بطريقة نتيجتها واضحة. من يفعل هذا؟ أنا لا أفعله.
في لعبة كرة قدم، لو أن مانشستر يونايتد كان يلعب، فهل سيخوض المباراة والنتيجة تبدأ ب11 هدفاً للاشيء أو 23 للاشيء؟ أي مباراة هذه؟ تعالوا نصغ قانوناً جيداً ونعثر على حل للأقليات ليمثلوا أنفسهم بأنفسهم، وسنجري الانتخابات غداً.[1]