هناك عدد كبير من الحكايات والأساطير الشعبية المشتركة في فولكلوريات الشعوب ومنها أسطورة #فرهاد وشيرين#، أو #خسرو وشيرين#، وهذه الحكاية تستند إلى جانب من الوقائع التاريخية قبل نحو 1450 عام، وهي من #الفولكلوريات الكوردية# القديمة.لكن اقتبسها الفرس والأتراك أيضا، وخسرو أو( خوش رو ) – اي ذو الوجه الحسن-هو أحد الملوك الذين حكموا قبل الفتح الإسلامي (591-621) وكانت الملكة شيرين هي زوجته. وكان الرواة يتداولون هذه الحكاية إلى أن نظمها الشاعر الفردوسي صاحب ملحمة الشاهنامة (940-1020م) كما كتب الشاعر الآذري الكبير نظامي كنجوي ملحمة شعرية عام 1181بعنوان (خسرو وشيرين) وأهداها إلى زوجته التي توفيت وهي في ريعان الشباب، وكتب الشاعر الأوزبكي نوفوي هذه الملحمة عام 1484بعنوان فرهاد وشيرين، وألف المستشرق ع.علييف كتاباً بعنوان خسرو وشيرين في آداب شعوب الشرق. وفي العصر الحديث ألف الشاعر والكاتب المسرحي التركي مسرحية بعنوان (حكاية حب، أو فرهاد وشيرين) ، وفي أذربيجان ألف الشاعر فورغوف مسرحية بعنوان فرهاد وشيرين ترجمت إلى العديد من لغات العالم ، وتختلف معالجات الشعراء والكتاب لهذه الأسطورة ، كما يختلفون في التصرف في أحداثها والتركيز على شخصياتها.لا زالت هنالك خرائب على الحدود بين العراق( خانقين) وايران تتمثل في بقايا قصر اسمه (قصر شيرين) وهو القصر الذي بنته هذه الملكة، لتمضي فيه الصيف على مقربة من أهلها في ارض ما بين النهرين. (العراق) وقد اتفق أغلب المؤرخين على أصل الملكة شيرين هو عراقي وأنها من منطقة ميسان أما الأسطورة فتروى على الشكل التالي:يحكى أن شيرين وفرهاد رأى كل منهما الآخر في حلم وهما صغيران، فجمعهما عشق أبدي. وعندما كبر فرهاد وهو أمير قومه، ذهب يجوب البلدان باحثاً عن حبيبته، متنكراً في زي درويش، حتى وصل الى مدينتها، وكانت حين ذاك متزوجة من الملك خسرو وقد أٌجبرت على الزواج منه وهو كبير في السن. ولدى اكتشافها وجود فرهاد الذي مازالت تحمل صورته في ذهنها منذ ذلك الحلم، تتفق مع أحد أبناء زوجها الملك من زوجته الاولى على التخلص منه بعد أن تعده بمنحه الملك والوقوف الى جانبه والزواج منه. وينفذ الابن الخطة ويغدر بوالده بينما تولول شيرين وتعلن عن قاتل زوجها الملك، فتتخلص منهما معاً وعندما تقدم فرهاد للزواج منها اجتمع أعيان المدينة للنظر في هذا الطلب، ولكي يضمنوا عدم ابتعاد ملكتهم المحبوبة عنهم طلبوا منه طلباً تعجيزياً، كمهر لها. وهو أن يشق جبلاً (هو جبل بيستون)كان قد وقف عائقاً عن تدفق مياه النهر الواقع خلفه الى الجهة الاخرى.وفي مدة لا تتعدى أربعين يوماً.يوافق فرهاد ويباشر العمل. وذات يوم تأتي شيرين لزيارته وكانت تذهب إليه راكبة فرسها. وكانت هناك عصابة تتربص لهما. وأرادوا اختطافها. فتصدى لهم، ولكن شيرين تمنعه خوفاً من وقوع الفتنة. وترضى أن تذهب معهم ، ولكن ما إن رحلت حبيبته حتى سمع نداءها، فيهب على العصابة ويقتلهم جميعاً.يواصل فرهاد عمله في شق الجبل ويقترب من نهايته. وقد أصبح واضحاً أنه سيفوز بحبيبته. وهنا تعمل امرأة عجوز شريرة هي شقيقة أحد أفراد العصابة على التخلص منه فتخبره بأن شيرين قد توفيت، وفي ملحمة الشاعر كنجوي فإن الملك خسرو الذي كان يعلم بحب شيرين لفرهاد ويغار منه فإنه هو الذي دبر هذه المكيدة، ويلعن فرهاد المرأة على ذلك الخبر، و يقتلها. ثم يرفع فأسه الذي شق به الجبل وأجرى الماء ويهوي به على صدره فيغرق في دمائه، وتحضر شيرين وترى النسور والغربان محلقة وقد تشابكت أجنحتها لتعمل لفرهاد ظلالاًً تحميه من الشمس .دفن فرهاد على حافة جبل بيستون. وتذهب شيرين لزيارة القبر، فتأخذ معها سكيناً برأسين. تغرز أحد طرفيه في القبر والآخر في قلبها فتموت وتدفن إلى جواره. ويقال إنه في ربيع كل عام تنبت وردتان من قبريهما وتكبران حتى توشكا على التلاقي فتنمو شجرة صبار بينهما لتمنع ذلك اللقاء.انتقلت قصة فرهاد وشيرين إلى الأدب الشعبي التركي فأنشدها الشعراء الشعبيون المعروفون باسم المداحين (مداحلر) ، كما صارت موضوعاً تمثيلياً لبعض فصول خيال الظل ( الكراكوز) .[1]