إرادة #الكرد# وعزيمتهم ليس لها حدود إن كان في الداخل أو الخارج، فأينما يحلون يثبتون للجميع من خلال قدراتهم أنه لا أحد يستطيع الوقوف في وجه أهداف وطموحات الكرد، ومجلة (زهرة الزيتون) أحد نتاجات الشباب الكرد في الخارج والتي تُصدر في ألمانيا تحت إشراف شابات وشباب كرد، إضافة إلى بعض الجنسيات الأخرى.
“زهرة الزيتون” مجلة شهرية مجانية، توزع في عموم ألمانيا بنسختها الورقية وفي جميع الدول بنسختها الالكترونية، كما تخصص المجلة بشكل شهري ما يقارب 80 نسخة مجانية تٌرسلها إلى سفارات الدول العربية في برلين بالإضافة إلى البرلمانيات الألمانية والمسؤولين الحكوميين، وتصدر باللغات الألمانية والكردية والعربية، وصدر العدد الأول منها في بداية تشرين الأول عام 2018، وحتى الآن صدر سبعة أعداد من المجلة وهي متاحة على موقع المجلة الرسمي، وتعد أول مجلة شهرية في ألمانيا يديرها متطوعون من مختلف الجنسيات بالإضافة إلى أكاديميين ألمان.
وللحديث بشكل مفصل عن مجلة (زهرة الزيتون) والهدف من تأسيسها، أجرت صحيفة الاتحاد الديمقراطي حواراً مع رودي علي المسؤولة عن القسم الألماني في المجلة، وإليكم نص الحوار:
$– بداية؛ لماذا سُميت المجلة ب(زهرة الزيتون)، ومن أين أتت فكرة تأسيسها ؟$
سميت المجلة ب “زهرة الزيتون” رداً على الاحتلال التركي لعفرين والذي سمى عمليته الاحتلالية تلك بغصن الزيتون، فأردنا من خلال هذه التسمية إعادة إحياء السلام للزيتون بعد أن تم سلبه من قبل الدولة التركية والفصائل الإرهابية التابعة له والتي شاركت في العملية العسكرية على عفرين وارتكبت العديد من الانتهاكات الفظيعة بحق المدنيين، إضافة إلى تدمير المعالم الأثرية لمحو ثقافة المدينة.
– ما كان هدفكم من تأسيس (زهرة الزيتون)، وبماذا تهتم المجلة ؟
جاءت المجلة لتتبنى خطاب السلم وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان بين الأوساط المجتمعية المختلفة، حيث تؤكد من خلال موادها المهنية على أهمية تعزيز دور الجاليات المغتربة الناطقة باللغتين الكردية والعربية في أوروبا عموماً وألمانيا على وجه الخصوص.
تهتم المجلة بعموم القضايا التي تهم اللاجئين والمهاجرين من جهة وبالقضايا التي تهم المجتمع الألماني من جهة أخرى، كما تخصص على صفحاتها مواداً تدعم من خلالها ثقافة حقوق الانسان.
وكذلك تهتم المجلة بأقسامها المنوعة بكل ما يتعلق بالجاليات على اختلاف انتماءاتهم وعقائدهم الدينيّة والعرقيّة، وتركز المجلة على سبل التواصل بين المجتمعات، واحترام التعدديّة والديمقراطيّة، والمساواة بين الجميع دون تمييز باللون أو العرق أو أي شيء آخر.
$– من شارك في كتابة مواد المجلة، وعلى ماذا سلط المشاركين الضوء خلال كتاباتهم ؟$
هناك مواد مختلفة في المجلة، شارك في كتابتها العشرات من الأكاديميين والإعلاميين والنشطاء وقاموا بتسليط الضوء على مجموعة قضايا، منها اندماج اللاجئين بالمجتمع الألماني، وأنواع الاقامات المتاحة في ألمانيا وشروط الحصول عليها، ومواد عن الكرد في ألمانيا، وعن رؤية الايزيديين لسوريا المستقبل. وثقافة حقوق الانسان، ودراسة عن مشاكل الطلاق، إضافة إلى مواضيع أخرى.
وأضافت: أما الراغبين بالكتابة من القراء فالمجلة تتيح لهم المجال في استقبال موادهم واخضاعها لتحرير دقيق من قبل مختصي التحرير والتدقيق وبذلك تساهم المجلة في تأهيل كتاباتهم بما يناسب قواعد التحرير العامة وتتلاءم مع نهج التحرير المتبع لدى المجلة.
$– ما الفعاليات التي قامت بها “زهرة الزيتون” ؟$
أقامت المجلة عدة فعاليات في ألمانيا لأبناء الجاليات، منها كانت باللغة الكردية ومنها بالألمانية، فقد أقامت بتاريخ 15-12-2018 فعالية ثقافية في جامعة كولن الألمانية، شارك فيها مجموعة من النشطاء والصحفيين بالإضافة إلى فريق موسيقي من الألمان والمهاجرين، حيث تحدث القائمون على المجلة عن نشاطاتهم باللغة الألمانية.
