بيار روباري
$حلب هويتها كردية وستبقى كذلك$
نلاحظ أن أعداء الشعب الكردي من المستعربين العرب والمستتركين وغيرهم، في كل قضية تاريخية يحاججهم الكرد بها ويقدمون االوثائق التاريخية على كردية هذه المدينة أو تلك المنطقة، تجدهم على الفور نسبوها إلى السومريين، الأشوريين، البابليين، الأكديين، الكلدان والأراميين. هم يظنون إن
Nasnameya Heleb kurdî ye û wisa wê bimîne
قبل الدخول في معنى وأصل تسمية مدينة “حلب” ومَن سماها بهذا الإسم وبناها ومتى بنيت وأسماء أسواقها وخاناتها التاريخية، لا بد من توضيح نقطتين مهمتين لفهم ما حدث وكيف حدث ولما حدث؟
ومن الضروري أن يعي ذلك جميع أبناء شعبنا الكردي وفي مقدمتهم أبناء غرب كردستان:
$النقطة الأولى:$
نلاحظ أن أعداء الشعب الكردي من المستعربين العرب والمستتركين وغيرهم، في كل قضية تاريخية يحاججهم الكرد بها ويقدمون االوثائق التاريخية على كردية هذه المدينة أو تلك المنطقة، تجدهم على الفور نسبوها إلى السومريين، الأشوريين، البابليين، الأكديين، الكلدان والأراميين. هم يظنون إن إرجاع ملكية تلك المدن والحضارات والمناطق لهذه المسميات أو الأقوام تنجيهم وتمنحهم الحق والصوابية. ومن الناحية الثانية هم يدركون أن عامة الكرد لا يملكون المعلومات الكافية عن تاريخهم وتاريخ المنطقة بسبب تزويرهم لتاريخ المنطقة وعدم قدرة الكرد على كتابة تاريخهم. ثالثآ رسخوا تلك الأكاذيب في عقول الكرد من خلال المناهج الدارسية والإعلام والأفلام والمسلسلات والكتب التي كتبوها على هواهم وزوروا كل شيئ بما فيه أسماء الألهة. وللتحرر من الفخ وفضح ذلك وعدم الخوف منه لا بد لنا من وقفة جدية هنا، والحديث بشيئ من التفصيل لتفكيك هذه الطلاسم.
مَن قال أن هذه الأقوام (السومريين، الأشوريين، البابليين، الأكديين، الكلدان) شعوب سامية؟؟
هذا القول يجافي الحقيقة. السومريين لاعلاقة للساميين على الإطلاق بهذه الشعوب والأقوام وهذا ما أكده كل الباحثين في التاريخ السومري وعلى رأسهم (صمويل كرومر). والأشوريين ليس كلهم من أصل سامي، هم ينسبون إلى ملك إسمه “أشور” تمامآ كالشعب السعودي اليوم الذي ينسب للملك “سعود”. فهل كل السعوديين من أل سعود؟ بالتأكيد لا.
هل كان هناك شعب في التاريخ الحديث والقديم إسمه “سعو أو سعودي”. بالتأكيد الجواب لا. وهذا ما ينطبق أيضآ على كذبة “شعب أشور أو أشوري”. لم أجد أي مصدر تاريخي وبكل لغات العالم الكبيرة، أنه كان هناك شعب أشوري ويعيش في منطقة معينة، ثم هاجر إلى ميزوبوتاميا السفلى (بلاد ما بين النهرين). ثم إسم الإمبراطور أو الإله (أشور) أصله (أسور) وهو إسم كردي ويعود في الأصل للمفردة الكردية “أهور – أخور” وتعني الشمس. وهذا لا يلغي أنه كانت هناك هجرات سامية من الجزيرة إلى هذه المنطقة بسبب توفر الماء والكلئ وخصوبة تربتها، هذا إضافة إلى النزاعات التي كانت تحصل بين القبائل في الجزيرة.
