نظرت الدولة في سورية إلى الهوية الكردية على أنها قضية أمنية؛ واتخذت بناءً على ذلك إجراءات ضد استخدام اللغة الكردية (بوصفها تعبيرًا عن هذه الهوية) وحضورها المُدْرَك في المجال العام. ولم يدخل التمثل الأمني لهذه اللغة حيز الممارسة على مستوى الإجراءات القانونية فحسب، بل تعداه ليمسّ عامة الناس في استخدامهم إياها، معتبرًا ذلك فعلًا شائنًا ينبغي التصدي له في المجال العام. ومع ذلك فقد أمكن، في المناطق ذات الأغلبية الكردية وفي إطار العلاقات المتبادلة، الحد من أثر هذه الإجراءات وتحدّي أولئك المعارضين لاستخدام اللغة الكردية. تستند هذه الدراسة إلى معطيات إثنوغرافية جُمعت خلال مقابلات مع مستجيبين من الأكراد السوريين، وإلى مفهوم السلطة الفوكوي، لتقدّم تحليلًا لمختلف علاقات الإخضاع المتجذرة بعمق في العلاقات الاجتماعية. وهي تهدف بذلك إلى الوصول إلى فهمٍ لعلاقات السلطة يتجاوز حدود علاقة السيطرة ثنائية البعد، وإلى التعرف إلى نوع السلطة التي يمكن أن تمارسها أقلية ما، بوصفها جماعة تواجه إجراءات قمعية، حينما تصرّ على استخدام لغتها الممنوعة وتعيد إنتاجها وتصدّق هذه الممارسات. [1]
=KTML_Link_External_Begin=https://www.kurdipedia.org/docviewer.aspx?id=453941&document=0001.PDF=KTML_Link_External_Between=انقر لقرائة ذوات في فضاءات متنازع عليها: أمننة اللغة الكردية في سورية=KTML_Link_External_End=