الترجمة عن الفارسية: مركز الفرات للدراسات
مقدمة: الدراسات والأبحاث
يؤكد الكاتب والباحث البريطاني العقيد إدغار أوبالنس ((Edgar O.Balance, 1918-2009 في كتاب الثورة الكردية (Kurdish Revolt: 1961-1970) أنّ ما يميّز الكُرد عن باقي الشعوب الأخرى هو لغتهم وثقافتهم ولباسهم.
تُعتبر اللغة بحدّ ذاتها عاملاٌ للتكامل؛ فكلّ شعبٍ يُعرفُ بلغته ويبقى خالداً من خلالها، و#اللغة الكردية# لغةٌ عذبةٌ وأصيلة، وتُصنّف من اللغات الإيرانية. ووفق كثيرٍ من التعريفات النظرية لعلم الاجتماع فإنّهُ ثمة مسائل مشتركة بين الكُرد والفرس، مثل القومية، والأساطير، والسلف المشترك، والحكومات التاريخية وتشابه الجذور اللغوية الكردية الفارسية، والعادات والتقاليد، والذاكرة المشتركة، والعناصر الثقافية وما إلى ذلك. وحتى وقتٍ قريب كانت أقسام الدراسات الكردية في مراكز الأبحاث والمراكز الثقافية الغربية تُصنّف ضمن الدراسات الإيرانية.
في الحقيقة ثمة علاقة علمية بين الدراسات الكردية والدراسات الإيرانية، غير أنّ اللغة الكردية مرّت بأزمنةٍ عصيبة، وسيكشف الواقع القاسي لهذه اللغة اليوم عن العقبات التي ضيّقت على مجالات الدراسات والأبحاث المتعلّقة بها.
للأسف كُتبت أعمال قليلة عن اللغة الكردية، ولا سيّما علاقتها التاريخية بلغات شعوب زاغروس التي تنحدر منها هذه اللغة، ومُعظم الأعمال القديمة عن اللغة الكردية وقواعدها كتبها المستشرقون وغير الناطقين باللغة الكردية، ويعود ذلك لأسبابٍ وعقباتٍ كثيرةٍ من ضمنها أسباب سياسية واجتماعية وغيرها.
تتركز غالبية الأبحاث المتبقية عن اللغة الكردية على قواعد اللغة، والظاهر أنّ أول كتاب لقواعد اللغة الكردية يحمل عنوان (Grammatica e Vocabolario della Lingua Kurda)، نشره في روما باللغة الإيطالية عام (1787م)، أحد القساوسة من دُعاة المذهب الكاثوليكي، ويُدعى موريتزيو غارتزوني 1804) (P. Maurizio Garzoni 1734–والذي كان أمضى ثمانية عشر عاماً من عمره في منطقة العمادية المهجورة في العراق. ويطلِق عليه الباحث اللغوي الروسي نيكيتين (Basil Nikitine, 1987-1960) لقب “أبا الدراسات الكردية”.
أعقبهُ آخرون ممن كتبوا عام (1826-1827م) قواعد نحوية بسيطة للهجة الكردية في السليمانية مثل (ج. غيورنلي)، وكذلك خودسكوي ( (General Khoskoالذي كتب هو الآخر كتاباً عن قواعد اللغة بالإضافة إلى مقالاتٍ أخرى في هذا الصدد.
هناك المستشرق الروسي جابا (Alexandre Jaba, 1801-1894) الذي كان قنصلاً لروسية في مدينتي إزمير وأرضروم خلال الحقبة العثمانية، حيث لعب دوراً هاماً في تطوير اللغة الكردية، إذ دعا مجموعةً من المثقفين الكُرد لمساعدته في تدوين مختاراتٍ من الشعر الكلاسيكي لمجموعة من الشعراء الكُرد. و كان من ضمن الأنشطة الأخرى ل “جابا”، كتابة قاموسٍ للغة الكردية والفرنسية، بالإضافة إلى قاموسٍ كبيرٍ ثلاثي اللغة (الكردية والفرنسية والروسية). في غضون ذلك عام (1856م) نُشر الإنجيل باللهجة الكرمانجية في مدينة إسطنبول.
المستشرق البريطاني سوان (Major Ely Bannister Soane, 1881-1923) الذي أوفِدَ، بعد الحرب العالمية الأولى إلى مدينة السليمانية (مركز القومية الكردية)، لعب دوراً هاماً في أبحاث اللغة الكردية، فقد كتب عام (1913م) قواعد اللغة الكردية باللغة الإنكليزية. وجاء بعد هؤلاء أساتذة وباحثون لغويون بارزون على مستوى العالم، كتبوا ونشروا أيضاً مقالاتٍ وكتباً عن قواعد اللغة الكردية، ولا يسعنا ذكر جميع أعمالهم هنا بطبيعة الحال.
إنّ تاريخ الكُرد بعد الإسلام هو أكثر وضوحاً في ضوء مؤلفات المؤرخين المتضامنين مع هذا التاريخ، على الرّغم من أنّه لم يُكتب بشكل مستمرٍّ ومتواصل في تلك المرحلة.
