kamil habib
$قصة كورش الكبیر، و نسبه الكردیة، من سلالة الملوك الماددین.$
وفقًا للرواية هرودوت، بعد أن قدم أستياجيس ملك الميديين وسفير الفرس ابنته للزواج من تابعه في بلاد فارس، وهو أميرٌ يدعى قمبيز الثاني، جاء ليلة رأى حلمًا بأن إبنته(ماندانا) قد خرج من حضنها كرمة، فامتدَّت غصونها حتى إنها ظلَّلت آسيا وأقاليمها أجمع،
وقد هالني أمرها، ونهضتُ من فراشي خائفًا مذعورًا، وقد أحضرت الملك كل مبزانین المملكة، لتخبرونه بتأويل رؤياه، فأجابوه: أنَّ الملكة ستلدُ ولدًا يُحَكَّمُ على جميع ممالك آسيا، ويتولَّى على مملكة « مادي ». من « مادي » ولما سمع الملك ذلك راعه جدٍّا، وتأثَّر تأثيرًا شديدًا، وخاف على مملكة تسلُّط الفرس، لكنه كتم ما في نفسه إلى أن جنَّ الليل، وكان عنده رجلٌ من كبار قواده الملك كورش وكان يعتمده في كل أمُوره، فاستحضره في خلوةٍ، وقال له: لقد ،« أرباغوس » يُقال له حيَّرني أمر هذه الرؤيا، فأشر عليَّ بما ترى.
فقال له: يا سيدي! ليس عندي من الرأي إلا أن تستحضر الملكة، وتحبسها عندك فلا تلدُ أبدًا، وإن كانت حاملًا يصيرُ إعدام الطفل بعد الوضع. فاستصوب الملك هذا وكانت حاملًا في أشهرٍ قريبة الوضع، ولما حضرت ،« مندان » الرأي، وأرسل في طلب ابنته يعلمسرَّالمسألة، فعزم على أن يُنذِرها ويخبرها « أرباسيس » دخلت في قصروالدها، وكان بما في نيَّةِ الملك من إعدام جنينها، فأرسل يستأذن عليها بالدخول، فأذنت له وقد سلَّم كل منهما على الآخر بغايةِ كلِّ فرحٍ وسرورٍ، وقد سألته عن الأولاد الثلاثة الذين سلَّمت أمرهم إليه، وقالت له: أريدُ أن أصحبهم معي في هذه المرة. وقد سألته عمَّا يحسنون من العلوم والفنون.
قال: يا مولاتي! إنَّهم في غاية النجابة والذكاء، ولكن كل منهم يميلُ بالطبع إلى علمٍ
« فانيس » يميلُ إلى ركوب الخيل، وتعلُّم فنون الحرب، وأما « بركزاس » من العلوم؛ لأن
فإنَّه « روبير » فإنه يميلُ إلى الفلسفةِ وعِلم الطَّبيعة، والبحث في غوامض الأشياء، وأمَّا
يميلُ إلى فن العيارة؛ لأنه لصٌّمُحتال يقدر على استنباط الحيل الغريبة على صغر سنه.
وإنِّي أرى لو أذنت الملكة بإتمام تعليمهم لكان أوفق!
قالت: شأنك أيُّها الأستاذ وما تُريد، ولما يتم تعليمهم ترسلهم لي، ولكن بدون أن يعلم بهم الملك.
قال: سمعًا وطاعةً! ثمَّ تنفس الصعداء، وقال: يعِزُّ عليَّ أن أخبرك بأمرٍ كتمانه عنك يُحدثُضررًا عظيمًا.
قالت: وما هو هذا الأمر أيها الأستاذ الشفوق؟
قال: يا سيدتي، إنَّ الملك في عزمه أن يُهلك ما في بطنك، وذلك بسبب حُلمٍ رآهُ. ثم أخبرها بكلِّ ما تمَّ، وصمَّم عليه الملك، وكيف أرسل في طلبها لأجل هذه الغاية، « مندان » وأشار عليها بعد ذلك أن تهرب بولدها؛ لأنه سيكون له شأنٌ عظيمٌ، فارتبكت في أمرها المزعج، وقالت: وا ويلتاه! ماذا أصنع؟! وكيف العمل؟! أرشدني إلى طريق الصواب وإلى أين أذهب!
قال: يا سيدتي خفِّضي عنكِ ولا ترتاعي، فعندي رأيٌ مفيدٌ أعرضه عليك، وهو:
أنِّي سآتيك بالدهان الذي استعملناه في إخفاء الأولاد حينما كُنَّا في معبد النار، وبعد أن تطلي به جمسك، وتلبسي ملبوس الخادمات، وسأرُسِلُ أحد خدمي الأمناء ينتظرُك خارج القصر، وتخرُجي ليلًا، والحذر ثم الحذر من أن يعلم أحدٌ بما دار بيننا؛ لئلا يعلم الملك فيُهلكنا جميعًا؛ لأنه مهتمٌّ لهذا الأمر أشد الاهتمام.
ثم ودَّعَها وخرج، ودخلت هي إلى مخدعها، وأخرجت ما يلزم لها في السفر، وطلت جسمها بذاك الدهان الذي أتاها به أستاذها، وكان الخادم في انتظارها خارج القصر، ففتحت النافذة المشرفة على الحديقة الخارجية، ورمت حصاةً، فأجابها من الخارج الخادم، وكان تحت النافذة شجرة مُرتفعة جدٍّا تكاد أن تفوق ارتفاع القصر، وكان اتفاقها مع أستاذها أن تنزل من تلك الشجرة.
والخادم ينتظرها بسُلَّمٍ لتسهيل نزولها إلى أسفل خوفًا عليها أن يلمَّ بهاضرر وهي حامل، وحفظًا للجنين.
بعد انصراف مندان للقصر و استقرارە في ملجأ، و ولدت الكورش، و كبرت ثم شاركت في المعارك، نصرت و احتلت كل من العراق و #كردستان# و مناطق الشرق بما فیها خراسان، وصارت ملك شرق العالم.
المصدر:
زينب فواز: الملك كورش، ط1، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة 2012، ص14-15.
شاهپور شهبازی: كوروش كبیر، ص47-49.
[1]