$تمهيد:$
الديانة #الإيزيدية# من احدى أقدم الديانات في ميزوبوتاميا الأصيلة وليست الدخيلة، وهي تحمل مبادئ وصفات تلك الأديان المنقرضة والموجودة على حافة الانقراض.
أن عيد باتزمي هو أحد اهم الاعياد الإيزيدية وأقدمها. تغير اسمها عبر التاريخ (باتزمي – بيلندا- ميلميلاف – كوركه كا -عجوة) ولكن برغم اختلاف اسمها لكنها في الخط العام واحدة، الأصل واحد والمناسبة واحدة وليس لها أية علاقة بميلاد السيد المسيح أو شيخادي عليه السلام. ربما يعود الاختلاف إلى تعدد اللهجات وخصوصاً أن الإيزيديين كانوا يعيشون في أماكن مختلفة, حيث أن جميع الإيزيديين كانوا يقومون بمراسيم هذا العيد ولكن نتيجة للتفرق والتشتت الذي حصل للإيزيديين نتيجة الفرمانات وحملات الإبادة عليهم جعل من الكثيرين يتوقفوا عن إقامة مراسيم هذا العيد المقدس أو بالأحرى اختصروها إلى ليلة واحدة يشعلون فيها النار, فمثلاً الإيزيديين من غير عشائر الجيلكا يحتفلون بها بأسماء مختلفة, مثل ميل ميلافا جوانا في #شنكال# وعيد العجوة في ولات خالتا في #شمال كردستان# وعيد بيلندا (كوركه كاى) في ولات شيخ وبعشيقة وبحزاني في #جنوب كردستان#، وتكون بتوزيع الحلويات وعمل قطعة خبز(خوليره) يضعون فيها حبة من الزبيب ويقسمها رب العائلة على جميع أفرادها والشخص الذي يكون الزبيب من نصيبه يكون بركة لهذه العائلة لذلك العام، وكذلك يتم إشعال النار ويتم القفز فوقها، حيث أن نورها يدل على قهر الظلام وبزوغ نور جديدة وكل تلك الأعياد تجمع صفات الباتزمي في طقوسها.
خصوصية هذا العيد تعود إلى العلاقة بالطبيعة وخاصة النار والشمس والملائكة السبع والليل والنهار. هذا العيد (الباتزمي) كان فيه نوع من السرية ولم يسمحوا لغير الإيزيدية الاطلاع على كافة مراسيمه، وتعود جذور هذا العيد إلى الآلاف من السنين الماضية قبل مجيء شيخادي عليه السلام بألاف السنين ويسمى عيد (طاؤوس الملائكة) أو (بيرى آلي) وهو أحد الصالحين الايزيديين قام بأحياء هذا العيد بين أبناء عشائر الجيلكان واوصى مريديه الاستمرار في احياءه، حيث ظهر سره أولاً في ولات خالتا في شمال كردستان(تركيا) ومن هناك توجه إلى منطقة الطور أي الجبل، حيث عشائر المملا من الإيزيديين، بعد ذلك توجه إلى منطقة قلاجى داسكا أي السهل ومنها توجه نحو شنكال وأخيراً توجه إلى #لالش# المقدس، إذاً مر هذا السر بكل مناطق تواجد الإيزيديين، اذاً فهو يخص جميع الإيزديين ليس فقط جيلكا, لذلك نجد لهذا السر أي بيرى آلي مزاراً في لالش المقدس في جنوب كردستان, وكما هو معروف فكل شخص له مزار في لالش يخص كل الإيزيديين.