يُعتبر كتاب شرفنامه (Sharafnama) أول كتابٍ عن الكُرد وتاريخ كردستان، نُشِر باللغة الفارسية المتداولة، بعد أن تمّ عرضه على السلطان العثماني آنذاك. مؤلف هذا الكتاب القيّم هو شرف خان بن شمس الدين البدليسي، وهو من كُرد إيران، وكان رجل دولةٍ ومؤرخاً بارزاً في القرن العاشر ومطلع القرن الحادي عشر الهجريّ.
أنهى البدليسي كتابه سنة 1005 ﮪ (1597م).، وهو أوّل من أشار إلى اللهجات الكردية وصنّفها بشكلٍ علميّ.
$تطوّر الأبجدية الكردية وأسلوب الكتابة$
إنّ كتابة الكُرد بأبجدياتٍ متعددة أدّى إلى انعدام التبادل اللغوي فيما بينهم، كما أنّ عدم وجود خطّ واحد وأبجدية واحدة مترابطة، تسبب بمأساة أخرى للشعب الكردي أدّت إلى عدم وجود تضامنٍ كافٍ فيما بينهم؛ إذ تُكتب اللغة الكُردية بثلاثة خطوط وهي الآرامية (العربية)، واللاتينية (Roman)، وإلى حدٍّ ما الروسية (Cyrlic).
مرّ الخطّ الكردي منذ البداية وحتى يومنا هذا بثلاثة أساليب وفترات زمنية؛ ففي المرحلة الأولى، والتي سبقت ميلاد المسيح بعدّة قرون، وتحديداً من عام 331 ق.م وحتى عام 17 ﮪ؛ أي حتى وصول الإسلام إلى مناطق كردستان، كتب الكُرد بالخطّ المسماري عند ظهوره. ويشير العلّامة العربي أبو بكر أحمد بن علي الكزداني في كتابه “شوق المُستهام في معرفة رموز الأقلام”، إلى هذا الأسلوب في الكتابة من قِبل الكرد. أمّا الفترة الثانية فتمتدّ من العام السابع عشر إلى القرن الثالث عشر للهجرة، والفترة الثالثة من القرن الثالث عشر وحتى الوقت المعاصر.
ثمّة صحفيون وكتَّابٌ أمثال حسين سيّد عبد اللطيف موكرياني الملقّب ب “حزني” وعبد الرحمن موكرياني الملقب ب “گیو” – وهما ناشطان في المجال الثقافي والأدبي أيضاً- بذلوا جهوداً لإثبات أنّ اللغة الكردية القديمة كانت ذات أبجدية خاصة. وكان الخطّ الكردي في العراق وإيران منذ القدم إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى، يعتمد على الأبجدية العربية-الفارسية مع بعض التحوّلات والتعديلات.
في أعقاب قرار الدولة التركية تغيير الأبجدية العربية إلى اللاتينية عام (1928م) استخدم بعض المثقفين الكرد، لأسبابٍ عمليةٍ وواقعية، الحروف اللاتينية في الطباعة، وأصبح استخدام هذه الأبجدية شائعاً فيما بعدها.
لا شكّ إنّ استخدام الأبجدية اللاتينية في اللغة الكردية ابتُكر للمرّة الأولى من قبل مير جلادت بدرخان (1893-1951م)؛ حيث استخدم هذه الأبجدية في كتابة النصوص الكردية، ولفت إلى فوائد هذا الخطّ، وذلك خلال إقامته في العراق عام (1919م) و ذلك بتأثير من ضابط إنكليزي يدعى نويل (.(Major Noel وانتهت مساعي جلادت باعتقاله من قِبل السلطات التركية. كما أنّ الطبعات الأولى للنصوص الكردية لم تُطبع في المدن الكردية، وإنّما تمّ ذلك في مدن المنفى التي لجأ إليها المثقفون الكرد.
بعد إطلاق سراحه، وخلال إقامته في سورية، نجح جلادت علي بدرخان في نشر مجلة “هاوار” (أول مجلة كردية في دمشق) عام (1932م) بالحروف اللاتينية لأوّل مرة، ومنذ ذلك الحين اقتدى بخطه كُرد تركيا وسوريا، وازدهرت كتابة الأعمال الأدبية – وكذلك إعادة الكتابة بالأبجدية اللاتينية – باللهجة الكرمانجية (Kurmanji) على يد كُرد تركيا في عام (1990م).
في وقتنا الراهن، يسعى أولئك الذين يعملون على إحداث مجموعة من التحولات والتغييرات في مجال اللغة، إلى خلق مستقبل أفضل للغة الكردية، ويتعلّق أحد جوانب هذه القضية بالاتصالات الالكترونية والسجلات، والأنشطة المتعلقة بالكمبيوتر، ونظامٍ خطّي يتبع للترميز المنظم عالمياً وفق معايير المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO). ويُظهر تاريخ اللغة الكردية أنّه لم يتمّ اقتراح أو مطابقة أيّ رمز من رموز الكتابة الكردية المتبقية، التي يستخدمها الكُرد اليوم، من قبل أيّة دولة.
