نسيم شمو
ليس هناك ديانة كالديانة #الإيزيدية# في كثرة أعيادها ومناسباتها وأيامها المقدسة, حتى إن المرء يعتقد بأن كل أيام السنة مقدسة عند #الإيزيديين#، ونسبة كبيرة من هذه الأيام المقدسة مخصصة للصوم, فهناك أربعينية الصيف وأربعينية الشتاء ومدة كل منهما أربعين يوماً؛ يقضيها رجال الدين ومن شاء من الإيزيديين في الصيام بعد طلب الأذن من بابا شيخ, كذلك صوم عدد من الأيام في الفترة التي تسبق بعض الأعياد، بالإضافة إلى ذلك هناك فترة مخصصة للصوم ينتهي بعيد يسمى “عيد صوم ئيزي”.
يأتي هذا العيد في الجمعة الأولى من شهر كانون الأول حسب التقويم الشرقي “الذي يتأخر عن التقويم الميلادي ثلاثة عشر يوماً”، ويسبقه ثلاثة أيام من الصوم وهو فرض من فرائض الطريقة وواجب ديني وأخلاقي وفرصة لمن يقدم المساعدة للمحتاجين؛ يطلق عليه “صيام ئيزي “, ويبدأ الصيام من الساعة الخامسة صباحاً منذ الفجر حيث يبدأ الإمساك عن الطعام و الشراب والكلام المسيء وعن أي رد فعل أو تصرف سلبي, أما الإفطار فيبدأ بعد خمس دقائق من غروب الشمس وبدء الظلام والفترة التي تسبق هذه الأيام الثلاثة والتي تقارب الشهر تقريباً يقوم من شاء من الإيزيديين بالصيام أيضاً، وهذا الصوم ليس فرضاً بل اختياراً. فمنهم مَن يصوم عشرين يوماً وأحياناً أكثر من عشرين يوم، والبعض يصوم عدد من الأيام، وهناك من لا يصوم في تلك الفترة.
أما الجذور التاريخية ل “صيام ئيزي “؛ فهناك عدد من الآراء والاجتهادات حول هذا الموضوع, فبعض الكُتَّاب يرجعون “صيام ئيزي” إلى ميلاد ميثرا، وآخرون يُرجِعونه إلى إحدى الحروب القديمة في سلسة الصراعات المستمرة التي دارت بين الآريين و الساميين، و بعض رجال الدين الإيزيدي يربط “صيام ئيزي ” بالنصوص المقدسة التي تتحدث عن الدرة (البيضاء والحمراء والصفراء) التي وردت في دعاء المساء، و هناك رجال دين آخرون يعودون به إلى زمن إبراهيم الخليل، ولكن الرأي الأكثر رجوحاً و قبولاً هو أن هذا الصيام يرتبط بالطبيعة وتغير الظروف الجوية؛ حيث يصادف عيد الصيام يوم الانقلاب الشتوي الذي يحدث في شهر كانون الأول, وما يُرجِّح هذا الرأي هو أن أغلب الأعياد والمناسبات الدينية الإيزيدية مرتبطة بالطبيعة وتغير الظروف الجوية؛ لأن الديانة الإيزيدية في أصلها ديانة طبيعية, وأعتقد أن هذا هو سبب كثرة الأعياد والمناسبات الدينية للإيزيديين.
ففي كل تغير يطرأ على الطبيعة هناك طقوس ومراسيم وعبادات معينة وخاصة بتلك المناسبة، بالإضافة إلى ذلك فأن كل المناسبات والأعياد الإيزيدية الأخرى التي ترافقها الصيام مثل أربعينية الصيف والشتاء وعيد “خدر الياس” وأعياد ومناسبات أخرى كثيرة وحتى التي لا ترافقها الصيام مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالطبيعة وتغيراتها الشهرية والفصلية والسنوية.
ولا يصوم الإيزيديون في المناسبات التي ذكرناها فقط بل يمكنهم أن يصوموا في أي وقت وفي أي يوم يشاؤون، فأغلب الأيام مقدسة عند الإيزيديين، وفي هذه السنة يصادف “صيام ايزي ” 14-15-16 من شهر كانون الأول، ويكون يوم 17/12/2021 هو “عيد ئيزي “.[1]