ونوهت: في وقت سابق بالتزامن مع إصدار العدد الأول من المجلة، أقام فريق المجلة ندوة إعلامية للحديث عن مجلة زهرة الزيتون، وذلك في مدينة زولينغن غربي ألمانيا وسط حضور نخبة من النشطاء والإعلاميين من أبناء الجالية الكردية في ألمانيا، كما تطمح المجلة إلى المزيد من المهرجانات والندوات الثقافية والاجتماعية.
– ورداً على سؤالنا عن هوية المشرفين في المجلة، ومن يدير أقسامها، أجابت رودي علي:
تشرف على “زهرة الزيتون” مجموعة من الشابات والشباب الذين يعيشون في ألمانيا بالإضافة إلى زملاء يقيمون في سوريا والسويد ويتم الاتصال بينهم من خلال الإنترنت، والعاملون في زهرة الزيتون ينتمون لجنسيات مختلفة، فيوجد بيننا من هم من أبناء مصر وفلسطين والأردن والعراق وسوريا ودول أخرى، وجميعهم يعملون بشكل طوعي باستثناء بعض العاملين في سوريا والعراق، أما التمويل فهو ذاتي.
وأشارت: يدير المجلة علي عيسو، ورئيس تحرير القسم العربي هو فتاح عيسى، والقسم الكردي هو محمود حسن برازي، بينما أنا رئيسة تحرير القسم الألماني.
هذا ويشرف على التدقيق اللغوي ميديا محمود، ومن أعضاء هيئة التحرير كل من رانيا يوسف، ومانويل فوردرير، ومسؤول التسويق هو عبدو عيسو، ومسؤولة العلاقات العامة هي نورى دلوفاني، بالإضافة إلى المصمم ياسر الساير والمخرج الفني معصوم محمود.
$– وعن الصعوبات التي قد تواجههم خلال عملهم في المجلة، قالت رودي:$
نظراً لأننا نعمل بشكل تطوعي فالصعوبات التي نواجهها هي ايجاد الوقت المناسب والكافي لكل فرد منا من أجل انجاز العمل، فالجميع ملتزم بدوام شبه كامل في الدراسة أو العمل، لذلك نواجه صعوبات قليلة في هذا الشأن. ولكن رغم ما سبق لم نتأخر يوماً في إصدار المجلة بوقتها المحدد رغم الضغوطات التي كنا نعاني منها.
$– كيف كانت ردود الفعل حول إصدار مجلة “زهرة الزينون” ؟$
ردود الأفعال كانت ايجابية جداً وكان الاقبال عليها كثيراً، ولا يزال صدى أعمال زهرة الزيتون حاضرة لدى أذهان القراء وكذلك الجمعيات الألمانية والكردية في أوروبا، حيث نتلقى في البريد الالكتروني بشكل شبه يومي رسائل تطلب منا الاستمرارية في المجلة وطرحها مجدداً بعد أن قمنا بإيقافها مؤقتاً في الشهر الفائت، إلا أننا لم نتوقف عن العمل التطوعي داخل المجلة ونقوم بتحضير أنفسنا لفعالية كبيرة ستشهدها ألمانيا في منتصف آب من العام الحالي وكذلك فعالية أخرى للأطفال في شهر أيلول القادم.
$– بالعودة إلى رودي علي الشابة الكردية الطموحة التي تعمل ضمن فريق مجلة “زهرة الزيتون” ولها دور فعال فيها، حبذا لو تحدثينا قليلاً عن الصعوبات التي واجهتك كما واجهت لاجئين كُثر سواء في تعلم اللغة أو الاندماج … ؟$
بمجرد ما أن يقول المرء أنه هاجر لبلد غريب، ستتكون فكرة واضحة عن هول المصاعب والمشقات التي ستعترض طريقه. الاندماج بمجتمع غريب لا يعرف اللاجئ عنه سوى بعض المعلومات التي سمعها عن طريق الإعلام مهمة صعبة وأن تدعِ شعباً يتقبلك بكل تقاليدك وعاداتك ولغتك وربما مظهرك المختلف وبالمقابل أن تتقبلي أنتِ أيضاً مجتمعاً مختلفاً بعاداته عن التي ترعرعنا بها وأنظمتهم أيضاً عملٌ شاق ويحتاج إلى جهد كبير، فالوضع الاقتصادي البائس الذي يعيشه اللاجئ أيضاً يحول بينه وبين نجاح الاندماج، كما أن الأزمات النفسية والصدمات التي تلقَّيناها كما آخرون من أمثالي إثر رحلة الموت عبر القارب المطاطي كانت كفيلةً بأن تترك فينا بصمةً سيئة الذكريات في أرواحنا وتمنع كثيرين من أن يخطو خطوة إلى الامام دون معالجة من هذه التجارب.
