kamil habib
#نفرتيتي# و الأميرة الميتانية تادو-هِبا التي تزوّجت من ملوك مصر (أمِن حوتب الثّالث و أمِن حوتب الرّابع) كُرديتين.
هناك ادلة كثيرة تؤكد على انتماء الأميرة نفرتيتي للميتانين سكان زاغروس الاصليين
هذا ما جاء بالنص في كتاب جرنوت فيلهلم “الحوريون وحضارتهم” ترجمة الدكتور فاروق إسماعيل ص 70 إلى 73 لمن يريد التحقق.. يرجح علماء الآثار أن نفرتيتي نقلت معتقدات شعبها الميتاني إلى الفراعنة وهي عبادة إله الشمس.. ففي قبر أخناتون صورة الشمس المشرقة عبادة الميتانيين في تلك الفترة التاريخية.. العلماء يؤكدون بأنه بعد وفاة نفرتيتي وزوجها عادت العبادة في مصر إلى الآلهة القديمة .
تذكر بعض الرقم التي عثر عليها في تل العمارنة في مصر بأنه في فترة حكم الحوريين لمنطقة شمال سوريا كان المصريون يطلقون على شمال وشمال غرب سوريا اسم (بلاد هورو) .
وبعد عام /1550 ق.م/ بقليل ظهرت مملكة مؤسسة على قواعد حورية تدعى (ميتاني) أو (ميتاهوري) وكانت هذه المملكة أقوى الممالك الحورية ، وقد ناوشت وأحياناً حاربت كلاً من الحثيين والمصريين وهما القوتان الرئيسيتان في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد..
وفي حوالي عام /1472 ق.م/ اصطدم أحد ملوك ميتاني مع تحتمس الثالث ملك مصر، وبعد هذا الصدام الميتاني المصري أرسل أحد ملوك الآشوريين هدية إلى مصر، يظهر من خلالها دعمه لملوك مصر، ولكن بعد هذا التاريخ بزمن قصير استطاع الملك الميتاني (زواستر ، شاوشتر) ضم آشور إلى حكمه…
أما أبرزالآلهة التي عبدها ملوك ميتاني ف
Capture
ي أواخر القرن الرابع عشر قبل الميلاد فهي :ميثرا, فارونا, إندرا, ناستيا، ولا يزال اسم (فارو) المؤنث دارجاً بين الكرد في عموم المناطق الكردية .
الإله (تشوب) إله الطقس وملك الآلهة إله المطر والصاعقة وكانت عبادته تمتد من حلب حتى آسيا الصغرى وحتى (نوزي) شرقي دجلة . الإلهة (خبات) والتي عبدت كقرينة (لتشوب حلب)
الإلهة (عشتار عشتروت). ولكن كانت عبادة (إله الشمس تحتل مركز الصدارة في عبادات الميتانيين ، وفيما بعد احتل هذا الإله مكانة عالمية .
خلال فترة التنافس الحثي الحوري على المنطقة الواقعة بين نهر الفرات والبحر الأبيض المتوسط , كان تحتمس الأول /1497 1482ق.م/ يعد لحملة على شمال سورية بعد أن أحس بتصدع السيادة الحثية , ومع حلول عام /1447ق.م/ أصبحت أغلب المناطق الميتانية في غرب الفرات تحت النفوذ المصري.
إذاً بهذا يمكننا القول بأن الصراع كان مستمراً بين الميتاهوريين والمصريين والحثيين على مناطق كوردستان سورية حتى عهد تحوتمس الرابع عام 1390ق.م .
وبعد دخول تحوتمس الأول إلى فلسطين واجه القوات الميتاهورية حتى سيطرعلى مناطق غربي الفرات , وأصبح المصريون في تماس مباشر مع الحثيين .
وبعد موت تحوتمس تمكن الميتاهوريون من استعادة أملاكهم في المناطق التي تقع غربي نهر الفرات
وبعد ذلك دخل الميتاهوريون في حرب ثانية مع الملك الفرعوني (أمونحوتب الثاني) 1447 1420ق.م . في (قنال) وفيها خسر الفرعون أمام الميتاهوريين .