البابليين حالهم حال الأشوريين هم عوائل أقامة دويلات في البداية ثم قويت وأقامت دول كبرى حالهم حال عائلة (عثمان) في الأنضول لا أكثر ولا أقل. عندما إقيمت الدولة العثمانية على أنقاض الدولة البيزنطية المسيحية، هل تبخر أهلها؟ الجواب لا. بقيا كل من لم يقتل أو يزبح في أرضهم وفرض عليهم الإسلام واللغة العربية المطعمة بمفردات تركية وكردية ومع عامل الزمن والخوف والإرهاب العثماني الإسلامي تم تتريكهم ومعهم قسم كبير من الكرد.
وهذا ينطبق على الكرد الإيلاميين والسومريين والهوريين الذين كانوا يقطنون هذه المنطقة منذ عشرات ألاف السنيين، وكانوا أصحاب حضارات عريقة يشهد لها كل العالم فجرى لهم ما جرى للبيزنطنيين وخاصة الكرد الذين كانوا يعيشون على أطراف كردستان والمناطق السهلية. بقية نجوا من ذاك المصير بفضل الطبيعة الجبلة لكردستان.
ومثال أخر قبل حوالي مئة عام كنا نحن الكرد في جنوب وغرب وشمال كردستان مع العرب نعتبر عثمانيين، وبعد إنهيار الدولة العثمانية وتقسيم كردستان، الكرد في غرب وجنوب كردستان باتوا عربآ في نظر العرب وفي شمال كردستان باتوا تركآ في نظر الأتراك!! وهذا مجرد هراء الكرد كانوا كردآ ولا يزالون وسيبقون كذلك.
أين ذهب الأشوريين؟ هم عادوا كما كانوا في الأول كردآ، إلا قسم منهم ظل يتمسك بالأشرنة وهؤلاء تركوا كردستان وغادروا إلى امريكا، وهم بالأصل صناعة بريطانية بحتة، وهي التي صنعت لهم علمآ أثناء إحتلالا للعراق بهدف محاربة الكرد، لرفضهم الإنضمام للعراق هذا الكيان اللقيط.
هل رأيتم في الوثائق التاريخية المتعلقة بالدولة الأشورية علمآ عليه رمز يمثل نهري دجلة والفرات؟ أبدآ.
وهذا ينطبق أيضآ على الأكدين أما الكلدان فهم كرد أصلاء اوإعتنقوا الديانة المسيحية لا أكثر ولا أقل. وفيما يتعلق بالأراميين هناك وجهتي نظر الأولى تقول أن الأراميين ليس قومية وإنما فقط لغة. والثانية تقول أنهم شعب مستقل ولربما لهم صلة قرابة مع الساميين في الجنوب ولكن هذا ليس بحثنا.
$النقطة الثانية:$
إستبعاد الشعب الكردي وأسلافه عن أسماء المدن والبلدات والقرى والدول والممالك والإمبراطوريات والإمارات، التي ظهرت عبر التاريخ في هذه المنطقة (الشرق الأوسط)، إضافة إلى أسماء الأنهر والجبال والبحيرات، من قبل المستعربين العرب والمستتركين ومعهم ما يسمون أنفسهم “السريان”، هو عمل مقصود وسياسة ممنهجة ولا يتم ذلك صدفة أو سهوآ، ولأسباب سياسية وعنصرية أهمها:
أولآ، التغطية على وجود الشعب الكردي وأسلافه من (الهوريين، الإيلاميين، السومريين، الميديين، الميتانيين الحثيين، الساسانيين) في هذه المنطقة، لأن أي إقرار من جانبهم بالوجود الكردي ينصف نظريتهم من الأساس، لأنها بنيت على الأكاذيب والتدليس وتزوير التاريخ والحقائق.
ولهذا بذلوا وعلى مدى مئات السنين جهدآ مضاعفآ، وفتشوا في كل مكان لعلهم يجدون شيئآ ولو كان على سبيل الشبه يثبتون به نظريتهم فلم يجدوه، ولذلك لجأوا إلى خلق الأكاذيب وإختراع القصص والرويات التي لها اول وليس أخر، ومع ذلك فشلوا في إثبات سريانية وعروبة مدينة حلب، وإليكم بعضآ من القصص والرويات الكاذبة:
1- إسم مدينة مأخوذة من المفردة السريانية (حلبا) والتي تعني المدينة البيضاء. وهذا التفسير هو الأكثر شيوعآ ويتبناها الوسط الثقافي والسياسي السوري بشكل عام، ويروج له بشكل مدروس من قبل النظام البعثي العنصري منذه أكثر من ستين عامآ.
