$#القضية الكوردية# والمستقبل :- كامل سلمان$
القضية الكوردية من أهم المشاكل التي تشغل بال وتفكير قيادات الدول الأربعة المحيطة بكوردستان وهي تركيا وايران وسوريا والعراق ، فهذه الدول الأربعة تقودها ثلاثة قوميات متصارعة فيما بينها على طول التأريخ ومازال الصراع القومي بين هذه القوميات قائم لحد يومنا هذا ، وهو صراع دموي فيه حقد دفين ، فالقومية الفارسية تكني العرب بالقوم الحفاة إستصغاراً بهم وأحتقاراً ويكنون الترك بالبرابرة ، والعرب يكنون الفرس بالمجوس عبدة النار وهكذا ، ولكن هذا الصراع يتحول فجأة الى إخاء ومحبة عندما تصطدم بالقضية الكوردية ، فهذه الدول مهما اشتد بينها العداوة والبغضاء فإنهم أصدقاء وأخوة ضد الكورد يتشاورون بينهم ويتبادلون الوفود والمعلومات الاستخباراتية بما يخص الكورد ، ولكن رغم ذلك فأن القضية الكوردية دائماً ماتسبب لهم صداع قوي والسبب ان القومية الكوردية الموزعة في هذه الدول الاربعة اعداد نفوسها كبيرة جداً واراضيها واسعة تضم سلاسل جبلية شاهقة ولها ثقافتها الخاصة وشخصيتها الميزة ، فمن المستحيل ان تستطيع هذه الدول حسم القضية الكوردية بالقوة او ان تحاول إلغاء وجود لشعب وأمة بهذا الحجم ، ، فبما ان الكورد قد ابتلوا بهؤلاء الاعداء منذ فجر التأريخ كذلك اليوم هؤلاء هم مبتلين بالكورد ، فلا راحة لهم مادام الكورد موجودين ، وهم يعلمون علم اليقين ان زمن الإبادات الجماعية قد انتهى ، تلك الإبادات التي تعودوا ارتكابها ضد الكورد ، واي دولة من هذه الدول الاربعة غير قادرة على حسم الوضع الكوردي في داخل حدود بلدانها . لقد جربوا كل شيء ومازالوا يجربون ، وعندما اقول جربوا لأنني على يقين ان اي فعل قام به صدام او بشار او اوردوغان او قادة ايران او من سبقهم إنما بأتفاق مسبق بين قيادات هذه البلدان ودوائرها الاستخباراتية ومؤسساتها العسكرية ، وللأسف صدام حسين كان اكثرهم غباءاً لأنه هو من قام بمعظم التجارب على حساب الشعب الكوردي من قصف كيمياوي الى تهجير الى إبادات جماعية بينما كان الاخرون يفعلونها بشكل خفي ، إذاً هم ايضاً مبتلون لأنهم لا حلول حاسمة عندهم وقد أثبتت تجارب القرن الماضي ذلك ،،،، هم اليوم امام مجموعة خيارات احلاها مر ، فأن اعطوا للكورد حق تقرير المصير فهذا يعني نهايتهم ونهاية بلدانهم حسب تصوراتهم ، وان تركوا الكورد ضمن حدود الاقاليم ، فقد جربوا اقليم كوردستان الذي اصبح غصة في افواههم بعدما رأوا هذا الاقليم ينمو بسرعة وحتى اسرع من بعض الدول المعتبرة ، وان حاولوا الضغوط القصوى فلم يعد للضغط قيمةً واعتباراً ، كل السبل مسدودة امامهم وكل الحلول عصية عليهم في عصر يرى فيه العالم والرأي العام العالمي كل صغيرة وكبيرة فأي حماقة عسكرية تخرج منهم ستكون مكشوفة امام العالم وعواقبها تكون وخيمة عليهم ، ومما زاد من الصداع عند قيادات هذه الدول هي الازمات الاقتصادية المتصاعدة والغليان الشعبي ضد انظمتهم بالاضافة الى تأثير النزاعات الدولية والتوترات الاقليمية ، فلا تتصوروا ان الكورد وحدهم في حالة صداع من وراء هؤلاء الاعداء التأريخين ومنغصاتهم العدوانية المستمرة بل ان الصداع عند هؤلاء أكبر و يزداد مع كل يوم جديد ، خاصة وهم يشاهدون الكورد يخطون خطواتهم بثقة وبثبات نحو بناء كيانهم المستقبلي وان كانت الخطوات بطيئة الا إنها راسخة بإتجاه الطريق الصحيح . .