يجب ان تشمل أيام عيد باتزمي السنتين القديمة والجديدة وفق التقويم الشرقي وليس وفق التقويم الميلادي، حيث يكون يوم 14 بالتقويم الميلادي ضمن هذه المدة لان بالتقويم الميلادي يعني 1 بالتقويم الشرقي، وهذا العيد هو عيد طاووسي ملك الذي يمثله بير آلي ويجب عدم الخلط بين هذا العيد وعيد الخليقة (الذي يصادف في شهر نيسان ويسمى عيد الأربعاء الأول من نيسان)، لذا سمي بعيد بيرى آلي، حيث تحتفل كل عشائر الجيلكا بهذا العيد في كل مكان بالعالم وكما ذكرت بأن هذا العيد قديم جداً ولم يتم تحديد موعد معين ومحدد بالتاريخ لهذا العيد ولكنه يرتبط بأمور يمكن الاعتماد عليها في تفسير هذا العيد، وأن كان من الخوف بعدم التصريح بها والقول للناس بأنه هكذا ولهذا السبب فأنهم وكالعادة كانوا سيتهمون بالكفر والإلحاد. لعيد الباتزامي طقوس خاصة وصعبة وبنظام وترتيب منمق وموقر ويُحتفل بهذا العيد سبعة أيام وليالي متتالية ومقدسة الرموز والمعاني أي من الأحد إلى الأحد التالي ولكل يوم مكانه المحدد.
$معنى باتزمي:$
أن كل ما يتعلق بالدين الإيزيدي مستمد من اللغة الكردية التي هي اللغة القومية ويمكن تفسير معنى كلمة باتزمي الخير والبرك والتخثر، وكذلك خلق الملائكة في سبعة أيام. فهي تعني (بى تشت ميي) أي تجمد بدون شيء وهي كلمة كردية، وايضاً تعني (بى تيز ميي) أي تجمد بدون خميرة وهي أيضاً كلمة كردية.
وهذان التعبيران يعطيان معنى واحد، فأن المقصود هو الأرض التي تجمدت وصارت يابسة بأمر من الله دون الحاجة إلى شيء.
كما نعرف فأن الله قد خلق 7 ملائكة في أسبوع وبدأ بخلقهم في يوم الأحد وخلق بهذا اليوم كما نعرف رئيس الملائكة طاووسي ملك ذكره خير لذا فأن العيد يبدأ وينتهي هكذا:
1-يوم الأحد ويسمى جل شو أي (الغسيل) أو غسل الملابس ولكن بهذا اليوم لا يتم فقط غسل الملابس وإنما يتم غسل وتنظيف البيت كله ويحضرون أنفسهم من أجل استقبال الضيوف الذين سيزورونهم في الأيام التالية ويرتبون البيت وكل ما فيه ويقوم كل فرد بغسل نفسه وهذا دليل على أن الدين الإيزيدي دين نظيف ويحب النظافة ولا يجوز بأي شكل من الاشكال إحداث ما يسئ إليه او يلوثه.
2-يوم الاثنين والثلاثاء: هذان اليومان مخصصان لتوزيع خيرات وصدقات الأموات وهذه الخيرات تتضمن الملابس بكل أنواعها وأنواع الأكل اعتقاداً وإيماناً بأن مثل هذه الخيرات تساعد الميت في الدفاع ومسح الخطايا التي كان قد ارتكبها في حياته ومن ثم أنه وبعد مسح السيئات فأن الميت سيدخل الجنة, ويوزع خبز خاص لأجل ذلك أذ يجب أن يصنع خبز بعد أن يكون قد جُلبت خميرته من بيت شيخ كل عائلة ومن ثم توضع تلك الخميرة في العجين الذي سيصنع منه الخبز الذي سيوزع لأجل خير الأموات وطبعاً يوزع الخبز مع أنواع أخرى من المأكولات مثل اللحم أو الفواكه أو غير ذلك وتوزع تلك الخيرات دون تفريق بين الناس مهما كان هؤلاء ومن أي دين كان وكانت تلك الخيرات توزع على جميع أهل القرية ولكن بعد أن دخل الإيزيديون المدن صار من الصعب توزيع الخيرات على كل أبناء المدينة، لذا أصبحت تلك الخيرات توزع على قدر من الناس حسب المقدرة وتوزع تلك الخيرات بالتساوي أي تجعل حصصاً متساوية قدر الإمكان وتوزع على كل الناس بالتساوي، وفي هذين اليومين يقوم بعض الإيزيديين بالصيام أيضاً وكذلك يزور الناس القبور وتوزع الخيرات على الناس هناك أيضاً.