+ من يعرف جغرافية حلب المدينة القديمة ومحيطها، يعلم حق العلم كذب هذا الإدعاء. لماذا؟ لأن كل الأراضي الزراعية التي كانت تحيط بالمدينة أكثرها تربتها حمراء. وحتى جزء كبير من الجزء الشمالي عند منطقة حريتان ونغيبل. هناك منطقة أرضها تميل للبياض وتبعد عن المدينة عدة كيلومترات أطلق العرب عليها تسمية الشهباء، وهي منطقة كردية خالصة وجل أراضيها أملال لعائلات كردية إقطاعية.
إن إطلاق تسمية الشهباء على المدينة هو نوع من التحبب، كما قيل عن دمشق الفيحاء أو الجلق. هذا لقب ولا علاقة له بالإسم التاريخي للمدينة ولا معناه ولا أصله. الشاعر عندما يكتب قصائد شعر في مكان ما أو مدينة، يكتب أحاسيسه ومشاعره الشخصية تجاهها، ولا يمكن إعتبار ذلك تاريخآ. أنا كتبت عدة قصائد عن عاصمة كردستان مدينة (آمد) باللغة الكردية والعربية، هل يمكن إعتبار تلك القصائد جزء من تاريخ المدينة؟ الجواب لا.
2- خير الدين الأسدي قال: أن أصل كلمة حلب يعود إلى (حَلْ رب) فيقال (حَلْ لَب) حيث أن معنى كلمة “حَلْ” هو المحل وكلمة “لَبْ” هو التجمع، فيصبح معنى الكلمة “موضع التجمع”.
+ يمكن قبول هذه القصة أو الحكاية على سبيل النكة وإن كانت سمجة. لماذا أقول ذلك؟ لأنه لا أساس له على الإطلاق ومجرد إختلاق هدفه تزييف الواقع والتغطية على الحقيقة. ثم مكان تجمع مَن وماذا؟؟ المواشي، المياه، البشر، العسكر، المسافرين؟ أعتقد أن البشر إن أرادوا التجمع فبإمكانهم التجمع في مكان شاؤوا.
3- كتب آخرون أن أصل كلمة الشهباء يعود إلى بقرة شهباء قيل أن النبي (إبراهيم) كان يحلبها فقيل حلب الشهباء.
+ في الحقيقة هذا الكلام السخيف يخجل المرء سرده على أسماع الأطفال، حتى لو على صيغة خرافة
أو حكاية من حكايات الجدات قبل النوم.
4- قالو أيضآ أن كلمة حلب مأخوذة من اللغة العمورية وتعني معادن الحديد والنحاس.
+ حسب معلوماتي الأكيدة، أنه في كل سوريا لا يوجد معدن الحديد سوى في منطقة عفرين وأيضآ بنسب ضئيلة جدآ، ولهذا ظلت سوريا وعلى مدى مئة عام هو عمرها تعاني من نقص الحديد والإسمنت.
5- كما قيل أن إسم حلب ذكر في الوثائق الحيثية تحت إسم (خلب) وفي الوثائق المصرية عرفت باسم (خالوبو) وفي الوثائق الكلدانية والأكادية عرفت باسم (خلابة – خلاب – خلبو).
+ يا ريت أصحاب هذا الرأي قدموا لنا تلك الوثائق مادام يملكونها كي نطلع عليها نحن والقراء الكرام. هل تظنون لو كانت هناك فعلآ وثائق تثبت، لبقيا العالم العلمي والبحثي ساكتآ؟ ثم أين توجد تلك الوثائق في المتحف السوري؟ البريطاني؟ أم الفرنسي؟ أو الألماني؟ إنه مجرد كلام في الهواء لا أكثر.
6- هنال من يقول أن التسمية أخذت من المفردة العربية (حلبة)، أي حلبة المصارعة والمبارزة ويفسر ذلك بأن موقع المدينة تكاد تكون على شكل حلبات.