في وقتنا الراهن أيضاً، ونظراً للتطور السريع للاتصالات والتكنولوجيا، تمّ تطوير بعض برامج الكمبيوتر، لإنشاء رموز كتابية عالمية محدّدة، ولهذا السبب ينبغي أن يتمّ تحسين وتصويب اللغة الكردية، بحيث تكون في متناول يد جميع مستخدميها، وأن تكون هذه اللغة ذات تصميم ناجح، وأن تُبذل جهودٌ أكبر في سبيل دمج الأبجدية الكردية، ليهيّء هذا الخطّ جميع سكان المناطق الكردية كمجتمعٍ منسجمٍ مع تجربة وجوده وتراثه.
إنّ نظام الخط والكتابة الموحّد بإمكانه تأمين سهولة الوصول إلى المنشورات والمعلومات عبر الإنترنت، والبريد الإلكتروني، فضلاً عن امكانية إنشاء معجم لغوي رصين، والتدقيق الإملائي، وتخطيط لوحة المفاتيح على نحوٍ جيّد، وباستخدام معالجات النصوص وأكثر الأنظمة استخداماً.
$وضع اللغة الكردية في المناطق الكردية$
إنّ انتماء اللغتين الكردية والفارسية إلى عائلة واحدة، يجعلهما على علاقةٍ أقوى من علاقتيهما بباقي اللغات المجاورة. وقد سارع الفرس إلى إحياء لغتهم وبدأوا بالكتابة قبل الكُرد، نظراً لظروفهم الاجتماعية والسياسية الأفضل، مقارنةً مع الكُرد. ومن المعلوم أنّ كتاب “شاهنامة أبو منصوري” (346ﮪ) المفقود، والذي لم يبقَ منه سوى مقدّمته، إن لم يكن الكتاب الوحيد، فهو أقدمُ كتابٍ كُتِب باللغة الفارسية، وبقي في مأمنٍ من الاندثار.
على الرغم من أنّ الحضارة الكُردية، عبر تاريخها، كانت سبّاقة، قبل الحضارات الأخرى، إلى تأسيس الدولة وأساليب الزراعة، لكن وللأسف فإنّ الكتب والنصوص الكردية القديمة فُقِدت قبل عدّة قرون لأسبابٍ معيّنة؛ فكان كلّ قومٍ من الأقوام القريبة من الحضارة الكردية، وبشهادة التاريخ، يسعى بتأنٍّ إلى القضاء على اللغة الكردية. وفي هذا السياق، وبعد تدمير الامبراطورية الميدية، ووصول الأقوام الأخرى إلى سدّة الحكم، كان أول ما قاموا به هو حرق الكتب التاريخية والدينية، والاستيلاء على كلّ ما يفيدهم، والاعتماد عليه في تأسيس حضارتهم وحكوماتهم. كان موطن الكرد تحت حكمهم، فسعوا، لأهدافٍ وأسبابٍ مختلفة، إلى التقليل من شأن لغة وثقافة شعوب تلك المناطق.
ومع مرور الزمن، وانهيار الامبراطورية الساسانية، ونشر الديانات الأخرى، وبدء الحروب والدمار في المناطق الكردية، وُضِعت اللغة الكردية أمام هُوّةٍ جديدة. وبكلّ الأحوال لم تكن المناطق الكردية في منأىً عن الحروب وعمليات النهب والدمار.
دخل المجتمع الكردي المتشظي إلى القرن التاسع عشر تحت سيطرة العقلية القبلية المترافقة بديناميكية داخلية خفيّة ومشتتة، وبعد تقسيم المناطق الكردية نتيجة الحرب العالمية الأولى، أصبحت اللغة الكردية في مواجهة حالة جديدة من الاستغلال. وتعرّض الآلاف من الشعب الكردي للقتل، أو قُضي عليهم نتيجة المجاعة والإبادة الجماعية، خلال هذه الحرب.
في حقيقة الأمر لم يتمّ الاعتراف رسمياً يوماً ما بالكرد كأمّة، وكانت تُطلق عليهم تسميات مختلفة في موطنهم الأصلي، من قبيل: العِرق، القبيلة، الأقلية، وأحياناً أتراك الجبال، والضيوف، وما إلى ذلك من تسميات. لكن كان الأجدر بهؤلاء الحكام والمفكرين أنفسهم أن يدركوا حقيقة أنّ الكرد أيضاً كانوا شركاءهم في بناء حضارتهم قبل الإسلام وبعده؛ ففي القرن السابع الميلادي شارك الكُرد المسلمين في تأسيس السلالات الحاكمة العربية والإيرانية والتركية؛ إذ أنّ الدور الباهر للأدباء والباحثين والفنانين الكُرد في إغناء الثقافة الإيرانية والعربية، ومساهمتهم في تعزيز الإسلام كان أمراً مثيراً للاهتمام.