3-يوم الأربعاء (البزكوران) أي النحر وتقديم القربان:
يعتبر يوم الأربعاء مقدساً لدى الديانة الإيزدية، حيث تم فيه خلق الانسان ذكر في قول الأربعاء المقدس:
Çarşemê birî kirase, ji mera dana asase, nabî xwe ji toke bikî xelase
(في الأربعاء فصلوا الثوب، وضعوا لنا هذا الأساس، لا يجوز التخلص من التوك)، وفيه نزل طاووسي ملك ذكره خير على الأرض في لالش المقدس وخلق الروح لأول مرة بأمر من الله.
وفي عيد باتزمي يقوم كل أيزيدي بذبح ذبيحة حسب الحال وبالحالة العادية يجب أن يذبح دابة مثل خروف أو جدي أو ماعز، كما قلت حسب المقدرة وقد يذبح الفرد أكثر من ذبيحة إن كان غنياً أو كان عدد أفراد الأسرة كبيراً لأن نصف الذبيحة خاص.
يقسم لحم الذبيحة أي ذبيحة الباتزامي إلى قسمين: قسم خاص، وقسم عام.
1.القسم الخاص:
ويدعى البارجا ويشمل 7 أقسام وتؤخذ كلها من القسم أو الجانب الأيمن من الذبيحة كما ذكرت يجب أن تكون الذبيحة سليمة من أي عيب وهذا يعني بأنه المجتمع الإيزيدي خالياً من عيب او شائبة وتكون كتالي:
1.لوح الكتف(البول)
2.الصدر
3.(7) أضلاع من الجانب الايمن متصلة ببعضها
4.(7) فقرات من الظهر
5.قلك
6.بيك
7.فخذ الطرف الأيمن
وهذا القسم الخاص من لحم حيوان الباتزمي لا يمس ولا يؤكل قبل أداء الطقس الخاص عليه بل ينظف ويطبخ يوم الأربعاء ويوضع في مكان نظيف وأمين حتى اليوم التالي أي يوم الخميس، حيث يقدم مع اشياء أخرى ويوضع أمام الجرا (القنديل) مساء يوم الخميس قبل غروب الشمس.
أريد هنا أن اذكر بأنه عند ذبح ذبيحة يجب التوجه نحو الشمس ويذبحها أنسان نظيف كما يجب ذكر اسم الله وطاووسي ملك ذكره خير عليها.
2.القسم الثاني أو العام:
وهو القسم المتبقي من الذبيحة فيمكن التصرف به بشكل حر كان يؤكل أو يوزع على الغير ولكن يحتفظ بالرأس والرقبة حتى يوم الأحد لأنهما حصة الشيشمس والفخذ فهو حصة يوم الأحد يوم رأس السنة ولكن لا حرج أن يؤكل إن لزم الأمر فالرأس والرقبة يطبخان مساء يوم السبت وفي صباح يوم الأحد يخرج صحن من الرأس والرقبة ليوزع على الناس ومن ثم يؤكل الباقي، أما فخذ الطرف الأيسر فكما قلت يحتفظ به ليوم الأحد أي يوم رأس السنة ولكن كما قلت ايضاً فأن كان هناك لزوم يمكن استعمال هذا الفخذ كأن يأتي الضيوف، كما قلت سابقاً يجب على كل إيزيدي ذبح دابة لأن ذلك ضروري للحصول على البارجا، إذ أنه من الصعب الحصول على البارجا من الطيور أما بعد ذبح دابة فأنه يمكن ذبح عدد من الطيور أن لزم الأمر وأن جاء الضيوف وصارت هناك حاجة للحم.