+ الذي أطلق الكلام يهزي بكل معنى الكلمة، ويوافقني كل من عاش في مدينة حلب على الأقل فترة قصيرة. جغرافية مدينة حلب مزيج من التلال والمنخفضات وفي أجزاء منها مستوية، ولا يوجد فيها حلبات، هذا مجرد أهواء وأراء شخصية.
***********
أصل إسم حلب ومعناه:
وفق وثائق منظمة “يونسكو” للبحوث التاريخية والأثرية والتي مقرها في باريس، تعد مدينة حلب أقدم مدينة في العالم حيث يعود تاريخها إلى (12200) أثنى عشر الف ومئتي عام، أي أنها أقدم من مدينة “أريحا” بي (1600) سنة وأقدم من دمشق بثلاثة (3000) ألاف سنة.
السؤال الجوهري هنا هو:
مَن هي الأقوام والشعوب التي كانت تقيم وتعيش في هذه المنطقة قبل (12200) عام؟
الشعب الوحيد الذي كان يعيش في هذه المنطقة التي يطلق عليها اليوم إسم “سوريا” في تلك الحقبة، هو الشعب الهوري – أسلاف الإمة الكردية فقط. وعودوا إلى إمهات كتب التاريخ وإبحثوا كما تشاؤون، ولكن ليس تلك الكتب التي دونها المستعربين والمستتركين والفرس، لأنهم محتلين إستيطانيين ومغتصبين لآرض الكرد، ولهذا لا يأخذ برأيهم قطعآ.
إسم مدينة حلب مأخوذة من المصطلح أو التسمية الكردية “هلاجه” وفي الحال نشرح معناها باللغة الكردية، وكيف تطورت التسمية وتحورت مع الزمن وأخذت هذه التسمية. وإسم مدينة حلبجة الكردية الواقعة في جنوب كردستان والتي كانت ضحية للقصف الكيماوي الصدامي، أهي الأخرى تسميتها مأخوذة من هذه المفردة، ولكن مع فارق واحد هو (تصغير الإسم) وهذا مرتبطة بصغر المدينة لا أكثر.
Navê bajarê (Heleb) ji têgîna kurdî “Heleçe” çûyî û herwisa navê bajarokê (Helepçe), yê kû li Başûrî Kurdistanê dikeve ew jî ji vê têgînê çûyî, lê bişêwakî biçûkirin, jiber bajarokek biçûk e. Peyva “Heleçe” tê wateya (hêrmî) û wek em zanin ev herêm berê bi heleçeyan binavûdeng bûye.
Têgîna (Heleçe) pir kevine û bi demê re peyva (hêrmî) şona wê girtî, jiber wê piraniya kurdan vê peyvê nasnakin. Wek em hemû dizanin tîpa (ç) di zimanê Erebî de nîne. Ereban jibûna kanibin vî navî bikar hûnin naçer man tîpa (ç) bi tîpa (b) bigharin û ev jî tiştek rawa ye. Yanê ev guhartin ne bi xerabî kirinî. Herwisa navê welatê Çînê jî wisa tîpa (ç) bi tîpa (s) guhartin guhartin û navê wê kirin (Sîn). Em Kurd ji vî welatî re dibêjin “Çîn””û peyva Çînko ji navê Çînê hatî.
Bi demê re Ereban tîpa (h) ya kurdî bi tîpa (ح) ya erebî guharîn jibûna kanin vî navî bihêsan bikar hûnin û bilêvkin.
Heleçe —– Heleç —– Heleb – حلب
Bajarê Helebce: مدينة حلبجة
كلمة “هلاجه” الكردية تعني الإنجاص، وهذه المنطقة كانت في تلك الأزمنة معروفة ومشهورة بهذه الفاكهة اللذيذة ومنها إشتق إسم مدينة حلب. حيث العرب قاموا بتبديل حرف (چ) الكردية بالباء بسبب عدم وجود هذا الحرف في اللغة العربية وهذا أمر طبيعي، ونفس الشيئ فعلوا مع إسم جمهورية الصين لأنه يبدأ بنفس الحرف (چ). ومع الزمن بدلواحرف (ه) بحرف الحاء لتسهيل النطق، وهكذا أصبحت ينطق ويكتب إسم المدينة بصيغتها الحالية “حلب”.