كان الكُرد روّاداً في مختلف المجالات المعرفية العربية العلمية والأدبية واللغوية وفي مجال القواعد والنقد الأدبي؛ فعلى سبيل المثال أوّل من أسس قواعد اللغة العربية هو ابن الحاجب، وأوّل ناقدٍ في اللغة العربية هو أبو القاسم آبادي، كما أنّ كثيرين من الشعراء الكبار والرّواد من أمثال البيتوشي، وعباس محمود العقاد، وأحمد أمين وأحمد شوقي، والرصافي، والزهاوي، كانوا كُرداً. كما أنّ ابن الأثير المؤرخ وكاتب السيرة الكرديّ؛ و ابن خلكان وأبو الفداء (المؤرّخ والجغرافيّ الكرديّ) ألّفوا كتباً كثيرة باللغة العربية. والأهمّ من كلّ ذلك هو أنّه لولا الكُرد، لما كان للعرب كلّ هذه الدّول، ولما كان الإسلام منتشراً كما هو عليه الآن، ولما انتصروا على الصليبييّن، لولا امتلاكهم قائداً كرديّاً قويّاً مثل صلاح الدين الأيوبي (1136-1193م.) الذي سجّل نصراً تاريخياً للإسلام وللغة والثقافة والتقاليد العربية في العالم العربيّ. وفي الحرب بين الصفويين والعثمانيين آزر الكُرد جميع الإيرانيين في إيران، كما أنّه لولا وجودُ الكرد لما كان بوسع الأتراك تأسيس الجمهورية التركية، وأن يصبحوا قوّةً متفوّقةً في الشرق.
إذا كانت الحضارة العربية والإسلامية قائمة على أربع دعائم أساسية، فإنّ الكُرد، بدون أدنى شكّ، هم إحدى هذه الدعائم، كما أنّ العالم المسلم “حجّة الإسلام الإمام محمد الغزالي” المولود في مدينة طوس سنة 450 ﮪ حدّد أربع جماعاتٍ ك “أركان راسخةٍ للإسلام”، وثالث هذه الجماعات هم الكُرد. و على الرغم من كل هذا، يبدو أنّ هؤلاء قد نسوا جميع هذه الأفضال، بل أنهم لا يعترفون بكلمة الكُرد بشكلٍ رسميّ، ولا يُقرُّون بمشروعية الحقوق الكردية.
إنّ الحديث عن المظالم والصعوبات التي عانى منها الشعب الكردي هو حديثٌ طويل، ولا يسعنا التطرّق إليها جميعاً في هذا البحث، و كانت هذه إشارة إليها وحسب.
على مرّ القرون، برزت دائماً نخبٌ مثقفة من الكرد تعبّر عن أفكارها باللغة السائدة، ولذلك كتب كثيرون من المثقفين الكُرد باللغة العربية والفارسية والتركية، ويمكن ملاحظة ذلك في كتب المؤرخ وكاتب السيرة الكُردي ابن الأثير الذي عاش في القرن الثالث عشر، وكان يكتب باللغة العربية، كما أنّ إدريس البدليسي المسؤول الرفيع في الدولة العثمانية، الذي كان كرديّ الأصل، ألّف كتاب “هشت بهشت” (الفراديس الثماني) باللغة الفارسية عام (1501 م)، ويُعتبر هذا الكتاب أوّل كتابٍ تاريخيٍّ يتحدّث عن ثمانية ملوكٍ عثمانيين. ويلقي الباحث البارز والكاتب الكردي المعاصر الأستاذ سيّد عبد الحميد حيرت سجّادي المولود سنة 1929م، في كتابه “الشعراء الكُرد في اللغة الفارسية “، الضوء على أكثر من 1250 شاعراً كردياً، في مؤلفه البالغ عدد صفحاته تسعمائة صفحة.
إنّ الحقيقة القائلة بأنّ الكُرد لم يبذلوا جهوداً كبيرةً منذ قرون، في سبيل تأسيس دولتهم أو نشر وتطوير اللغة الكردية، تُلفت انتباهنا إلى وجود أيادٍ أجنبية وراء ذلك.
يَذكر المؤرّخ الألباني والناشط في مجال الأدب العثماني، شمس الدين سامي (1850-1904م) في كتابه “قاموس العالم” أنّه : “كان كلّ طلاب الكُرد المتخرّجين، يكتبون مواضيعهم باللغتين العربية والفارسية، في حين أنّهم كانوا يجهلون لغتهم”.
إنّ المسألة المثيرة للاهتمام هي أنّه داخل الإمارات الكردية التي كانت تُدار من قبل العشائر الكردية، كالإمارة الحسنوية (959 – 1015م.) والدوستكية (990 – 1096م.) على سبيل المثال لا الحصر، على الرغم من أن اللغة الكردية لم تكن لغة الكتابة الرسمية، إلا أنها بقيت اللغة المتداولة لدى الشعب الكردي، والوسيلة الرئيسية للتواصل فيما بينهم وبين حكّامهم.
كان لهذا النسيان وفقدان الارتباط مع اللغة الكردية عواقب سلبية على الأكراد، وما يزال تأثيرها ملحوظاً إلى يومنا هذا. وأكثر ما تتجلّى هذه المسألة في كتب الأدباء الكبار.