وفي هذا اليوم يتم صنع خبز خاص يسمى (صوك) هو خبز مدور على شكل الشمس وعلى سطحه ترسم أشعة الشمس من الوسط باتجاه أربعة أطراف مما يدل على المكانة المقدسة للشمس عند الإيزيديين، يجلب خميرته من بيت أحد بيوت البير من سلالة بيري آري الذي كان سراً من اسرار طاووسي ملك ذكره خير ظهر في ديردل في شمال كردستان وهذا يدل على مكانة البير في الدين الإيزدي كقيادة دينية رصينة وقديمة والخميرة تشير لتلك المكانة في المجتمع الإيزيدي، فالعجين يمثل المجتمع والخميرة تدل على البير هم خميرة والديانة والمجتمع الإيزيدي. يجهز البير بدوره تلك الخميرة بعجن عجين يوضع فيها الجوز التي جلبت من أشجار منطقة من ديرديل في شمال كردستان، حيث قام بيرى آلي بالدعاء عليها لتكون خميرة عجين الصوك.
الذبح يجوز بأي وقت من يوم الأربعاء صباحاً أو مساءً ولكن يجب أن يكون الصاج الذي سيصنع عليه الصوك جاهزاً، ويجب ان أذكر بان الشيخ الذي يجلب خميرة خبز الاموات وكذلك البير الذي يجلب خميرة خبز الصوك ويحصلون على مقدار من المال مقابل ذلك يسمى (فطو).
$من طقوس الباتزمي:$
صنع الجرا، صنع الخورا، طبخ (المهير)، تقديم البارجا والخورا والمهير للجرا والدعاء امام الجرا.
صنع الجرا:
الجرا بمعناها القنديل، يصنع عدد من القناديل من القماش الأبيض النظيف القديم أو الجديد وبكل الأحوال يجب غسله قبل استعماله ويشمل الجرا واحدة كبيرة وعدد من الجرا الصغيرة، وذلك يجدل ذلك القماش الأبيض جيدا فالجرا تغمس في الدهن الحيوان الذي ذبح يوم الأربعاء حتى يرتوي جيداً.
الجرا الكبيرة تكون لله وأما الجرا الصغيرة تكون لكل فرد من افراد البيت. إناء الجرا مصنوع من الطين مدورة ووسطها مرتفع قليلاً لوضع الجرا الكبيرة وحول الكبيرة مكان الجرا الصغيرة.
ويبدأ بإشعال الجرا يوم الخميس مساءً وذلك ابتداء من الكبيرة التي ترمز إلى رب البيت (خداني مالي أي الله)، وذلك قبل غروب الشمس ليبقى النور متصلاً بالنور لأن إشعال الجرا يعني استمرار الحياة ورمز الحياة الأول هو الله، لذلك يجب أن نشعل الجرا الكبيرة للدلالة على أن الله كان موجوداً بالأول وهو حي إلى الأبد والذي يشعل الجرا الكبيرة هو أكبر أفراد البيت سواء كان رجلاً أو امرأة، لا فرق في الدين الإيزيدي بين الرجل والمرأة من حيث القدر والقيمة وبعد ذلك يتم إشعال الجرا الصغيرة من الكبيرة وعادة توضع الجرا في مكان نظيف كأن توضع على فرشة وخلفها مخدات وبعد وضع الجرا يوضع مع الجرا ما يلي:
(7) قطع من البارجا التي تكون قد جهزت وطبخت يوم البزكوران أو الذبح
سبع أرغفة من الخبز الخاص (الصوك)، صحن من المهير، صحن من الزبيب
البرات(المقدس)، الخورا(الخبز المقدس).
وعندما تشعل الجرا يتقدم الجميع لها (إلى الجرا الكبيرة) وبمقدمتهم كبير العائلة أو كبيرتها ويسجدون أمامها ويتلون الدعاء ويتمنون من الله كل ما يريدونه والجرا هنا يعني النور هو رمز الله ولا يعني السجود امام الجرا عبادة النار وإنما يعني السجود امام النور الذي يرمز إلى الله, وبعد ذلك يتقدم كل واحد إلى الجرا ويتلو الدعاء الذي يريد والعادة هي أن تتم تلاوة دعاء المغرب (دعاء غروب الشمس)، وأن كان هناك ضيوف في بيت احد الإيزديين فبإمكانه التقدم إلى الجرا والدعاء كما يمكن أن يصنع له جرا من قبل اهالي البيت الذي هو ضيف عندها تبقى الجرا مشتعلة هكذا حتى تنتهي، ومن ثم يؤخذ كل ما وضع امامها وتشعل بقية الجرا بشكل عادي وبمعدل أن تنتهي كلها في يوم الأحد التالي (السرصال)أي راس السنة, اما البارجة فأنه عادة يتم توزيعها على الفقراء كما يؤخذ قسم منه إلى حيث يتم صنع الخورا ويقدم لمن هناك لأكله ويمكن ان يبقى قسم منه لأهل البيت كذلك.
