#بيار روباري#
إستقبل قائد #قوات سوريا الديمقراطية# (قسد) مظلوم عبدي، يوم الثلاثاء المصادف ل 20-12-2022، رئيس حزب #الاتحاد الوطني الكردستاني# بافل طالباني في مقر إقامته “استراحة الوزير” شمالي مدينة الهسكه. طالباني وصل إلى “استراحة الوزير” على متن طائرة عسكرية يعتقد أنها أمريكية برفقة مدير مكافحة الإرهاب بالسليمانية “وهاب حلبجي”، وبدا الطالباني مرتديآ زيآ عسكريآ وإستقبله مظلوم عبدي والسيدة نوروز أحمد عضوة القيادة العامة لقوات “قسد”.
من حيث المبدأ كإنسان كردي أنا مع أي لقاء كردي – كردي، شريطة أن يكون مثمرآ ويخدم قضية الشعب الكردي ومصالحه وليس مصالح الأطراف المجتمعة أي المصالح الحزبية والشخصية، ولا تكون لقاءت شكلية، وليس بهدف محاربة طرف كردي أخر، ولا يكون اللقاء بتعليمات وتوجيهات من أطراف إقليمية معادية للشعب الكردي وهذه الأطراف معروفة (تركيا، ايران، سوريا).
بافل طالباني هو نتاج تربية والده “جلال الطالباني”، الذي كان مستعدآ لفعل أي شيئ من أجل الكرسي، وبافل هو ابن هذه المدرسة الإنتهازية الرخيصة التي أسسها بالأصل أبو الإنتهازية والمصالح العائلية والتوريث والتنحيس “مصطفى البرزاني”. وعلى نهج والده الإنتهازي باع بافل مدينة “كركوك”، ليفوز برئاسة الإتحاد الطالباني، وأقصى ابن عمه “لاهور شيخ جنكي” الأقدر منه وأكثر حنكة، وليس الأفضل لأن كليهما سيئين حالهما حال الإتحاد البرزاني السرطاني.
لمعرفة أسباب الزيارة وأهدافها، علينا طرح بعض الأسئلة ونحاول الإجابة عليها كي نستوضح الأمر ومن هذه الأسئلة:
1- هل قدم بافل إلى غرب كردستان من رأسه؟
إذا كان قدم فعلآ بمادرة منه، برأي الزيارة تدخل في خانة المناكفة مع عصابة البرزاني وفي النهاية لن تؤدي الزيارة إلى أي نتيجة مثمرة. لماذا؟ لأن قوات قسد والإدارة الذاتية ليسوا في وضع يسمح لهم بخلق أعداء جديد ومشاكل أخرى. ثانيآ، لا مصلحة للشعب الكردي والإدارة الذاتية في غرب كردستان التورط في خلافات ومماحكات القوى الكردية في جنوب كردستان. صراعهما أي المافية الطالبانية والبرزانية صراع مصالح ونفوذ عائلي وأزلي، ولن ينتهي إلا بإنتصار طرف على أخر، وهذا غير مسموح به حاليآمن دول الإقليم، أو ذهاب العائلتين إلى الجحيم وبئس المصير.
2- هل الزيارة كانت بطلب إقليمي ومن هي هذه الجهة؟
هذا ممكن، وإن كنت لا أميل لذلك كون شخصية “بافل” مهزوزة وليست تلك الشخصية القادرة على لعب مثل هذا الدور، فهو ليس بصاحب كريزمة ولا رصيد سياسي له ولا وطني كردي. وثانيآ إن النظام الأسدي والأردوغاني بإمكانهما التواصل مباشرة مع مظلوم عبدي قائد قسد. الأسد يتفاوض مع الإدارة الذاتية بين الحين والأخر ولا أعتقد بافل قادر على تغيير موقف الإدارة الذاتية من النظام، ولن تتنازل الإدارة عن مطالبها وهي في حدها الأدنى، لأن النظام يريد من الكرد العودة إلى ما قبل العام 2011 وهذا غير ممكن ولن يقبل به الشعب الكردي حتى لو قبلت به “قسد” وهذا غير وارد برأي.
النظام الأردوغاني هو الأخر تفاوض مع “صالح مسلم” أكثر من مرة، ودعته الخارجية التركية بشكل رسمي إلى تركيا، ولهذا هم قادرين على التواصل مع الإدارة الذاتية بشكل مباشر إن أرادوا، أو التواصل معهم عبر الأمريكان فذا أفضل لهم وللكرد.
3- ماذا يمكن أن يقدم بافل لغرب كردستان؟
بتقديري الشخصي لا يستطيع بافل تقديم أشياء جدية مثل السلاح الثقيل والنوعي مثل صواريخ مضادة للطيران الحربي والمسيرات التركية وصواريخ مضادة للدروع، أولآ هو نفسه لا يملك مثل هذه الأسلحة وثانيآ هو غير قادر على تأمينها، لأن ذلك ليس سهلآ. وماديآ الإدارة الذاتية لا أعتقد تعاني من نقص في المال. ما يستطيع بافل تقديمه هو تسهيل تنقل كوادر وسياسي الإدارة الذاتية للتواصل مع العالم الخارجي عبر مطار مدينة السليمانية، ولربما التوسط بين الإدارة الذاتية وحكومة العراق لتسهيل بعض الإمور. المشكلة أن الإتحاد الوطني لا يملك حدودآ برية مع غرب كردستان وبالتالي قدرته على الحركة محدودة. ثم بافل نفسه يعاني من مشاكل داخلية مع ايران وقصفها المتكرر، مع الأحزاب الإسلامية، الخلافات الداخلية ضمن العائلة، مشاكل مع البرزاني، مشاكل مع الجيل الجديد وحركة كوران، … إلخ. عمليآ هو بحاجة إلى من يدعمه.
4- هل من نتائج عملية لهذه الزيارة؟
لا أعتقد ذلك سوى المواساة المتبادلة ورفع معنويات بعضهما وهذا مفيد. اللافت في الزيارة هو حضور قائد قوات التحالف الدولي في سوريا والعراق لقاء الطرفين وهذا هو الأهم برأي. ممكن أن ينتج عن الزيارة شيئ إذا كان الطرف الأمريكي هو راعي هذا اللقاء وداعم بالطبع عندها سيكون للقاء مضمون ويمكن أن ينتج عنه شيئ ما. والأيام القادمة كفيلة بأن تجيبعلى ما إذا كانت الزيارة بتخطيط أمريكي أم لا.
في الختام، أتمنى أن تكون اللقاءات الكردية – الكردية دورية وليست موسمية، ويكون لها هدف جدي ومضمون ويحضر له الخبراء والمحترفين، وليس فقط تبويس اللحى وأخذ الصور.[1]