أخيراً، من الواضح تماماً ولأسباب كثيرة جداً، يمكننا القول إنّ معظم الطلاب المتخرّجين والمثقفين الكُرد الأوائل، للأسف، وضعوا رصيدهم الثقافي والفكري في خدمة الشعوب الأخرى.
على الرغم من انتشار الثقافة والأدب العربي في أجزاء واسعة من كردستان، كما هي الحال في المناطق الأخرى من الشرق الأوسط، وبُعد الشعوب الناطقة بالفارسية، جغرافياً عن العرب، إلّا أنّ تأثير اللغة العربية على الفارسية جليٌّ للغاية، وتُعتبر الكلمات العربية هي الأكثر شيوعاً في اللغة الفارسية، مقارنةً مع اللغة الكردية؛ في حين أنّ اللغة الكردية استطاعت أن تحمي نفسها، على مرّ التاريخ، من تدفّق الكلمات الدخيلة للغات المجاورة، ومن الغزوات الثقافية الأجنبية، وذلك لأسباب مختلفة من بينها البيئة الجبلية للكُرد. وفي وقتنا الراهن، ونظراً لمجموعة من الخصوصيات الصوتية والقواعدية الموجودة في اللغة الكردية، تُعتبر الكردية لغةً مستقلّةً، وتخضع للدراسات والأبحاث العلمية الكاملة.
كان الكرد تحت حكم امبراطوريات وحكام مختلفين مدّة خمس قرون، وكان لكلّ امبراطوريةٍ خصائصها القومية والدينية والسياسية والثقافية، ونتيجةً لذلك لم يكن للكُرد دولة عند ظهور فكرة القومية. ومن وجهة نظر علم اللغات فإنّ المجتمعات المختلفة تعيشُ ظروفاً مختلفة، وبالتالي سوف يكون الأدب والخطاب مختلفين.
كان وضع اللغة الكردية في عهد الاتحاد السوفييتي جيّداً إلى حدٍّ ما، ففي فترة حكم لينين و حتى نهاية العقد الثالث من القرن العشرين، كانت المناطق الكردية تتمتع بحكم ذاتي، وكانت تُعرف ب “كردستان الحمراء”، ولكنّ فرصتها في البقاء تلاشت، وتمّ ضمّها إلى أذربيجان.
اضطهد نظام ستالين ومؤيديه الكُردَ، حتّى غدا التحدّث باللغة الكردية، وتداول كلمة “الكُرد” أمراً محظوراً. وقام الكُرد الذين هاجروا إلى جمهورية القوقاز، طوال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بخطواتٍ هامةٍ في تطوير الأدب الكردي في الاتحاد السوفييتي سابقاً، وكان من ضمن أنشطتهم الثقافية نشر صحيفة كردية عام (1928م) وما تزال تُطبع إلى يومنا هذا، بالإضافة إلى بثّ برنامج باللغة الكردية منذ عام (1955م)، وتأسيس جمعية اللغة والأدب الكردي عام (1936م).
لم يحصل كُرد روسيا على حكمٍ ذاتي، لكنّ لغتهم معترف بها بشكلٍ رسميّ، ونظراً لذلك فإنّهم يحظون بدعمٍ حكوميّ، ولديهم مدارس ومطبوعاتٍ ودور نشر خاصة بهم، كما أنّ مجموعةً من النخب الكردية نشأت وترعرعت هناك. إنّ الجهود الحثيثة في سبيل إعادة اللغة الكردية إلى أصالتها، من خلال تنقيتها من المفردات والتراكيب الدخيلة من اللغات السائدة، أدّت إلى جعل كتّاب تلك الفترة أكثر فعاليّةً وديناميكية.
أسّس نحو اثنا عشر مثقفاً كردياً في باريس (وكانوا أفراداً نشيطين ويتمتعون بروح التضامن) في شهر شباط/ فبراير من العام 1983م، أوّل مؤسسة علمية كردية في الغرب، وبعد مرور ستّة أعوام، التحق أكثر من ثلاثمائة مثقفٍ كرديّ من المقيمين في مختلف الدول الأوربية، وفي أمريكا وأستراليا، للمساهمة في مساعدة هذه المؤسسة، وإنجاز أنشطتها، بغية الحفاظ على اللغة الكردية وإعادة إحيائها.
منذ أوائل الثلاثينات وحتى مطلع التسعينات، مُنِع التحدث باللهجة الكرمانجية الشمالية واستخدامها في تركيا. وتغيّر وضع الكُرد بشكلٍ كاملٍ وجذريٍّ مع بداية الحرب العالمية الأولى. وفي حقيقة الأمر دافع كُرد تركيا والعراق أيضاً، في البداية عن حركة كمال آتاتورك، ولعبوا دوراً رئيسياً في الكفاح ضدّ القوى الإمبريالية (Imperialism)، وبعد الانتصار العسكري لمصطفى كمال على اليونان، وتوقيع معاهدة لوزان الجديدة، صار قسمٌ واسعٌ من كردستان تركيا (جنوب شرق وشرق تركيا) تحت سلطة الدولة التركية، وضمنت هذه الاتفاقية استخدام اللغات الأخرى غير التركية، ولكن بعد مضيّ أشهرٍ انتهك مصطفى كمال هذه المادّة من تلك المعاهدة، وذلك تحت مسمّى وحدة البلاد، وكجزءٍ من السياسة التركياتية، وقام بمنع التدريس والتحدث باللغة الكردية، ما أدّى إلى قيام الشعب الكردي بثوراتٍ عديدة جرّاء هذه السياسية.