2.صنع الخورا:
الخورا خبز خاص وهو الخبز المقدس مكون من الطحين والحليب والسمنة ويصنعه الإيزيديين بطريقة خاصة.
وقصة خورا هي عند مرور بيرى آلي إلى داسكا وطلب منهم ان يقوموا بعزيمة فقام الأهالي بذبح القرابين وإعداد اطيب الطعام وكان هناك شب يدعى بوزير كان فقيراً جداً اخبر والدته بأن بيرى آلي جاء إلى القرية وكل الأهالي يقومون بتقديم القرابين لأجله ونحن لا نملك شيئا قامت والدته بصنع رغيف خبز من الطحين اخذها الشب إلى ديوان بيرى آلي استحى الشب أن يقدمها ولكن بيرى آلي طلب منه ان يخرجها من تحت عبائه وقال انا قبلتها بثور وقام بالدعاء عليها وجعلها خورا لهذا العيد وجعله مجيور للخورا وطلب من الجميع أن يقوموا بزيارتها اثناء العيد ومنذ ذلك الحين اصبح صنع الخورا رسماً اساسياً في عيد الباتزمي.
يتم عجن هذا الطحين بعد اضافة الماء من قبل عدد من الشباب الإيزيديين المستحمين بالأيدي فقط دون استخدام الأرجل, كما أن الذي يعجن هذا العجين يجب أن يكونوا من الشباب الذكور وليس الاناث ويستمر العجن بالأيدي بين الدبكة والغناء والفرح وبعد أن يكون العجين قد جهز يكون قد جهز صاج لأجل خبز العجين عليه ويأتي الرجل المختص (المجيور) لصنع الخورا ويضع ذلك العجين على الصاج ويترك حتى يستوي ومن ثم يأتي نفس المجيور ليحمل الخورا من على الصاج وعندئذ يجب أن يقف كل الموجودين هناك وان وجد شيخ او بير (دناف) يجب أن يخرج إلى الخارج لأنه يقال بأن الخورا يبقى ملتصقاً بالصاج ان وجد دناف هناك وإن بقي الخورا ملتصقاً بالصاج او انكسر فأنه دليل انه سيصيب حدث خطير بصانع الخورا. وهناك بمكان صنع الخورا تكون كل عائلة إيزيدية قد جلبت قسماً من البارجا وكمية من الزبيب وغيرها للناس هناك لأكلها وبعد استواء البارجا يقوم الرجل المختص بحمله ومن ثم يوزع البارجا على الايزيدين إن كانوا هناك ويحتفظ به عند كل عائلة ليقدم إلى الجرا في كل باتزامي. ومعروف أن هذا الخبز يبقى سنينا دون أن يتعفن ويمكن أكله بعد 10 سنوات وعادة يصنع الخورا بشكل أرغفة “واحد كبير وآخرون صغار”.
