قاسم مرزا الجندي
الاسم الصحيح للقرية هو إيسيا وليست ايسيان، وتم تحريفه في العهد البائد الى ايسيان مثل باقي القرى #الايزيدية# مثل قرية بوزا كانت في الاصل وتحولت الى بوزان، وقضاء الشيخا كانت في الاصل نسبة الى (ولات شيخ) تحولت الى شيخان فتغيرت معناها كثيراً .
تقع قرية ايسيا في شمال مدينة الموصل على بعد (50) كم، وهي قرية تابعة لمركز القضاء عين سفني، تبعد عن مركز قضاء الشيخان ب (5)كم الى الجهة الغربية منها، في أسفل منحدر سلسلة جبلية تسمى بجبل(سبلوت)(سبروت)(سمروت)وسمي بهذا الاسم لعدم وجود اشجار عليه في الجهة المقابلة للشمس، وهي سلسلة جبلية بمحاذاة الشارع الذي يربط مركز القضاء عين سفني بناحية باعدري مروراً بقرية ايسيان.
تعود تسمية قرية ايسيا حسب الميثولوجيا الايزيدية، عندما غادر آدم عليه السلام (كلي لالش), وسكن آدم وحواء فيها، سميت بقرية ايسيا لان الحياة البشرية بدأ وانطلق منها، هذا ما ذكر في كتاب الايزيدية المقدس بشارة الشمس (مزدةها روز)، ولكن إن محتوى هذا الكتاب قد تم تحريفه بشكل كبير.
إن مصطلح ايسيا كلمة كُردية تعني أضاءت مثل سراج، يقال إن نوراً كان يظهر ليلاً في سماء القرية عند مزار ممي أيسيا، وهذا المزار هو مزار(نيشانا) أدم(غ)، ولهذا السبب لا تأتي ذكر إسم آدم او (ممي ايسيا) في دروز الخاسين (دروزا خاسا)، لان مزار آدم هو مزار(ممي ايسيا) كان موجوداً قبل ظهور الخاسين بآلاف السنين، ويقال إن آدم عليه السلام هو الذي بنى القبة على العين البيضاء (كانيا سبى) في كلي لالش.
إن اسم ايس، ايسي، ايسيا، ايسو، آسيا، هي اسماء الفتيات والنساء الايزيديات، هي اسماء تشير الى النور والاشراق، و هنا نجد أن اسم والدة الشيخ هادي الثاني ابو البركات، كانت ستيا ايس(ستيا ئيس) وهي اشارة الى قرية ايسيا، وهذه الاسماء قديمة ترجع الى العهد السومري والبابلي إنه تأكيد لقدسية النور لدى الديانة الايزيدية .
عندما جاء آدم وحواء الى هذه البقعة واستقر فيها، يسمى (ليس او ليسيا) أي سكن فيها، تسمى كلمة (ليسيا) باللغة الكُردية بمعنى التجئ اليها، عندما ترجع الطيور الى اعشاشها في الغروب تسمى هذه العودة ب (ليسيا) وهي كلمة كُردية تعني الاستقرار والسكون.
حسب الكتب والنصوص( الاقوال) الدينية الايزيدية تعود تاريخ قرية ايسيا الى آلاف السنين، والى أبعد من ذلك بكثير، اشارة الى اول بقعة من الارض سكنها البشر، أما قرية ايسيا من الناحية التاريخية نلخصها في النقاط التالية :
1 توجد في قرية ايسيان آثار قصر المير بداغ بك يعود تاريخه إلى سنة (1771 1788)م, وكان له اخ اسمه الامير بدرخان بك تولى الامارة من بعده في سنة( 1789 1790)م، يقال قتله خنجر بك، وكان لبداغ بك ثلاثة ابناء (جول بك ، خنجر بك ، فرز بك)، كانت فترة امارتهما في قرية ايسيان.
2 في سنة (1788 1790) تولى الامارة في قرية ايسيان الامير جول بك، وفي عام 1790م وبأمر من الاستانة زحف إسماعيل باشا والي العمادية وبجيش جرار وبمساعدة عساكر الدولة العثمانية على قرى منطقة الشيخان ومنها قرية ايسيان مركز الامارة الايزيدية انذاك، وقتل الامير جول بك والكثير من الايزيدية
3 نصب خنجر بك اميراً عى الايزيدية في سنة (1790 1792) في قصر والده بداغ بك، في قرية ايسيان، و في سنة ( 1792م) قاد إسماعيل باشا والي العمادية فرماناً آخر على الإيزيدية وقتل أميرهم خنجر بك، ودمر القرى وقتل الكثير من الايزيدية.
يقال إن جيش اسماعيل باشا كانت تطلق المدافع على قصر خنجر بك وكانت مدفعهم على بعد (600) متر فوق تلة صغيرة جنوب قرية ايسيان، وسميّ بتل المدفع، وكانت تطلق القذائف على قصر الامارة على سفح الجبل، وتم تدمير القصر وقرية ايسيا و قتل الامير خنجر بك .
4 في سنة (1792 1809) نصب الامير حسن بك اميراً على الايزيدية، وتحول مركز الامارة من قرية ايسيا الى قرية باعدرة في عهده، وكان له اربعة ابناء وهم (سليمان بك وعلي بك وصالح بك وهادي بك) ومن بعده تولى الامارة علي بك الكبير، ومنذ ذلك التاريخ اصبحت باعدري مركزاً للامارة الايزيدية.
5 في سنة (1787) كان شيخ رشكي بابا شيخ في قرية ايسيان في زمن المير جول بك وخنجر بك، وفي سنة (1807 1889) شيخ ناسر شيخ رشكي، كان بابا شيخ الايزيدية بعد كوجك بريم، في زمن المير حسين بك، وهم من سلالة الشيخ فخر من شيوخ الشمسانية في القرية.
6 عائلة البيشيمام (بيشيمام البابا شيخ) من شيوخ الشرفدين في قرية ايسيان ويجب أن يكون بيشيمام البابا شيخ من هذه العائلة فقط وهي محصورة فيها منذ زمن طويل يعود تاريخه الى مئات السنين. في سنة (1885) كان بيشيمام البابا شيخ هو (الشيخ اودي) في زمن البابا شيخ (شيخ ناسر) ومن بعده تولى منصب بيشيمام البابا شيخ الاسماء التالية وهم( شيخ اسماعيل ، شيخ ايزدين ، شيخ الياس) والآن بيشيمام البابا شيخ (شيخ علي) هو شيخ نعمان شيخ الياس.
7 الثائر داؤود الداؤود (1884 – 1954) رفض الخدمة الإلزامية في شنكال، وقاد الحكومة الملكية حملة عسكرية ضد شنكال، قتل الكثير من الايزيدية والقي القبض عليه, ونفيّه الى قرية ايسيان بناءً على رغبته وعاش فيها لسنوات. [1]