مرت أربع عقود على مجزرة ” كابرش” التي شهدتها مدينة قامشلو على يد مجموعة من مجرمي دائرة الحرب الخاصة التركية، وبالتعاون والتنسيق المباشر وقتها مع أجهزة الأمن والمخابرات السورية، وراح ضحيتها ستة عشر شخصا من بينهم ستة كوادر من تنظيم كاوا، وتسعة أشخاص من عائلة كابرش أصحاب المنزل، حيث كان أعضاء التنظيم في ضيافة العائلة.
ففي ليلة الثاني عشر من شهر كانون الأول عام 1980، قامت مجموعة من دائرة الحرب الخاصة التابعة للقيادة العامة للجيش التركي، وبالتعاون مع مجموعة من المخابرات السورية، وبعض المتعاونين الكرد بمداهمة ومهاجمة أحد المنازل في قرية جرنك التابعة لمدينة قامشلو، وقتل جنود الاحتلال التركي ستة كوادر من تنظيم كاوا، وتسعة أفراد من العائلة أصحاب المنزل.
في تلك المجزرة المروعة والتي راح ضحيتها ستة عشر شخصاً “خمسة عشر شخصا بينهم سيدة حامل في الشهر الرابع” ونجا منها شخص “هيبت أجيك غوز” وحيد، لكن نجاته كانت معجزة بعد أن أصيب بأربع عشرة طلقة في مناطق متفرقة من جسمه، وحتى بعد إصابته حاول النظام وقتها تنظيم صفقة مع تركيا لمبادلة “هيبت” ببعض المطلوبين من “الإخوان” في تركيا، واللافت أن المجزرة كانت بعد ثلاثة أشهر بالتمام من انقلاب أيلول العسكري السيء الصيت.
الضحايا بالاسم هم كل من “حسين أرسلان عضو اللجنة المركزية لمنظمة (كاوا)، محمد أمين مولتو عضو اللجنة العسكرية للمنظمة، نجلا باكسي مسؤولة لجنة المرأة في المنظمة، (وكانت حامل في الشهر الرابع) ومحمد دورسون، مسلم يلدز وحسان أتيش، الأعضاء في المنظمة، إضافة إلى أصحاب المنزل، رمضان كابرش وأبنائه: آزاد، حنيفة، شكرو، خوشناف، أمينه، عبد الكريم، وفرهاد كريم وكاوا كريم”.
الشاهد الناجي “هيبت غوز” وشهود عيان آخرين أكدوا مشاركة القوات التركية الخاصة، والاستخبارات السورية في محاصرة المنزل، وإحراقه وقتل من فيه، لتكتمل صورة التعاون الوثيق بين نظامين دمويين عندما يكون الهدف الإرادة الكردية الساعية إلى الحرية والحياة.[1]