حوالي ثلاث اخماس #الشعب الكوردي# ولو على الاقل اسميا مسلمون على المذهب السني الشافعي, معظمهم يتحدثون #اللهجة الكورمانجية#. ويتواجد ايضا كورد تابعين للمذهب الشيعي الاثني عشرية في جنوب وشرق #كوردستان# بمدن مثل #كرمانشاه#Kirmânshâh و ببجارBijar وباعداد قليلة في اقصى كوردستان تركية حول محافظات مثل ملطيةMalâtya و اديامانAdiyâman و مرعش Maras ويتواجد عدد كبير من الكورد الشيعة في الجيب الخرساني ولكنهم لا يعتبرون اكثرية مثلما يذكر بشكل خاطئ في بعض المصادر. لا يزيد عدد الكورد الشيعة من 1 الى 1.5 مليون نسمة اي حوالي 5 الى 7% من اجمالي تعداد الشعب الكوردي.
المذهب السني الشافعي ظهر بين الكورد الكورمانج في العصور الوسطى عندما كانت ايران في الاساس سنية شافعية. وفي نهاية العصور الوسطى قامت القبائل التركية القادمة من الشرق والتي ملئت الجزء الافضل من الاناضول بجلب المذهب الحنفيي السائد انذاك في وسط اسيا
المذهب الحنفي اصبح مؤثرا جدا في الاراضي البيزنطينية المسيحية السابقة الى #غرب كوردستان#شرق تركية ولكنه لم يستطع من تغيير المذهب الشافعي عند الكورد. ولكنه بنفس الوقت نجح في ادخال الطريقة النقشبندية الصوفية وهي طريقة أصلها من اسيا الوسطى الى كوردستان.
يشكل الكورد المسلمين الشافعيين الان اكبر تجمع لتابعي المذهب الشافعي شمال الشرق الاوسط. هم الان محشورين بين الفرس والاذريين الشيعة من الشرق والاتراك السنة الحنفية من الغرب والشمال و العرب الحنفية في سوريا وشمال العراق مسقط رأس الحنفية بحد ذاتها من الجنوب.
تمتد كوردستان الى القرب من قلب الاراضي الاسلامية بحيث تبعد خمسين ميلا من بغداد و 200 ميل من دمشق المدينتان اللتان تعتبران العاصمتان الروحيتان والثقافيتان للخلافة الاسلامية في العصور الوسطى
وكانت من المناطق الاولى التي اخترقتها القوات الاسلامية في بداية القرن السابع الميلادي وبالرغم من ذلك يتواجد عدد قليل من المساجد في كوردستان بما فيها المدن, لماذا ذلك؟
على الاقل حتى القرن الثاني عشر اغلب الكورد كانوا يعتبرون غير مسلمين من قبل الكتاب المسلمين المؤثرين انذاك مثل نظام الملك وابو منصور البغدادي وابن الاثير الذيين أشاروا ألى الكورد على اهم مشركين.
وبالتالي يبدو ان الاسلام قد لامس كوردستان بشكل اساسي على اطرافها فعندما كان هنالك اقلية بارزة من المسلمين الكورد كان غالبية الكورد لازالوا ملتزمين بالديانات القديمة عبادة الملائكة واليهودية والمسيحيةمقاومين التحول الى الاسلام الى حين حدوث تغيير تدريجي في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في كوردستان التي يغلب فيها الطابع الزراعي في القرن الثاني عشر الى القرن الخامس عشر و الهجرات المدمرة للاتراك البدو عبر كوردستان.
حقيقة ان معظم المفكرين المسلمين المشهورين الاوائل من الكورد قدموا من مدن مثل دينورDînewer و سهروردSuhraward والحميديةHamadâii او القبائل مثل خالكانKhalkâns وفضلانFadhlâns المتأخمة مع جيرانهم من المجموعات القومية الاسلامية يعزز من فكرة ان معظم الكورد قد دخلوا بشكل متاخر في الاسلام وربما حتى القرن السادس عشر. يتزامن هذا الوقت مع بداية التدهور الاجتماعي والاقتصادي في كوردستان مما يشير الحاجة الى استقرار الموارد المالية اللازمة لبناء مساجد دائمة او ضخمة وهذا ما سبب الى ندرة هذه المساجد الى اليوم.
في نهاية القرن الخامس عشر وبسبب الضغط الاجتماعي الاقتصادي الناجم عن تدفق البدو تم تقويض الديانات القديمة بشكل تدريجي. منذ حصار القرن السادس عشر جاء توسع هؤلاء البدو على حساب المزارعين المستقرين. تدهور قوتهم ادى الى تمكن الكورد البدو المتحدثين بالكورمانجية من توسيع نطاق سيطرتهم الى منطقة هاكاري جنوب غرب بحرية اورمية لتغطي معظم كوردستان. الكورمانج كانو من الشافعيين السنة وعندما قاموا بتوسيع نطاق قوتهم واعدادهم زادوا ايضا نطاق دينهم الاسلام.