ان كل ما يستطيعون فعله هو مشاغلة القيادات الكوردية والأمة الكوردية عن اهدافها وتأخير وعرقلة وصولهم الى مرحلة بناء كيانهم المنشود وذلك من خلال التهديد والوعيد والقصف هنا وهناك وخلق الاعذار للضغط على الكورد و مشاغلتهم ، فكل منهم يتفنن بأسلوبه الخاص بالضغط و المشاغلة ، وكأنهم يقولون للكورد وللمجتمع الدولي لا نطيق الحرية للكورد ، فيسخرون كل امكانياتهم لتحجيم الكورد عن تطلعاتهم المستقبلية ، وقد يكون هذا هو افضل ماعندهم من حلول في الوقت الراهن لأنه اي حل فيه حماقة سيكون ثمنه كبير وكبير جداً وهم يعلمون ذلك ، والعجيب ان غالبية شعوب هذه البلدان يكنون الحب والاحترام للكورد ويتمنون التواصل والتصاهر مع الشعب الكوردي على العكس تماماً من حكوماتهم ، فالكورد اليوم لهم امتدادات في جميع انحاء الكرة الارضية والثقافة والاعلام الكوردي اصبح له وزن ثقيل والجاليات الكوردية في دول المهجر اصبحت لوبيات مؤثرة وهي تتوسع بأستمرار ، ولكن ما يؤلمنا جميعاً هو الموقف المتراخي للقيادات الكوردية امام حملة الضغوطات والتهديدات التي تمارسها الأنظمة القمعية في هذه الدول مجتمعةً بحق الكورد ، واريد ان اقول للقيادات الكوردية ان اعداءكم في عجز تام عن فعل اي شيء حاسم وما هذه الجعجعة التي تسمعونها الا دليل الشعور بالعجز ، وما يفعلونه الآن من صيحات وتهديدات وعربدة وتخويف هو قمة ما يستطيعون فعله ، فالقضية الكوردية اصبحت اكبر من قدراتهم التخطيطية ، فهم يعانون من الفشل ، وها هي شعوبهم تتمرد عليهم واوضاعهم الداخلية كل يوم تترهل وتتفتت ، فحافظوا على وحدة وصلابة الشعب الكوردي ووحدة وصلابة قياداتكم ولا تستسلموا للضغوطات فالشعب الكوردي تجدونه خلفكم ، فمهما فعل اعداء الكورد فهذا الزمن زمن الكورد شاءوا ام أبوا . . الزمان أختلف الآن عن ذلك الزمان الذي كان فيه صدام حسين يقصف كوردستان بالاسلحة الكيميائية بالعلن وامام مرآى العالم ، اليوم عيون المجتمع الدولي مفتحة على ما يجري للكورد من ظلم وجور والاعلام العالمي يراقب عن كثب ما يحدث من تغيرات بالشرق الاوسط فمنطقة الشرق الاوسط لابد ان يصيبها التغيير لأنها منطقة غير قابلة للاستقرار ، وهذا التغيير سيشمل زوال انظمة وقد يكون زوال دول بعينها وولادة دول اخرى ، فهناك خلل كبير في الوضع السياسي والاجتماعي في هذه المنطقة يعرفه اصحاب الشأن ، لقد اعتقدوا سابقاً ان تغيير نظام الحكم في العراق هو الحل لكنهم ادركوا الآن الخلل اكبر من ذلك … لا خوف على كوردستان ولا خوف على الكورد فقد خرج الكورد من دائرة المصير المجهول الذي كانوا يعانون منه لعقود طويلة ، فالكورد اليوم أمة يشهد لها القاصي والداني ، ولكن نحن بحاجة الى موقف صلب ضد كل من تسول له نفسه المساس بأرض كوردستان وشعب كوردستان ونحن بحاجة الى وحدة الكلمة ووحدة الصف ولا مجال للتهاون بمصير كوردستان ومصير الامة الكوردية ، فالمستقبل لا يحتضن الفرقاء المختلفون وقد يبتعد عنهم قليلاً ويخسرون فرص لن تُعوض ، فلا تكونوا بفرقتكم سبباً للتأخر عن احضان المستقبل المنشود . فالمستقبل بأنتظاركم .[1]