نفى أتاتورك معظم المثقفين الكُرد، ونُعِت الكردُ بأتراك الجبال ( القاطنين منطقة الأقليات في آنطاليا الشرقية)، وفي عام (1932م) حُظِرت العادات والتقاليد الكردية، وكذلك الزيّ الكردي، والتجمعّات بمختلف أشكالها، والأغنيات والدبكات الكردية. ويقول (مارتن فان بروينسن) في هذا الصدد:” على مرّ التاريخ التركي المعاصر، دائماً كانت كلمة “الكُرد” بمثابة جريمة ضد القانون التركي”.
بعد الحرب العالمية الثانية، وفي الفترة الممتدة ما بين ( 1951م) و(1971م)، حاول النظام التركي أن يُظهر بعض ملامح الديمقراطية البرجوازية (Bourgeoisie)، فسُمح من جديد بالاستخدام الشفاهي للغة الكردية في كردستان تركية، وتشكّل على إثر ذلك، بعد مضيّ أعوامٍ، طبقة جديدة من المثقفين الكرد، لكنّ الانقلابَين العسكريين في عامي 1971م و 1980م استأنفا من جديد سياسة القمع والنفي الجماعي ضدّ الكُرد.
بعد تأسيس الدولة التركية القمعية الجديدة في عام (1923م) انتقل مركز ثقافة الكُرد من إسطنبول إلى جنوب كردستان، الذي صار جزءاً من العراق. وفي أعقاب تأسيس مملكة العراق، ضَمنَ قانون اللغة المحلية عام 1931م. بعض الحقوق الثقافية لشعب جنوب كردستان الملحق بالعراق، لكن لم يتم تنفيذ هذا القانون بالشكل الكامل، ومع ذلك لم تتوقف مساعي الكُرد لتطوير اللغة الكردية، وكان أول عملٍ قاموا به هو تعديل الأبجدية العربية- الفارسية المتداولة وتنقيحها، لإنشاء نظام أبجدي لفظي حديث للغة الكردية، بإمكانه التعبير عن جميع أصوات اللغة الكردية وكتابتها. ولإتمام هذا الأمر، كان لا بدّ من إضافة إشارات واستنادات لغوية خاصة، لكتابة الأصوات الخاصة في اللغة الكردية، والتي لا وجود لها في اللغة العربية. وكان العقيد توفيق وهبي، الباحث اللغوي، والمسؤول في الجيش، من روّاد هذه الحركة؛ إلّا أنّ القوانين ذات الطابع القومي العربي في وزارة الثقافة العراقية وقفت حائلاً أمام جهوده العلمية الكبيرة، فتمّ حظر نشاطه، بسبب الزعم بعدم وجود “علامات أجنبية” أو حروف كردية يمكنها أن تحلّ محلّ “الحروف العربية المقدّسة التي كُتب بها القرآن”.
كان من بين جهود العقيد وهبي أيضاً إعداد الأبجدية اللاتينية لكتابة اللغة الكردية، التي كانت تستند لغوياً إلى اللغة الإنكليزية، غير أنّ الدولة العراقية كانت تروّج لمواضيع دينيّة إسلامية في العراق المسلم، كحظر تداول الأبجدية “المسيحيّة الأوربيّة” على سبيل المثال.
كانت حروف الأبجدية اللاتينية التي أعدّها وهبي، تعاني من مشكلاتٍ عدّة، كما كانت هي الحال مع الحروف اللاتينية لجلادت (الذي كانت أبجديته ترتكز بشكلٍ أقلّ على استخدام علوم اللغة الإنكليزية، و تستند إلى الأبجدية الفرنسية والتركية). وبطبيعة الحال لو أنّ هذين الباحثين عملا معاً في هذا المجال، لكان من المحتمل أن يكون للشعب الكردي أبجديةً لاتينيةً أفضل مما هي عليه الآن.
عند انهيار الدولة العثمانية، ونشوء دول جديدة، كان القسم الجنوبي من كردستان، الذي صار جزءاً من العراق فيما بعد، واقعاً تحت سيطرة الإنكليز، ولا يُمكننا إنكار دور الحُكم البريطاني في هذه المرحلة، في تحوّل اللغة الكردية، أي اللهجة السورانية، إلى لغةٍ قياسية مكتوبة في كردستان العراق.
لم يكن العراق تحت الانتداب البريطاني (1919-1958م.) يعترف إلا بالقليل من الحقوق الثقافية، لمواطنيها الكُرد، واقتصر ذلك على التعليم باللهجة السورانية في مدارس كردستان العراق، وكانت هذه السياسة ذاتها التي أرادها الإنكليز، وكان كمال أتاتورك أيضاً ينتهجها ضدّ اللهجة الكُرمانجية.