لقد اكتسبو زخم حاسم في بداية القرن السادس عشر ومع انهيار الطرق التجارية واضطراب الاقتصاد الكوردي, استطاع البدو الرحل من الكورمانج بالتغلب على الكورد الغير مسلمين الناطقين بالبهلوانية في معظم انحاء كوردستان
هذا النمط من التغيير اللغوي والديني حدث في وقت سابق عندما تبنى كورد جنوب جبال زاغروس هويات جديدة اثناء تحولهم الى الاسلام. تخلوا هؤلاء الكورد عن لغتهم الكوردية مقابل الفارسية وأصبحو أسلاف اللور الحاليين وغيرهم من الجماعات العرقية في جنوب زاغروس. المجتمع الكوردي اصبح اكثر تجانسا في ظل اللغة الكوردية والتحول الى الاسلام السني الشافعي.
تأخر اعتناق الكورد للاسلام لا يعني عدم اهميته عندهم لاسيما الان وتحديدا في المدن والبلدات الرئيسية حيث معظم السكان يلتزمون وبقناعة بالطوائف الاسلامية المعترف بها تقليديا في الواقع حتى في العصور الوسطى خرج من الكورد الكثير من المفكرين والمؤلفين المسلمين الذين تعتبر اعمالهم ذات قيمة كبيرة للعالم الاسلامي بأسره. كورد مثل أبو حنيفة الدينوري وابن الاثير وابن فضلان وابن خالكان والسهروردي وبديع الزمان الهمذاني معروفون بإسهاماتهم في الحضارة الاسلامية
انوجد الصراع بين الجماعات الاسلامية الكوردية التي تتبع طوائف اسلامية مختلفة منذ اعتناقهم للإسلام وتحديدا بين السنة والشيعة. وهذا الصراع لا يختلف بطبيعته او شدته او تكراره عن صراعات السنة والشيعة في اجزاء اخرى من العالم الاسلامي.
في المنطقة المحيطة بمدينة كرمانشاه على سبيل المثال حيث الاغلبية هم من تابعي الطائفة الشيعية الاثني عشرية تقام الاعياد السنوية حيث تحرق فيها تماثيل للخليفة عمر الذي يحترمه السنة ويقومون بالطقوس الاستفزازية المتعددة بالرغم من وجود كورد سنة في المدينة والمنطقة. وتعود هذه الانشطة للشيعة الممتطرفة في بلاد فارس في عهد الصفويين.
قمع السنة للشيعة كان منتشرا في الاناضول اكثر من ايران حيث الحكومة الفارسية كانت تقوم وعلى مدى عدة قرون بمعاقبة مرتكبي هكذا افعال. في الاناضول قدم الكورد السنة يد العون للسلطان العثماني سليم العابس في أوائل القرن السادس عشر عندما شرع سلسلة من المذابح واسعة النطاق ضد السكان الشيعة والعلويين التركمان والكورد
في العقود الاخيرة من القرن التاسع عشرة وتحديدا في بداية القرن العشرين دفع حماس المفكرين الجرمانيين في اعادة اكتشاف اصولهم الارية لدراسة وتفصيل الأديان الآرية وتمجيدها على الأديان السامية اليهودية-والمسيحية. كانت الديانات في الهند والديانة الزردشيتة في بلاد فارس نقطة انطلاق رئيسية لهؤلاء القوميين الآريين تأثر المثقفون الكورد الذيين ترددوا كثيرا الى العواصم الاوروبية بميولهم واصبحوا ينظرون الى الديانة السامية الاسلام كما ينظر نظرائهم من الجرمانيين الى اليهودية والمسيحية وينبذونها ففي العام 1932 نشر في مجلة هاوار الكوردية مقالة تم المدافعة فيها عن اليزيدية باعتبارها الديانة الاصلية للشعب الكوردي التي حافظت على نقائها بالرغم من قرون من قمع الغرباء. ولكنهم كانوا يفترضون بشكل خاطئ ان اليزيدية هي فرع مباشر من الزرداشتية الدين الآري الذي مجده المؤلفون الجرمانيون.
تدهور الاسلام والتلاعب باهميته للكورد او للقومية الكوردية كان تطورا واسع الرواج حتى نهاية الحرب العالمية الثانية والموت العنيف للاريانية في رماد الرايخ الثالث ولكن بالرغم من ذلك استمر العديد من المثقفين الكورد في انبهارهم بأديان الكورد ما قبل الاسلام مع توجيه اهتمام خاطئ للديانة الزردشتية الفارسية كمصدر للإلهام. قام الشاعر الكوردي جكر خوين بتعظيم الزردشتية على حساب الاسلام في جزء كبير من حياته واعماله
حتى اليوم هنالك العديد من المثقفين الكورد الكبار في السن افتتانهم بالزردشتية يساوي نفورهم من الاسلام ومع ذلك يتوجب عليهم ان يكونوا اكثر حرصا في مهاجمة الاسلام علانية لانه حاليا صنع الدين الراديكالي هو الشغل الشاغل للحكومات والجماعات السياسية في المنطقة [1]
ترجمة موقعنا
المصدر
The Kurds, A Concise Handbook, By Dr. Mehrdad R. Izady