وبالمناسبة إسم مدينة “حلبجة” الكردية الواقعة شمال مدينة السليمانية بجنوب كردستان مأخوذ من نفس المفردة.
العديد من الشعوب المجاورة للشعب الكردي لا تملك حرف (ح) العربي حالهم حال الكرد، فيلفظونها (خلب) مثل الإخوة الأرمن الذين لا يتقنون اللغة العربية، ومن هنا ورود إسم مدينة حلب بصيغة (خلب) وهذا أمر طبيعي للغاية. ولفظة (خلبو) هي تصريف للكلمة وفق قواعد اللغات الأخرى غير العربية مثل الأرمنية وغيرها من اللغات.
أصل ومعنى إسم نهر قويق:
كان هذا النهر إلى قبل عام 1950 كان يُغذي مدينة حلب بالمياه، وأول مرة ورد إسمه في الوثائق بشكل مكتوب كان ذلك قبل (500) عام ق.م، وجاء على ذكره المؤرخ الأثيني “اكستوفون” ودون إسمه تحت مسمى “كاليس” وهو الإسم الصحيح والحقيقي للنهر نسبة إلى مدينة (كلس) الكردية في شمال كردستان، لأن المدينة معروفة بحجرها الكلسي. والنهر ينبع من أطراف المدينة التابعة لمحافظة ديلوك “عينتاب” ويبلغ طول النهر الإجمالي (129) كم، و(110) كم منها تقع في الأراضي السورية، حيث يصبّ النهر في منطقة “المضخ”. وقديماً كان يُسمى هذا النهر (بالنهر المقدس) ويُحرم إصطياد الأسماك فيه.
والمنابع الثلاثة التي تجتمع في شمال كردستان وتشكل النهر قبل دخوله لغرب كردستان تسمى “سينكا-سيغا” وتعني ذات العيون الثلاثة أو الذو ثلاثة منابع، ومشتقة من كلمة (سيه كاني).
Sê + kanî —— Sêkanî —– Sînka.
Sê + geh —— Sêgeh
لقد توقف النهر عن الجريان إلى سوريا تماماً في عام 1950 بسبب إقامة تركيا سدود عليه بعدما ضربت الحكومة التركية عرض الحائط باتفاق (فرانكلين – بويون) الذي أقر في العشرين من تشرين الثاني عام (1921)، والذي يقضي بتوزيع مياه نهر (كاليس) بين الجانبين السوري والتركي وفق نسب محددة، وفي العام 1925 حولت تركيا مجرى النهر الذي ينبع من مكان بالقرب من مركز ولاية (ديلوك -عنتاب) إلى الأراضي التركية بالكامل.
أما بالنسبة للتسمية الحالية “قويق” فلا يوجد أية معلومة تاريخية مثبتة وموثقة حولها، وما أورده بعض المؤرخون من أسماء مختلفة فهي في الحقيقة غير دقيقة من الناحية العلمية والأثرية وإنما تشكل نوعاً من الاجتهادات الشخصية ليس إلا. البعض الأخر أرجع هذه التسمية للضفادع والأصواتت التي تصدرها، هذا أيضآ من بنات أفكار عامة الناس ولا يمكن أخذ ذلك على محمل الجد. عادة الذين يطلقون الأسماء على الأنهر هم أهل المنطقة التي ينبع منها النهر وليس سكان دولة المصب.
أشهر أسواق حلب ومعاني أساميها:
قبل الحديث عن الأسواق ومعاني أسمائها، لا بد من توضيح صغير، في الماضي لم يكن كلمة السوق متداولة مثل اليوم، وإنما كلمة (بازار) هي التي كانت سائدة، ومنها إشتقت كلمة “باژار” أي المدينة بالكردي، والإسم لكلمة المدينة في اللغة الكردية هي (شار).
Bazar —– Bajar —– Bajarok.
