حاجي علو
بدايةً صوم مُبارك وأيامٌ سعيدة على شعبنا #الئيزدي# المضحي بمناسبة حلول موسم صوم ئيزيد, هنا نود إلقاء المزيد من الضوء على مدلولات ومعاني هذه الفريضة الاولى في الدين الداسني القديم والحديث, فبالرغم من أن إسم الصوم وموقعه من السنة قد أوضحا معانيه بصورةٍ لا لبس فيها ولا تشكيك, فلا يزال الكثير من المهتمين يتشككون ويترددون في المعنى الحقيقي فيعزونها إلى ما شاء الله من الإفتراضات الواهية المشوّهة التي فرضتها الإضطهادات ثم تغيرات زمن شيخادي, يدعمها الكتبة الأجانب الذين يجهلون كلَّ شيء عن الدين والتاريخ الئيزدي, يدعمونها بشتّى الإفتراءات المُعادية, إسم الصوم المشتق من إسم الشمس (رؤز رؤزي) يكفي للإستدلال عليه, وموقعه في يوم إستدارة الشمس ينفي أيَّ معنىً آخر, وإختلاف موعد عيده بقليل عن اليوم الفلكي المحدد في 21/ ك.غ, اليوم الأول من شهر دي ماه الكوردي الأول من فصل الشتاء وبداية الجلة وليلة الشفبراة الأصلية, ذلك سببه قِدم الصوم الذي سبق جميع التقاويم والتواريخ التي وضعها البشر لتنظيم شؤونهم بعد تقدم كبير في الحضارة .
كانت المناسبات تحدد في أيام معينة في الأسبوع بالإعتماد على المناخ على مدار العام وليس على التقويم الشمسي على أساس أيام الشهر الذي لم يُخلق بعد ولما إهتدى إليه الإنسان كان قمرياً وفي جنوب العراق, عندما يحل فصل الشتاء يُلاحظون التغيير المناخي فيحددون اليوم الخاص المُسمى في الأسبوع الأول من الشتاء, فكانت أول جمعة في الشتاء, بيلدة بيرافات الأٍسبوع الثاني و البيلندة في الأسبوع الثالث مثلاً, رأس السنة في الاسبوع الأوسط في الربيع ويُختار اليوم المسمى في الأسبوع وهو الأربعاء المحدد حتى اليوم ولا علاقة له بنيسان الميلادي وغير الميلادي الذي لم يكن معروفاً في ذلك الزمن, ولا علاقة لأيٍّ من الكواكب بها ولا بتسميتها ولا تحديد مواعيدها ولم يرد ذكر أيٍّ منها في التراث الئيزدي, المجموعات النجمية المعروفة هي ليست كواكب, بل نجوم مثبة في مواقيت معلومة من السنة تتحرك ضمن المجرة, الذي يجلب الإنتباه إليها وربطها بالصوم هو غروبها سويّةً بالتوازي مع خطوط الطول في سحور أيام الصوم الثلاثة, بينما تكون قد أشرقت بصورةٍ عمودية على خطوط الطول وعلى التوالي الواحدة بعد الأخرى بينها شهر, وهذا لا يعني أن أسلاف الئيزديين لم يكونو يهتمون بعلم الفلك بل هم أوّل الفلكيين الذين إستخدموا التقويم الشمسي, وزرادشت هو الذي حدّدَ أركان السنة الأربعة وهي إستدارتي الشمس والإعتدالين و حتى اليوم هي بداية الفصول الاربعة الإيرانية, وهو الذي وضع اساس التقويم الميلادي المعمول به الآن عالميّاً, الإسكندر لما غلب الفرس جمع كتبهم ونقلها إلى الإسكندرية لتصبح مصدر علوم العلم وقبلة العلماء ولما دخلها يوليوس قيصر في 44 ق ب الميلاد طلب من عالمهم الأكبر تعديل التقويم الروماني المشوه إلى هذا التقويم الميلادي الشمسي الدقيق الذي كانت تستخدمه مصر.
من عالم الدين مروان بابيري والعالمة السنجارية داي بهار, أن القوم لما وجدوا أن الشمس بدأت تنزل والنهار يتناقص بإطراد خافوا كثيراً فصاموا نذراً لأجل الشمس لتعود فعادت وجعل القوم يوم عودته (إستدارة الشمس) عيداً للشمس وفطروا . إكتسب الصوم إسم الإله ئيزيد كغيره من المناسبات المهمة التي نسبت للآلهة اللاهوتية غير المرئية عبر مئات القرون من تغييرات دينية إيمانية إستجدت وأثرت في حياتهم, كان صوم الكورد قبل زرادشت بحسب المصادر الإيرانية جلّتان: الجلّة الكبير 40 يوم والصغير 20 يوماً ستون يوماً شتاءً وستون صيفاً, فكان مستحيلاً على المزارع الكادح إداء عمله الزراعي وهو صائم كل فصل العمل, فضمّنت تعديلات زرادشت الدينيّة إعفاء الفلاحين من الصوم إلاّ ثلاثة أقصر أيام السنة لأجل الشمس (هورمزدا) هذا الإسم يعني شمس الخير/ الحق وليس إلهاً آخر, كلمة كوردية بلهجة الشبك/الهورامان, وترك المتدينون الكهنة المتفرغين للأعمال الدينية تركهم أحراراً في صومهم وهم حتى اليوم أحرارٌ في ذلك نسميهم (جلةكًر) منهم من يصوم الأربعينيّتين ومنهم من لا يفعل ولا لزوم إلاّ للباباشيخ.[1]