في نهاية المطاف، تأسست الحكومة الفيدرالية لإقليم كردستان (حكومهتی ههرێمی كوردستان) ومركزها هولير، (عام 1991م) بعد معاهدة بين الحكومة العراقية آنذاك والقادة الكُرد في شمال العراق. وشهد القرن التاسع عشر تطوّر اللهجة الكرمانجية الوسطى، وفي وقتٍ لاحقٍ صارت اللغة الكردية في العراق لغةً رسمية، وهي تعتبر لهجةً أدبية في وقتنا الراهن.
في أواخر عشرينيات القرن المنصرم، تعرّض المثقفون الكُرد في تركيا الكماليّة للتنكيل، ورُفضت لغتهم وثقافتهم من قِبل الدولة، ما اضطرهم إلى اللجوء إلى المنافي، وتجمّع بعضهم حول الأمراء البدرخانيين في دمشق، من أمثال جلادت (رائد الصحافة الكردية في سورية) وأخيه كاميران (1895-1978م.) اللذين كانا من مؤيدي حركة النهضة الثقافية الكردية. وحينها كانت سورية (أثناء الحرب العالمية الثانية) تحت الانتداب الفرنسي، واستفاد هؤلاء المثقفون البارزون – ولا سيّما عائلة بدرخان منهم- من وجود فرنسا في قمة السلطة في سورية ولبنان، حيث قاموا بنشر الصحف والمجلات، وأصبحت تلك العائلة مصدر ازدهارٍ لافتٍ للهجة الكرمانجية.
إنّ انتشار الصحافة في أواخر القرن التاسع عشر زاد من قوة حركة الأدب القومي الكردي، والشعب الكردي على حدٍّ سواء، حيث شهدت الفترة الممتدة ما بين عامي (1920م) و(1940م) ازدهار اللغة والأدب الكردييَن في سوريا ولبنان. وبعد خروج فرنسا، بدون أن تترك ضماناتٍ لحقوق الكُرد، تمّ حظر نشاط المثقفين الكرد، وأخرجت الدولة القومية السورية الكُرد من قائمة المواطنين السوريين، وحرمتهم من امتلاك الهويّة السورية، وخسر الكُرد الحريّات النسبية التي كانوا يتمتعون بها، ما اضطرهم إلى طباعة أعمالهم الأدبية خارج البلاد، أو أن يهاجروا.
تمّ التضييق على التحدّث بالكُردية الكرمانجية واستخدامها في المناطق الكردية في شمال وشمال شرقي سوريا لسنواتٍ طويلة، والآن وبعد اندلاع الأزمة السورية عام (2011م.) أصبح النظام التعليمي بأكمله لكُرد سوريا باللهجة الكرمانجية.
أثرت عملية التحديث (Modernization) في الشرق الأوسط على الفضاء الثقافي وعلى الأساليب التقليدية للحياة، وأصبحت عملية بناء هويات قومية موحّدة استراتيجية رسمية للدول القومية الناشئة. وكانت رسالة التوحيد الثقافي، في حقيقة الأمر، تعني إلغاء هويّة الآخر، والاستعداد لهيمنة خطاب الثقافة الواحدة، ومعاداة النظام التعددي، وفرض هويّة اجتماعية مزيّفة في إطار إيديولوجية الدولة.
في إيران كان التعليم باللغة الكردية في المناطق الكردية قضيّةً مطروحة باستمرار خلال المائة عام المنصرمة، وما تزال تُطرحُ حتى يومنا هذا في المراكز الثقافية والمدنية والفكرية والسياسية والمجتمعية، وأثارت هذه القضية ردود أفعالٍ مختلفة. ففي أعقاب الأحداث السياسية والثقافية، أثناء الثورة الدستورية- ولا سيّما خلال فترة حكم رضا شاه- كانت اللغة الفارسية هي اللغة الرسمية في جميع أنحاء البلاد، وذلك على حساب اللغات الأخرى مثل الكُردية والآذرية والبلوتشية. وكان نظام بهلوي، على عكس الأنظمة التي سبقته، يسعى إلى تأسيس نظام حديث قائم على أساس إيديولوجية القومية الإيرانية، وكان يسعى جاهداً لترسيخ فكرة الانتماء الإيراني، وحذف كلّ الاختلافات القومية واللغوية والثقافية وجعلها من أولوياته. وفي الواقع فإنّ السياسيين الناكرين لمسألة التعددية (التي يراها بعض الخبراء في القضايا الاجتماعية والسياسية، طريقاً لحلّ قضية جميع الأقوام الإيرانية) وكذلك عملية التوحيد الثقافي، التي تمثلت بحظر كلّ دلالة تشير إلى اللغة القومية، ودور رأسمالية الطباعة، كلهم وضعوا المؤسسات والدوائر الحكومية، مثل الجيش حديث النشأة، والنظام البيروقراطي الإداري (Bureaucratic)، والتربية والتعليم وما إلى هنالك، تحت تأثيرهم وهيمنتهم. والدليل على ذلك، حظر جميع اللغات الإيرانية باستثناء الفارسية، وفرض هيمنة مقولة “الدولة واحدة واللغة الواحدة”، التي أدّت بشكلٍ تدريجيٍّ إلى تطبيق سياسة “اللغة الفارسية فقط” في النظام الإداري والتربية والتعليم، وفي كلّ الجغرافية السياسية. ويقول هارولد روبرت (Harold Robert, 1965-1991) في هذا الصدد: ” في الثقافة المليئة بالإهمال تكون كلمة عِرقي أكثر كلمةٍ يلفّها الغموض”.