سوق الزرب:
تسميتها الصحيحة والحقيقية هي (زيرأب) وتعني ماء الذهب وهي مفردة كردية مركبة. الأولى (زير) أي الذهب والثانية (أپ) وتعني الماء. وإسم الموسيقار الكردي الشهير إبن الموصل الكردية “زرياب” والذي وضع جميع المقامات الموسيقية، إسمه هو الأخر مستمد من هذه التسمية أو المصطلح وإن كان ذلك هو لقبه وليس إسمه الحقيقي.
بعض المستعربين حاولوا أن يتذاكوا فقالوا: كلمة زرب هي تحوير (عثماني) لكلمة ضرب. لكن هؤلاء المغفلين نسوا أن الأواني لا تضرب وإنما تطرق، والعلمة المعدنية تسكب. والأن سأشرح الكلمة باللغة الكردية.
Peyva “Zêrap” têgînek lêkdirev e û tê wateya ava zêr (zêrav). Di kurdiya kevin de navê avê (ap) bûye. Jiber wê navê herêma Pakistanî (Pêncap) ji wir hatî û navê wê bi kurdiya hîro pêncav e.
Zêr: ذهب Ap: ماء
سوق النشابين:
يعود تسمية هذا السوق إلى مادة النشا، وهي مفردة كردية معربة وتسمى بالعربي النشادر.
سوق القصابية:
القصاب تسمية كردية معربة وبالعربي تعني الجزار أو اللحام. وقبل عشرين أو ثلاثين عامآ لم يكن هناك شخص في حلب أو دمشق وغيرها من المدن السورية كان يستخدم أحد كلمة الجزار أو اللحام. الجميع كان يستخدم تسمية القصاب. وهناك عائلة كبيرة في حلب تحمل هذا الإسم، كون هذه العائلة كانت تمارس مهنة القصبنة، أي بيع اللحم بالمفرق.
Qesab: الجذار. Qesabgeh: محل الجذارة
سوق البهرمية:
تسمية كردية معربة وتعني كوكب “المريخ” ولكن الكلمة غير معروفة بين الناس وغير متداولة كثيرآ ولهذا القليلين منهم يعرفون معنى التسمية.
سوق الصابون:
الصابون مفردة سومرية – كردية معربة. الأوروبيين هذه التسمية من الكرد والتي تعني التنظيف، وتم اختراعه قبل 5000 سنة، إذ وجدت ألواح طينية سومرية جنوب بلاد الرافدين تحتوي على طريقة صناعة هذه المادة، التي انتقلت بعد ألفي سنة إلى الفينيقيين، الذين كانوا يصدّرون الصابون عبر سفنهم، وإزدهرت تجارته في موانئهم.
سوق الباذستان/ البازرجية:
هذه التسمية كردية معربة وتعنى ملتقى التجار أو أرض تجمع التجار.
سوق الأبارين:
لفظها الصحيح أف-نارين والعرب أطقوا عليه مؤخرآ تسمية العطارين، كون السوق مختص بالعطور.
سوق الطرابيش:
الطربوش مصطلح كردي رصين وقديم جدآ ومعرب، وهو مركب من لفظتين الأولى (سر) بمعنى فوق والثانية (پوش) وتعني الغطاء. وبهذا يكون معنى المصطلح غطاء الرأس.
Ser + poş —- Serpoş.
وعندما صنعت أغطية الرأس من مواد لينة مع الزمن سمي هذا الغطاء (تر- پوش). مفردة “تر” تعني اللين.
Ter + poş —- Terpoş.
سوق الجوخ:
الجوخ مفردة كردية معربة، وهي عبارة عن نوع من القماش الجيد والغالي. ولهذا عندما يصرف أحدهم نقوده بإصراف يقال عنه شخص جخيخ في كل سوريا أي بمعنى يصرف نقوده على الأشياء الثمينة.
سوق خان الجمرك:
كلا المفردتين “خان” و”الجمرك” كرديتين معربتين. الأولى تعني (فندق) أو بيت للمبيت أثناء السفر بين المدن وكانت توجد على جنبات الطرقات الطويلة وأيضآ في المدن. عادةً كانت تتألف من جزئين الأول خاص بالبشر والثاني بالدواب.