3.صنع المهير:
والمهير عبارة عن حبات الحنطة الغير مطحونة والمقشورة واللبن ويضاف إليها الدهن ويطبخ حتى تمام الطبخ ويصنع يوم الأربعاء أيضاً وأن نام أحد يوم الشف رونك (ليلة البرات) يوضع شيء منه فوق رقبته كي لا ينام ويدعو الجميع بالدعاء حتى الصبح يتلون أقوال المقدسة ويذكرون الله دائماً. وللمهير قصة وكالتالي:
عندما كان بير آلي قد ظهر في منطقة دير ديل بمناطق ولات خالتا عند راهب مسيحي بقي عنده كراعي لأغنامه وعلى هيئة شخص ولاحظ الراهب بان حليب الأغنام قد ازداد فتحير لذلك راقب القطيع وشاهد أنه عندما يخرج القطيع يختفي الراعي ويبقى القطيع يراعى حتى المساء وفي المساء يظهر الراعي من جديد ويجلب القطيع إلى البيت فخاف الراهب وطلب من الراعي أخباره الحقيقة لأنه عرف بأن ذلك الراعي ليس إنساناً عادياً وترجا الراهب من الراعي إعفاءه من أي ذنب ارتكبه بحقه وكان الراعي يحتفل بعيد باتزمي عند الراهب فعفا بيري آلي عن الراهب وطلب الراهب من بيري آلي ان يجعل له حصة في هذا العيد ولذلك وعده بيري آلي ان يطبخ المهير ويسمى (مهير الراهب) لتخليد ذكراه، بعد ذلك اختفى بيري آلي عن الراهب لأنه كان قد توجه إلى الجنوب نحو قلاج، حيث كان الإيزيديين ووجد هناك اناساً وقد ذبحوا بقرة فقال لهم أنا بيركم فقالوا اظهر لنا من مكرماتك حتى نأمن بما تقول, فقال سوف احيي لكم البقرة فقال الجميع نعم, فأمر البقرة بأذن الله وقامت وصارت تمشي فأمن الجميع بما كان يقوله واختفى عند ذلك.
4-يوم الخميس:
وهو يوم التجوال في هذا اليوم يستيقظ الناس مبكراً ويلبسون أجمل الثياب وخاصة الأطفال ومن ثم يتجولون بين الناس للسلام على بعضهم وبيد كل طفل كيس ليضع فيه ما يحصل عليه من هدايا وخاصة الحلويات والفواكه وكذلك يحصلون على المال وهدايا أخرى وفي هذا اليوم المقدس تحل الكثير من المشاكل المعقدة، حيث يسلم كل الإيزيدين على بعضهم بهذا اليوم حتى حوادث القتل تحل بهذا اليوم.
في هذا اليوم يبقى شخص عادة بالبيت لاستقبال الضيوف، وكما ذكرت بهذا اليوم توقد الجرا.
5.يوم الجمعة:
وهو يوم الاستراحة فبعد أيام من التعب من تنظيف وغسل واستقبال الضيوف يحتاج الناس إلى راحة ونوم ولكن رغم ذلك يبقى الناس يزورون بعضهم للتحية والسلام.
6.يوم السبت:
وهو يوم العمل مثل التنظيف وطبخ الرأس والرقبة ولكن لا يجوز القيام بعمل عادي كالحراثة أو غير ذلك.
7.يوم الاحد:
وهو يوم رأس السنة وهو آخر يوم من أيام العيد ومكانة هذا اليوم لا تقل عن مكانة العيد أو التجوال وفي هذا اليوم يكون قد طبخ الرأس والرقبة ويوزع قسم منه على الناس وخاصة الفقراء ويؤكل الباقي، كما يستمر الناس في زيارة القبور ويكون ذلك برفقة الدف والشباب إن وجدوا والقوال وذكر الأقوال المقدسة.
ويقول الناس لبعضهم (سرصال وباتزميا وا بيروزبي) بمعنى مبارك رأس سنتكم وباتزميكم.
كما نلاحظ هنا فأنه يجب أن يدخل الباتزمي في شهري الشتاء الأول والثاني أي أيام الباتزمي من الأحد إلى الأحد أما أن يحتفل بالباتزمي وفق التقويم الميلادي فأنه لا يجوز لأنه بذلك ننسى عاداتنا وتقاليدنا التي حافظ عليها اجدادنا رغم الصعاب والفرمانات.
وفي هذه السنة بدأ عيد باتزمي بحسب التقويم الميلادي في 12/1/2020.
إعداد: نسيم شمو[1]