وفي عام 1411 1397ق.م دخل الملك الفرعوني (تحوتمس الرابع) في مهادنة الميتانيين والتقرب منهم على حساب الحثيين .
فطلب هذا الملك الفرعوني الزواج من إحدى أميرات البيت الملكي الميتاني , وذلك من خلال الرسائل المتبادلة بين تحوتمس الرابع الفرعوني و( شوتنارنا) الملك الميتاني .
وبعد أن استلم الملك الميتاني الرسالة السابعة من الملك تحوتمس الرابع بشأن طلب الزواج , وافق (شوتنارنا) على تزويج إحدى الأميرات من تحوتمس الرابع .
وبهذا ظهرت علاقة قوية وقرابة راسخة بين ملوك الميتانيين وفراعنة الأسرة الثامنة عشر .
وتوجد في متحف برلين لوحات تحمل الأرقام (47 23) هي عبارة عن رسائل أرسلها( توشراتنا ) إلى كل من ( أمونحوتب الثالث وأمونحوتب الرابع أي أخناتون ) وتحتوي هذه الرسائل موضوعات مستلزمات زواج الفرعونيين المذكورين من الأميرات الميتانيات .
وفي عام ( 1370 1336 ق.م ) كانوا يلقبون الأميرة الميتانية ب ( نفرتيتي الجميلة *) وفي عام ( 732 ق.م ) إثر معركة ” قرقر” الثانية فقد الميتانيون ما بقي لديهم من المدن في عهد الملك الآشوري (آشوربال الثالث ) وبهذا أسدل الستار نهائياً على المملكة الميتانية أواخر القرن الثامن قبل الميلاد .
وبعد توسع النفوذ الآشوري في مناطق كوردستان سوريا وانتهاء الإمبراطورية الميتاهورية ،
وفي عام /613 ق.م / انسحب الميديون من آشور مؤقتاً وتتفق الروايات اليونانية مع التوراة في وصف السرور والغبطة عندما سقطت نينوى بيد الميديين .
ففي عام /610 – 595 ق.م / قرر الفرعون المصري (نخو الثاني) تقديم الدعم (لآشور أباليت) وقاد الجيش المصري إلى شمال وشمال غربي سوريا فوصل إلى كركميش لمنع المد الميدي من الشرق باتجاه الغرب ، وفي عام /605 ق.م / قام نابو بولاستر البابلي المتحالف مع الميديين الكرد بهجوم مباشر على الجيش المصري القوي في كركميش “جرابلس حالياً” وقد سجل (أرميا) الحادث كما يلي :
إن إله الجنود يود تقديم ضحية…
في البلاد الشمالية إلى جانب نهر الفرات…
آه أبتها البنت المصرية العذراء …
لقد سمعت الأمم بما لحق بك من عار …
ولقد امتلأت السماء بصراخك …
وذلك لأن المحارب قد اصطدم بمحارب وقد سقطا معاً ..
ومع أن الأبيات الأخيرة تشير إلى أن كلا الطرفين قد لاقيا مذبحة ثقيلة الوطأة إلا أن الجيش المصري هو الذي واجه انكساراً معنوياً ، وهنا يصور أرميا الرعب والهلع أثناء هروب الناجين من الموت ورجوعهم إلى مصر :
لقد هزم محاربوهم وهربوا بسرعة ،ولم ينظروا إلى الوراء لأن الرعب كان يحيط بهم من كل جانب..وبعد هزيمة الجيش المصري استعاد الميديون بلاد أجدادهم الهوريين والميتانين وبلاد ما بين النهرين, بل كافة أنحاء كردستان وكبادوكية (مناطق الحثيين) في أواسط الأناضول حتى البحر الأبيض المتوسط غرباً , وبهذا تشكلت الإمبراطورية الميدية (ميديا الكبرى).
من كل ما سبق يتضح أن تحتمس طلب الزواج وأرسل عدة رسائل ولكن علي ما يبدو أنه لم ينل الزواج من امرأة جبلية،فقط اخناتون هو من فاز بالزواج من السيدة الجميلة نفرتيتي”تتوخبا”[1]