أما مصطلح الجمرك تعني شرطة الحدود التي تأخذ الضرائب عن المواد المستوردة وفق لوائح معينة وتتبع جهاز مركزي. طبعآ العرب بدلوا حرف (گ) الكردي بحرف (ج) بسبب عدم وجود هذا الحرف في الأبجدية العربية.
Gumrik —– gumrikgeh.
الأخيرة تعني نقطة الجمارك أو مكتب الجمارك. في منطقة توجد قرية إسمها (گمروك).
إذا لاحظتم معظم أسماء الأسواق في مدينة حلب ذات هوية كردية واضحة وجلية، ولليوم الكثير من الخانات أيضآ تحمل أسماء كردية عريقة ورصينة، وهذا لم يأتي من الفراغ وإنما كان نتيجة طبيعية للوجود الكردي القديم في هذه المدينة والبلاد. وهذا الوجود ظل مستمرآ للأن ولم ينقط عبر ألاف السنين، ولا يمكن محو هذا التاريخ من خلال الأكاذيب وإختراع القصص الروايات المنافية للحقيقة على الأرض.
في الختام، إذا نظرنا إلى محيط مدينة حلب سنشاهد أكثريته ريفه كردي، خذوا مثلآ ادلب مدينة كردية، عفرين، الباب، منبج، ترفاد (تل رفعت)، إعزاز ودارزيه (دار عزة)، كوباني، عين عيسى، منطقة الشهباء، …. إلخ كلها مناطق كردية. فبعد كل هذا كيف يمكن أن يدعي بعض المستعربين أن حلب مدينة عربية؟؟
رسالتي إلى اولئك المعادين لشعبنا الكردي بمختلف هوياتهم وتسمياتهم أن يكفوا عن أكاذيبهم لأنها لن تنطلي على أحد ولن تستطيعوا خداعنا. ورسالتي الأخرى هي لأبناء شعبنا الكردي وفي مقدمتهم أبناء غرب كردستان، لا تعطوا بالآ لترهات اولئك المزورين للتاريخ، وإعلموا جيدآ أننا نحن الكرد أصحاب هذه الأرض ولسنا ضيوفآ عليها، ولا مهاجرين ومستوطين مثل العرب والأتراك.
30 – 08 – 2021
===================================================
المراجع:
1- زبدة حلب من تاريخ حلب.
المؤلف: كمال الدين أبي قاسم.
الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت.
الطبعة الأولى عام 1996.
2- أقدم ما عرف عن تاريخ حلب من الألف الثالثة حتى العهد السلوقى.
المؤلف: صبحي الصواف.
الناشر: مطبعة الضاد، عام 1952.
3- معجم البلدان.
المؤلف: ياقوت بن عبد الله الحموي.
الناشر: دار صادر – بيروت.
المجلد الأول عام 1977.
4- كتاب تحف الانباء فى تاريخ حلب الشهباء.
المؤلف: الدكتور بيشوف الجرمانى.
الناشر: دار المطبعة الادبية – عام 1880.
5- نهر الذهب في تاريخ حلب
للمؤلف: كامل بن حسين بن مصطفى بالي الحلبي.
الناشر: المطبعة المروانية – حلب – عام 1926.
6- أرواق الذهب فيما كتب عن حلب.
المؤلف: عامر رشيد مبيض
دار النشر: دار غار حراء- دمشق.
7- أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للجغرافي.
المؤلف: محمد بن أحمد المقدسي.
دار النشر: برين مدينة ليدن عام 1877.
8- وثائق تاريخية عن حلب.
المؤلف: فردينان توتل اليسوعي.
الناشر: المطبعة الكاثولوكية للآباء اليسوعيين – بيروت عام 1962.
9- بغية الطلب في تاريخ حلب.
المؤلف: ابن العديم.
حققه وقدمه: سهيل زكار.
الناشر: دار الفكر – بيروت.
10- صفحات من كتاب تاريخ حلب.
المؤلف: أردافازت سورميان – مطران الأرمن.
الناشر: دار النهج.[1]