التاريخ #الكرد#ي ذو رصيد حافل بالأدباء والكتّاب والشعراء الذين تركوا بصمتهم الخاصة في التعريف بالتاريخ و#الثقافة الكردية#، فقد ترك الكثير من الكتّاب خلفهم جميل الأثر وطيب السمعة عن الكرد وتاريخهم من خلال كتاباتهم وما ينشرونه عبرها طوال سنين حياتهم، واستطاع الكثير منهم إنعاش التاريخ الكردي وإيصاله إلى الجميع من خلال أقلامهم النيرة وحروفهم القيمة.
كاتبات كُثر أكدن من خلال كتاباتهن أن الكرد ومهما كانوا بعيدين عن أرض #كردستان# إلا أنهم مستمرون في الدفاع عن أرضهم والمضي على النهج الكردي المطالب بالحرية والرغبة الصادقة بوجود دولة كردستان، ومن الكاتبات اللواتي عبرن عن قضيتهن الكردية ووثقن الوجود التاريخي للكرد في مصر، الكاتبة والمؤرخة الكردية” #درية محمد عوني#”؛ وسنسلط الضوء في تقريرنا هذا على حياتها وأهم المحطات التي مرت بها خلال مسيرتها الأدبية والثقافية.
$حياتها ودراستها:$
وُلدت الكاتبة والمؤرخة الكردية درية عوني في مصر، وهي ابنة المؤرخ الكردي محمد علي عوني ومن أم مصرية هي زينب محمد رفاعي ولها شقيقان هما صلاح الدين عوني والمهندس عصام الدين عوني.
ومن الجدير ذكره هنا أن والدها المؤرخ القدير محمد علي عوني هرب من شمال كردستان (بسبب ملاحقة السلطة التركية للطلبة الكرد) إلى مصر للدراسة في الأزهر وبعدها حصل على شهادة تعادل شهادة الدكتوراة وهو الذي ترجم كتاب شرفنامه إلى العربية والذي حاول الحفاظ على هويته الكردية وبناء جسر للتفاهم بين الكرد والمصريين, كما كان المترجم المشرف على ترجمة وثائق عائلة محمد علي باشا في عهد الملك فؤاد الأول من اللغات التركية الكردية العربية الفارسية, وكذلك قام بتعليم الأميرة المصرية فوزية اللغة الفارسية قبل أن تتزود من شاه إيران.
درست درية في المدارس الفرنسية وأكملت جامعتها في فرنسا وهي أول مصرية تعمل في وكالة الأنباء الفرنسية في باريس وتراسل الصحف المصرية والعربية باللغة العربية وكانت على رأس نقابة الصحفيين الفرنسيين وكتبت المئات من المقالات والأخبار عن العالم العربي وتترجمها إلى الفرنسية وخاصة أخبار الحرب والمجازر ضد الكرد في عهد الطاغية صدام حسين.
$موقف الكاتبة درية عوني تجاه قضيتها الكردية:$
مواقف الكاتبة الراحلة درية عوني تجاه قضيتها كانت مشرفة واستحقت التكريم، فقد كتبت الكثير من المقالات في الصحف العربية والمصرية المهمة تدافع من خلالها عن القضية الكردية وتُعَّرف برموزها وعلمائها وأدباءها ومثقفيها للعرب، حيث لعبت دُريِّة عوني دوراً أساسياً في منتدى الحوار العربي الكردي في القاهرة عام 1998 لاستقطاب خيرة الكتاب والمثقفين البارزين المصريين والعرب.
قامت درية بتأكيد هوية أبرز الشخصيات الكردية في مصر ومنهم محمد عبده وقاسم أمين والأديب عباس محمود العقاد وأمير الشعراء أحمد شوقي والعائلة التيمورية والمخرج علي بدرخان والخديوي محمد علي باشا الكبير والشيخ عبدالباسط عبد الصمد والباحث حسن ظاظا والفنانة سعاد حسني البابا وشقيقتها نجاة الصغيرة وإلقاء الضوء على رواق السادة الأكراد في جامع الأزهر وكيف تخرج منه المئات من الطلبة الكرد من مختلف أجزاء كوردستان وكيف أن جمال عبد الناصر أغلقه بضغط من دمشق وبغداد وإغلاق الإذاعة الكردية بضغط من تركيا والسفير التركي بالقاهرة.
قضت درية عوني حياتها وهي تسعى لتعريف العالم بالكرد وكانت دائماً تعتز بكرديتها, والتقت بالزعيم عبدالله أوجلان, وسعت بكل جهدها توثيق التواصل الكردي العربي للاعتراف بحقوق الكرد ولم تكن تخفي غضبها على الوضع الكردي المزري والمأساوي والمجازر التي تتم بحقهم والإنكار والتهميش المتعمد من كل حكومات المنطقة وسكوتهم عما يلحق الكرد من أذى وتهجير وتشريد وكانت تؤمن على الدوام بأن كردستان مهد الحضارات والكرد أصل البشرية.
$أعمال الكاتبة درية محمد عوني:$
– قامت بإصدار العديد من المقالات الفرنسية والعربية.
– شاركت في كتاب كتبت فيه عن المشاهير الكرد في مصر، (كتاب: الكرد في مصر عبر العصور)
– أصدرت الكثير من الكتابات تُعرف العرب بالكرد وقضاياهم العادلة والمجازر والاضطهادات التي تعرضوا لها.
– (كتاب عرب وأكراد: خصام أم وئام)
– ظهرت في برنامج الاتجاه المعاكس مع التركي أوزجان ودافعت بشدة عن القضية الكردية.
– أصدرت كتاباً جمعت فيه أسماءً كُرديةً كثيرة أغنت العالم العربي بعلمها وأدبها.
– كتاب (محمد علي باشا أصله كُردي)
فقد قامت من خلال كتابتها بتوثيق الوجود التاريخي الكردي في مصر ودورهم في نهضتها، بدأً من الميتانيين والفراعنة منذ 1390 قبل الميلاد والملكة نفرتيتي الكردية.
$وفاتها:$
غيب الموت الكاتبة الكردية المصرية دُريِّة محمد علي عوني بتاريخ 15 – 3 – 2015 في العاصمة المصرية القاهرة، بعد معاناة مع المرض امتدت لعدة شهور.
إعداد: ألندا قامشلو
[1]