لم تحقّق خطّة التوحيد الثقافي واللغوي، التي انتهجها الشاه رضا بهلوي، ومن بعده ابنه محمد رضا بهلوي، نتائجها المرجوّة بسهولة، بدون أن تثير ردّات فعلٍ ومقاومة؛ فقد أدى التعامل العنيف الممنهج للحكومة مع لغات الشعوب الإيرانية واللغة الكردية منها على وجه الخصوص، بشكلٍ تدريجيٍّ إلى خلق أوضاعٍ بالغة التعقيد والحساسية. وفي وقتٍ لاحقٍ، وبالتزامن مع انهيار الجيش الملكي، كان النشطاء السياسيون والمثقفون يسعون إلى إنقاذ لغتهم من قبضة الزّوال، وبثّ الحياة فيها من جديد. وكان الشعب الكردي على الدوام، وما يزال، يطالب الحكومة المركزية بالاعتراف باللغة الكردية كلغةٍ رسميةٍ في المناطق الكردية، وأن تصبح اللغة الرسمية للمدارس والمؤسسات في هذه المناطق.
$المصادر الكردية:$
كاكل توفیق، د. قهیس، ئاسایشی نهتهوهیی و پلانی زمان (روانینێك)، چاپخانهی دەزگای ئاراس، كۆلێژی پهروهرده، سۆران، چاپی یهكەم، ههولێر، 2007٫
شێركۆ، دوكتۆر بهلهچ. كێشهی كورد، حهمه حهمهباقی كردویه به كوردی، تهبرێز، چاپخانهی ڕهزایی. 1990٫
مهزههر، دوكتۆر كهمال. كوردستان له ساڵهكانی شهڕی جیهانی یهكهمدا، كوڕی زانیاری كورد، چاپی بهغدا، 1975٫
یاری، زانكۆ، زمان و وێژهی كوردی، ڕابردوو و كێشه كۆمهڵایهتییهكان، وتار–زانستگای كوردستان، (زمانی كوردی له ڕابردوودا)، خاكهلێوهی 1395٫
$المصادر الفارسية:$
ارفع، حسن، كُردها، یك بررسی تاریخی و سیاسی، به كوشش و ویرایش محمد رئوف مرادی، چاپ اول، نشر آنا 1382٫
بلو، ژویس. بررسی جامعهشناسی و تاریخی مسئله كُرد. ترجمه پرویز امینی. چاپ اول، دانشگاه كُردستان 1379٫
مجلهی مطالعات كُردی، بنیاد كُرد در پاریس، جلد 1، شماره 4، سال سوم، تابستان 1365، چاپ از شركت پرینت هود. لندن.
بدلیسی، امیر شرفخان. شرفنامه (تاریخ مفصل كُردستان) با مقدمه محمد عباسی، تهران؛ نشر حدیث چاپ سوم، 1370٫
موكریانی، د. كوردستان، 1977، سیر تطور زبان كُردی و مجموعه زبانهای ایرانی، چاپ اول، 1394مركز پژوهش و سنجش افكار صدا و سیما.
نیكیتین، واسیلی، بیتا، كُرد و كُردستان، ترجمهی محمد قاضی، 1366، چاپ اول، تهران: انتشارات نیلوفر.
تاریخ مشاهیر كُرد، امرا و خاندانها، جلد سوم–بخش دوم، بابا مردوخ روحانی (شیوا)، انتشارات سروش (صدا وسیما)، تهران، 1382٫
زبان كُردی از سنت شفاهی تا زبان نوشتاری، مقاله دكتر جهمال نهبهز، (سخنرانی همایش بینالمللی انیستیتو كُرد پاریس و دانشگاه سوربن)، متن ارایه شده در كنفرانس بینالمللی برلین، آلمان. ترجمه انگلیسی؛ حمزه محمّدی، سال 2000٫
مرادی، عزیز. تاریخ خط كُردی، مجله سروه، شماره 156، سال 1387٫
عزیزی، امین، زبان كوردی در تنگنا، ماهنامه فرهنگی–اجتماعی چیا، سال سوم، شماره 3، ص5، مریوان، 15/10/94٫
احسان هوشمند، كُرد یا كُردها، مدخلی جامعهشناختی بر كُردشناسی؛ 1395٫ وبسایت علمی جامعهشناسی كُرد.
المصادر الإنكليزية:
Toufiq Wahby; (The Origins of the Kurds and their Language), Sweden, 1982.
Martin Van Brainessen. AGHS, SHAIKH and STATE, the cociland structure of Kurdistan. London zed books ltd-1992
[1]