وتابعت: اللغة هي مفتاح الاندماج الناجح، وبالتالي أول حجر بناءٍ لترسيخ الذات في أي دولةٍ كانت تكمن بتعلم لغتها المحكاة، وهذا ما فعلته منذ وصولي إلى ألمانيا، فبدأت باستغلال وقتي منذ أن كنّا نقطن في ما تسمى ملاجئ النازحين، فقد حملتُ في داخلي حلم أن أكمل دراستي فلم آبه للمكان ولا للذكريات السيئة تلك، وأكملت السعي وراء هدفي، فبدأت بمساعدة غيري من الناس عن طريق الدعم المعنوي، كالترجمة واللغة كما التحفيز الذاتي لهم على تجاوز العقبات، وعبر هذه النشاطات تولدت لدي الرغبة لدراسة العمل الاجتماعي.
$– ما هي أهدافك التي تطمحين لتحقيقها في المستقبل ؟$
لا أخفي عليكِ بأن أهدافي تصبُّ في صالح خدمة حقوق الإنسان بشكل عام ولنصرة شعبي المحكوم عليه بالاحتلال من قبل الدولة الفاشية التركية بشكل خاص، كون الناشط الحقيقي في حقوق الإنسان لا يدافع عن مجموعة واحدةٍ من البشر على حساب غيرهم بسبب اختلاف انتمائهم العرقي أو الديني بل يجب أن يكون ممن يناصر حفظ حقوق وكرامات جميع البشر على حدٍّ سواء؛ لذا أتمنى أن أستطيع ولو بجزء بسيط تمثيل صوت الكرد في عفرين ونصرتهم من الخارج، فالعمل الصحيح والحكيم هو من سينقذ عفرين لأن الطاقات الموجودة في شبابنا اليوم إن وضعت في أيادٍ حكيمة ووجهت بطريقة صحيحة ستكون مفاتيح النصر لعفرين.
وأضافت: الثغرات السياسية الموجودة للأسف من قِبَل شريحة الألمان ذوي الخلفية اللاجئة أو المهاجرة بشكل عام كبيرة ويجب املاؤها بحذر وتخطيط سليم، فيجب أن تكون الخطة باغتنام جميع الفرص المتاحة للدخول في التيار السياسي القوي وليس بالبقاء خلف شواغر لا تملك من السُلطةِ شيئاً، ولا بد من الإشارة إلى ان حضور المرأة الكردية في هكذا شواغر قليلٌ نسبياً فيجب تعزيزه ودعمه.
$– من وجهة نظرك؛ هل وصلت الشابة الكردية في الوقت الراهن إلى المستوى المطلوب من الوعي الثقافي والانفتاح الاجتماعي في الخارج ؟$
حركة الوعي والانفتاح الاجتماعي بطيئة نسبياً وأعرف بعض الشخصيات التي من الممكن أن تترك بصمة في المجتمع ولكنها تخشى نظرات وتعليقات البشر كما أن بعضهنَّ مقيَّدو الحركة من قبل أهاليهم فهم لا يعطون الثقة لأولادهم وبناتهم لأن يثبتوا أنفسهم أيضاً خشية عليهم من الآخرين، لكن ورغم ذلك أنظر للأمر بإيجابية ولا أستطيع إخفاء الفارق في حراك الشباب والبنات الكرد على مر العصور وازدياد الوعي بينهم، وهذا ما سيخدم مستقبلنا ككرد.
ولفتت إلى أنهم حاولوا في مجلة زهرة الزيتون مثلاً تسليط الضوء على قصص نجاح شباب وشابات أبدعوا في المهجر وعلى كافة الأصعدة الاجتماعية والفنية والثقافية.
$– هل يتم دعم طاقات الشباب والشابات الكرد في الخارج بالشكل المناسب ؟$
للأسف لا يتم دعم هكذا مواهب أو طاقات شبابية كما يجب وهذا ما يعرقل طريق مسيرتهم سواءً أكانت ثقافية، فنية، اجتماعية أو سياسية..، وإن كانت هناك يدٌ تُمَدُّ لهم بالعون فهي يدٌ ألمانية وبالتالي تعود الفائدة الأولى لهم، وأشارت إلى ضرورة دعم الشباب الكرد المثقفين من قِبَل منظماتنا وحكوماتنا فهم أمل المستقبل.
وتمنّت في ختام حديثها النجاح والتوفيق كما الدعم لفريقها في جمعية زهرة الزيتون كون المساندة للمشاريع الكردية شبه معدوم وهذا يحول بينهم وبين إيصال صوت الكرد للعالم أجمع.
إعداد وحوار: دلناز دلي
[1]