مصطفى عبدو
طالما تعرض #الوجود الكردي# التاريخي والاجتماعي وحتى هويتهم الذاتية للإنكار والإبادة، والظاهرة #الكردية# ليست كأي ظاهرة وجغرافيتها وبيئتها ليست كأي جغرافية أو بيئة, ينكر الوجود الكردي ويضيق الخناق عليه ليجتر الألم، تمارس عليه جميع الوسائل لصهره في بوتقة الأنظمة المستبدة التي تريد من الكرد أن يكون كرديا خانعاً بلا قوة وبلا قرار بلا هدف بلا شخصية حتى بلا أحلام ..ليكون طوع هذه الأنظمة ويرضى بأي قرار يصدر عنها بشأن مصيره و يقبل بأي شكل من أشكال السلطة التي تفرض عليه.
يريدون كردياً يتجاهل هويته وحريته غير مبال بمستقبل أطفاله، كردياً يعيش وفق النمط الذي يريدون له ،منصهراً بين مجتمعاتهم وعاشقا وعبيداً لأنظمتهم.
كل هذه السنوات ومحاولات النظام التركي في هذا الاتجاه مستمرة ومحاولات إفراغ مناطقنا وعملية التغيير الديمغرافي مستمرة ومحاولة تغيير الهوية الدينية لم يتوقف قط والنظام التركي يعلم علم اليقين بأن من يمارس عليهم كل هذه الأساليب لا يملكون سوى إرادتهم في الحياة.
لنترك حقائب السياسة خارجا ولنتجاهل خلافاتنا قليلاً ولنراقب المشهد, نحن اليوم نمر بمرحلة مصيرية ،مدارس أطفالنا ومشافينا تقصف، البنى التحتية تتعرض للدمار، والتهديد والوعيد التركي مستمر أليس هذا كافياً لأن نكون بجانب شعبنا ونربت على كتفه ونعاونه عند سقوطه ,نمسح دموع الأمهات,نواسي الآباء ،نقوم بدورنا الأخلاقي والوجداني ونقوي ارتباطنا مع هذه الجغرافية.
وبعيداً عن الوطنيات والشعارات التي قد يتهمنا به بعض الناس أعتقد جازماً أن من بقي على ترابه حتى اللحظة سيظل حتى الرمق الأخير مرتبطا بأرضه وسوف لن يفكر بتركها وهذا ما لوحظ في الأيام الأخيرة حيث طغت إرادة البقاء والصمود والارتباط بالأرض المعبقة برائحة الآباء والأجداد لدى شعبنا.
وعن صمت المجتمع الدولي تجاه الممارسات التي تنتهك بحق شعبنا أقول إنكم ترتكبون ذنباً عظيماً بصمتكم وسكوتكم عن مآسي شعب ينكر وجوده وهويته ويسلط عليه سياق من الإبادة التعسفية، شعب ظنّ يوماً أنكم لن تخذلوه ولن تتركوه وحيداً أمام التصفية والقتل والإبادات والتهجير وأنتم الذين تنادون بحقوق الإنسان وتتشدقون بالقوانين والمواثيق الدولية، ما هذه الازدواجية التي تمارسونها ؟ أليس من حق الكرد أن يكون له حصة من قوانينكم ولفت انتباهكم وهم الذين ردوا عنكم الإرهاب وانتم في دولكم مترفين؟ ثم ماذا سيكون مصيركم إذا تم الإفراج عن سجناء مخيم الهول فقط ؟
خلاصة الكلام ، المجتمع الكردي مجتمع يغلب عليه طابع الطيبة والعاطفة ،وفي الوقت نفسه يرفض التخلي عن قيمه الأساسية وأينما وجد يقوم بتهيئة أجواء العيش المشترك مع الشعوب والمكونات الأخرى على خلفية مفعمة بالحرية والمساواة،وبالرغم من كل الأزمات وشد الخناق الذي تعرض له المجتمع الكردي داخلياً وخارجياً إلا أنه نجح دوماً في الصمود أمام الأعاصير وعرف كيف يكيف نفسه مع الشروط ويحقق التحولات اللازمة ويواظب على أداء دوره كعامل متقدم في تحقيق التوازنات .[1]